الخرطوم كانت ترصد الأحداث الصغيرة والأحاديث الصغيرة وتعرف أن عقار والى ولاية النيل الازرق ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال يُعد للحرب.
وعقار يرسل زيناوي رئيس اثيوبيا للخرطوم وسيطًا للسلام
وعقار يريد أن يعيد توزيع قواته بحيث تتخذ تشكيلاً قتالياً.. ولما كان يعرف أن الخرطوم سوف ترى ذلك لهذا كان يرسل زيناوي وسيطًا.. حتى إذا شرع في تحريك قواته استطاع مخادعة الخرطوم بأن ما يجري عسكرياً هناك ليس أكثر من مناورات لدعم المحادثات.
وأنه ليس وراءها شيء.. بينما حقيقة الأمر كانت هي.. الإعداد للقتال
كان هذا هو تفسير الخرطوم.. وكان التفسير صحيحاً.
وعقار يحادث الوفود ويعلن أنه لا يذهب للحرب إلا أحمق.
وملفات الخرطوم تسجل أن عقار.. منتصف رمضان هذا كان يحتفل بتخريج ألف مقاتل تابع للحركة الشعبية.
وعقار الشهر الماضي يقيل كل مديري الوزارات.. ويجعلها خالصة لأعضاء الحركة الشعبية..
وعقار حين يحدثه وفد «اتحادي» عن الوطن الواحد والرب الواحد يشير إلى الجبل القريب ويقول:
ربي أنا هو الجبل دا
كل شيء كان معروفاً وبدقة ولسبب بسيط وهو.. أن من يمد الخرطوم بالمعلومات كان هو أقرب المقربين لعقار
والمعركة تبدأ
وفي ساعتين كانت القوات المسلحة تحاصر خمسة أحياء من مدينة الدمازين هي كل ما يملكه عقار.
وما لم يعلن حتى الآن هو أن قائد قواته «والذي كان يدعو لطرد العرب» بندر قُتل.. قتله بعض أعضاء الحركة الشعبية ممن ذاقوا أنياب الخرطوم ولا يريدون إعادة تجربة الحرب.
وعدد من الوزراء يُعتقل
ولم يُفاجأ أحد في الخرطوم بالمعركة فالصفحات الأخيرة من ملفات الخرطوم كانت تسجل أن
عقار يسحب وزراءه خارج الكرمك وأسرهم.. وبعض الأثرياء
وكتيبتين من دولة جنوب السودان الجنوب تتحرك تجاه الدمازين.
وأربع طائرات هلوكبتر يصدر الأمر لطواقمها بالتوجه إلى مدينة الكرمك من جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.
وأربع عربات محمّلة بالأسلحة تدخل من المنطقة الصناعية وهو طريق غير مألوف .. وحين ترفض التوقف «يبيدها» الجيش
في الساعة ذاتها كانت أربع عربات تحمل «راجمات» تتجه إلى الخروج.. وترفض التوقف «ويجري التعامل معها».. الخرطوم كانت تشرع في تنفيذ الرد المخطط.
ودوي الاشتباك يجعل الكتائب التي تسللت من الحركة الشعبية إلى داخل الكرمك تحمل السلاح.
لتفاجأ بالصاعقة!!
فالخرطوم التي كانت تعرف.. وضعت في كل زقاق ما يكفي
والكرمك التي يلجأ إليها عقار الآن ما يجذبه إليها هو أن السودانيين كانوا قد أخلوا كل الكرمك منذ سنوات وفي الدمازين أقاموا أحياء جديدة
وعقار الذي كان «حسب الخطة التي ترقد فوق مكاتب الخرطوم» ينتظر إشعال جنوب كردفان في اليوم ذاته/ حتى يشتت جهود الخرطوم/ يفاجأ بالخرطوم وهي تشغل جنوب كردفان بشيء آخر في اليوم ذاته.
وفي ستة أشهر من هذا العام المبارك.. مبارك عدو الخرطوم طار.. والقذافي طار وبن علي طار والحركة الشعبية طارت و.. و.. والآن عقار طار..
والقوات المسلحة ظهر أمس تقوم بتطهير الكرمك .
وعقار إلى إثيوبيا يجرى