القرآن يستغيث .....
يعود تاريخ العداء للمسلمين وكتابهم القرآن الكريم إلي فترة ولادة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وانشقاق (ايوان) كسري وبشارة (بحيرا) الراهب بولادة نبي من هذه الأمة تكون نهاية امبراطوريات الظلم علي يديه.. من تلك اللحظة فعلوا كل ما من شأنه ايقاع الفتنة والعداوة بين المسلمين. وقد اتخذ هذا العداء مناحي مختلفة طبقاً للفرص المتوفرة في الزمان والمكان الملائمين للقضاء علي بيضة الاسلام، فلا نكاد نغادر حالة الا وجاءت أخري بطريقة تختلف عن سابقتها، ولكن يبقي الهدف لكل هذا وسابقه الحرب علي الاسلام من خلال زعزعة ثقة المسلمين بكتابهم، كما هو حال الحملات الحالية في صحف الدنمارك، والنرويج وغيرها من دول أوروبا وأمريكا، والتي بلغت ذروتها بعد احداث 11 أيلول (سبتمبر) التي انقلب بها كيدهم الي نحورهم فأصبح الناس يدخلون في دين الله أفواجاً وانقلب سحرهم عليهم وأصبح الاسلام الدين الثاني في أوروبا، فأصيبوا بالصدمة فكل ما حاكوا من مؤامرات انقلب ضدهم. انه كلام الله.. فمهما فعلوا فإن كتابنا تحت رعاية عين الله التي لا تغفل ولا تنام، وهم لا بد أن (يفشّوا) غيضهم الذي طفح كيله وخرج زفيرهم النتن ليحاربوا به الله في عليائه، فمرة يحرقون المصحف وأخري يمزقونه وثالثة يسيئون للنبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم...
قبل أيام طالعتنا الأخبار بأن وحدة من القوات الأمريكية العاملة في منطقة الرضوانية التي تسيطر عليها قوة قائدها واغلب جنودها من اليهود وبالتعاون مع صحوة الرضوانية ومركز شرطتها المنطقة وأمام أعين هؤلاء جميعاً يمتشق جندي من الجنود سيف حاقد يوجهه الي كتاب الله ويتخذ منه غرضاً ينفس به عن حقده وعلي كتاب زَلزَل الأرض من تحت أقدام امبراطوريتهم في روما، وفارس، وحطين، وغيرها من المناطق التي ترسو في سواحلها بوارج الديمقراطية والحرية، فخرج زبد طغيانهم وجبروتهم علي شكل موجة حاقدة... ولهم الحق في ما يفعلون فهم لم يعتادوا أن يتعايشوا مع البشر الا ورائحة الموت تملأ جنبات الوديان والغدران، وهذه ثمرة الحملة الشريرة علي كل من يحمل روح النفاح والكفاح وفكر المقاومة بعد أن استبدلت روح المقاومة (بالمعاومة)، وأصبحنا قاب قوسين أو ادني لاتمام عملية بيع تراثنا وتاريخنا وقرآننا بتراب المال واشباع الشهوات علي حساب سلب كل شيء حتي كرامتنا، ولا كرامة لنا الا بالدفاع عن قرآننا.. وما أكثر المسلمين وما أكثر المساجد في الرضوانية، ولكن بلا روح! فأين كرامة القرآن الذي انتهك؟ فهل خلت الأرض من رجل يقول الحق في حضرة سلطانٍ جار علينا؟! رغم يقيننا ان الله يغار علي كتابه ومن قبل حمي نبيه بخيط عنكبوت فسيحمي كتابه من أن يتخذ هدفا يتدربون عليه..
فكيف نفسر الأمر والمنطقة كانت قبل أشهر خطا احمر لا يمكن للأمريكان تجاوزه لان الناس كانوا يعبدون الله ويتخذون من الكعبة قبلة أما الآن وقد اتخذوا من كعبة أبرهة توجها وآمنوا (بالهمر) من دون الله وايقنوا بالمخلوق من دون الخالق وأصبحت المادة كل شيء... فقد جاء في الأثر ان نبي الله موسي عليه السلام اشتكي ألما في ضرسه فهداه الله الي نبتة برية يأخذ منها لعلاج ضرسه، وبعد فترة من الزمن اشتكي من ألم في ضرسه أيضاً فذهب الي نفس النبتة، فلما أكل منها لم يخف عليه الألم، فناجي ربه: يا رب أنت وصفت لي هذا قبل فترة واليوم استخدمت النبات فلم يشفني.. قال له رب العزة: في السابق استعنت بي واليوم استعنت بهذا النبات. ألم تعلم بأنني أنا الشافي؟! فاستغفر موسي ربه واعتذر.. ألم يحن لكم أن تعتذروا من الله وتعودوا الي دينكم الذي سلبه منكم حب الدينار والدرهم وتركتم كتاب الله يشتكي ظلم العباد؟ كتاب لا يأتيه الباطل، فأين انتم يا قادة المسلمين والعرب؟ أين أنت يا شيخ الأزهر؟ ألم تقرؤوا الصحف؟ ألا تسمعون الاخبار؟ ألا تشاهدون الفضائيات؟ لا نريد منكم أن تمتشقوا السيوف ولكن نريد أن تدافعوا عن كتاب الله بكلمة توضع في موازين أعمالكم... واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف.