أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: صراع في السماء الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 14:11
الجانب الإسرائيلي سياسياً :
لم يكن الموقف السياسي الإسرائيلي قبل حرب الأيام الستة مبنياً على التداعيات التي ترتبت على الحشود المصرية فى سيناء أو إغلاق خليج العقبة. وإنما كانت السياسة الإسرائيلية امتداداً لتنفيذ المخطط الذي وضع فى المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقده هيرتزل عام 1897.
فلما جاء عام 1967 بالتوتر الحادث على الحدود السورية تلقفت القيادات الإسرائيلية الفرصة وبدأت على الفور فى التخطيط والتجهيز لشن الحرب التي تحقق أهدافها فى التوسع الجغرافي .. وكان المطمع الأكبر بعد الانتصار فى تلك الحرب هو الفوز بالضفة الغربية وإعلان القدس عاصمة موحدة للدولة اليهودية .. ولما تدخلت مصر بإعلانها التعبئة فى 14/5/1967 ثم سحب قوات الطوارئ الدولية من الحدود المصرية الإسرائيلية ثم إغلاق خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية. أصبحت الفرصة سانحة تماماً أمام الجيش الإسرائيلي لتدمير القوات المسلحة المصرية التي تشكل خطراً دائماً على الدولة اليهودية.
وبنظرة شاملة نجد أن إسرائيل قد استطاعت فى الفترة من 1957-1967 من الإعداد الجيد لهذه الحرب بتجهيز قوات مسلحة على أسس ومبادئ العلم العسكري، كما جهزت وأعدت المجتمع الدولي وبصفة خاصة الولايات المتحدة بعلاقات وثيقة واتفاقيات ثنائية تجعلها قادرة على تنفيذ كل ما خططت له من أعمال توسع جغرافي، دون أي شك أو خوف من الهزيمة أو فشل محتمل.
"وتظهر الوثائق الأمريكية أن فى شهر مارس 1967 كانت إسرائيل على وشك أن تقوم بعملية واسعة لاحتلال جنوب سوريا، ويكون من أثر هذه العملية تفجير الموقف فى الشرق الأوسط كله. ولعل المعلومات التي تسربت عن نوايا إسرائيل فى ذلك الوقت كانت الحافز المباشر للملك حسين على دعوة الفريق عبد المنعم رياض إلى عمان فى أول مايو ورسالة التحذير المبكرة التي أرسلها إلى القاهرة. والتي كان شاغله الأكبر من ورائها هي مخاوفه من المطامع الإسرائيلية فى الضفة الغربية. وقد كان تقديره للنوايا الإسرائيلية سليماً. فإسرائيل تريد أن تقدم أي ضربة لمصر هدية للرئيس الأمريكي وأما غنيمتها هي (إسرائيل) فقد كان الملك واثقاً أنها الضفة الغربية من مملكته.
ولم تتحقق خطة العمل الإسرائيلية فى مارس 1967، ولكن تحركات الجيوش المصرية فى مايو 1967 جاءت بفرصة أكبر. وفى 17 مايو وبعد أن أذيع نبأ تحرك الجيوش المصرية رسمياً على العالم دعا ليفى أشكول مجلس وزرائه للاجتماع .. وانعقد المجلس فعلاً مساء ذلك اليوم، واتخذ قرار بإعلان تعبئة جزئية تحسبا للتطورات. وكانت الحقيقة أكبر من هذه المقولة، فإن إعلان التعبئة الجزئية كان يعني على الفور سحب 100 ألف مجند من المزارع والمصانع واستدعاؤهم إلى صفوف الجيش، وهذا العبء لا تستطيع أن تحتمله إسرائيل إلا إذا كان لديها تصميم على الفعل السريع". ومنذ بداية الأزمة فى الرابع عشر من مايو تداخلت القيادة فى إسرائيل بين العسكريين والمدنيين فقد كان ليفى أشكول رئيسا للوزراء ووزيراً للدفاع وكان إسحاق رابين رئيسا لأركان الجيش. وعلى هذا كانت تتم الاجتماعات بين أشكول ورابين ومعه عدد من جنرالات الجيش. وقد مارس الجنرالات الذين حضروا تلك الاجتماعات ضغوطا مكثفة على أشكول حتى يسرع فى اتخاذ قرار الحرب وأن لا مجال للتهدئة. لكن أشكول بصفته رئيسا للوزراء كان ينتظر لقاء وزير الخارجية الإسرائيلية ابا ايبان مع الرئيس الأمريكي جونسون وما يسفر عن هذا الاجتماع مع اتفاق بين إسرائيل وأمريكا .. وحاول أشكول كوزير دفاع أن يستوعب هذا الضغط من الجنرالات الإسرائيلية بلقاءات وزيارات للوحدات العسكرية لكنه كان يواجه بنفس الضغوط حتى أن رابين قال "هاهو عيزرا وايزمان قد جاء بنفسه وأبلغني بأنه بمبادرة منه وحده وبدون موافقتي توجه إلى رئيس الوزراء بحضور وزير العدل وتحدث معه بصورة جارحة وقال : يجب أن نعمل لقد دفعتنا الحكومة إلى وضع خطير جداً" .. وفشل أشكول فى مواجهة هذه الضغوط بل وفشل فى الاحتفاظ بمنصبه على قمة الجيش وتعين موشى دايان وزيراً للدفاع فى الوزارة الائتلافية التي تشكلت قبل الحرب بأيام قليلة.
وفى نفس الوقت كان ابا ايبان وزير الخارجية الإسرائيلية يقوم بجولة إلى كل من فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة فى سبيل الحصول على الدعم السياسي والعسكري إذا ما تفجرت الحرب مع مصر. وقد حاول فى هذه الزيارة إقناع الرئيس الفرنسي ديجول بأن إسرائيل فى موقف دفاعي وأن ما فعلته مصر هو إعلان حرب من جانبها لكنه فشل فى هذا تماما. أما فى إنجلترا فقد وجد رئيس الوزراء هارولد ويلسون متحمساً لإسرائيل، وأن إنجلترا لن تسمح لعبد الناصر بالخروج منتصراً من هذه الأزمة. وقد أرسل ابا ايبان بما دار فى هذه اللقاءات إلى ليفى أشكول الذي كان متوتراً ومنتظراً بلهفة نتائج زيارته لواشنطن.
وصل ابا ايبان إلى واشنطن فى الخامس والعشرين من مايو لكن موعده مع الرئيس الأمريكي لم يكن قد تحدد بعد فاجتمع بوزير الخارجية الأمريكي دين راسك الذي طمأنه بأن أمريكا تدعم إسرائيل فى أزمتها ودار الحوار على فكرة الولايات المتحدة بتشكيل قوة بحرية دولية تقوم باقتحام خليج العقبة وهنا تأخذ الأزمة أحد مسارين لا ثالث لهما فأما أن تتعرض مصر لتلك القوة البحرية ويكون لذلك أثار عديدة وأما أن تقبل مرورها وبهذا تكون مصر قد خسرت الحرب سياسياً ..
وجاء الموعد أخيراً فى 26 مايو والتقى ابا ايبان بالرئيس الأمريكي ودار الحوار بينهما طويلاً، كان وزير الخارجية الإسرائيلي متعجلاً ومتلهفاً لتلقى تأييد الرئيس الأمريكي صراحة لكن الرئيس الأمريكي كان يطلب منح إدارته بعض الوقت لكي يرتب تأييداً أمريكياً وعالمياً لإسرائيل بصورة مختلفة حتى لا يحدث ما حدث فى عام 1956.
"وسأله ايبان فى النهاية ماذا يقول لزملائه فى مجلس الوزراء الذي سيحضر اجتماعه يوم الأحد المقبل ؟ ورد عليه جونسون : قل لهم أن إسرائيل لن تكون وحدها إلا إذا أرادت هي أن تكون وحدها. وكان ايبان يريد تعهداً محدداً فسأل جونسون : هل أستطيع أن أنقل للمجلس أنكم سوف تستعملون كل وسائل القوة المتاحة لكم لدعم موقفنا؟ فقال له جونسون نعم .. ثم أضاف نعم ثلاث مرات، وضع تحت كل واحدة منها خطاً لمزيد من التأكيد".
وعاد ابا ايبان من واشنطن فى 27/5/1967 مباشرة إلى اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي انقسم على نفسه بين مؤيد لقرار الانتظار كما تطلب الولايات المتحدة وبين متعجل لشن الحرب.
واشتعلت الساحة السياسية بدخول بن جوريون وهو الزعامة التاريخية فى إسرائيل وكذا مناحم بيجن وجولدا مائير رغم أنهما خارج الوزارة. وكان ايجال اللون نائب رئيس الوزراء يضغط فى اتجاه شن الحرب لأن إطالة أمد التعبئة أمر يضر بالاقتصاد الإسرائيلي ولا يمكن للجبهة الداخلية فى إسرائيل أن تتحمل ذلك مدة طويلة. واتفق بيجن وبن جوريون على الضغط لتعيين موشى دايان وزيراً للدفاع. وفى النهاية أسفرت ضغوط الجنرالات والقادة السياسيين عن تشكيل حكومة ائتلافية شارك فيها مناجم بيجن وتولى موشى دايان وزارة الدفاع .. وكان هذا يعني أن عجلة الحرب قد بدأت فى الدوران.
الجانب الإسرائيلي عسكريا : ما أن أعلنت مصر التعبئة العامة فى قواتها المسلحة إلا وعلمت به القيادة العسكرية الإسرائيلية عن طريق أجهزة مخابراتها. ثم توالت المعلومات عن تحركات الوحدات المصرية وزيارة رئيس الأركان المصري إلى سوريا. فكان رد الفعل المبدئي هو رفع حالة الاستعداد دون تعبئة للاحتياط الإسرائيلي. لكن فى 17/5/1967 بدأت القيادة العسكرية الإسرائيلية فى تعبئة الاحتياط جزئياً ثم يوما بعد يوم وبتصاعد الأحداث تم استكمال استدعاء كل أفراد الجيش الإسرائيلي.
وفى 19/5/1967 عقد إسحاق رابين رئيس الأركان اجتماعا مطولاً لقيادات الجيش وتم استعراض الموقف من كل جوانبه وردود الفعل التي تناسب كل موقف تتعرض له إسرائيل سواء من مصر أو سوريا أو الأردن. وكان من أهم ما جاء فى هذا الاجتماع على لسان رابين "لقد علمنا بأن الأهمية القصوى خلال الحرب هي سلاح الجو. فكل جانب يبدأ الحرب بضربة جوية يحقق لنفسه مكسباً بارزاً. والجانب الذي يحقق تفوقاً جوياً سيتمتع بالتفوق البارز فى كل ما يتعلق بالحرب البرية والبحرية. ومن جهة إسرائيل فإن تحقيق التفوق الجوي كان حيوياً جداً لمنع العدو من تمكنه من ضرب المجال الحساس وهو قصف المراكز الآهلة بالسكان. ومن هنا فإن تفكيرنا العسكري كان منصبا أولا وقبل كل شيء على ضمان التفوق الجوي وذلك عن طريق القيام بهجوم حاسم لتدمير القوات الجوية التابعة للدول العربية".
وقد "كانت لدينا الخطط العملية الدفاعية لمصر التي سميت (القاهر) والخطط العملية الدفاعية للأردن التي سميت (الحسين) وسوريا التي سميت (الجهاد)".
وهكذا كان الجيش الإسرائيلي مستعداً ومدرباً تدريباً عالياً على خطط موضوعة مسبقة. وتعددت اجتماعات القيادة لكن أهمها كان اجتماع 2 يونيو 1967 وكان موشى دايان قد أصبح وزيراً للدفاع وعرض الجيش الإسرائيلي خططه لتدمير القوات المسلحة المصرية على مجلس الوزراء وفى الساعة 12.30 ظهراً اتخذ القرار ببدء الحرب بعد ثلاثة أيام وفى المساء وفى اجتماع مع قادة الجبهة "حدد موشيه دايان تحفظين صريحين دار حولهما فيما بعد نقاش حاد. لقد قال دايان أنه يجب بأي شكل من الأشكال عدم الوصول إلى قناة السويس. فالقناة هدف دولي وليس مصري. والشيء الثاني بجب عدم احتلال قطاع غزة فى المرحلة الأولى من الحرب".
وعلى هذا كان دايان وكثير من قادة الجيش لا يتوقعون أن يصلوا إلى قناة السويس بل أن المعركة ستكون محصورة فى وسط سيناء.
وقـد نجحت القيادة العسكرية الإسرائيلية فى تعبئة حوالي 250 ألف مقاتل أي بنسبة 10% تقريبا من تعداد دولة إسرائيل.
وكانت الخطة الإسرائيلية تقوم على ثلاثة محاور رئيسية هي عنصر المفاجأة وعنصر إحراز تفوق جوي حاسم فى الساعات الأولى من الحرب وعنصر الاشتباك الحاسم مع القوات المصرية الرئيسية فى سيناء بغرض تدميرها أو الالتفاف حولها وتطويقها. وعمد الإسرائيليون إلى خطة خداع محكمة لتوجيه أنظار القيادة المصرية إلى أن الهجوم الإسرائيلي من الجنوب وذلك بتحريك وحدات إسرائيلية بصورة ظاهرة صوب الحدود وتكثيف نشاط الطائرات الإسرائيلية خاصة طائرات الهليكوبتر نحو منطقة إيلات ثم عادت هذه الوحدات إلى أماكنها فى بداية شهر يونيو وكان لخطة الخداع أثراً ملموساً فى سير المعارك حيث لم تدرك القيادة العسكرية المصرية اتجاه الهجوم الرئيسي الإسرائيلي إلا متأخراً.
القوات الجوية الإسرائيلية : أتمت القوات الجوية الإسرائيلية كافة أعمال التجهيز وأصبحت مستعدة لتنفيذ ما يطلب منها لتحقيق السيطرة الجوية فى الساعات الأولى. وصل عدد طياريها إلى 1000 طيار بعد وصول عدد غير قليل من الطيارين الأجانب خلال فترة الطوارئ، كما نجحت فى الوصول بنسبة صلاحية الطائرات إلى 98% قبل بدء الحرب. ولم تغير القوات الجوية الإسرائيلية من أماكن تمركز طائراتها إلا فى حالات محدودة حيث الخطة كانت معدة سلفاً على أماكن تمركز الطائرات. وكان حجم القوات الجوية الإسرائيلية فى الرابع من يونيو 1967 كالآتي :- - 3 أسراب ميراج متعددة المهام بقوة 72 طائرة - سرب سوبر مستير مقاتلات قاذفة بقوة 18 طائرة - 2 سرب مستير 4أ مقاتلات قاذفة بقوة 40 طائرة - 2 سرب أورجان مقاتلات قاذفة بقوة 40 طائرة - سرب فوتور قاذفات خفيفة بقوة 24 طائرة بإجمالـي حوالي 200 طائرة إضافة إلى 2 سرب فوجا ماجستير بقوة 60 طائرة (وهي طائرات كانت تستخدم فى تدريب طلبة كلية الطيران لكن تم تجهيزها واشتركت فى قصف القوات المصرية). ولترويض أجهزة الإنذار المصرية والدفاع الجوي المصري كانت الطائرات الإسرائيلية تقوم بطلعات جوية على ارتفاع متوسط أمام سواحل سيناء الشمالية بين الثامنة والتاسعة صباحاً. وبتكرار هذه الطلعات طوال أكثر من أسبوعين قبل الحرب فقد رسخ فى ذهن العاملين على أجهزة الإنذار والرادار المصرية أن هذه طلعات روتينية.
موضوع: رد: صراع في السماء الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 14:11
الخطة الجوية الإسرائيلية :
خططت إسرائيل ضربتها الجوية المفاجئة (الخطة كولومب) لتنفذ فى نسقين يهاجم النسق الأول منها على امتداد 75 دقيقة القواعد الجوية والمطارات المصرية فى وقت واحد قدر الإمكان على موجات متلاحقة .. على أن تكون أسبقية القصف والتدمير للممرات بقنابل خاصة جزء منها بطبات تأخير زمنية، ثم طائرات حالات الاستعداد الرابضة بجوار أول الممر، وأخيراً تدمير باقي الطائرات والأهداف الأخرى .. ويعقب ذلك تكرار الهجمة الثانية على امتداد 75 دقيقة بواسطة نفس الطائرات وعلى نفس الأهداف لتأكيد وزيادة تدمير الأهداف المصرية، على أن يتم مهاجمة وتدمير كتائب الصواريخ ووسائل الدفاع الجوي المصري بعد تأكيد نجاح الضربة الجوية بالنسق الأول والنسق الثاني.
وتضمنت الخطة الإسرائيلية تفصيلات الرحلة الجوية من مطارات الإقلاع داخل إسرائيل إلى الأهداف المصرية وكذا رحلة العودة بحيث تتم دون أن تلتقط أو تكتشف الطائرات الإسرائيلية المهاجمة بواسطة شبكات الإنذار والرادار المصرية.
وتم هذا فعلاً أثناء التنفيذ استناداً إلى نجاح وسائل المخابرات الإسرائيلية فى تحديد أوضاع وقدرات الدفاع الجوي المصري ومحطات الرادار وقدرتها على الكشف الذي كان لا يلتقط أي أهداف جوية تحت ارتفاع 500 متر.
ونجحت القيادة الإسرائيلية فى التخطيط لهذه الضربة باستغلال كل المعلومات المتوفرة لديها كما استغلت نقاط ضعف عديدة فى القوات الجوية المصرية. فحددت الخطة ممرات الاقتراب لتبدأ من سواحل إسرائيل فى اتجاه الغرب وعلى ارتفاع يتراوح بين 30-50 متر بمحاذاة ساحل سيناء. وعند الوصول إلى المنطقة بين العريش ودمياط تنقسم الطائرات المهاجمة إلى ثلاث مجموعات معتمدة فى تحديد موقع انفصال كل مجموعة على منارات إرشاد لاسلكية موضوعة فوق سفن إسرائيلية واتخذ الهجوم الشكل التالي :-
• المجموعة الأولى تنفصل من ممر الاقتراب فوق البحر عندما تصل إلى شمال مدينة العريش وتتجه طائراتها لتهاجم فى وقت واحد مطارات سيناء (العريش - السر – المليز- بير تماده). • المجموعة الثانية تنفصل من ممر الاقتراب فوق البحر عندما تصل إلى شمال مدينة بورسعيد وتتجه طائراتها لتهاجم مطارات القناة (أبو صوير - فايد - كبريت). • المجموعة الثالثة تنفصل من ممر الاقتراب عندما تصل إلى المنطقة شرق مدينة دمياط وتخترق الدلتا لتهاجم مطارات (غرب القاهرة - بني سويف - أنشاص).
وكانت الخطة الجوية الإسرائيلية تستهدف بهذا شل قدرات القوات الجوية المصرية منذ اللحظة الأولى بتدمير عشر قواعد ومطارات مصرية تضم حوالي 90% من طائرات القتال المصرية.
وبذلك تفقد مصر قواتها الجوية من اللحظة الأولى بعد تدمير المطارات والطائرات على الأرض. ثم عند التأكد من تحقيق هذا الهدف يتحول الجزء الأكبر من القوات الجوية الإسرائيلية لتقديم المعاونة للقوات البرية القائمة بالهجوم فى سيناء. مع مداومة الضغط على القوات الجوية المصرية بهجمات متتالية بالجزء الباقي من طائراتها. ونظراً لأهمية الضربة الجوية الإسرائيلية ومدى تأثيرها الحاسم على نتيجة المعركة بأكملها فقد وضعت القيادة الإسرائيلية كل ما تملك من طائرات - عدا 12 طائرة فقط لحماية سماء إسرائيل - فى الضربة الأولى لتضمن النتيجة المرجوة.
وكانت المخاطرة محسوبة بوضع 12 طائرة فقط للحماية فوق إسرائيل وذلك اعتماداً على تقدير سليم لنتيجة المفاجأة التي ستحدث بواسطة الضربة الجوية الأولى. وأيضاً اعتماداً وبشكل كبير على وجود عدد وفير من طائرات القتال الأمريكية فوق حاملات الطائرات الأمريكية المتمركزة فى شرق البحر الأبيض وجاهزة للانطلاق والدعم والحماية فى دقائق معدودة.
ولما كانت الساعات الأولى من المعركة بل الدقائق لها أهمية بالغة. لذلك عنيت القيادة الإسرائيلية بالتوقيت أيما عناية فكان على النحو التالي : "الساعة 8.25 (الثامنة وخمسة وعشرون دقيقة) بداية اتجاه الموجة الأولى إلى أهدافها الساعة 8.35 (الثامنة وخمسة وثلاثون دقيقة) اختراق الموجة الأولى للحدود المصرية - بداية اتجاه الموجة الثانية إلى أهدافها الساعة 8.45 (الثامنة وخمسة وأربعون دقيقة) هجوم الموجة الأولى على أهدافها - اختراق الموجة الثانية للحدود المصرية - بداية اتجاه الموجة الثالثة إلى أهدافها الساعة 8.52 (الثامنة واثنان وخمسون دقيقة) انتهاء هجوم الموجة الأولى ومغادرة الأهداف الساعة 8.55 (الثامنة وخمسة وخمسون دقيقة) بدء هجوم الموجة الثانية - اختراق الموجة الثالثة للحدود المصرية الساعة 9.02 (التاسعة ودقيقتان) انتهاء هجوم الموجة الثانية ومغادرة الأهداف الساعة 9.05 (التاسعة وخمسة دقائق) بدء هجوم الموجة الثالثة الساعة 9.12 (التاسعة واثنا عشر دقيقة) انتهاء هجوم الموجة الثالثة ومغادرة الأهداف - وصول طائرات الموجة الأولى إلى قواعدها الساعة 9.22 (التاسعة واثنان وعشرون دقيقة) تقريباً بدء اتجاه الموجة الأولى (وقد أصبحت الموجة الرابعة) إلى أهدافها الساعة 9.42 (التاسعة واثنان وأربعون دقيقة) الموجة الأولى (الرابعة) تهاجم الأهداف للمرة الثانية"
وتحددت ساعة الهجوم مساء يوم 4 يونيو فى اجتماع بين رابين رئيس الأركان وقادة الأسلحة المختلفة "وكان هذا التوقيت هو السابعة وخمسة وأربعون دقيقة من صباح يوم الاثنين (بالتوقيت المصري الصيفي هو الثامنة وخمسة وأربعون دقيقة) حسب طلب قائد سلاح الجو العميد/ موردخاى هود فقد قال: لقد تتبعنا طيلة الأسبوعين الماضيين التحركات الدقيقة لسلاح الجو المصري وكانت طائرات سلاح الجو المصري تقلع مع الفجر فى دورة جوية تستمر ساعة وبعد ذلك يهبطون ويذهبون لتناول الإفطار والوقت بين الساعة السابعة والساعة الثامنة هو وقت ميت".
العوامل السياسية الدولية : المباحثات بين شمس بدران والماريشال جريتشكو وزير الدفاع السوفيتي
أدت السياسة الدولية فى أزمة يونيو 1967 دوراً مؤثراً وفعالاً، وكانت أصابع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة تلعب فى مجريات الأمور حتى وصلت إلى اشتعال الحرب بين مصر وإسرائيل. بل أن الأزمة بدأت فى مايو 1967 عن طريق معلومات مزيفة صادرة من الاتحاد السوفيتي إلى مصر عن أن سوريا تتعرض لخطر غزو إسرائيلي. وكان هذا يعني دفع مصر إلى تصعيد الأزمة بالتضامن مع سوريا.
فبداية من آخر أبريل 1967 حين كان أنور السادات مارا بموسكو فى طريقه إلى كوريا الشمالية والمعلومات تنهال على مصر تارة من الخارجية السوفيتية وتارة من رئيس الوزراء اليكس كوسيجين وأخرى من رئيس الدولة بادجورنى .. وقد حاولت إسرائيل نفي وجود حشود إسرائيلية عن طريق سفيرها فى موسكو لكن كوسيجين عنف السفير الإسرائيلي قائلاً "إن الاتحاد السوفيتي ليس فى حاجة إلى إرسال أحد إلى الجبهة الشمالية لكي يعرف الحقيقة. فلديه الوسائل التي يستطيع بها معرفة الحقيقة دون زيارة المواقع".
وما أن اشتعل الموقف فى 14 مايو بإعلان التعبئة فى القوات المسلحة المصرية حتى توالت إشارات التأييد من الحكومة السوفيتية عن طريق رسائل وتصريحات ولقاءات مع القادة السوفيت والسفراء .. كانت إحداها حين قابل الرئيس جمال عبدالناصر السفير السوفيتي بالقاهرة يوم إعلان إغلاق خليج العقبة حاملاً إليه رسالة تحمل تأييداً كاملاً من الحكومة السوفيتية ومن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي للدوافع التي حدت بمصر أن تطلب سحب قوات الطوارئ الدولية وكان أهم ما قاله السفير للرئيس عبد الناصر "أنكم يا سيادة الرئيس أنتم وبقية العالم العربي لابد وأن تعرفوا أن الاتحاد السوفيتي وحكومته يقفون بحزم وراء الدول العربية المستقلة وأن الاتحاد السوفيتي سوف ينتهج فى الأيام القليلة القادمة خطاً حازماً، وأنه إذا تطورت الأمور فى اتجاه العدوان بواسطة القوى الاستعمارية وابنها بالتبني - إسرائيل - فأننا سنتخذ الخطوات اللازمة".
وحاول الرئيس جمال عبد الناصر التأكد من موقف الاتحاد السوفيتي فبعث بوفد عسكري برئاسة شمس بدران وزير الحربية لاستطلاع موقف الاتحاد السوفيتي وطلب شحنات أسلحة جديدة والإسراع فى وصول الشحنات القديمة .. واجتمع الوفد بالقيادة العسكرية السوفيتية برئاسة وزير الدفاع الماريشال اندريه جريتشكو كما اجتمع بوزير الخارجية وأيضاً برئيس الوزراء إليكس كوسيجين وتم بحث الأزمة الناشئة بين مصر وإسرائيل بكل أبعادها بعد سحب قوات الطوارئ وإغلاق خليج العقبة. وكان رأى جريتشكو أن القوات المسلحة المصرية يعمل لها العدو ألف حساب وأن إسرائيل لن تجرؤ على شن الحرب. وأيد كوسيجين هذا الرأي بل زاد عليه بأن مصر قد انتصرت سياسياً وعسكرياً وأن رأيه أن تكتفي مصر بهذا .. وكأن الأمور كلها فى يد مصر وكأنه ليس هناك طرف آخر يخطط ويتحرك. وتمت الموافقة على طلبات مصر من الأسلحة على ثلاث مراحل منها ما هو فوري ومنها ما يتم تسليمه خلال شهري يوليو وأغسطس والجزء الثالث سيتحدد موعد تسليمه لاحقاً.
وجاء ختام الزيارة بأكبر مما كان الوفد المصري يتوقع وتم إبلاغ الرئيس جمال عبدالناصر بهذا فور وصول الوفد إلى القاهرة. بنص ما جاء فى كتاب الانفجار لمحمد حسنين هيكل. فقد أقيم حفل وداع للوفد المصري بمطار موسكو وانتحي الماريشال جريتشكو وزير الدفاع السوفيتي جانباً مع وزير الحربية المصري شمس بدران قائلاً :
<blockquote>
"اطمئنوا لكل طلباتكم .. سنعطيها لكم. أريد أن أوضح لك أنه إذا دخلت أمريكا الحرب فسوف ندخلها بجانبكم .. هل فهمت ما أعنيه؟ واستطرد قائلا وصلتنا معلومات اليوم أن الأسطول السادس فى البحر الأبيض أعاد إلى كريت جنود مشاة الأسطول السابق تحميلهم على ظهر مجموعة الإنزال ..
إن أسطولنا فى البحر الأبيض قريب من شواطئكم الآن، وبه من المدمرات والغواصات المسلحة بالصواريخ وبأسلحة لا تعلموها.. هل فهمت تماماً ما أعنيه؟.. أريد أن أؤكد لكم إنه إذا حدث شيء واحتجتم لنا فمجرد إرسال إشارة نحضر لكم فوراً فى بورسعيد أو فى أي مكان. وانتهى الحديث وصافحته مودعا لكنه عانقني بحرارة. إمضـاء شمـس بـدران وزيــر الحربيــة
</blockquote>وصدقت القيادة المصرية سياسياً وعسكرياً ما جاء فى بيانات الاتحاد السوفيتي وكلماته المعسولة الضخمة عن التأييد لمصر وردع من يحاول المساس بها .. لكن التناقض فى موقف السوفيت كان واضحاً. ففي بداية الأزمة تم دفع مصر دفعاً إلى تصعيد الموقف وبعد عدة أيام كان ضبط النفس وعدم البدء بالضربة الأولى مطلباً سوفيتياً ملحاً إلى مصر وكان أشهرها مقابلة السفير السوفيتي بالقاهرة بوجداييف للرئيس جمال عبدالناصر فى الثالثة من فجر يوم 27/5 يطلب منه ويلح على عدم القيام بالضربة الأولى.. وجاء أول يونيو ولم تصل الشحنات السوفيتية إلى مصر بحجة أن يوغسلافيا لا تسمح بعبور الطائرات السوفيتية لأجوائها مما حدا بالرئيس جمال عبد الناصر بالاتصال بالرئيس تيتو لحل هذه المشكلة .. لكن أغرب الأمور هو أن الاتحاد السوفيتي لم يقدم أي معلومة عن قوات الجيش الإسرائيلي للقيادة المصرية تفيد فى التخطيط للحرب رغم امتلاكه للكثير من هذه المعلومات.
أما عن الولايات المتحدة الأمريكية ودورها فى هذه الحرب فالأحداث كثيرة .. فالحرب كانت بين مصر من جانب وإسرائيل التي حاربت نيابة عن الولايات المتحدة من جانب آخر.. وكان من عجائب القدر أن تتوفر تلك اللحظة الدرامية التي تتوافق فيها مصالح كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد السوفيتي على ضرب مصر.. كل له مصلحة مختلفة وخاصة لكن الجميع اتفق على أن ضرب مصر ضروري لتحقيق هذه المصلحة.
قبل سنوات من بدء الحرب فى يونيو 1967 نالت إسرائيل دعماً سياسياً وعسكرياً من الولايات المتحدة لا حصر له .. وسنعرض فى اختصار بعض وليس كل مواقف هذا الدعم، وسوف نستعرض لاحقاً كل أشكال الدعم العسكري الذي مكن إسرائيل من النصر قبل أن تبدأ الحرب.
فبعد كشف صفقة الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل وتعثر تسليمها تعهدت الولايات المتحدة بتعويض إسرائيل عن هذه الصفقة وأوضح رابين فى مذكراته حين طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة تزويدها بطائرات سكاى هوك ودبابات باتون م48 "وقرر جونسون الرجل السياسي أن يربط هذا بذاك أي تزويد الأسلحة لإسرائيل والأردن وأن يزيل بذلك معارضة إسرائيل وأصدقائها فى الولايات المتحدة لتسليح الأردن .. وكان التسليح فى البداية نقطة نقطة. لكن مع مر الزمن أصبح بحجم زائد باستمرار وفتحت أمام إسرائيل مصادر المشتريات الأمريكية إلى حد أن الولايات المتحدة تعهدت بصراحة وعلنا بالتزام بعيد الأثر وهو توزين القوى بين إسرائيل وجاراتها فى الشرق الأوسط".
وتوالت مواقف الولايات المتحدة المؤيدة لإسرائيل فى نفس الوقت الذي كانت العلاقات تتدهور وتسوء مع مصر وحكومتها .. حتى وصلنا إلى بداية الأزمة فى شهر مايو 67 وظهر التأييد الكامل لإسرائيل على أرض الواقع .. فدعوة الرئيس الأمريكي جونسون إلى إنشاء قوة بحرية دولية تقوم باقتحام خليج العقبة والمرور فيه كانت بمثابة قنبلة دخان للتعمية حتى تعتقد القيادة المصرية أن الأزمة قد أصبحت فى يد المجتمع الدولي وليست فى يد إسرائيل مما يبعد شكوك الحرب عن تفكير القيادة المصرية فتقع فى فخ الاسترخاء واستبعاد قيام إسرائيل بالهجوم.
وفى 25 مايو 1967 التقى ابا ايبان وزير الخارجية الإسرائيلي مع ايرل هويلر رئيس هيئة الأركان المشتركة والذي يعد هو المنصب العسكري الأعلى فى أمريكا، قال لايبان "إنني لا أريدك أن تقلق من أي اعتبار سواء بدأوا هم (المصريين) أو بدأتم أنتم، فليس لدينا شك فى النتيجة، فنحن نعرف حجم ما هو متاح لكم، كما أننا نقدر كفاءتكم فى إدارته، ثم أضاف حسابات المعركة كلها فى صالحكم .. هذه تقديرات جميع خبرائنا ولم يعترض منهم أحد، فلديكم كل ما هو لازم وزيادة".
وفى اليوم التالي جاء تأكيد الرئيس الأمريكي جونسون لايبان بأن أمريكا مع إسرائيل بصورة مؤكدة .. ولما ألح ايبان على التأكيد باستخدام القوة المسلحة الأمريكية، قال له جونسون كلماته الواضحة والمحددة والتي اختتمها بنعم نعم نعم.
وفى 27 مايو يدعى السفير المصري فى واشنطن على عجل للاجتماع بنائب وزير الخارجية الأمريكية الذي يبلغه بأن هناك احتمال مؤكد للهجوم على إسرائيل بواسطة مصر وسوريا ويدعوه إلى إبلاغ الرئيس المصري بضبط النفس وتجنب أي أعمال عسكرية..وفى الفجر يأتي السفير السوفيتي فى القاهرة ليوقظ الرئيس عبدالناصر من نومه ويبلغه نفس الرسالة ويزيد عليها أن الرسالة وصلت إلى رئيس الوزراء السوفيتي من الرئيس الأمريكي مباشرة على الخط الساخن بين البيت الأبيض والكرملين.
وفى خضم الاتصالات الجارية بين مصر والولايات المتحدة عن طريق الخارجية المصرية والسفير المصري فى واشنطن ومندوب مصر فى الأمم المتحدة وصلت رسالة الرئيس الأمريكي جونسون إلى الرئيس جمال عبد الناصر فى 23 مايو 1967 والتي يدعوه إلى تجنب الأعمال العدوانية وأن الصراعات الكبرى لا تحل بالقتال .. وأنه يقترح إرسال نائبه ليتحدث مع عبد الناصر والقادة العرب والقادة الإسرائيليين .. ورد الرئيس جمال عبد الناصر على الرسالة فى 3 يونيو 1967 مرحبا بمبادرة الرئيس جونسون وأنه يقترح إرسال نائبه السيد زكريا محيي الدين إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي وشرح وجهة النظر المصرية فى الأزمة.
ولا يمكن التعليق على العوامل السياسية العالمية المحيطة بمصر إلا أن القيادة المصرية سياسيا وعسكريا بسوء تقديرها، وخطأ الحسابات، وضعف الأداء الاستخباراتي، والخلل الاستراتيجي .. والاتحاد السوفيتي يدفع مصر إلى الأزمة والولايات المتحدة ترتب مع إسرائيل للهجوم فى نفس الوقت الذي تقيد مصر وتحذرها من القيام بأي هجوم .. كل هذا أدى إلى أن القيادة المصرية أشعلت الأزمة ووضعت قواتها المسلحة فى سيناء وجلست تنتظر رد الفعل الإسرائيلي وتؤكد المرة تلو الأخرى أنها لن تكون البادئة بالهجوم.
موضوع: رد: صراع في السماء الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 14:13
الفصـل الرابـع : يــوم الواقعــة
الضربة الجوية الإسرائيلية أشرقت شمس الخامس من يونيو 1967 وهي تنشر ضياءها على المنطقة، ومعها لاحت بوادر هزيمة بشعة نكراء ستجلل جبين الأمة العربية وبخاصة مصر بعار سوف يدوم شهوراً وسنوات .. بدأ يوم الخامس من يونيو بتحركات مريبة للقوات البرية الإسرائيلية لم تتمكن عناصر الاستطلاع المصري أو قيادتها من إدراك خطورتها .. بل أن بعض وحدات الجيش الإسرائيلي بدأت - بطريق الخطأ - تنفيذ مهمتها القتالية على الحدود المصرية قبل الموعد المحدد. وعلى الفور قامت القوات المصرية المتمركزة أمام هذه الوحدة فى إرسال بلاغها، لكن لسوء الحظ لم تصل هذه البلاغات إلى القيادة المصرية إلا بعد أن نفذت إسرائيل ضربتها الجوية.
وفى الثامنة صباح الخامس من يونيو أقلعت من قاعدة ألماظة الجوية طائرة اليوشن 14 وعليها السيد حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية ومعه وفد برئاسة رئيس الوزراء العراقي لزيارة الجبهة المصرية والالتقاء بالطيارين وهبطت فى قاعدة فايد الجوية قبل الهجوم الجوي الإسرائيلي بدقائق .. وأعقبها بدقائق إقلاع طائرة أخرى عليها المشير عبدالحكيم عامر القائد العام وبرفقته وزير الحربية وقائد القوات الجوية وعدد من القادة وكان مقرر هبوط هذه الطائرة فى مطار "بير تمادا" فى وسط سيناء لزيارة وتفقد المواقع المصرية فى سيناء، وكان فى انتظار هذه الطائرة 28 قائداً وضابطاً من رتبة العميد حتى رتبة الفريق أول بعيداً عن وحداتهم ومراكز قيادتهم وفى أثناء وجود هذه الطائرة فى الجو وقبل عبور القناة وقع الهجوم الجوي الإسرائيلي فعادت وهبطت مرة أخرى فى مطار القاهره الدولى ..
وفى صباح نفس اليوم كانت التشكيلات والوحدات الجوية المصرية قد أتمت تنفيذ مخططها النمطي الذي كانت تنفذه فى الأيام السابقة للخامس من يونيو. وبدأ الاسترخاء بعد نزول الطيارين والطائرات من المظلات الجوية اليومية التي كانت تبدأ عند أول ضوء وتنتهي بعد ساعتين منه. وقد قدرت إسرائيل هذا الأسلوب النمطي واستغلته أحسن استغلال فى تحديد موعد الضربة الجوية .. إضافة إلى أن المدفعية المضادة للطائرات المتمركزة فى كافة القواعد والمطارات الجوية لحمايتها المباشرة كانت كلها مقيدة تأمينا لطائرة المشير عبد الحكيم عامر المتجهة من ألماظة إلى بيرتمادا فى سيناء وبعض الطائرات الأخرى.
"فى الساعة 8:15 صباح الخامس من يونيو بدأ إقلاع طائرات القوات الجوية الإسرائيلية من مطارات إسرائيل متجهة غرباً فوق البحر المتوسط على ارتفاع منخفض جداً (50 متراً فوق سطح البحر ) ولم يبق فى إسرائيل سوى اثنتا عشرة طائرة للحماية، ثمان منها فى مظلات جوية وأربع على الأرض فى حالات الاستعداد الأولى - كانت إسرائيل تقامر على أن تكسب أو تخسر كل شيء ولكنها كانت مخاطرة محسوبة بدقة".
ثم انقسمت الطائرات المتجهة غرباً إلى ثلاث مجموعات : المجموعة الأولى : وقد انفصلت هذه الطائرات عن التشكيل أمام سواحل شرق سيناء وبدأت هجومها ضد مطارات سيناء (العريش - السر - بير تمادا - المليز) فيما بين الساعة 8:43 - 9:02 صباحاً. المجموعة الثانية : وقد انفصلت هذه الطائرات عن التشكيل أمام سواحل غرب سيناء عند منطقة رمانة وبدأت هجومها ضد مطارات القناة (أبوصوير - فايد - كبريت) فيما بين الساعة 8:48 - 9:05 صباحاً. المجموعة الثالثة : وقد دخلت الأراضي المصرية من الساحل فى المنطقة بين بورسعيد ودمياط وبدأت هجومها ضد مطارات وادي النيل (أنشاص - غرب القاهرة - بني سويف) فيما بين الساعة 8:55 - 9:10 صباحاً.
وباستعراض توقيتات الضربة الجوية الإسرائيلية نجد الآتي :
صباحاً الساعة 8:431- مطارات العريش وتمادا والمليز،،الساعة 9:022- مطار السر،، الساعة 8:483- قاعدة أبوصوير الجوية،،الساعة 8:494- قاعدة فايد الجوية،، الساعة 8:505- قاعدة كبريت الجوية،،الساعة 8:556- قاعدة أنشاص الجوية،،الساعة 8:557- قاعدة غرب القاهرة الجوية،،الساعة 9:108- قاعدة بني سويف الجوية ظهـراًالساعة 12:459- مطار الغردقة الجوي،،الساعة 12:0010- مطار الأقصر الجوي مسـاءً الساعة 6:0011- مطار برنيس الجوي "رأس بناس"
وبنظـرة سريعة إلى توقيتات الهجوم والفارق الزمني فى الهجمة الأولى نجد أنه بلغ 27 دقيقة بين مهاجمة مطار المليز وبين مهاجمة قاعدة بني سويف الجوية - كانت دقائق غالية - لم تستغلها قيادة القوات الجوية المصرية لاتخاذ أية تدابير مضادة. وصل العدو إلى قواعدنا الجوية فى شكل موجات متتالية فى تشكيلات أرفف جوية (الرف الجوي = 4 طائرة) كان الرف يقوم بعمل 3-4 هجمة متتالية بفاصل 20-30 ثانية بين كل طائرة وأخرى .. وكانت أسبقية الهجوم على عقد الممرات الرئيسية عدا مطار العريش الذي لم يتم تدمير الممر به حتى يمكن استخدامه بعد الاستيلاء عليه، وقد تم استخدامه فعلاً منذ السابع من يونيو بواسطة الطائرات الإسرائيلية .. ثم تلي ذلك مهاجمة الطائرات الرابضة بجوار أول الممر كحالات استعداد أولى. ثم مهاجمة وتدمير باقي الطائرات وتم ذلك التركيز فى هجمة النسق الأول التي استغرقت حوالي 75 دقيقة ثم تكرر نفس التركيز فى هجمة النسق الثاني إضافة إلى تدمير المعدات الفنية الموجودة بالقواعد والمطارات ..
وكان أهم ما يميز الهجمات الإسرائيلية الدقة المتناهية والمستوى الفني العالي فى الهجوم كما كان واضحاً أن الطيارين الإسرائيليين لديهم معلومات دقيقة فلم يهاجم أي منهم طائرة هيكلية واحدة والتي كانت تنتشر فى بعض المطارات. كما تلاحظ تنوع الطائرات التي كانت تهاجم كل مطار والتنسيق غير العادي بينها أثناء الهجوم من اتجاهات مختلفة ولم يستخدم العدو الإسرائيلي مظلات جوية لحماية طائراته المهاجمة إلا فوق قاعدة بني سويف الجوية وغرب القاهرة. وفى النسق الثاني فوق بعض مطارات سيناء لأن الطائرات المهاجمة كانت ذات كفاءة محدودة مثل الأورجون والفوجاماجستر.. إضافة إلى أن العودة فوق سيناء كانت هي الطريق الأقصر مسافة والأقل خطورة على الطائرات الإسرائيلية لأن سيناء بالكامل لم تكن مغطاة بأي صواريخ مضادة للطائرات.
وبهذا تمت الهجمة الرئيسية الأولى والثانية ونجحت إسرائيل فى توجيه ضربة جوية دمرت معظم طائرات ومطارات مصر خلال ساعتين ونصف. وكانت هذه هي المرة الأولى فى تاريخ الحروب التي تحسم فيها الطائرات نتيجة المعركة .. فخروج القوات الجوية المصرية من المعركة فى أول ثلاث ساعات جعل قواتنا البرية عارية فى مسرح مكشوف وأصبحت هزيمتها مسألة وقت ليس إلا.
ثم تحول العدو الإسرائيلي بعد ذلك طوال يوم 5 يونيو1967 إلى مهاجمة محطات الرادار وكتائب الصواريخ (أرض/جو) بتشكيلات صغيرة 2-4 طائرة. ثم تكرر ذلك فى الأيام التالية بعد السيطرة الجوية التامة التي تحققت لإسرائيل مع تخصيص الجزء الأكبر من الطائرات لمهاجمة القوات البرية المصرية فى سيناء، إضافة إلى مهاجمة بعض القواعد والمطارات بصورة متفرقة وكان أغلبها للاستطلاع وإضعاف الروح المعنوية.
ولحساب عدد الطائرات الإسرائيلية التي نفذت الهجوم نجد أنه : - تخصص 2 سرب (24 طائرة) لمهاجمة مطارات المقاتلات المصرية الرئيسية (أبوصوير - فايد - المليز - أنشاص) 24طائرة × 4 = 96 طائرة
- تخصص سرب واحد (12 طائرة) لمهاجمة باقي المطارات (العريش - السر - تمادا - كبريت - غرب القاهرة - بني سويف) 12 طائرة × 6 = 72 طائرة فيصبح عدد الطائرات التي قامت بالهجوم 96 + 72 = 168 طائرة بالإضافة إلى 20 طائرة للمظلات كحماية مباشرة ، 20 طائرة احتياطي بذلك يكون إجمالي عدد الطائرات التي نفذت الضربة 168+20+20= 208 طائرة تقريباً. وكان هذا العدد من الطائرات متوفراً لدى القوات الجوية الإسرائيلية.
موضوع: رد: صراع في السماء الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 14:14
وبنظرة متفحصة للضربة الجوية الإسرائيلية وما حدث فيها تفصيلاً نجد أنها تمت كالآتي (1) :-
(1) مهاجمة مطار العريش لم يكن هناك أي إنذار بالهجوم على المطار الذي تم بواسطة 3 رف (12 طائرة) مستير فى الساعة 8:45 صباحاً ثم تبعه طوال اليوم 3 رف (12 طائرة) سوبر مستير وأورجون ثم رف (4 طائرة) ميراج، ثم 2 رف (8 طائرة) فوجاماجستر وكانت نتيجة الضربة : • تدمير جميع الطائرات (6 طائرات ميج17 + 1 طائرة ميج15 مزدوجة). • تدمير 90% من المعدات الفنية (عربات الوقود - عربات الأكسجين ..0الخ). • تدمير حوالي 75% من المدفعية المضادة للطائرات المنتشرة حول المطار. • كان إجمالي خسائر العدو المؤكدة هو إسقاط 3 طائرات بالمدفعية المضادة للطائرات • لم يتم تدمير الممر.
لم يكن فى إمكان الطيارين بالمطار أداء أي دور بعد أن دمرت الطائرات فى أول هجمة ثم توالت الأنباء عن تقدم القوات البرية الإسرائيلية داخل الأراضي المصرية وفى مساء نفس اليوم وصلت الأنباء بأن القوات الإسرائيلية قد أصبحت على مشارف مدينة العريش وصدر لقائد القاعدة أمر انسحاب عاجل فى المساء وتوجه الطيارون إلى المنطقة الشرقية بالإسماعيلية وتم ترك طائرة مواصلات اليوشن14 دون تدمير رغم الوقت الطويل المتوفر لتدميرها حتى لا يستولي عليها العدو وكان هذا الموقف مؤشراً على مدى الذعر والارتباك الذي أصاب بعض القيادات.
(2) مهاجمة قاعدة المليز الجوية : تمت مهاجمة المليز من الساعة 8:40 صباحاً بواسطة رف أوريجون (4طائرة)، رف مستير (4 طائرة) وكان هناك رف ميراج للحماية (4 طائرة) .. ثم تبع ذلك الهجوم بواسطة طائرة فوتور قامت بقصف الممر واستطلاع نتائج التدمير وكانت نتيجة الضربة : • تدمير الممرات ونسفها بقنابل ممرات وقنابل ذات طبات زمنية. • تدمير 14 طائرة ميج21. • تدمير 4 طائرة هليكوبتر طراز مي-6. • تدمير 2 طائرة ميج19. • تم ترك 2 طائرة ميج15 مزدوجة بالقاعدة دون تدمير. مجرد ظهور الطائرات الإسرائيلية وبداية قصف الممرات كان هناك 4 طائرات ميج21 فى حالات الاستعداد الأولى حاولت الإقلاع أثناء الهجمة الأولى لكن رف الميراج الحماية قام بمهاجمتها مجرد تحركها على الأرض وهو أضعف وضع للطائرة والطيار، وتمت إصابة طائرتين على الأرض قفز منها الطياران وتمكنت الطائرتان الأخريان من الإقلاع لكن تمت مهاجمتهما فقفز أحد الطيارين بالمظلة واستشهد الملازم طيار/ سعيد عثمان وهو يحاول الاشتباك مع الطائرات الإسرائيلية.
(3) مهاجمة مطار السر : تمت مهاجمته الساعة 9:02 صباحاً بواسطة 2 طائرة ميراج ثم رف (4طائرة) أوريجون ثم رف (4 طائرة) فوجاماجستر وكانت نتيجة الضربة : • تدمير الممر الرئيسي والفرعي. • تدمير جميع الطائرات (6 طائرة ميج15). • تدمير منشآت المطار. كـان السـرب الموجود بالمطار مخصصاً للمعاونة الأرضية كمقاتلات قاذفة وفور تلقـي قائـد السرب إشارة الاستغاثة من مطار العريش أمر الطيارين بالتواجد فى حالات الاستعداد الأولى (4 طائرة) وأسرع هو ومعه أحد الطيارين للإقلاع بطائرتين لمعاونـة مطار العريش، لكن أثناء الإقلاع صدر أمر من برج المراقبة بعدم إتمام الإقلاع بسبب ظهور طائرات إسرائيلية ولكنه أكمل الإقلاع بمفرده، وفور الإقلاع شاهد 8طائرات إسرائيليـة حـاول مطاردتها لكنه كان بعيداً عنها بمسافة كبيرة. وبعد هبوطه فى المطار مباشرة ظهـرت الطائـرات الإسرائيلية وبدأت مهاجمة الطائرات والممر واستشهد النقيب الطيار/ نبيل رضوان وهو داخل الطائرة فى حالة الاستعداد الأولى واستشهد معه 11 ميكانيكي جوي لأن أحداً فى المطار لم يبلغهم بأن المطار سيهاجم. وإنما فاجأتهم طائرات الهجمة الإسرائيلية الأولى. ونتيجة لتدمير جميع الطائرات صدرت الأوامر بانسحاب السرب إلى المنطقة الجوية الشرقية فى مساء الخامس من يونيو.
(4) مهاجمة مطار بير تمادا : تمت مهاجمته الساعة 8:45 بواسطة 2 رف مستير (8 طائرة)، رف ميراج (4طائرة)، ثم رف سوبر مستير (4 طائرة)، ثم 2 طائرة ميراج وكانت نتيجة الضربة: • تدمير الممر الرئيسي والفرعي. • تدمير جميع الطائرات (8 طائرة ميج17). • تدمير منشآت المطار. كان بالمطار 28 رتبة عسكرية من القادة بدءاً من رتبة العميد حتى الفريق الأول والذين كانوا يشغلون مواقع القيادة فى سيناء من قائد الجبهة وقائد الجيش الميداني إلى قادة الفرق والألوية .. كان الجميع فى انتظار المشير عبد الحكيم عامر لتفقد الوحدات الموجودة فى سيناء والمستعدة لتلقى الضربة الأولى من إسرائيل ثم القيام بالهجوم المضاد .. ولا يسعنا إلا أن نقف أمام هذه الزيارة بالدهشة والتساؤل .. هل كان فى تفكير المشير عبد الحكيم عامر ومساعديه وقادته أن الحرب بين مصر وإسرائيل ستقع فعلاً ؟؟؟.
(5) مهاجمة قاعدة أبو صوير الجوية : كان من أكبر القواعد الجوية المصرية حيث تمركزت فيه القاذفات المتوسطة والمقاتلات وتمت مهاجمته الساعة 8:50 صباحاً بواسطة 2 طائرة ميراج، 4 طائرة سوبرمستير، 8 طائرة ميراج، 8 طائرة سكاى هوك وذلك تحت حماية 6 طائرة ميراج ثم 8طائرة ميراج للاشتباك مع طائرات الميج21 التي تقلع من المطار.. ثم توالي مهاجمة المطار بواسطة 8 طائرة سوبر مستير ثم 8 طائرة فوجاماجستر ثم 8 طائرة أوريجون. وقد استمر الهجوم الإسرائيلي حتى الواحدة ظهراً وكانت نتيجة الضربة : • تدمير 11 طائرة مقاتلة ميج21. • تدمير وإصابة 30 طائرة قاذفة اليوشن28. • إصابة بعض الهناجر الخاصة بالصيانة وبعض المعدات الفنية. ومنذ اللحظة الأولى التي تم فيها قصف القاعدة ورغم تدمير الممر الرئيسي وإصابة الممر الفرعي إلا أن الرائد طيار/ عوض حمدي ومعه ملازم طيار عاصم غازى من حالة الاستعداد الأولى وباستخدام أقصى طاقة للمحرك مع كبح الطائرة بالفرامل ثم الانطلاق مرة واحدة تمكنا من الإقلاع فى أقصر مسافة ممكنة وقد مكن هذا باقي طائرات حالة الاستعداد الأولى من الإقلاع، وحاول قائد التشكيل الاتصال بغرفة العمليات لاستقبال أي تعليمات دون جدوى فقرر عمل مظلة فوق المطار بطائرتين على أن تقوم الطائرتان الأخريان بالتوجه إلى مطار فايد حيث شوهدت أعمدة دخان أسود تتصاعد منه. وبعد لحظات دخلت الطائرات الإسرائيلية فوق المطار وقام على الفور قائد التشكيل بمهاجمتها ونجح فى إسقاط طائرة إسرائيلية من التشكيل الذي تخلص من حمولته دون تنشين. وهبط إلى المطار وكانت هناك طائرات مازالت صالحة للطيران فقفز إلى واحدة وأقلع بنفس الطريقة ومعه طيار آخر انضم إليه بعد الإقلاع لكن بعد لحظات وهو فوق مطار أبو صوير أصيبت طائرته بصاروخ (أرض/جو) مصري مما اضطره إلى القفز من الطائرة. ثم توالى إقلاع الطائرات الميج21 بشجاعة نادرة من على الممر الفرعي الذي لا يزيد عرضه عن عشرة أمتار طائرة تلو الأخرى واستمر ذلك حتى الساعة 11:20 تمكن خلالها 11 طياراً من الإقلاع واشتبكوا جميعاً مع الطائرات الإسرائيلية دون توجيه بطريقة الصيد الحر، بغية كسر حدة الهجوم وإلحاق أي خسائر فى الطائرات الإسرائيلية وحقق البعض منهم نجاحاً ملموساً مثل النقيب طيار عبد المنعم مرسى الذي نجح فى إسقاط 2 طائرة إسرائيلية من الطائرات المهاجمة إلا أنه استشهد فى عملية الهبوط على الممر المدمر. ثم توقف بعد ذلك إقلاع الطائرات بسبب تدمير جميع الممرات الرئيسية والفرعية وتلغيمها بالقنابل الزمنية. وكان ظهور طائرات من طراز سكاى هوك الأمريكية أمراً غريباً فى هذا الوقت حيث لم تكن هناك أي معلومات عن امتلاك إسرائيل لهذا الطراز0 وفى مساء الخامس من يونيو صدر أمر من المنطقة الجوية الشرقية بإخلاء الطيارين وأطقم الطائرات والمبيت فى الإسماعيلية.
(6) مهاجمة قاعدة كبريت الجوية : ثـم الهجـوم الساعـة 8:46 صباحـاً بواسطة 3 رف (12 طائرة) مستير ثم 2رف (8 طائرة) مستير، ثم رف (4 طائرة) مستير وكانت نتيجة الضربة : • تدمير الممرات الرئيسية والفرعية. • تدمير عدد 16 طائرة ميج15. كان التشكيل المتمركز بالقاعدة هو قيادة اللواء وعدد من الطيارين الذين تم سحبهم من مطارات سيناء لتخفيف أثر الضربة الإسرائيلية على مطارات سيناء، وكان التشكيل مكلفاً بواجب أعمال الدفاع الجوي من حالات الاستعداد الثانية، وكانت القاعدة بدون وحدات مدفعية مضادة للطائرات وتم تنبيه قيادة المنطقة الجوية الشرقية لذلك فوصلت الأطقم فقط بدون المدافع إلى المطار فى صباح الخامس من يونيو. وفور هجوم الرف الأول الإسرائيلي أسرع قائد اللواء المقدم طيار/ ممدوح طليبة ومعه نقيب طيار محمود الحديدى فى شجاعة نادرة بالإقلاع من الممر الفرعي - لم يكن قد دمر بالكامل - لكن طائرات الرف الثاني الإسرائيلي كانت قد أصبحت فوق القاعدة فقامت بمهاجمة التشكيل وهو فى حالة الإقلاع واستطاعت إسقاط الطائرة رقم 2 بعد الإقلاع مباشرة ونجح فى القفز بالمظلة واشتبك قائد اللواء بمفرده مع الأربع طائرات ومنعها من إكمال هجومها وإلقاء الحمولة دون تنشين. وبعد هبوط قائد اللواء أصدر أوامره بسحب باقي الطائرات غير المصابة وإخفاءها فى الهناجر وبين مباني القاعدة. ثم اتجه مرة أخرى بطائرة منفردة للإقلاع فوق المطار وحاول الاتصال بأي غرفة عمليات لاعتراض أي طائرات إسرائيلية، لكن التشويش الكامل على اللاسلكي لم يحقق أي اتصال بل زاد الطين بله أن أطلق عليه صاروخان من دفاعنا الجوي تمكن من تفاديهما وهبط سالماً. ثم عاود قائد اللواء الإقلاع مرة ثالثة واشتبك مع أربع طائرات لكن اثنان منهم تمكنا من الهجوم على المطار وتنفيذ مهامهم. وتم إبلاغ قائد المنطقة الجوية الشرقية بالموقف وأن هناك 6 طائرة صالحة فأصدر قائد المنطقة أمراً بإخلاء القاعدة وتواجد الطيارين فى استراحة فايد.
(7) مهاجمة قاعدة فايد الجوية : تم الهجوم الساعة 8:50 صباحاً بواسطة 2 رف (8 طائرة) ميراج، 4 رف (16طائرة) مستير، ثم 2 رف أوريجون ثم 6 طائرة مستير وكانت نتيجة الضربة : • تدمير الممرات الرئيسية والفرعية. • تدمير 10 طائرة سوخوي7. • تدمير 12 طائرة ميج21. • تدمير 2 طائرة ميج19. • تدمير طائرة اليوشن14 التي كانت تقل نائب رئيس الجمهورية بصحبة وفد عراقي لزيارة الجبهة والتي هبطت قبل الهجوم بدقائق. كان بالمطار فى حالة الاستعداد الأولى 4 طائرات ميج21 لكن دمرت وهي على الأرض لعدم وجود أي إنذار بالهجوم، ولما وضح بعد الهجمة الأولى أن الممر الرئيسي والفرعي غير صالحان اتجه الطيارين والميكانيكيين إلى محاولة إنقاذ أكبر عدد من الطائرات التي لم تصب فى الهجمة الأولى ونجحوا فى إنقاذ عدد من الطائرات الميج19 والسوخوي7 تم إخفائهم فى شوارع القاعدة بين المباني مع تغطيتهم وكانت محاولة ناجحة إلى حد ما. وحاول قائد القاعدة أن يوظف تلك الطائرات فى القتال فأصدر أوامره بتكسير بوابة القاعدة والأسوار حولها فى محاولة لاستخدام طريق العربات (طريق المعاهدة) الذي يمر أمام المطار لإقلاع الطائرات منه لكن لم تنجح المحاولة لوجود انحناء فى الطريق مما يستحيل معه إقلاع أي طائرة .. وعلى الفور توزع الطيارون مع عناصر إصلاح الممر من المهندسين العسكريين للمساهمة فى توجيه الأفراد أثناء الهجمات الجوية المعادية، ولإحساس الطيارين بالعجز عن القتال إزاء تلك الهجمات اندفع بعضهم إلى مواقع المدفعية المضادة للطائرات للاشتباك بالرشاشات مع الطائرات الإسرائيلية بل أن الغيظ والحماس بلغ بأن أحدهم أطلق النار من الطبنجة الشخصية له على الطائرة الإسرائيلية. وهذا كان حماساً شخصياً إلا أن هذا الحماس أثمر فى الجهود التي بذلت فى إصلاح الممر المساعد فاشترك الجميع فى إزاحة الأتربة الناتجة عن حفر القنابل وإبطال مفعول القنابل الزمنية ثم بعد ذلك إصلاح التربة وتجهيزها. ونتيجة لكل هذه الجهود أصبح الممر المساعد صالحاً فى المساء وتم تجهيز الطائرات الغير مصابه وبدأ العمل فى أول ضوء اليوم التالي.
(8) مهاجمة قاعدة أنشاص الجوية : تم الهجوم الساعة 8:55 صباحاً ومثل باقي القواعد الجوية تم الهجوم دون إنذار مسبق بواسطة رف (4 طائرة) ميراج ثم تبعه 2 رف (8 طائرة) سوبر مستير ثم 2رف (8 طائرة) سوبر مستير ثم رف (4 طائرة) مستير ثم رف (4 طائرة) ميراج ثم رف (4 طائرة) سوبر مستير وكانت نتيجة الضربة : • تدمير الممرات الرئيسية والفرعية. • تدمير عدد 28 طائرة ميج 21. • تدمير 80% من المعدات الفنية للطائرات. • تدمير مبنى لتخزين الصواريخ الخاصة بالطائرات. • استشهاد 58 ضابط وصف ضابط من الصاعقة. تم تدمير جميع الطائرات ميج21 المنتشرة حول الممر فى حالات الاستعداد وذلك فى الهجمات الأولى .. لكن فى فترة الطوارئ قبل الحرب وبمبادرة فردية من الطيارين قاموا بإخفاء عدد من الطائرات فى حدائق الفاكهة الملاصقة لسور المطار. وعلى الفور بدأ تجهيزها للطيران. وبمعاينة الممر الفرعي وجد أن هناك 900 متر سليمة قام رائد طيار/ نبيل شكري بالإقلاع منها فى الساعة 11:30 تقريباً واشتبك مع 4 طائرات ميراج وأسقط طائرة قائد التشكيل، ثم تبعه مقدم طيار/ سامي فؤاد ومعه طيار آخر واشتبك مع أربع طائرات إسرائيلية أخرى ومنعها من تأدية مهامها فألقت حمولتها خارج المطار فسقطت فوق المعسكر الملاصق للمطار مما أدى إلى استشهاد أفراد الصاعقة. ثم أصيب هو بواسطة المدفعية المضادة للطائرات واستشهد. وهبطت الطائرات فى مطار القاهرة الدولي.
(9) مهاجمة قاعدة غرب القاهرة : تمت مهاجمته الساعة 8:58 صباحاً بواسطة 3 رف (12 طائرة) ميراج، وفوتور، وسوبر مستير ثم طائرة سوبر مستير وكانت نتيجة الضربة : • تدمير الممر الرئيسي والفرعي. • تدمير عدد 6 طائرة ت.يو16 ك.أس . • تدمير عدد 4 طائرة سوخوي. • تدمير عدد 12 طائرة ميج17 و2 طائرة ميج15 مزدوج. • شل محطة رادار غرب القاهرة. كان بالقاعدة وحدة تدريب المقاتلات والتي استأنفت نشاط الطيران التدريبي للطيارين منذ أول يونيو. وكانت الطائرات مصطفة على (ساحة الطيران) استعداداً للطيران كما كان هناك 3 طائرة فى الجو فى مهمة تدريبية. بدأ الهجوم على المطار بواسطة طائرات الفوتور وفى حماية طائرات الميراج فوقها. ولما كانت الفرصة سانحة أمام الطيارين الإسرائيليين فقد كررت طائرات الفوتور الهجمات بأكثر مما هو مقرر لها مما اضطر الرف (4 طائرة) سوبر مستير للانتظار بعيداً عن المطار حوالي 3 دقيقة حتى تنتهي الطائرات الفوتور من هجومها .. وعادت الطائرات الثلاث من مهمتها التدريبية وفوجئت بتدمير المطار فصدرت إليها الأوامر بالنزول فى مطار حلوان. وأسقط فى يد الطيارين بعد أن أغلق الممر تماماً فاندفعوا جميعاً إلى محاولة إخفاء أي طائرات غير مصابه. ونجحت المحاولة فى إنقاذ طائرتين فقط لأن الطائرات القاذفة ت.يو16 كانت بكامل حمولتها (أكثر من 25 طن وقود + 2300 طلقة مدفع 23مم) أدى انفجارها وهي على الأرض إلى الاحتماء فى الخنادق خوفاً من الشظايا الناتجة عن الانفجار.
(10) مهاجمة قاعدة بني سويف الجوية : تم الهجوم الساعة 9:10 صباحاً بواسطة 2 طائرة ميراج، رف (4 طائرة) فوتور، ثم رف (4 طائرة) ميراج وكانت نتيجة الضربة : • تدمير الممر الرئيسي والفرعي. • تدمير عدد 12 طائرة قاذفة ت.يو16. • تدمير عدد كبير من المعدات الفنية. لم يكن هناك طيران تدريبي طوال عشرين يوماً سابقة وتم التصديق على استئناف التدريب يوم 4 يونيو وقبل الهجوم الإسرائيلي على القاعدة بخمس دقائق كان إقلاع آخر طائرة ت.يو16 من خمس طائرات فى مهمة تدريبية بقيادة قائد اللواء. وأبلغ برج المراقبة الطائرات بأن هناك هجوماً على المطار وعليهم الابتعاد. وقام قائد اللواء بتنفيذ الأمر ثم حاول العودة بالتشكيل لكن الهجمة الإسرائيلية الثانية كانت فوق المطار فقرر التوجه بالطائرات جنوباً حيث صدرت له أوامر مركز عمليات القوات الجوية بالهبوط فى مطار الأقصر ورغم أن الممر فى مطار الأقصر كان غير مجهز لاستقبال القاذفات ت. يو16 لكن نجح الطيارين فى الهبوط بالطائرات سالمة.
(11) مهاجمة مطار الأقصر : ما إن بدأت الضربة الجوية صباح الخامس من يونيو وتأكد تدمير كل مطارات سيناء والقناة والدلتا، إلا وأصدر مركز عمليات القوات الجوية أوامره للطائرات الموجودة فى الجو بالهبوط فى مطار الأقصر. حتى تجمع فى مطار الأقصر21 طائرة مواصلات ونقل وقاذفات (9 طائرة اليوشن14 - 5 طائرة انتنيوف - 3 طائرة مدنية D.C.6 _ 5 طائره قاذفه تى . يو . 16 . وقد حاول قائد لواء القاذفات بعد الهبوط الاتصال بأي قيادة فى القاهرة دون جدوى وكان المطار خالياً تماماً من أي وسائل دفاع جوي. ثم بدأ البحث عن تجهيز الطائرات للطيران مرة أخرى وفى أثناء ذلك وفى الساعة 1:30 ظهرت ثلاث طائرات فوتور إسرائيلية قادمة لمهاجمة المطار. وبحرية تامة قامت بتدمير الطائرات كلها عدا طائرة واحدة انتنيوف أقلعت مباشرة إلى السودان ثم إلى اليمن. وبعد الغارة الإسرائيلية مباشرة أمر قائد اللواء طياريه بأن يسارعوا بالبعد عن المطار خشية وجود قنابل زمنية وحفاظاً منه على أرواح الطيارين وعاد بهم إلى القاهرة فى قطار المساء.
(12) مهاجمة مطار الغردقة : بـدأ الهجـوم الساعة 1:05 ظهراً بواسطة رف (4 طائرة) ميراج تحت حمايـة رف (4 طائرة) ميراج آخر اشتبك مع الطائرات ميج21، ميج19 التي كانت تقوم بأعمال المظلة الجوية فوق القاعدة، ثم 2 طائرة فوتور الساعة 2:20 ظهراً ثم 2طائرة فوتور الساعة 6:00 مساءً وكانت نتيجة الضربة : • تدمير الممر الرئيسي والفرعي. • تدمير عدد 2 طائرة ميج21 أثناء الهبوط. • تدمير 4 طائرات ميج19 منها طائرتان فى اشتباك بالجو وطائرتان على الأرض. • تدمير طائرة مواصلات اليوشن14 ، 2 طائرة هليكوبتر مى4 ، مى6. كان بالمطار 12 طائرة ميج19، 6 طائرة ميج21 وصلت إليهم أثناء الهجوم على القواعد والمطارات المصرية من الإذاعة. وعلى الفور تم احتلال منطقتين مظلات بقوة 2 طائرة ميج21، 2 طائرة ميج19. وقد حاول الطيارون إقناع قائد القاعدة بأن تتوجه الطائرات الميج19 لقصف إيلات لكنه رفض متعللاً بأنه ليس هناك أوامر بذلك.. والاتصال بقيادة القوات الجوية فى القاهرة غير متحقق للتشويش على أجهزة وشبكات الاتصال. واستمر نشاط الطائرات قاصراً على عمل مظلات لمدة أربع ساعات دون أي فائدة تذكر لسير المعركة. بل أن المطار تمت مهاجمته بواسطة الطائرات الإسرائيلية ولنا طائرات فى الجو لم تفلح فى أن تصد الهجوم الإسرائيلي لأنها لم تبلغ بواسطة محطات الرادار عن اقتراب الطائرات الإسرائيلية. قبل الهجوم بدقيقة واحدة أبلغ أحد الطيارين وهو فى طريق العودة من المظلة أنه يري طائرات إسرائيلية على بعد 30كم من مطار الغردقة فصدر أمر بإقلاع الحالة الأولى لكن كانت هذه الطائرات الإسرائيلية هي التشكيل الثاني، فقبل إقلاع الحالة الأولى كان التشكيل الأول قد بدء فى مهاجمة المطار. ولم تستطيع الطائرات العائدة من المظلة (2 طائرة ميج19) الاشتباك لأن الوقود لديها لم يكن يكفي فحاولت الطائرتان الهبوط فى المطار بعد هجوم التشكيل الإسرائيلي الأول ونجحت واحدة منهما فى الهبوط وأسقطت الثانية بالمدفعية المضادة للطائرات. واشتبكت طائرات المظلة (2 طائرة ميج21) مع طائرات الميراج لكن الطائرات الإسرائيلية تخلصت منها لأن مهمة تدمير المطار قد نفذت بنجاح. ثم حاولت طائرات الميج19 مطاردة الميراج لكن المدفعية المضادة للطائرات استطاعت إسقاط طائرة قائد التشكيل وإصابة الطائرة الأخرى لكنه نجح فى الهبوط فى المطار. وفى الساعة الثالثة ظهراً صدرت الأوامر بإخلاء مطار الغردقة ونقل الطائرات الصالحة ونجح الطيارون فى الإقلاع بقوة 5 طائرة ميج19، 2 طائرة ميج21 والهبوط بهم فى مطار القاهرة الدولي. أما باقي المعدات الفنية فقد تم انسحابها عن طريق سفاجا ثم إلى قنا والعودة بها إلى القاهرة بالسكة الحديد. وجدير بالذكر أن مركز عمليات القوات الجوية فى الساعة العاشرة صباحاً أصدر أوامره للطائرات فوق الغردقة بهبوط 2 طائرة ميج21 فى مطار المنصورة، 2طائرة ميج21 فى مطار القاهرة الدولي وتم التنفيذ .. لكن بعد هبوط الطائرتين فى مطار المنصورة وبعد 40 دقيقة من الهبوط تم مهاجمة مطار المنصورة بطائرتين إسرائيليتين وتم تدمير الممر الرئيسي والطائرتان على الأرض وانتهى الهجوم الجوي الإسرائيلي فى الخامس من يونيو بمهاجمة مطار برنيس فى أقصى حدود مصر الجنوبية على البحر الأحمر. فقد هبطت فيه ثلاث طائرات قاذفة اليوشن28 قادمة من اليمن وقامت فيه بالتموين بالوقود ثم أقلعت إلى مطار القاهرة الدولي. والتقطت إسرائيل الاتصال اللاسلكي الذي تم مع الطائرات فقامت ثلاث طائرات فوتور بمهاجمة وتدمير الممر الرئيسي والفرعي للمطار فى السادسة مساء.
وكان هذا الهجوم هو ختام الضربة الجوية الإسرائيلية التي استغرقت حوالي ثلاث ساعات استطاعت القوات الجوية الإسرائيلية خلالها إخراج القوات الجوية المصرية من المعركة بعد أن دمرت خلال هذه الساعات الثلاث ,عشر قواعد ومطارات ثم تبعتهم بتدمير الأقصر والمنصورة والغردقه وبرنيس . كما استطاعت تدمير 70% من إجمالي الطائرات كانت كالآتي :- • 170 طائرة (مقاتلات ومقاتلات قاذفة). • 57 طائرة (قاذفة متوسطة وقاذفة ثقيلة). • 27 طائرة نقل. • 13 طائرة هليكوبتر. وتحقق بذلك الهدف الأول والرئيسي من الخطة (كولومب) الذي بنجاحه تم تنفيذ باقي الخطة الإسرائيلية الهجومية والاستيلاء على سيناء (ضربة صهيونية) بنجاح لم تكن حتى إسرائيل تتوقعه بهذه الصورة. وبعد تحقيق النجاح فى الضربة الجوية كانت إسرائيل فى سباق مع الزمن خوفاً من إفلات النصر النهائي فى جبهة سيناء من بين يديها. فتحولت القوات الجوية الإسرائيلية إلى تدمير محطات الرادار والدفاع الجوي المصري كي تستكمل السيطرة الجوية الكاملة فوق مسرح عمليات سيناء. ومن صباح السادس من يونيو أصبحت القوات المصرية المنسحبة غرباً هدفاً مستباحاً لكل أنواع الطائرات الإسرائيلية وبكل أنواع الأسلحة من قنابل وصواريخ ونابالم ليلاً ونهاراً. "لم يكن هناك أي فترة توقف للطائرات الفوتور فى قاعدة حاتسريم بل كان العمل مستمراً حتى فى ساعات الليل لضرب القوات المصرية المرة تلو الأخرى". وكان لهذه المعاونة الجوية الفعالة الأثر الكبير فى أن تضغط القوات الإسرائيلية بعنف على القوات المصرية التي أصيبت بالصدمة مما مكن طلائع القوات الإسرائيلية من الوصول إلى مشارف قناة السويس فى صباح السابع من يونيو وهو الذي لم يكن بالشيء المتوقع، حتى أن "موشى دايان وزير الدفاع الإسرائيلي حين علم بذلك أصدر أوامره لتلك القوات أن تنسحب 20 ميل شرق القناة تجنباً للتورط فى أي مشاكل تنشأ بسبب قناة السويس". وقد قالها دايان فى اجتماعات رئاسة الأركان أكثر من مرة. أن قناة السويس هدف دولي ولا نريد مشاكل مع العالم بسبب قناة السويس.
الحرب الجوية على الجبهة الشرقية : كان التخطيط الإسرائيلي لا يغفل عن الجبهة الشرقية التي تتمركز بها القوات الجوية السورية والأردنية والعراقية وهي فى مجموعها قوات جوية لا يستهان بها، وكان من الممكن لو قامت بمهامها الصحيحة فى التوقيت المناسب أن تغير كثيراً من شكل الحرب فى الخامس من يونيو. "ولكن القادة فى إسرائيل كانوا يعتمدون على المفاجأة التي ستحدثها الضربة الجوية ضد القوات الجوية المصرية وتأثيرها فى شل تفكير القوات الجوية على الجبهة الشرقية لفترة ساعتين أو ثلاث فقط من لحظة الهجوم على القواعد والمطارات المصرية".
فمن الساعة 8:15 صباحاً مع بداية إقلاع الطائرات الإسرائيلية متجهة إلى القواعد والمطارات المصرية كانت محطة رادار عجلون فى الأردن قد اكتشفت هذا الهجوم وقامت بالإبلاغ عنه فى لحظتها، وكان الفريق عبد المنعم رياض قائد الجبهة الأردنية على علم تام بالموقف من أول لحظة الهجوم على مصر. وقد قام بإبلاغ القيادة العسكرية فى كل من الأردن وسوريا طالباً أن تقوم الطائرات الأردنية والسورية بمهاجمة القواعد الجوية الإسرائيلية فوراً .. وكانت الفرصة ذهبية لو تم تنفيذ هذا الطلب حيث الطائرات الإسرائيلية على الأرض وفى مرحلة إعادة التموين .. ولكن ولأسباب غير معلومة لم يتم تنفيذ مطلب الفريق رياض إلا فى ساعة متأخرة وبأسلوب غاية فى الغرابة مما يثير العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام. حيث المفترض أن السلاح الجوي الأردني والسوري كانا على أهبة الاستعداد. وتصاعد الأحداث كان واضحاً أمام نظر كل من القيادة السورية والأردنية.
وفى الساعة 11:50 قامت 4 طائرات أردنية طراز هانتر من قاعدة المفرق الأردنية بالهجوم على مطار كفار سركيه - لم يكن يمثل أحد القواعد الرئيسية التي تمركزت فيه طائرات إسرائيل - وحين عادت إلى قاعدتها وجدت أن الطائرات الإسرائيلية قد سبقتها وقامت بتدمير الممر والطائرات الموجودة بالقاعدة وهي على الأرض .. ثم عاود العدو الإسرائيلي هجومه على مطار عمان فدمر الممرات وما به من طائرات وهكذا انتهى دور القوات الجوية الأردنية فى الثانية ظهراً.
وحذا العراق حذو الأردن ولا ندرى هل كان هناك اتفاق بينهما على ذلك .. فقد أرسلت القوات الجوية العراقية طائرة قاذفة ت.يو-16 بهدف قصف إحدى القواعد الجوية الإسرائيلية فى الساعة الواحدة ظهراً، وقد اخطأ الطيار فى الملاحة فوصل بعيداً عن القاعدة الجوية فقام بقصف مستعمرة ناتانيا لكن تمكنت المدفعية م/ط الإسرائيلية من إسقاط الطائرة واستشهد طاقم الطائرة. وتبعها قيام 4 طائرة عراقية طراز هانتر بهدف قصف مطار عكير لكن التشكيل انحرف عن مساره أيضاً وقام بمهاجمة أحد المستعمرات ولما عاد إلى قاعدته (هـ-3) وهو مطار على الحدود العراقية الأردنية - وجد الطائرات الإسرائيلية تقوم بمهاجمته فاشتبك معها وأسقط طائرة فوتور إسرائيلية. لكن العدو الإسرائيلي عاود قصف مطار (هـ- 3) وتم تدمير المر وبعض الطائرات وبهذا أجبرت القوات الجوية العراقية على الخروج من المعركة من اليوم الأول.
أما القوات الجوية السورية فقد تلقت مطلب الفريق عبد المنعم رياض بهدوء غريب وكانت الإجابة الأولى أنها غير مستعدة لأن الطائرات فى مهام تدريبية. ثم تكرر الطلب مراراً طوال أربع ساعات حاسمة ومصيرية فى الحرب، لكن القيادة السورية كانت فى كل مرة تجيب بأن الطائرات جاري تجهيزها، إلى أن تم الهجوم الإسرائيلي على القواعد الجوية السورية فى الساعة الواحدة ظهراً. وتمكنت إسرائيل من تدمير الطائرات السورية على الأرض رغم علم سوريا بنشوب الحرب قبل أربع ساعات من الهجوم عليها.
إن هذه المواقف لا شك تثير فى الأذهان أسئلة كثيرة وكثيرة عن موقف سوريا والأردن فى حرب يونيو1967 ورد فعل الطائرات الأردنية والسورية يلقى بظلال شك سنتعرض لها بالتحليل فى فصل قادم.
============================== (1) عذرا أيها القارئ الكريم وأرجو أن تقدر مشاعر الحرج التي انتابتني عند هذه المرحلة من الكتاب. فالكتابة عن الطيارين المصريين بواسطة طيار فيه شك كبير وشبهة تحيز، لكن ما أجبرني على الكتابة عنهم هو ما قاموا به من أعمال. سأترك لك أيها القارئ الحكم عليها 00 وهم الآن بين يدي ربهم أحياء عنده يرزقون. وليكن تسجيل أعمال هؤلاء الطيارين لمحة مضيئة حتى يعرف الأبناء ماذا فعل جيل الآباء.
موضوع: رد: صراع في السماء الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 14:15
صراع فى السماء (6 يونيو - 10 يونيو1967) :
برغم عنف الضربة الجوية الإسرائيلية وتأثيرها الفعال على موقف القوات الجوية المصرية إلا أن طياري مصر وبدافع من وطنيتهم، وبمبادرات فردية، وبعيداً عن قواعد القتال المتعارف عليها، حاولوا القيام بأي عمل يمكن أن يفشل هذه الضربة أو يكسر حدة هذا الهجوم، وقد أشرنا إلى إقلاع بعض الطيارين بطائرات من فوق بقايا ممرات مدمرة أو الإقلاع فى أثناء الهجوم على المطار أو فى التصدي لطائرات تتفوق عليها عدداً ونوعاً. فضلا عن الإرهاق النفسي والجسدي والظروف الإدارية السيئة المحيطة التي تمت فيها هذه الطلعات ..
لكن مع حجم الهزيمة وثقلها ضاعت هذه البطولات فى زوايا النسيان وحسبنا أن عشرين طياراًً مصرياً استشهدوا فى الجو وحتى الوحيد الذي استشهد على الأرض كان داخل طائرته مع مطار السر فى حالة الاستعداد الأولى. نالوا جميعاً شرف الشهادة فى سبيل الله ومن بقى من الطيارين المصريين فقد نال شرف الجهاد.
ولم يقف دور الطيار المصري عند الخامس من يونيو بل استمر طوال أيام المعركة .. وهو وأن كان جهداً لا يغير فى سير المعركة ولم يؤثر فى نتيجتها .. إلا أن كل الأوامر التي صدرت من قيادة القوات الجوية تم تنفيذها دون تردد رغم معرفة الطيارين بكافة المعوقات والظروف الصعبة التي كانوا يؤدون فيها هذه الطلعات.
ففي مساء الخامس من يونيو67 وبعد أن استردت قيادة القوات الجوية بعضا من وعيها تم سحب الطيارين من مطارات سيناء إلى منطقة القناة ومطار القاهرة الدولي. وانفرط عقد التشكيلات والأسراب وأصبح الطيارون يعملون فى مجموعات قتالية تم تكليفها بمهام قتالية تنفذ بما تبقى من طائرات.
6 يونيــو 1967 :
كانت هجمات العدو الجوية على قواعد القناة خفيفة نسبياً حيث قام بتركيز مجهوده الرئيسي ضد القوات البرية المصرية فى سيناء بهدف إنزال أكبر قدر من الخسائر بها
وكان المجهود الجوي الذي ساهم فى عمليات هذا اليوم كالآتي :- (1) قاعدة فايد الجوية : - تم إقلاع 4 طائرات ميج19 الساعة 5:30 فجر السادس من يونيو بهدف مهاجمة مطار الخالصة وتدمير الطائرات به. ولم تتم الطلعة لأن الطائرات عادت من الطريق لسوء الأحوال الجوية بسبب الضباب الكثيف الذي كان يغطي المنطقة، ولا ندرى سبب اختيار هذا التوقيت بل وأن مطار الخالصة لم يكن من القواعد الجوية التي تتمركز فيها طائرات القتال الإسرائيلية. - تم تكرار الطلعة فى الساعة 6:00 صباحاً بواسطة 2 طائرة سوخوي7 على نفس الهدف .. وعندما وصلت الطائرتان لم تجدا سوى معسكر وبجواره طائرة هليكوبتر تم الهجوم عليها وعلى المعسكر، ورغم أن الطائرتين هوجمتا أثناء العودة إلا أنهما نجحتا فى الإفلات من الهجوم دون خسائر لكن دفاعنا الجوي فى منطقة القناة تمكن من إصابة قائد التشكيل الذي حاول النزول بالطائرة على الطريق لكنه استشهد فى عملية النزول. - ثم تكليف 2 طائرة (سوخوي-7) الساعة 6:45 صباحاً بعمل مظلة جوية فوق سيناء لحماية قواتنا فى القطاع الأوسط وعادت الطائرتان دون اشتباك .. ومن المعلوم أن الطائرة السوخوي-7 ليست طائرة قتال جوي بل هي بالكاد تحمي نفسها أمام طائرات مثل الميراج الإسرائيلية، كما أن تسليحها مصمم على أن تهاجم أهدافاً أرضية. - فى الساعة 11:20 صباحاً وبعد تغيير الهدف أربع مرات استقر الرأي على أن تقوم 4 طائرات ميج19 بهدف ضرب وتدمير دبابات العدو المتقدمة من العريش إلى بير لحفن وقبل الوصول إلى الهدف تم اعتراضهـا بواسطـة مظـلات مـن 8 طائرات ميراج إسرائيلية اشتبكت معها، وأسفر الاشتباك عن إسقاط 2 طائرة ميج19 استشهد طيار وقفز الآخر بالمظلة ووقع أسيراً فى يد العدو الإسرائيلي. - ثم إقلاع 2 طائرة سوخوي-7 الساعة 12.40 صباحاً بهدف ضرب دبابات العدو عن القسيمة، لكن الطلعة لم تنفذ لأن إحداها أصيبت بنيران مدفعيتنا م/ط والثانية اشتبكت فى معركة جوية مع طائرات إسرائيلية ونجحت فى العودة إلى القاعدة. وجدير بالذكر أن الهدف من الطلعة تغير أيضاً ثلاث مرات. - تم تكليف 2 طائرة ميج19 الساعة الرابعة عصراً بعمل مظلة جوية بين مطار السر وبحيرة البردويل لحماية 4 طائرات ميج17 تقوم بضرب القوات البرية الإسرائيلية. وظهرت طائرات الميراج الإسرائيلية فى المنطقة، وتم توجيه الطائرات عليها ثم فى المرحلة الأخيرة من عملية التوجيه حدث تشويش على اللاسلكي وفقدت الطائرتان الاتصال وأسقطتا بواسطة الميراج الإسرائيلية، وقفز الطياران بالمظلات عاد أحدهما إلى القاعدة مباشرة، والثاني عاد بعد 7 أيام قضاها فى قصة مثيرة سنذكرها لاحقاً .. وقد حاول الطيار الإسرائيلي الهجوم على الطيار المصري أثناء هبوطه بالمظلة.
(2) قاعدة أبو صوير الجوية : تم تنفيذ عدد 12 طلعة طائرة ميج21 بغرض توفير الحماية لقواتنا البرية فى سيناء وتخفيف ضغط الطائرات الإسرائيلية عليها، وقد اشتبكت طائراتنا مع العدو الإسرائيلي ونتيجـة للتشويش الذي كان يتم فى أثناء عملية التوجيه سقطت طائرتان ميج21 بواسطة الطائرات الإسرائيلية .. كما تم تنفيذ عدد 8 طلعات طائرة ميج17 فى تشكيلات 2-4 طائرة بهدف المعاونة الجوية لقواتنا البرية فى المحور الأوسط والمحور الشمالي من الساعة 5:30 صباحاً وحتى الرابعة عصراً .. ولكن هذه الطلعات تمت دون أي تنسيق تعاون بين الطائرات والقوات البرية .. فالطيارون يحدد لهم منطقة فقط، ويقال أن فيها قوات العدو، دون أية تفاصيل عن قوات العدو أو حتى قواتنا أو توفر اتصال مع قواتنا البرية، حتى أن إحدى الطلعات شاهدت أتوبيسات صالون مدنية محملة بجنود لم يتم ضربها لعدم التعرف عليها، رغم أنها كانت أتوبيسات إسرائيلية وبداخلها جنود العدو.
(3) قاعدة غرب القاهرة : كان بالقاعدة عدد من طائرات السوخوي-7 تحت التركيب، وكانت الأوامر قد صدرت لعدد من الطيارين بالتوجه من فايد إلى غرب القاهرة فوصلوا إليها مساء يوم 5 يونيو. وفى الساعة 10.00 مساء يوم 5 يونيو صدرت الأوامر إلى أقدم الطيارين بمحاولة تجهيز أية طائرات ليلاً والقيام فى أول ضوء يوم 6 يونيو بمهاجمة أي مطار فى إسرائيل .. وأفاد أقدم طيار بأن الطائرات لا يمكنها الوصول إلى مطارات إسرائيل لأن الوقود فى الطائرة لا يكفي، كما وأن الصواريخ جو/أرض المطلوبة لتنفيذ الهجوم غير موجودة فى قاعدة غرب القاهرة.
وفى الثانية صباح يوم 6 يونيو كان قد تم تجهيز أربع طائرات سوخوي-7 ووصلت الصواريخ جو/أرض اللازمة، واستقر رأى القيادة على أن تقلع الطائرات مع أول ضوء بهدف عمل مظلة شرق بورسعيد لحماية طائرات مصرية تهاجم إسرائيل دون تحديد لنوع الطائرات المهاجمة أو عددها أو أسلوب التعاون أو الحماية .. علاوة على أن تسليح الطائرات كان صواريخ جو/أرض .. وحاول الطيارون توضيح حجم وخطأ المخاطرة بالطائرات للقيادة لكن رضخوا فى النهاية لتنفيذ الأوامر.
وأقلعت 3 طائرات إلى بورسعيد، وفى الطريق صدرت أوامر غرفة العمليات بالتوجه بالتشكيل إلى العريش .. وأبلغ قائد التشكيل بأن الوقود لا يسمح. لكن الإجابة كانت بأن على قائد التشكيل التوجه إلى العريش بأمر رئيس أركان القوات الجوية. وتم التنفيذ رغم الخطأ الفادح فى هذا الأمر وعدم جدواه بكل المقاييس. وما أن وصلت الطائرات إلى منطقـة قبـل العريش بحوالي 30كم أضاءت لمبات الإنذار الخاصة بقرب نفاد الوقود وفى نفس التوقيت هوجمت الطائرات بواسطة طائرات ميراج إسرائيلية، ونجح الرائد طيار/ محمد على خميس فى إسقاط طائرة ميراج، ولكن تم إسقاط كل التشكيل المصري وقفز الطيارون الثلاث، سقط منهم اثنان قرب مدينة العريش لكنهما استطاعا الهروب والتخفي من العدو الإسرائيلي لمدة شهر بمساعدة أهالي المنطقة الذين أظهروا روحاً وطنية رائعة فى إخفائهم ومساعدتهم حتى عودتهم إلى مصر وخاصة أن أحد الطيارين كان مصاباً بكسر فى ساقه.
كان هذا هو الموقف طوال يومي 6،5 يونيو.. ضربة جوية إسرائيلية أدت إلى تدمير معظم الطائرات المصرية على الأرض، وطلعات فردية انتحارية تحاول عمل أي شيء لحماية قواتنا البرية فى مسرح سيناء المكشوف .. ورغم ذلك نجد أن عنوان جريدة الأهرام وكأنه يتحدث عن معركة أخرى غير المعركة الدائرة منذ 24 ساعة .. وتنشر القيادة العسكرية صوراً لخمس من الضفادع البشرية الإسرائيلية تم القبض عليهم فى ميناء الإسكندرية وكأنها بهؤلاء الخمسة ضفادع قد أحرزت نصراً كبيراً على إسرائيل فى المعركة.
موضوع: رد: صراع في السماء الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 14:16
7 يونيــو 1967 :
صدرت أوامر مركز القيادة الرئيسي للقوات الجوية بسحب • 6 طائرات سوخوي-7 من قاعدة فايد إلى قاعدة أنشاص. • 3 طائرات ميج19 من قاعدة فايد إلى مطار القاهرة الدولي. • 3 طائرات ميج17 من قاعدة أبو صوير إلى قاعدة ألماظة الجوية.
كما صدرت أوامر قائد القوات الجوية بسحب الطيارين الزائدين عن عدد الطائرات إلى القاهرة وكذلك الميكانيكيون مع ترك العدد الكافي منهم لإصلاح وتشغيل الطائرات المتبقية فى قواعد القتال،
وكان المجهود الجوي فى هذا اليوم كالآتي :- - تم تنفيذ عدد 18 طلعة طائرة ميج21 بغرض توفير الحماية الجوية لقواتنا البرية المنسحبة فى سيناء، والحد من ضغط الهجمات الجوية المعادية عليها. - تم تنفيذ عدد 4 طلعات ميج17 بغرض تقديم المعاونة الجوية لقواتنا البرية على المحور الأوسط .. ورغم وجود مظلة جوية من 4 طائرات ميراج إسرائيلية تمكنت طائراتنا من تنفيذ مهمتها، لكن أثناء العودة تمكنت الطائرات الإسرائيلية من إسقاط طائرة من التشكيل واستشهد الطيار.
- تم اعتراض طائرات نقل إسرائيلية طراز نور أطلس كانت متجهة إلى جنوب سيناء لإسقاط مظليين بواسطة 4 طائرات ميج19، وتمكن التشكيل المصري من إسقاط 2 طائرة نور أطلس (الطائرة الواحدة تحمل بداخلها 50-60 مظلي) ثم قام التشكيل بالاشتباك مع أربع طائرات ميراج إسرائيلية كانت تقوم بالحماية وكانت نتيجة الاشتباك إسقاط طائرة ميراج إسرائيلية مقابل 2 طائرة ميج19 قفز قائداها بالمظلات، وفى أثناء هبوط قائد التشكيل فى قاعدة فايد انفجرت إحدى عجلات الطائرة فانحرفت وسقطت فى حفرة واستشهد الرائد طيار/ فتحي سليم.
كان الملاحظ فى هذا اليوم أن القوات الجوية الإسرائيلية تركز هجماتها على قواتنا البرية المنسحبة فى سيناء لذا كان نشاطه الجوي غير ملحوظ فوق قواعدنا الجوية، كما لوحظ أن الطائرات المعادية كانت على اتصال وثيق لقواتها البرية تقدم لها المعاونة وتحميها من هجمات الطائرات المصرية. فقد اشتبكت جميع طائراتنا التي كانت تقدم المعاونة لقواتنا البرية مع طائرات العدو.
8 يونيــو 1967 :
استطاعت القوات الجوية المصرية فى هذا اليوم تركيز جهودها بحشد ملموس على المحور الشمالي، مما كان له أثر واضح فى إيقاف تقدم العدو الإسرائيلي وإيقاع خسائر ملموسة فيه .. وكان هذا هو اليوم الوحيد الذي عملت فيه القوات الجوية المصرية طبقاً لمبادئ الحرب والقتال الجوي،
وكان المجهود الجوي كالآتي :- (1) قاعدة أبو صوير الجوية : • 6 طائرات ميج17 لمهاجمـة قـوات العدو الإسرائيلي بمنطقة بير العبد الساعة 6:00صباحاً. • 2 طائرة ميج17 على نفس الأهداف الساعة 7:30 صباحاً. • 4 طائـرات ميج17 لمهاجمة قوات العدو الإسرائيلي فى وادي الجدي الساعة 11:50ظهراً. • 2 طائرة ميج17 لمهاجمة قوات العدو فى صدر الحيطان الساعة 14:00 ظهراً. • 2 طائرة ميج17 لمهاجمة قوات العدو شرق مدينة القنطرة الساعة 4:30 عصراً.
(2) مطار القاهرة الدولي : • 4 طائرات ميج19 لمهاجمة قوات العدو فى منطقة رمانة فى أول ضوء. • 4 طائرات ميج19 لمهاجمة قوات العدو بنفس المنطقة الساعة 8:30 صباحاً. لكن اشتبكت الطائرات مع طائرات ميراج إسرائيلية قبل الوصول إلى الهدف أسقطت طائرة واستشهد قائدها ثم أصيبت طائرة أخرى فوق أنشاص من دفاعنا الجوي وعادت طائرتان.
(3) قاعدة غرب القاهرة : قامت 3 طائرات قاذفة اليوشن28 بمهاجمة قوات العدو فى منطقة بير العبد وتم تنفيذ المهمة لكن هوجمت الطائرات بواسطة طائرات ميراج فأسقطت طائرة مصرية واستشهد قائدها. وجدير بالذكر أنه عند تكرار نفس الطلعة على نفس الهدف ألغيت ثلاث مرات كانت آخرها والطائرات على الممر قبل الإقلاع. فى نفس اليوم تم تنفيذ 10 طلعات ميج21 بغرض حماية الطائرات القائمة بالهجوم .. وقد تلاحظ أن العدو الإسرائيلي ركز هجماته الجوية على قاعدة كبريت معتقداً أن نشاطنا الجوي كان منها. كما قام بمهاجمة قاعدة أبو صوير مرتين خلال هذا اليوم. وتصر القيادة العسكرية المصرية على خداع الشعب المصري وتعلن بعد أيام القتال الثلاث أنها أسقطت 300 طائرة إسرائيلية كما هو منشور بالجريدة 00 رغم أن إسرائيل والعالم أجمع كان يعرف حجم الخسائر المصرية والإسرائيلية.
9 يونيــو 1967 : أصدر قائد القوات الجوية أوامره فى هذا اليوم بسحب عدد من الطيارين والطائرات إلى مطار القاهرة الدولي .. مع إخلاء القواعد الجوية من الأطقم والفنيين إلا من قوة للحراسة فقط .. وتم تنفيذ طلعة واحدة فقد قامت 3 طائرات ميج15 من قاعدة ألماظة بغرض تقديم المعونة الجوية لقواتنا البرية لكنها اشتبكت فوق الإسماعيلية مع طائرات ميراج وأصيبت طائرة مصرية قفز منها الطيار لكن استشهد على يد الأهالي المصريين ظنا بأنه طيار إسرائيلي، وعادت الطائرتان دون تنفيذ المهمة.
وقد تبين فى هذا اليوم أن العدو الإسرائيلي يقوم باستخدام مطارات سيناء (العريش - السر - المليز - تمادا) بواسطة طائرات النقل وظهر هذا من إقلاع الطائرات وهبوطها متجهة وقادمة من إسرائيل.
انتهى.........
الموضوع ده منقول من منتدى ساحات الطيران العربى . أرجو ان يعجبكم -تحياتى-