هذا الموضوع هدية الي كل اعضاء المنتدي وخاصة اخي وصديقي ابوجو .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاليوم تجد حاملات الطائرات الامريكية نفسها في موقف صعب علي صعيد استراتجيتها الشاملة ، واليوم سندرس بعض القضايا المطروحة في هذا الشأن المهم والخطير بالنسبة لهم ولنا ، ونري كيف ستتعامل معها البحرية الامريكية ، ولكن قبل القيام بذلك ، سندرس طبيعة الاماكن التي ربما تعمل بها هذه الحاملات .
حاملة الطائرات الامريكية USS
Nimitz .
في البداية اعرض وجهة نظر منتقدو حاملات الطائرات الامريكية ذات الحجم الضخم ، فيري هولاء ان ذلك يجعل من السهل استهدافها واصابتها بأسلحة وصواريخ العصر الحديث الذي شهد الصواريخ الموجهه اسرع من الصوت ، ومن المرجح ان الحاملات الامريكية لن تستطيع ان تصمد لفترات طويلة في حروب كبيرة من الان فلاحقا ، وربما يكون هذا الرأي صحيحا خصوصا انه لايوجد احد يعرف الي اي مدي سيكون الصاروخ " الروسي-الهندي " براموس مؤثرا ، ولكن الجميع يرجحون انه سيكون صاروخ ذو تأثير مدمر كبير جدا ، وهناك العديد من الاراء تري انه حتي اذا لم تغرق صواريخ براموس الحاملات الامريكية فأن هذه الحاملات لن تكون قادرة علي مواصلة عملياتها .
ويمكن اطلاق صواريخ " براموس " من منصات اطلاق برية او قطع بحرية او حتي الطائرات ، وتستطيع مهاجمة اهداف علي بعد 180 ميل ، الاصدار الحالي من براموس يزيد عن سرعة الصوت ثلاثة اضعاف ، وستكون هناك نسخة " HYPERSONIC " من هذا الصاروخ ، اي ان سرعته ستكون اسرع من سرعة الصوت بخمسة اضعاف ، وبمقارنة هذه السرعة الخارقة مع الصواريخ المضادة للسفن الاخري مثل الهاربون الامريكي ، وعائلة الكلوب الروسية، والفرنسي اكسوزيت ، والسويدي RPS-15 ، والاسرائيلي جبرائيل ، والصينيين سي-802 وسي-803 ، والتايواني Hsiung Feng-3 ، فنجدهم جميعا ابطأ من " براموس " ، وان كان بعضهم يتفوق عليه بالمدي او بالرأس الحربي المتفجر .
ضربة واحدة من اجيال الصواريخ البحرية الحديثة تدمر القطع البحرية المستهدفة حتي المتطورة منها ، كما سيتبين لنا من الامثلة التالية :
- المدمرة الاسرائيلية الشهيرة وذات الامكانيات الكبيرة " ايلات " التي اغرقتها لنشات الصواريخ المصرية وتبعتها بعدها بقليل المدمرة يافو ، وهي اولي المعارك التي لفتت انظار بحريات العالم لاهمية هذه الصواريخ وتأثيرها الخطير.
صورة عدد جريدة الجمهورية بعد اغراق ايلات .
المدمرة يافو
- سفينة البحرية الملكية البريطانية اصيبت بصاروخ اكسوزيت وحيد اطلق ضدها من مقاتلة ارجنتينية طراز Super Étendard خلال معارك حرب الفوكلاند بين " بريطانيا والارجنتين " ، واشتعلت فيها النيران ، وفي النهاية غرقت بعد ان دخلتها المياة من الثقوب التي احدثها بها الصاروخ .
- الفرقاطة الامريكية
Oliver Hazard " كلاس بيري " USS STARK اصيبت بصاروخين اكسوزيت اطلقت من مقاتلة عراقية طراز ميراج اف-1 عام 1987 ، احد الصاروخين فقط الذي انفجر ، ولكن الضرر الذي لحق بالفرقاطة شلها عن العمل ، وظلت الفرقاطة في الاصلاحات اكثر من عام .
- المثال الاخير الكورفيت " سعر-5 " الاسرائيلي تمت اصابته بالصاروخ الصيني " سي-802 " اطلقه حزب الله من منصة ارضية قبالة السواحل اللبنانية في العدوان الاسرائيلي علي لبنان في حرب 2006 ، تأثير الانفجار كان كبيرا حيث دمر اجزاء من الكورفيت كما انه دمر معظم الشبكة الكهربائية للسفينة ، مما اجبر طاقمها علي العودة بها سريعا لاجراء الاصلاحات .
علي وجة العموم فمنذ العام 1966 غرقت او حصلت تدميرات كبيرة بأربعة عشرة قطعة بحرية بهجمات بصواريخ مضادة للسفن ، ولكن لو نظرنا الي حاملات الطائرات سنجد ان هناك وسائل دفاعية اضافية لها لم تكن هذه القطع تتمتع بها ، فمثلا هناك مقاتلات تحميها ومسلحه بصواريخ AIM-120 امرام ، ولديها قطع بحرية اضافية للحماية تحمل صواريخ مثل RIM-67 وهو صاروخ طويل المدي للدفاع الجوي ومزود بقدرات القتال ضد السفن ، كما تمتلك صواريخ دفاع جوي قصيرة المدي مثل RIM-116 ومدافع 5"/54 Mark 45 ومدافع Phalanx ، كما ان الحاملة نفسها مزوده بكل هذه الاسلحة كخط دفاعي اضافي عنها ، كل ذلك يجعل امر مهاجمة حاملة طائرات امريكية شئ في غاية الصعوبة ، ولكن صاروخ براموس عندما يصبح هايبر سونيك يمكنه ان يتغلب علي كل هذه الدفاعات ، وربما لن تكون هناك اي طريقة لنجاة الحاملات الامريكية سوي البقاء خارج المدي المؤثر لبراموس .
وبدون شك فأن انتشار الصواريخ المضادة للسفن سيكون مدعاة للقلق لاي سلاح بحرية في العالم ، والمعلومات الواردة تشير الي ان " روسيا و الهند " يخططان لانتاج اكثر من الفين صاروخ براموس ، وسيكون اكثر من 1000 صاروخ مخصصا للتصدير للدول الاخري ، وفي هذه اللحظة التي اكتب فيها هذه السطور فأن هناك خمسين دولة تمتلك صواريخ بحرية مضادة للسفن ، انواع متعددة منها القوي ومنها الضعيف ، وهذا العدد مرشح للزيادة في السنوات القادمة .
بمقارنة بسيطة فأن امر اطلاق عشرات الصواريخ ضد حاملة طائرات واحدة ليس بالامر الصعب او المكلف ، فحاملة طائرات نووية بما تحمله من مقاتلات ، والسفن المصاحبه لها من سفن الامداد ، او سفن المرافقة والحماية تبلف تكلفتها عشرات المليارات .
فبينما علي سبيل المثال الصاروخ المضاد للسفن الصيني " سي-802 " يقل ثمنه عن مليون دولار ، وكما قلنا فان هذا يسمح بشن هجمة ضخمة من الصواريخ قد تتألف من 200 : 300 صاروخ ، في هذه الحالة فأنه لاتوجد اي طريقة تملكها اي دولة في العالم لاسقاط كل هذه الصواريخ قبل وصولها الي اهدافها ، فمن المؤكد ان اعدادا منها ستكمل رحلتها بنجاح ، فجميع الدفاعات الجوية حول الحاملة لاتمتلك سوي 96 صاروخ ليسوا بالكامل مضادات للصواريخ او للطائرات ، ولو افترضنا نجاح الصواريخ الدفاعية بالكامل في اسقاط اهدافها ، فأن الامريكيين سيخسرون كل دفاعاتهم قبل التصدي لنصف الهجوم حتي ، ومما لاشك فيه انه اذا لم تغرق الحاملة وهو امر مستبعد فأنها لن تكون صالحة للعمل ، وبالتالي فبربع مليار دولار يستطيع العدو ان يغرق حاملة طائرات امريكية او يجعلها خردة ناهيك عن الخسائر البشرية الضخمة التي سيتكبدها الامريكيين ، وهو عرض مغري جدا ، بل ان هناك صواريخ قد تتكلف اكثر من ذلك ولكن برؤؤس حربية اكبر ستجعل اغراق الحاملة امر مؤكد لكن مع بعض التكاليف الاضافية .
لكن ، ليس كل شئ يقودنا الي هذا اللون القاتم بالنسبة لمستقبل البحرية الامريكية ، فالبحرية الامريكية تواجة خطر هذه الصواريخ منذ الستينات ، ويقوم هيكلها ، معداتها ، تسليحها ، تكتيكاتها القتالية ، علي مواجهة وهزيمة هذه التهديدات ، وكلما تطورت هذه الصواريخ عبر السنين ، كلما طور الامريكيين دفاعاتهم ، وهم الان يسعون لدفاعات ليست فقط لهزيمة صواريخ الهيبرسونيك التي سيكون البراموس بنسخته الجديدة اولها بل لتغيير مفهوم الحرب البحرية كاملة .
وكان رد الفعل الامريكي الاول لمواجهة هذه الصواريخ الخطيرة هو الحرص الدائم علي ابقاء قطعهم البحرية خارج امدية هذه الصواريخ ، ويتحقق هذا في بعض الاحيان ببساطة عن طريق تمركز الحاملة ومجموعتها القتالية بعيدا عن اي مصادر للخطر ، ومع ذلك فأنهم قد لايستطيعون فعل ذلك دائما لظروف قد تتعلق بالجغرافيا نفسها او للظروف التشغيلية للحاملة ، ودائما مايضع الامريكيين في حاملاتهم نظم اطفاء حرائق وفي هذا اعتراف منهم بأن حاملاتهم من الممكن ان تصاب .
وتتكون الخطوط الدفاعية لحاملات الطائرات الامريكية من خط الدفاع الاول المتمثل في طائرة الانذار المبكر والحرب الالكترونية النسخة البحرية E-2C Hawkeye والتي تستطيع ان ترصد سفن وطائرات العدو علي بعد 300 ميل او اكثر ، وتوصيل معلومات حول انواعها واماكن التواجد للطائرات والسفن المرافقة للحاملة .
النسخة المطورة من هذه الطائرة هي E-2D Advanced Hawkeye والتي تم تطويرها الي طرازين مختلفين كلا منهما في الخدمة فعليا الان ، والتي يقول الامريكيين عن تطويرها انه حقق لهم نقلة نوعية في الاداء ، فهي الان تستطيع ان تقود الهجوم المضاد الامريكي ضد اي استهداف لاي حاملة قبل ان يصل الهجوم الاصلي للمدي الذي يمكنه من اطلاق صواريخه ، اما اذا نجح العدو المهاجم في اطلاق صواريخه ، فان هذه الطائرة تستطيع تتبع الصواريخ وتوجيه السفن والمقاتلات اليها عبر نظام Aegis والذي يتواجد علي المدمرات والطرادات البحرية الامريكية ونظام الرادار phased array والمصمم خصيصا لتتبع وللاشتباك مع عشرات الاهداف في وقت واحد عبر توجية الصواريخ طويلة وقصيرة المدي والمدافع الرشاشة لاسقاطها .
خط الدفاع الثاني هو الامكانيات المتكاملة لاجهزة الحرب الالكترونية علي متن القطع الحربية الامريكية ، ونظم الشرك الخداعية التي يصنعها الامريكيين للصواريخ المهاجمة ، بهذا الخط الدفاعي الثاني يكون من المرجح قدرة الدفاعات الامريكية علي التصدي لاي هجوم .
ولنضع معا تصورا لهجوم باعداد ضخمة من الصواريخ ، فأن الوقت المتاح امام الدفاعات في الحاملات الامريكية وقت ضيق للغاية ، كما ان الوقت الذي ستستغرقه الصواريخ الدفاعية طويل بالمقارنة بصواريخ مثل براموس ، فعلي سبيل المثال كان من اسباب فشل تصدي صواريخ الباتريوت لصواريخ اسكود العراقية في عاصفة الصحراء هو السرعة فلقد ثبت ان الصاروخ المعترض يجب ان يكون اسرع من الصاروخ المهاجم مرة ونصف لكي يستطيع اسقاطه ، فأن صواريخ rim-116 لن تستطيع اسقاط براموس من الاساس وبالمناسبة هي التسليح الدفاعي لاحدث حاملة دخلت الخدمة " جورج بوش " ويبقي الامل الامريكي في صواريخ rim-67 الذي تبقي سرعته سرية وان كان يقل عن البراموس بالتأكيد لاننا كما قلنا ان الاخير هو الاول من الفئة الجديدة .
الامريكيين الان يحاولون تطوير اسلحة في غاية التقدم مثل المدافع التي تعمل بأشعة الليزر ، وربما يكون الامل قد بدأ يلوح في الافق بما تعرضة شركة " نورثوب غورمن " من الجهاز الذي يسلط اشعة الليزر ضد الصواريخ المهاجمة تحت اسم Firestrike وهو معروض تجاريا الان ، ومن المتوقع للامريكيين انهم في اقل من 10 سنوات سيكونوا قد طوروا هذه المدافع بأشعة ليزر قادرة علي تدمير طائرة او صاروخ .
هذه المدافع ستغير من موقف الدفاع الجوي عن الحاملات تماما ، وسيجعل امر تحليق طائرات معادية امر في غاية الخطورة علي هذه الطائرات ، او ضد السفن المعادية ، فأمر اغراقها سيكون سهلا ، هذه الاسلحة المتطورة لن تتيح فرص كبيرة للنجاة لاعدائها ، اشعتها سريعة جدا لدرجة انك تستطيع القول وبكل ثقة انك عندما تضغط الزناد ستجد الشعاع قد دمر الهدف علي الفور ، وهذا يعني الكثير ، هذا يعني انك اذا قمت فقط باستهداف عدوك بطريقة صحيحة فانها قد دمر لامحالة ، لانه لن يمكنه الهروب منها ، فاذا زود الامريكيين سفنهم بهذه المدافع باعداد كافية ، وكانت المدافع قادره علي اعادة التصويب بسرعة ، فأنه لن تكفي اسراب خلف اسراب من الصواريخ المضادة للسفن لاغراق الحاملات الامريكية .
وجدير بالذكر ان الطاقة التي تحتاجها هذه المدافع تزيد بصورة فلكية عن التي تعمل بها المدافع الحالية ، اي انها ستوضع علي السفن التي تعمل بالطاقة النووية في البحرية الامريكية فقط وليست علي كل القطع لما لها من قدرة هائلة علي توليد الطاقة الكهربائية ، مما قد يكون عقبة جديدة .
وبالطبع فأن الهجوم القادم من تحت الماء " الغواصات " لن تفيد معه مثل هذه التدابير المضادة ، وتعتبر التدابير المضادة للغواصات هي الاولوية القصوي بالنسبة للبحرية الامريكية ، ولكن مع زوال الاتحاد السوفيتي ، نزلت الي المرتبة الثانية من حيث الاهمية بعد سقوط التهديد البحري الاكبر وقتها ، ولكن في يومنا هذا تمتلك العديد من الدول غواصات متطورة تستطيع حمل صواريخ مضادة للسفن بالاضافة الي الطوربيدات ، مما اعاد اهتمام البحرية الامريكية بالاجراءات المضادة للغواصات .
وعودة الي موضوع القطع التي تعمل بالقوة النووية فان البحرية الامريكية تمتلك عشرة حاملات بهذه الميزة تنقسم الي حاملة واحدة من نوع USS
Enterprise .وتسع حاملات من نوع
Nimitz class. ومنها الحاملة ابراهام لينكولن .
وانضمت حاملة جديدة للخدمة في 2009 ليرتفع العدد الي احد عشر حاملة ومن العام 2015 ستدخل اولي الحاملات من الجيل الجديد ford class التي تحت الانشاء الان .
وان لم تكن حاملات طائرات بالمعني الدقيق للكلمة فأن الولايات المتحدة تمتلك العديد من سفن الهجوم البرمائية حاملة العديد من الطائرات والتي غالبا ماتسير في القافلة التابعة لحاملات الطائرات ، وهم في الوقت الحالي سفينتي طراز Tarawa class وثمانية من طراز wasp class ، وستدخل قطعة جديدة لكن هذه المرة من طراز america class الخدمة في 2013 للبدء في استبدال السفينتين طراز tarawa .
وايا من هذه السفن تستطيع حمل معدات وطائرات اكثر من التي كانت تحملها الحاملات طراز essex والتي حاربت بها امريكا في الحرب العالمية الثانية وظلت بعضها في الخدمة حتي سنوات قليلة مضت ، ولكنها تفتقد الي المقاليع والعتاد اللازم لحمل الطائرات الحديثة ، عوضا عن ذلك فأنها تستطيع حمل عشرات المروحيات او طائرات لاتحتاج الا لممرات قصيرة للاقلاع والهبوط ، وتختلف الانواع والاعداد التي تحملها حسب المهمة المؤكله اليها ، ولكن عادة ماتحمل " مشاة من البحرية الامريكية وطائرات AV-8B هاريير ، بالاضافة الي خليط من مروحيات CH-46 SEAKNIGHT ، و CH-53E ، و بيل UH-1N ، و AH-1 supercobra ، و sh-60 seahawk ، ولكن في السنين القليلة القادمة ستحل مقاتلات الاف-35 ذات الاقلاع العمودي بدلا من av-8 ، وبالنسبة للمروحيات القديمة سيتم استبدالها بالطائرة v-22 osprey ومروحيات بيل uh-1y venom ، ومروحيات بيل ah-1z viper ، والمروحيات القادمة للخدمة في 2018 sikorsky ch-53k super stallion ، ومروحيات SH-60 Seahawk ، ماهي المشكلة اذن ؟ المشكلة ياسادة ان هذه السفن قد يصدر اليها مهام ابرار تبتعد بعض الشئ لتنفيذها عن الحاملة والمجموعة المرافقة لها ، وهو ماقد يسهل امر اغراقها ، وبالمناسبة اذا غرقت احداها ستكون كارثة لامريكا بكل معاني الكلمة .
وبالقاء نظرة علي حاملات الطائرات الامريكية في زمن السلم سنجد ان ذراعها الجوي يتكون من 70 : 80 طائرة ، وتنقسم الي ثمانية مفارز ، 4 مفارز منها تضم مقاتلات الاف-18 بمختلف طرازاتها " c/d " و " e/f " ، مفرز طائرات e-2 التي اعتبرناها خط الدفاع الاول عن الحاملة في بداية الموضوع ، ومفرز لطائرات EA-6B ، ومفرز مروحيات SH-60 ، ومفرز طائرات نقل C-2 GREYHOUND .
ويتكون مفرز طائرات الاف-18 الواحد من 10 : 12 مقاتلة ، افراز E-2 و EA-6B تستخدم لاغراض الحرب الالكترونية ، مروحيات SH-60 مضادة للغواصات ولدعم العمليات الجوية ، او في عمليات الانقاذ ، وC-2 تستخدم للنقل الجوي للعتاد والافراد بين القواعد الحليفة والحاملة .
تمتلك امريكا الان 10 حاملات طائرات عاملة ، بها نقص واحد كان واضحا لكل جندي علي متنها منذ العقد الاخير من القرن العشرين وهو افتقار الحاملات للاجراءات اللازمة للتعامل مع خطر الغواصات ، وذلك بعد انهيار الاتحاد
السوفيتي كما قلنا من قبل حيث ازاح ذلك الكثير من الهموم من علي صدر البحرية الامريكية ، خفض الامريكيين الاعتمادات اللازمة لذلك الامر تخفيضا لميزانية حاملات الطائرات ، الدعامة الاساسية لحاملات الطائرات الان
بالنسبة لقتالها ضد الغواصات هي الطائرة s-3 viking التي وصلت بالفعل الي نهاية خدمتها واصبحت في امس الحاجة الي التقاعد بعد ان خاضت عمليات طويلة منذ سبعينات القرن الماضي ولذا قرر الامريكان احالتها الي التقاعد تدريجيا ولكنها بالفعل انهت اعمالها علي متن حاملات الطائرات ولم تعد متواجده علي متن اي حاملة .
الخطير انه في الوقت الحالي لاتوجد طائرة محددة مخطط لها لتكون خليفة s-3 ، وهو مايترك فجوة خطيرة لدي دفاعات حاملات الطائرات الامريكية ضد الغواصات ، ولكن هناك بعض التدابير المؤقتة باحلال طائرات p-3 orion بدلا منها ، ريثما يتم ادخال طائرات p-8 poseidon الخدمة ، وسيتم اضافة غواصات نووية للقوة المرافقة لحاملات الطائرات للدفاع عنها ضد الغواصات ، كما سيتم ادخال المروحيات المضادة للغواصات مثل mh-60r و sh-60 سي هوك .
علي الرغم من ذلك لاتوجد اي مروحية في مثل " سرعة - او مدي - او القدرة علي حمل السلاح " مثل طائرات s-3 ، اي انه وبكل وضوح قلت الدفاعات المضادة للغواصات حول جميع حاملات الطائرات الامريكية ، وبكل وضوح ايضا فانه ليس من المناسب ان اقلل دفاعاتي في وجة زيادة خطر الغواصات بزيادة الانواع والاعداد المتقدمة منها ، والامريكان في حاجة الي اعادة حساباتهم في هذه الجزئية وربما تكون النسخة الجديدة من الطائرات v-22 osprey مناسبة لهذا الغرض ، والتي ستتيح ميزة جديدة وان هذه الطائرات يمكن ان تقلع من علي متن سفن الهجوم البرمائية والتي سبق وان تحدثنا عنها .
ولم يكن ترك طائرات s-3 حاملات الطائرات سببا لمشكلة الحماية ضد الغواصات فقط ، فهذه الطائرات والتي كانت مثل الجوكر تقوم بعديد من الادوار المهمة ، فطائرات s-3 اجري علي بعضها تعديلات من قبل المهندسين الامريكيين لجعلها طائرات تزويد بالوقود للطائرات المقاتلة ، حيث يتم تخزين الوقود في خزانات كانت توضع تحت الاجنحة ، كما هو ظاهر في هذه الصورة التي بالاسفل وهي تعيد تزويد الاف-18 بالوقود .
وهكذا خلفت s-3 مشكلة الحاجة الي طائرات لاعادة التزويد بالوقود في الجو ، ولم يكن هناك امام الامريكان سوي الاعتماد علي الاف-18 التي حولوا اعدادا منها لمهام اعادة التزود بالوقود ، فأصبحت الاف-18 تزود الاف-18 بالوقود وهذا الوضع يضع الامريكان امام حلين اذا استمر الوضع كما هو عليه :
1 / تقليص قدرة الحاملات الهجومية بتخصيص اعداد من مقاتلات الاف-18 لهذه المهام .
2 / ابقاء مهام الاف-18 الاساسية كما هي بجميع اعدادها والمخاطرة بقطع المسافة اللازمة بحرا مما قد يعرضها للنيران المعادية بصورة اكبر .
النقطة الاخري التي في غاية الاهمية هي المقاتلات الجديدة لحاملات الطائرات الامريكية والتي حرص الامريكيين علي ان تكون مقاتلة ذات امكانيات متميزة ووضعوا عدة شروط كانت الاف-35 هي المقاتلة الاكثر تلبية لها ، ولكن مشكلة المشاكل لدي القوات الجوية الامريكية هي انه بمقارنة بسيطة بين تكلفة مقاتلات p-51 التي حاربت بها في الحرب العالمية الثانية وتكلفة الاف-35 ، سنجد ان تكلفة طائرة واحدة منها تقل عن 1% من كلفة الاف-35 ، بل ان تكلفة مقاتلة اف-16 هي خمس تكلفة الاف-35 .
وفي مواجهة هذه الزيادة العالية في التكلفة ، وفي مواجهة زيادة التهديدات الموجهه ضد حاملات الطائرات الامريكية اوقفت القوات الجوية الامريكية مشترياتها من مقاتلات الجيل الرابع في سنوات التسعينات ، وعلقت امالها علي مشروع الاف-35 JSF ، ومع ذلك خيب هذا المشروع الامال المتعلقة به بتكلفته المرتفعه وتأخر مراحل العمل فيه عن التوقيتات المحددة ، ووضع القوات الجوية الامريكية في موقف حرج وبالطبع سينعكس هذا الامر علي الطائرات التي علي متن حاملات الطائرات ، حيث فرض عليها ابقاء اعداد كبيرة من مقاتلاتها في الخدمة مع ان اعمارها التشغيلية قد انتهت وذلك بسبب عجز الميزانية عن شراء اعداد تسد الحاجة من المقاتلات الجديدة وهو ماسيسبب قيود تشغيلية علي حاملات الطائرات الامريكية والقوات الجوية الامريكية عموما خلال العقدين القادمين من الزمان تقريبا .
مشاة البحرية الامريكية يأملون ان تحل الاف-35 محل الاف-18 والهاريير سريعا علي متن " سفن الهجوم البرمائية" ، ويرون ان هذه الطائرات اصبحت طائرات قديمة اصابها التعب والارهاق ، ولكن الشئ الذي لاجدال حوله ان هذه الطائرات هي التي قامت بعمليات امريكا الحربية في العراق وافغناستان في السنوات القليلة الماضية .
وكانت البحرية الامريكية في البداية تخطط لشراء طائرات A-12 Avenger II كطائرة تكتيكية متطورة والتي ظهرت في عقد الثمانينات ، حيث كانت البحرية تريد 620 طائرة لها و 238 طائرة لمشاة البحرية ، ولكن برنامج الطائرة كان ذو تكلفة هائلة ، لذا اغلق ملف هذه الطائرة عام 1991 قبل حتي ان يتم الانتهاء من اول نموذج مبدئي لها .
وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد كلفت القوات الجوية والقوات البحرية وقيادة مشاة البحرية التوصل الي حل مشترك لحاجاتهم في مقاتلة هجومية مستقبلية فيما عرف بأسم برنامج " JOINT STRIKE FIGHTER " والتي فازت به شركة " لوكهييد مارتن " وتحديدا بمقاتلتها X-35 والتي طورت لتكون الاف-35 التي نعرفها الان ، والتي سيتم انتاجها بثلاث نسخ وهي F-35A وهي مقاتلة ذات اقلاع وهبوط تقليدي لصالح القوات الجوية الامريكية والتي ستعمل في المطارات التقليدية.
النسخة الثانية هي F-35B والتي تتميز بأنها لاتحتاج الي ممرات الاقلاع والهبوط الطويلة فهي ذات قدرة اقلاع وهبوط عمودية وخصصت لمشاة البحرية ويمكنها ايضا العمل من المطارات التقليدية ، وحاملات الطائرات ، وسفن الهجوم البرمائية والتي من المخطط لها ان تحل محل الاف-18 وAV-8 هاريير كما سبق القول ، وتتميز عن النسخة A بتقليل استهلاك الوقود .
النسخة الثالثة F-35C وهي النسخة الخاصة بالبحرية والتي تتميز باجنحة أكبر ، كما ان سطح المقاتلة بشكل عام اكبر من النسختين A,B ، وذلك لتمكين الطيار من القيادة بشكل افضل عند السرعات المنخفضة لتحسين عملية الهبوط، كما تم تحسين اجهزة ومعدات الهبوط علي متنها ، كل ذلك من اجل متطلبات الهبوط علي حاملات الطائرات ، وسوف اضع لكم صورة توضح الفروقات الظاهرة في هذه النسخة عن النسخ السابقة لها .
وتستطيع الاف-35 حمل تشكيلة متنوعة من الاسلحة سواء صناعة امريكية اولا ، حيث اشتركت العديد من الدول في برنامج صناعة هذه المقاتلة .
والتزمت البحرية الامريكية بتنفيذ برنامج JSF ، ومن المقرر ان تشتري 480 مقاتلة من الطراز C لحاملات طائراتها، بينما سيكون نصيب مشاة البحرية 340 مقاتلة من الطراز B ، وهذه الارقام هي المقترحات الحالية ، والتي بطبيعة الحال من الممكن ان تتغير حسب المتغيرات المستقبلية في ميزانية المشروع وتكلفة المقاتلة .
علي اية حال فأن البحرية الامريكية لم تتخذ اي قرارات مماثلة لما قررته قيادة القوات الجوية وقيادة مشاة البحرية بالتخلي عن شراء انواع اخري من المقاتلات ، وقررت اتخاذ هذا القرار من عدمة عقب ظهور النتائج النهائية للاف-35 ، ولكنهم اقنعوا الكونغرس الامريكي علي تطوير مقاتلات الاف-18 الي طراز " سوبر هورنيت " ، وبالفعل نجحوا في جعلها مقاتلات جديدة تقريبا حيث اصبحت اكبر واثقل " اي انها تحمل سلاح بصورة اكبر " بنسبة 20% واصبحت اقل في استهلاك الوقود بنسبة 33 % عما سلف .
وكانت الاف-18 قد حلت محل مقاتلات الاف-14 وطائرات الهجوم A-6 ، كما ان هناك بعض من مقاتلات الاف-18 حل محلها مقاتلات من نفس الطراز ولكن اكثر تطورا فخرج للنور الطائرة الرهيبة EA-18G ولنعلم مدي امكانياتها ففقط اذكر لكم ان هذه المقاتلة اسقطت الاف-22 " رابتور " في اشتباك تدريبي بصاروخ موجه للرادار بعد ان كانت الرابتور قد هزمت الاف-15 بنتيجة 108/صفر ، وستحل هذه المقاتلة الرائعة محل طائرات EA-6B في القيام بمهام الحرب الالكترونية " لو ركزنا في هذه الصورة تحديدا والتي حرصت ان اضعها لكم سنجد ان البودات التي تبدأ من الذيل وتحت الجناحين هي بودات تشويش وحرب الكترونية " .
وبالنسبة للسوبرهورنيت فبينما تظهر تميز في العديد من النواحي ، فأن لديها بعض العيوب ، فقوتها التشغيلية ، ومداها، والمناورة اقل من خصومها المحتملين من عائلة الفلانكر " سو-27 ، ....... " والتي تخدم علي نطاق واسع في العديد من الدول ، ويلخص احد المحللين الوضع كالتالي :
" اجمالا فأن عائلة الفلانكر بتطويراتها الحالية تتفوق علي السوبرهورنيت في جميع انظمة واجهزة الطيران عالية الاداء ، وربما تكون الميزة الوحيدة للسوبرهورنيت هو تفوقها علي مقاتلات الفلانكرز القديمة وليس الجديدة منها بالرادار الايسا APG-79 ، والذي يصدر بصمة رادارية منخفضة ، المفاجاة الروسية القادمة هو ان مقاتلات الفلانكر سيتم تزويدها بالمحرك الخارق للعادة ، والذي سيوسع الفجوة بين اداء الفلانكر والسوبرهورنيت ، وباضافة الصواريخ BVR للفلانكر فأن الاخيرة ستتفوق في القتال القريب والقتال بعيد المدي " .
هذا التعليق قد يكون صحيحا ، وبالفعل قد تصبح المقاتلات المكلفه بحماية حاملات الطائرات الامريكية في ورطة لم تعهدها من قبل ، ولكن المحلل كان متحيزا قليلا لجانب الفلانكر ، حيث تناسي ان السوبرهورنيت لم تصمم لتكون مقاتلة سيادة جوية ، وعلي الجانب الاخر فأن السو-27 كانت خصيصا موجهه ضد الاف-15 ، السوبرهورنيت هي مقاتلة متعددة المهام تصلح للقتال الجوي وللقصف الارضي ، لذا فمن الطبيعي ان تكون في القتال الجوي اقل من مقاتلة صممت خصيصا لهذا الغرض ، ولكن الحقيقة الواقعة ان الامريكيين من الان فلاحقا سيحرصون علي عدم الدخول في اشتباكات تلاحمية ضد الفلانكر وسيكون القتال عبر صواريخ BVR في انتظار النسخ الامريكية الجديدة منها ، ولكن بالطبع هذا الامر يعتبر احد الاشياء التي تحد من قدرة حاملات الطائرات الامريكية علي تنفيذ عمليات هجومية في قلب دفاعات العدو عبر مقاتلاتها .
كما تدرس القوات البحرية الامريكية فيما قد يكون بديلا عن السوبرهورنيت في الوقت المناسب لايقاف عملها ، وقبل عدة سنوات من الان اطلق الامريكيين برنامج F/A-XX للحصول علي المتطلبات التي تريدها في مقاتلة المستقبل بالنسبة لها ، وكان هذا الامر قد اثار شكوك العديد من المراقبين ، فلماذا تقوم البحرية الامريكية بهذا الان ؟ انه وقت مبكر جدا للتفكير في هذا الامر ، الجواب الوحيد المقبول منطقيا هو المشاكل التي تواجه برنامج الاف-35 ، وادركوا انهم في حاجة الي خطة احتياطية .
وتشترك البحرية مع " وكالة الابحاث الدفاعية المتقدمة DARPA " في تطوير برنامج Joint Unmanned Combat Air Systems, or J-UCAS الذي انطلق في العقد الاخير من القرن الماضي لصناعة مقاتلات غير مأهوله للبحرية والقوات الجوية الامريكية ، وتم صناعة تموذجين اوليين ، قدمت شركة بوينج النموذج الاول X-45 .
وقدمت شركة " نورثوب غورمن " النموذج X-47A .
وكان قد اعلن ان البحرية الامريكية اختارت نموذج شركة " نورثوب غورمن " ولكن مع بعض التطويرات ليكون X-47B وتم عرض هذا النموذج في كاليفورنيا في 16 ديسمبر 2008 .
وتتميز هذه الطائرة بالعديد من المميزات فهي اولا طائرة شبحية بالكامل ، فتتميز بعدم وجود ذيل وهو مايجعل رصدها امر في غاية الصعوبة ، وعلي الرغم من ان الطائرات دون ذيل تتسم بعدم الاستقرار جزئيا اثناء الطيران فأن هذه الطائرة زودت بالعديد من الاجهزة التي لاتجعلها عرضة لذلك وهي في الجو ، تستطيع القيام بمهام القصف الارضي ، كما انها تستطيع الاقلاع والهبوط بنفس الطريقة التي يتبعها طياري البحرية الامريكية ، كما ان هذه الطائرة تستطيع القيام باتخذا موقعها علي ممر الاقلاع دون اي خدش في بقية المقاتلات او اي اصابات في طاقم حاملة الطائرات .
ومن المفارقات ان هذه الطائرة قد تخدم ايضا في سلاح الجو الامريكي حيث ان هناك تكهنات ان هناك عقد سري مع نورثوب غورمن للقيام بذلك ولكن ستكون نسخة جديدة تحت اسم XB-47C وستكون اكثر قدرة علي حمل السلاح من النسخة الاقدم ، واذا حدث ذلك فأن المشروعان سيكونوا معا في الخدمة تقريبا ، فالقوات الجوية تريد الطائرة الجديدة بين اعوام 2017 : 2020 بينما البحرية تريدها بين 2020 : 2025 .
هذا وكان قد سبق لنا الحديث عن E-2D HAWKEYE التي يتم الان انتاجها ومنها طائرتين في الخدمة فعليا وهذه الصورة لاحدي الطائرتين :
كلا من طائرات الاف-18 سوبرهورنيت والاف-35 سي ، تمتلك قدرات التواصل واستقبال البيانات datalink مع طائرات E-2D ، وسيكونوا هم الذراع الجوي لحاملات الطائرات الامريكية في المستقبل القريب ، وحقيقة هذه ميزة مهمة جدا فهي ستوجة اسلحتهم الي الاهداف المعادية المهاجمة ، وستكون طائرات X-47B قادرة علي التواصل مع طائرات E-2D ، وحاملات الطائرات الحالية .
وهناك ايضا طائرات C-2A(R) Greyhound والتي دخلت الخدمة في عقد الثمانينات ولاتزال في الخدمة ، ولكن من المرجح ان تخرج من الخدمة قريبا ومع دخول طائرات E-2D الخدمة ستكون اكثر عرضة لذلك وربما تكون V-22 هي البديل المحتمل لها .
ويبقي احتمال مجنون ولكن من الممكن تنفيذه وهو استخدام سلاح نووي ضد حاملات الطائرات الامريكية ، وفي حال تم تنفيذ ذلك فأنه يصبح الاحتمال الاكثر خطورة ، فلن يكون العدو المهاجم للحاملة في حاجة الي اصابة مباشرة لها لتحقيق دمار محدق بها وبالاسطول المرافق لها ، فاثار الانفجار ستكون رهيبة ، بل ان هناك القنابل الجديدة التي تستطيع ان توقف الاجهزة الالكترونية علي متن الحاملة والطائرات التي عليها ويمكن امتلاكها بكل سهولة والتي من الممكن ان تجعل الحاملة بدون اي دفاعات كأي قارب صيد خشبي ، ومع انتشار السلاح النووي وهذه النوعية من القنابل حول العالم ، بل ان الولايات المتحدة الامريكية تغير سياستها ازاء الدول التي تملك السلاح النووي عن بقية الدول ، وتجعل كل اهتمامها منصب علي التصدي لاي صاروخ او طائرة قد تكون حاملة لهذا التهديد .
وهناك الشبح القادم لامريكا بالكامل وهو شبح التمويل ، فنفقات حاملات الطائرات باهظة للغاية ، فأولي حاملات الطائرات الجديدة من طراز FORD ستبلغ قيمتها 8.1 مليار ، ومقاتلة اف-18 واحدة بقيمة 55 مليون دولار ، الاف-35 سي ستكلف مايقارب المائة مليون دولار ولم يتم حتي الان تحديد القيمة الاجمالية للطائرات طراز X-47B، اي ان الصورة قاتمة جدا بالفعل ، وربما نري حاملات الطائرات الامريكية المقترحة تم تخفيض اعدادها ، بل ربما نري الحاملات التي في الخدمة باعداد اقل من التي تحمله ، سواء كان هذا الامر علي هوي الامريكيين ام لا؟
وهناك بعض الاصوات الان تقترح الاكتفاء بحاملات الطائرات صغيرة الحجم والتي ستكون اصغر حجما من الحاملات التي في الخدمة حاليا بل واصغر من سفن الهجوم البرمائية الحالية ، ولكن تلك قد تكون الوسيلة الناجعة الوحيدة للحفاظ علي اعداد حاملات الطائرات التي في الخدمة ، ولكن هذه الحاملات لن تستطيع ان تحمل اعداد الطائرات المطلوبة كما هو الوضع الان في حاملات الطائرات الكبيرة التي تخدم الان ، ودعونا ننظر في الحاملات التي من هذه النوعية في البلدان الاخري :
- البحرية البريطانية ستدخل في بداية العقد الثاني من هذا القرن الحاملة " الملكة اليزابيث " وستكون بزنة 65,000 طن كحد اقصي وتحمل من 40 : 50 طائرة .
كما ان البحرية البريطانية تمتلك حاملة الطائرات "
Invincible class " والتي تزن 20,700 طن ، والتي تقل عن نصف " سفن الهجوم البرمائية الامريكية التي في الخدمة حاليا " والتي لاتستطيع ان تحمل سوي 20 طائرة وقد تكون تلك مثال قريب من المقترح ان تكون عليه الحاملات الامريكية المقترحة من هذا الفريق لتقليل النفقات .
شاهدوا الفارق بين حاملتي الطائرات الامريكية والبريطانية
HMS Illustrious (Invincible class)
with USS John C. Stennis (Nimitz class)
الحاملتين البريطانيتين السالف ذكرهما لايوجد بها معدات الاقلاع او الهبوط من المقاليع وغيرها ، لذا فأن كل طائراتها ذات اقلاع عمودي او تستطيع الاقلاع او الهبوط علي ممرات قصيرة ، مما يقلل من كمية الذخيرة التي تحملها ، والبريطانيين قد يسعون الي وضع ادوات الاقلاع او الهبوط علي " الملكة اليزابيث " اذا سمح التمويل لهم بذلك .
وهناك الحاملة الفرنسية " شارل ديجول " والتي تزن 42,000 طن وتحمل اكثر من 40 طائرة .
شارل ديجول علي اليمين بجوار الحاملة الامريكية
Enterprise .الحاملة الروسية الوحيدة " ادميرال كوزنتسوف " والتي تزن 55,000 طن وتستطيع حمل اكثر من 40 طائرة ، ولكن اكثر من نصفها مروحيات ، بالنسبة للطائرات الاخري فأنها تستعين عند الاقلاع بمقدمة الحاملة التي تعطيها قوة دفع اكبر ، ولكن هذا يعني انها لاتستطيع حمل تسليحها بالكامل ولاتستطيع ايضا ان تحمل خزانات وقود اضافية .
هذه الحاملات قد تساوي نصف قدرات الحاملات الامريكية الحالية ، واذا اصبحت الحاملات الامريكية المستقبلية مثلها فأن امريكا ستفقد الكثير من قوتها الضاربة ، ولايوجد ضامن ان التكلفة ستكون اقل بالنصف مثلا لاعتماد هذه الفكرة ، فمثلا حاملة الطائرات البريطانية " الملكة اليزابيث " ستكلف 6 مليار دولار .
وقد تكون " سفن الهجوم البرمائية " حلا جديدا فمع امكانية نشر مقاتلات الاف-35 بي علي متنها ، وامكانية استبعاد مروحيات من علي متنها لصالح اعداد اكبر من الاف-35 لتوفير عدد اكبر من المقاتلات كقوة ضاربة للبحرية الامريكية ، وتحل محل حاملات الطائرات ، ويتم التغلب علي مشكلة الابرار البري عبر اقلاع المقاتلات اولا والتدخل لاخماد الدفاعات الساحلية لتأمين اقتراب هذه السفن وان كان حلا اكثر خطورة .
وعلي العموم فأن السنين القليلة القادمة ستكون اكثر اثارة بدخول حاملات الطائرات الصينية والهندية الجديدة الي حلبة الصراع ، الصينيين يسعون لامتلاك 6 حاملات دفعة واحدة ، والهنود سيحصلون علي ثلاثة ، بريطانيا تسعي لاثنتين ، فرنسا قد تبني حاملة مشابهة لشارل ديجول ، وقد تخرج دول اخري بمشروعات حاملات طائرات صغيرة الحجم ، وسيستمر التهديد الصاروخي لهذه الحاملات موجودا ، سيظل الصراع بين الصاروخ والحاملة الي مالاتعرف نهايته حتي الان .
تم بحمد الله .