وقائع محاكمة العقيد حلمى عبد الخالق حول الملابسات التي رافقت تطور الأحداث قبل حرب 67
ثلاثون يوما يفصلوننا من "عودة ذكري مؤلمة" ... خيبة الأمل ... وضياع كرامة ... و" الفشل القيادي العسكري "
نحن في شهر مايو ... أيار ... وسيأتي الشهر لقادم بآلامه وذكرياته وجروحه .... وتنقضى السنوات ... وتكشف الأيام عن حقائق عن نكسة حرب 1967 ... ليس فقط ، إنهيار وإرتباك والشلل الفكرى للقيادة العسكرية العليا وقتها ( عبدالحكيم عامر ومن حوله قادة أركان الحرب والأسلحة "طيران وجيش" المسئولين) ، ولكن أيضا حقائق عن الملابسات التى رافقت الأحداث قبل حرب يونسو 1967
فيما يلي وقائع محاكمة العقيد حلمى عبد الخالق حول الملابسات التي رافقت تطور الأحداث قبل حرب يونيه 1967 ... لتكملة معرفة الحقائق
د. يحى الشاعر
- اقتباس :
اقتباس:
اقتباس:
وقائع محاكمة العقيد حلمى عبد الخالق حول الملابسات التي رافقت تطور الأحداث قبل حرب يونيه 1967
وقائع محاكمة العقيد محمد حلمي عبد الخالق
حول بعض الملابسات التي رافقت تطور الأحداث قبل حرب يونيه 1967
القاهرة، 19 فبراير 1968
جريد ة "الأهرام" : العدد الصادر في 20 فبراير 1968
باسم الحق تبارك وتعالى
وباسم الشعب وحقه على الثورة نفتتح الجلسة
المتهم عقيد محمد حلمى عبد الخالق.
- أفندم.
المحامي
- حمادة الناحل
الادعاء.
- تلي من قبل.
طيب تعالى هنا. ( وغادر المتهم القفص وجلس أمام المنصة ).
قل لنا النقيب فتع الله معرفتك به إيه وابتدت امتى؟
- هو جه ضابط صغير وأنا كنت قائد في كبريت سنة 57 واستمرت العلاقة بعد كده عائلية وانضم بعد كده إلى مكتب المشير ثم عين في السكرتارية بعد كده ابتدت العلاقة تفتر تدريجياً لأني كنت أخدم خارج مصر لمدة 7 سنوات، لكن العلاقة كانت موجودة وكنا نتزاور مرة كل شهر.
طيب إزاي فتح الله عرض عليك مقابلة المشير؟
- فتح اللة لم يعرض على مقابلة المشير. في الواقع أنا لما رجعت من الإسماعيلية بعد العمليات قابلني صدفة أبو نار عند فتح الله وسلم علي وقال لي مبروك العملية، وقال لي إن المشير مبسوط جداً إن العملية نجحت، وده خلق عندي نوع من الدافع إني أقابل المشير علشان أتلقى هذا التقدير لكن لم أعطه أهمية كثيرة، وبعد حوالي 10 أيام كنت بأزور فتح الله مرة ثانية في مكتبه وقلت له عاوز أسلم على المشير فقال لي مفيش مانع، هو بيقابل كل الناس وتعالى النهاردة لتحديد ميعاد، وقال لعبد السلام فهمي اللى قال هانأخذ لكم ميعاد اليوم.
كان يوم إيه؟
- بعد منتصف يوليه حوالي 17، وهمه كانوا لسه في الحلمية. ورحنا الجيزة بالليل، وطلع عبدالسلام فهمي للمشير وقال له واحد عاوز يقابلك قال له هاته. وطلعت وقابلته ودي كانت المقابلة الأولى.
طول خدمتك؟
- أيوه، ومكانش فيه مقابلات إلا لما بييجي يزور الوحدات.
لما طلبت من فتح الله المقابلة كان تبريرك لهذا الطلب إيه؟
- ده انطباعاتى الشخصية كنت أنا أتساءل فى هذه الفترة إيه اللي حاصل.
إيه التساؤل؟
- إن المشير قدم استقالة ولم تقبل ولم تذع ومكتبه موجود والسكرتارية زي ما هي.. فهل هو مستقيل أم لا . وليه مايرجعش شغله.
طيب المجال الطبيعي لمثل هذه التساؤلات تتم فين وإزاي ومع مين وانت تباشر هذه العملية بأي صفة؟
- أنا كنت أسأل نفسي وده تساؤلي الشخصي؟
لما يكون عندك مثل هذا الاستفسار، المجال الطبيعي لهذا التساؤل يكون مجاله فين، وإيه صفتك أن تسعى بنفسك للمشير؟
- وجدت الظروف مهيأة إني أروح للمشير.
الظروف اللي هي صادفتك بفتح الله؟
- أيوه.
قل لي الصداقة دي نشأت إزاي.
- زي ما سمعتها من فتح الله هي صداقة عائلية إنكم تروحوا تسهروا في الميريلاند والعوامة.
هو قبلك؟
- لا، تلميذي فى المدفعية وأنا تبنيته منذ أن كان معي في الوحدة وارتبطت هذه العلاقة واستمرت.
يعني مفيش قرابة بينكم ولا الستات قرايب؟
- لا مفيش قرابة، ولكن الزيارة زادت وحصل ارتباط بين الستات وبعضهم.
لما طلبت من فتح الله مقابلة المشير قلت له لتبرير المقابلة إيه؟
- مقلتش تبرير، قلت له عاوز أقابل المشير أسلم عليه.
اقرأ عليك أقوال فتح الله، قرر انك عاوز تقابل المشير لإبلاغه ولاء المدفعية المضادة للطائرات، وانه أبلغ المشير بذلك.
- محصلش.
أنا بأقولك كلام صديقك علشان نتكلم على أساس.
- محصلش.
ماشي، وبعدين؟
- رحت قابلت المشير وتمت المقابلة.
قابلته مباشرة بعد ما فاتحت فتح الله؟
- لا، رحنا علشان نأخذ ميعاد، وعبد السلام فهمي طلع ونزل وقال المشير قال خليه ييجي دلوقت.
إحنا عاوزين خطوة خطوة.
- فتح الله بلغ عبدالسلام، وعبدالسلام بلغ المشير ونزل في الحال.
هو برضه عبدالسلام قرر إن فتح الله أبلغه بأن حلمي عبد الخالق حضر لإعلان ولاء المدفعة م. ط. وأنا برضه بأقول الكلام ده علشان أقول انك انت اللي سعيت للمقابلة لتأكيد معنى معين، وهذا المعنى لم يختلف فيه فتح الله وعبد السلام.
- تختلف فيه الحوادث لأني بعيد عن المدفعية.
أنا أقول لك حقائق من أقوال أصدقاءك.
- يجوز همه بيقولوا هذا الكلام.
قابلت المشير وإيه اللى حصل في المقابلة؟
- هو اتكلم عن القوات المسلحة وعن تتابع الحوادث.
كان مين موجود؟
- أنا لوحدي، واتقابلنا في الصالون فى بيته في الجيزة.
لما طلبت الميعاد كانوا لسه في الحلمية ولما تمت المقابلة كان المشير في الجيزة؟
- أيوه، أنا قلت لفتح الله فى الحلمية والمقابلة تمت في نفس اليوم بالجيزة.
قل لنا كل الحديث اللي دار بينك وبين المشير.
- أقول نفس الحديث.
أيوه.
- ابتدى يتكلم عن إن فيه إشاعات طالعة إن أنا منهار وعيان، وفي الواقع زي ما انت شايف لا أنا منهار ولا حاجة. وابتدى يتكلم عن الناحية الموضوعية وقال إننا أرسلنا القوات علشان التهديد اللي حصل على سوريا وماكناش متوقعين إن فيه معركة، ولكن الحوادث تتابعت، مما أدى إلى رفع قوات الطوارئ الدولية فجأة، وده زاد العبء على القوات المسلحة، ولم تكن مستعدة للهجوم الكافي، ثم فوجئنا بأن الهجوم حصل وبالتفوق التكنولوجي اللي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل، مما أدى إلى سيطرتها على المعركة وكان هدفهم محاصرة القوات داخل سيناء.
طبعا كنت في هذا بتستمع، ولكن بصفتك بتثير حديث يعتبر من أخطر الأحاديث اللي قيلت أمام المحكمة وللتاريخ، فإن هذا الموضع عندما تقرر سحب البوليس الدولي. هذا القرار اتخذ بعد اجتماع حضره المشير وقرر الرئيس فى هذه الجلسة أن هذا من حق الدولة التي استضافت البوليس الدولي ومن حقها في أي وقت سحب هذه الاستضافة بحكم أن هذه الأرض أرض مصرية عربية وأن احتمالات ردود الفعل ممكن تزيد من 50 % إلى80 % وكان المشير حاضر الجلسة ولم يعلق إلا بالموافقة التامة والعملية لم تكن مفاجأة. وعلى هذا الأساس اتخذت هذه القرارات. ولو أبدى المشير في الجلسة أي اعتراض أو ملاحظة لما اتخذت أي إجراءات بما يتبعها من ملابسات وإنما بأقول الكلام ده رداً على أخطر كلام أثير في هذه القضية. والقضية دي مش قضية حلمى عبد الخالق، دي قضية الوطن العربي وقضية الأمة ومستقبلها، وإذا أثير هذا الموضوع لابد أن تكون الحقائق كلها واضحة أمام الرأي العام. اتفضل كمل.
قل لنا كيف تقررت المقابلة الثانية؟
- تقررت بمعرفة المشير، استدعاني، في يوم من الأيام وقال أنا بأدور عليك من 10 أيام، انت فين؟ قلت له أنا موجود، فقال لي تعالى عاوز أشوفك.
كانت في حوالي آخر يوليه؟
- تاريخها 29 والأولى كانت في حوالي 13.
إنما في آخر المقابلة الأولى مقالش خلينى أشوفك علشان تبقى تقول لنا أخبار الدنيا إيه؟
- لا مقلش.
مين اللي سأل عليك علشان تتم هذه المقابلة؟
- هو شخصيا طلبني في التليفون.
يعني شال التليفون وانت رديت؟
- أيوه.
إزاي عرف تليفونك. هل له سابق اتصال بك أو طلبك عن طريق تحويلة؟
- معرفش، وأنا فوجئت وهو طلب نمرتي المباشرة في البيت وهو اللي رد عليه. ودي المقابلة الثانية، وكان الدافع لها أول ما رحت.. وطبعاً لم يكن يظهر الدافع فى حديثه قبل كده، لأنه كان يعرض علي الحديث فى ذكاء. ولما كلمني قال لي انت فين ابقى تعالى لي.
انت رحت له إزاي؟
- قلت لعبد السلام فهمى أنا عاوز أقابل المشير.
يعني فتح الله مادخلش في هذه المقابلة؟
- لا، ولما رحت عبد السلام فهمي قال لي هاتيجي تقابله من المشتل وتقابله في الجنينة الخلفية علشان ماحدش يشوفك، لأن اللي بييجي بيطلع على المعاش. ودخلت قابلته والموضوع الأساسي في الحديث انه كان فاكر إني دفعة شمس، وسألني مين اعتقل في دفعتك، قلت له معرفش. قال انت من دفعة شمس، قلت لا أنا من الدفعة اللي بعدها. وسألنى عارف كام واحد اعتقلوا من دفعة شمس. فذكرت له 3 أسماء من المدفعية واسمين من المدرعات. وقال لي طيب في تعيينات حصلت بدالهم. الناس اللي اعتقلوا دول أحيلوا للمعاش واللا معتقلين بس، قلت له معرفش. وقال فيه حد اتعين مكانهم فى الوحدات، قلت له عندنا فى المدفعية محدش اتعين، إنما بالنسبة للمدرعات قلت له أن كنت سامع إن فيه نشرة تنقلات طلعت. قال تعرف حد منها، قلت له لا.
استغرقت المقابلة دي قد إيه؟
- حوالى ربع ساعة.
ماكانش فى البيت حد تاني؟
- عبدالسلام فهمي يدخلني ويقف بعد شوية للحراسة.
وانت كنت مازلت فى الخدمة؟
- أيوه.
هل وجدت إن هذا الأمر طبيعي انك تتصل بالمشير وهو خارج الخدمة؟
- في المرة الأولى المشير ماكانش لسه قبلت استقالته، وفى المقابلة الثانية كانت استدعاء ماكانش عندي فرصة أقول لا.
هل اطلعت أي حد من قياداتك على هذا الحديث الغير عادي في مقابلة المشير؟
- الحقيقة لا.
طيب قل لنا المقابلة الثالثة.
- في نهاية المقابلة الثانية يوم 29 / 7 زارني ضابط اسمه محمود بدر عباس، جه خبط على بابي الصبح وفتحت وسألت عاوز إيه، فقال لي أنا جاي علشان فيه ضابط من الصاعقة مبلغني رسالة علشان أقولها لجلال هريدي، قلت له أنا شايف اللي بيروح هناك بيطلعوه معاش ومفيش مبرر انك تروح. وإذا كان فيه أي رسالة ممكن أبلغها لفتح الله وهو يبلغها فتصل، وقال أنا جاي علشان حاجة تانية فاروق عبد الحميد بيسلم عليك وبيقول لك عملت إيه فى موضوعه.
إيه كان موضوع فاروق عبد الحميد؟
- كان في آخر إجازة له وموجود فى محل عام وفات عليه فتح الله وقال له أنا سمعت انك واثنين تانيين طالعين معاش، فقال له فاروق أنا طالع ليه، فقال معرفش ودي إشاعة وكنت أنا مواعد فاروق علشان أتعشى معاه ولقيته متضايق، وسألته ومارضيش يتكلم علشان فيه ناس قاعدين. وتانى يوم رحت لفاروق وسألته ليه متضايق فقال لي حكاية المعاش، وقلت له لا تتضايق أنا هاأسأل في المدفعية وأعطيك خبر، وماتصدقش أي إشاعات. والموضوع ده كان يوم 29 صباحاً.
نفس اليوم اللي قابلت فيه المشير فى المقابلة الثانية.
- أيوه.
إحنا نتكلم عن المقابلة الثالثة.
- أيوه وأنا لما جه محمود بدر عباس زارني، فكرت فى سؤال المشير لي يوم ما قال لي هل فيه حد اتعين في المدرعات بدل من اللي طلعوا فسألت بدر وقلت له فيه حد طلع عندكم معاش وناس اتعينوا مكانهم، فقال آه وقال إن فيه نشرة طلعت وذكر 3 أسماء.
مين همه؟
- مش فاكر.
إيه اهتمامك بهذا السؤال.. كان على أساس سؤال المشير لك؟
- أيوه، وبدر عباس أعطاني الأسماء وأنا اتخذت من هذا حجة لمقابلة المشير لأن الفضول كان يدفعني لمعرفة اللي حصل.
طيب عاوزين نعرف نص رسالة بدر عباس اللي عاوز يبلغها لجلال هريدي.
- مقالش لي.
جه كلام على لسانك فى التحقيق.. قلت إن هذه الرسالة خاصة بضباط الصاعقة.
- أنا نسبت الواقعة دي لبدر عباس. وقلت إن هذه الرسالة خاصة بضباط المدرعات، ده موضوع حاجة تانية غير المدرعات. بالنسبة للصاعقة أنا نسبت وقعة الأسامي إلى بدر عباس.
والحقيقة؟
- الحقيقة. عن واقعة الأسامي أنا اللي سألته عن الأسماء اللي حلوا محل الضباط اللي خرجوا معاش من المدرعات.
طيب أيه طلبه منك المشير في المقابلة الثالثة. أنت رحت له بهذه الأسماء.
- أنا رحت بهذه الأسماء كحجة لمقابلة المشير، وفعلاً وصل له عبد السلام هذه الأسماء، والمشير قال له خليه ييجي لي بكرة، وكان ده في الأسبوع الأول من أغسطس. ورحت قابلته في المشتل.
الساعة كام.
- كانت دايماً 8.30 بالليل وقابلته في المشتل وقلت له إنشاء الله يكون ربنا سوى الأمور، وقال لي أيوه خلاص كل حاجة انتهت ودي كانت رغبتي. وكلمني بعد كده عن بعض الأمور.
إيه هذه الأمور؟
- ضرورة وجود معارضة محلية منقدرش نقولها بصفة رسمية في جرايدنا اللي بتعبر عن رأينا تقدر المعارضة تعرضها ولا تلتزم بها الحكومة.
هل عمركم سمعتم إن المشير ردد هذه المبادئ بالنسبة للديمقراطية قبل ما يترك السلطة؟
- عمرنا ما سمعنا هذا، إنما هو أورد ذلك.
د. يحى الشاعر[/size]