هذا المقال لفضيلة الشيخ كمال خطيب نشر في " صوت الحق والحرية " في عدد 16\4\2004 . ونعيد نشره اليوم بعد سقوط نظام الطاغوت في ليبيا .
عمر المختار ذلك البطل المغوار والعالم الجليل الذي قاد ثورة وجهاد الشعب الليبي ضد احتلال الطليان لبلادهم منذ مئة سنة تقريبا، ولم يلقِ السلاح رغم أنه جاوز السبعين من العمر حتى وقع في الأسر بعد أن أصيب جواده برصاصة ثم علــّق على أعواد المشانق عام 1939 دون أن ينكر التهم الموجهة إليه بل إنه قال في آخر كلماته :
" إنكم معتدون على أرضنا وبلادنا وإن الإسلام أوجب علينا الجهاد ضد الغاصبين المعتدين، إنني لم أفعل شيئا إلا تنفيذ تعاليم الإسلام، فالإسلام يأبى الخضوع لأهله والذل لمعتنقيه ".
عمر المختار رحمه الله أطلّ من نافذة الأيام ليرى الأرض والبلاد التي استشهد من أجل حريتها وكرامتها تُحكم بالعقيد معمر القذافي بما هو عليه من ذل وهوان وتقلبات ومواقف صبيانية يندى لها الجبين فكان بينهما هذا الحوار :
- عمر: أنا اسمي الشيخ عمر المختار حافظ القرآن وخادم السنة الشريفة فمن تكون أنت ؟
- معمر: وأنا العقيد معمر القذافي صاحب الكتاب الأخضر .
- عمر: وما هو الكتاب الأخضر، لو عرفتنا عليه ؟
- معمر : إنه كتابي الذي جاء ليصحح أخطاء القرآن الكريم والإنجيل من قبله ولذلك سميته (إنجيل العصر الحديث) .
- عمر: منذ أية سنة وأنت تحكم ليبيا، فقد سمعت أنك أقدم رئيس عربي؟!
- معمر: نعم، نعم، فأنا على هذا الكرسي منذ سنة 1969 ,أي منذ 35 سنة لأن مصلحة الشعب الليبي تجعلني أفني عمري كله من أجله، فأنا مبعوث العناية الإلهية وليس كل يوم يولد ملهم وموهوب مثلي .
- عمر: سمعنا أن الصين التي يزيد عدد سكانها على ألف وثلاثمائة مليون نسمة اسمها جمهورية الصين، فما اسم دولتك ؟
- معمر: أنا سميتها الجماهيرية العربية الليبية الثورية الاشتراكية العظمى .
- عمر: سبحان الله، الصين 1.3 مليار إنسان، واسمها جمهورية وليبيا خمسة ملايين واسمها الجماهيرية العظمى !
- معمر: ألم تسمع قول شاعر الأعراس في صف السحجة يقول ( لا تعدّ رجال عد افعالها ) ؟
- عمر: إن أفعال الصين أنها دولة من الدول الخمس العظمى وعضو دائم في مجلس الأمن ودولة نووية، وأرسلت أقمارا صناعية للفضاء وتعتبر القوة الاقتصادية المرشحة لقيادة العالم ، فما هي أفعال رجالكم ؟
- معمر: أنا رجالي وضعوا قنبلة في طائرة مدنية أمريكية في اسكتلندا، وفي طائرة فرنسية في النيجر، ونحن طاردنا جماعة الإخوان المسلمين وسميناهم ( الكلاب الضالة ) فهربوا إلى أوروبا، ونحن قتلنا بالغازات الكيماوية 600 من العلماء والمهندسين والمفكرين الليبيين من جماعة الإخوان المسلمين في سجن ( بوسليم في طرابلس ) في عام 1996، وأنا الذي اقترحت على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في العام 1983 عند حصار شارون لبيروت, بعد أن استنجد بنا أن يقوم بعملية انتحار جماعي هو وكل قوات منظمة التحرير لئلا يقع في أسر الإسرائيليين، وأنا اقترحت من أجل حل الحرب الأهلية في لبنان في مطلع العام 1976 أن يُسلم كل مسيحيي لبنان، فهل سمعت أن الصين ورجالاتها قاموا بهذه الأفعال؟
- عمر : إذا سمحت لنا ببعض الأسئلة الشخصية والعائلية .
- معمر : رغم أن هذه من الأسرار التي لم تستطع C.I.A اختراقها إلا أنني أسمح لك بالسؤال .
- عمر : لماذا سميت نفسك معمّر ؟
- معمر : الحقيقة أنا اسمي معمِّر بكسر الميم وليس بفتحها ,والدليل أنني رئيس ليبيا منذ 35 سنة .
- عمر : لماذا سميت ابنك بـ "سيف الإسلام" ؟!
- معمر: لأصحّح خطأ تاريخيا فادحا عمره أربعة عشر قرنا, وهو أن خالد بن الوليد هو سيف الله المسلول ,فمن هو خالد بن الوليد هذا؟ وما هي بطولاته أمام بطولات ابني سيف الإسلام؟ وإذا كان أبو بكر قد قال:والله لأنـُسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، فإني أقول: لأنسينّ أمريكا وساوس الشيطان بولدي سيف الإسلام وقذاف الدم...
- عمر: ولماذا سميت ابنك الآخر باسم "قذاف الدم" ؟!
- معمر: إن هذا من أساليب الحرب النفسية ضد الاستعمار ,ولأقول لهم إياكم ومهاجمة ليبيا، فإذا كانت الديناصورات المنقرضة تقذف اللهب فإننا ديناصورات تقذف الدم .
- عمر : وماذا بالنسبة لابنك الذي يلعب كرة قدم مع إحدى الفرق الايطالية ؟
- معمر : إن ابني هذا يريد الانتقام من الطليان, فهم دكّوا حصوننا ومدننا بالطائرات والبوارج والدبابات وقنابل الطائرات الكيماوية وابني حفظه الله سيدُكُّ شباكهم بكرات القدم الجلدية، باختصار إنه يريد أن يثأر لك .
- عمر : سمعنا أن ابنتك عائشة قد لبست الحجاب بعد أن عرف عنها الحياة المتحررة في باريس وروما ؟!
- معمر : الصحيح أن «مقصوفة الرقبة» فضحتنا ومع أني زعلان منها لكن سمعت أنها تحب التحدي مثل أبيها فلبست الحجاب وتدينت لتتحدى فرنسا في معركتها ضد الحجاب .
- عمر: تصور يا سيادة العقيد أنني الآن أعيش في زمانكم وأنني قمت بالتحصن في الجبل الأخضر مع المجاهدين لمواجهة أمريكا ومشروع الشرق الأوسط الكبير تماما مثلما تحصنت فيه لمواجهة إيطاليا لما احتلت كل المدن الليبية، فماذا ستفعل أنت بنا ؟!
- معمر : أنت تعلم أن معمر على وزن مشرّف ,وأنا لن أسمح لك بالمزايدة عليّ, لأن أمريكا لا يتحداها إلا أنا ولن أسمح كذلك لبرويز مشرف رئيس الباكستان بالمزايدة علي ( ونا ابوك يا قذاف الدم لو أنني موجود في باكستان لكنت استعملت كل الأسلحة الكيماوية قبل أن أسلمها لأمريكا لضرب أسامة بن لادن في منطقة القبائل وجبال أفغانستان وعمره ما يظل إشي ) ولو أنك اليوم مثله تتخذ من الجبل الأخضر معقلاً ( والله وشرف بوش وشوارب بلير وكرش شارون ومعزتهم عندي لأجعل الجبل الأخضر أحمر من الدم الذي سيسيل هناك (.
- عمر: على سيرة شارون وبوش؛سمعنا أن كل واحد منهم يملك مزرعة ، شارون في النقب، وبوش في تكساس، فهل تملك أنت مزرعة خاصة ؟
- معمر: يا عيب الشوم !شو هالإهانة يا شيخ عمر؟ إذا كان بوش وشارون كل واحد له مزرعة من آلاف الدونمات فأنا ليبيا كلها مزرعة خاصة لي .
- عمر: كوننا الآن قريبون من القمة العربية التي لم تعقد في تونس، فأنت قبل سنة تقريبا ولما عقد مؤتمر قمة قبل حرب احتلال العراق فقد كشفت عن قرارات المؤتمر قبل أن يعقد، لماذا يا ترى ؟!
-معمر: الصحيح أنا أحب كل الناس وعاطفتي تغلبني أحيانا ,فلما رأيت قرارات المؤتمر وقوتها وصرامتها خفت أن يصاب الرئيس بوش وبلير بالسكتة القلبية لهول الشجب والتنديد والاستنكار العربي الموجه ضدهما فكشفت عن القرارات سلفا تفاديا للمفاجأة .
-عمر: سمعت أنك اقترحت إلغاء دولة إسرائيل وعدم قيام دولة فلسطين وأن تقام بدلهما دولة واحدة اسمها "إسراطين" الموحدة.
-معمر: نعم، فنحن عرب، والعرب كرماء والمثل العربي يقول( اللي خلّفه أبوك إلك ولأخوك) فلما كنا وإياهم من سلالة إبراهيم فمن إسرائيل أخذنا "إسرا" ومن فلسطين أخذنا "طين" فكانت دولة إسراطين الموحدة .
-عمر: يقال إن ابنك سيف الإسلام قد أكد في مقابلة صحفية بأنه يسمح لليهود من أصل ليبي والذين هاجروا إلى إسرائيل العودة إلى ليبيا، فهل ما سمعناه صحيح ؟!
- معمر(يلتفت يمينا وشمالا ويضع رأسه عند أذن عمر المختار ويهمس قائلا ): لقد ضحكنا على الحكومات الإسرائيلية، فهؤلاء كانوا جواسيس لنا على إسرائيل وإنهم الآن سيرجعون إلى دولتهم الأم وإنهم سيرجعون ومعهم الكثير من الأسرار العسكرية والتقنيات الحديثة .( ثم يقهقه معمر بصوت عال(.
- عمر: لماذا بعد تسعة أشهر من سقوط بغداد واحتلال العراق جرى الكشف عن مفاوضات سرية مع أمريكا ؟
- معمر: لعلك لا تعرف أني «داهية العرب» وأنني صاحب فراسة عربية وبُعْد نظر وأن بعد النظر هذا والعقلانية جعلتني أتغدّاهم قبل ما يتعشوني والمثل العربي يقول ( العاقل هو الذي بتعلم من كيس غيره) .وهل كان أكبر من كيس صدام حسين ؟!
- عمر: لماذا فتحت منشآتك النووية والكيماوية لأمريكا وسلمت لها كل أسلحتك الكيماوية وبرامجك النووية ؟
- معمر: لأنني آمنت بما قالته التوراة في سفر "يشعياهو": ( ولا يرفع قوم في وجه قوم سيفا ولن يتعلموا الحروب بعد ) ,ولذلك تنازلت عن هذه البرامج وسلمتها لماما أمريكا .
- عمر : ولماذا صنعت الأسلحة الكيماوية تلك إذن ؟!
- معمر : قلت لك إنني صنعتها واستعملتها في سجن "بوسليم" عام 1996 حيث أعدمت بواسطتها 600 من العلماء والمفكرين والمهندسين من الإخوان المسلمين, ثم من أجل قتل الهسهس والصراصير في الأماكن التي أبني فيها خيمتي البدوية التي أحب السكن فيها.
- عمر: لقد قرأت كتابك الفريد الذي اسمه ( القرية القرية، الأرض الأرض ورائد الفضاء) حيث تقول صفحة 107 فيه ( إن الإخوان المسلمين هم آخر طبعة للمخابرات الأمريكية)، فما هي الحقيقة ؟
- معمر: الحقيقة ستجدها في طبعة الكتاب المزيدة والمنقحة التي ستصدر لتقول لك من هو آخر طبعة للمخابرات الأمريكية ، لأنني لا أقبل أن يحظى الإخوان المسلمون بشرف العمالة لأمريكا, لأن هذا الشرف لا يستحقه إلا أنا، وهم أقل بكثير من نيل هذا الشرف, بل إنهم بريئون من هذه التهمة براءتي أنا من تهمة العداء لإسرائيل.
- عمر: كنت تنادي بالعروبة وبعدها بالأفرقة، ثم بالأمركة، فهل ستنادي بالأسرلة ؟ وهل ستزور تل أبيب كما فعل السادات ؟
- معمر : أنا اسمي معمر وناوي أروح عالعمرة عند صديقي أبو عمري في تل أبيب وليس في مكة ,خاصة بعد الطوشة اللي صارت بيني وبين الأمير عبد الله في مؤتمر القمة العربي قبل غزو العراق, ولذلك فلا تتفاجأ يوما أن تسمع عن أدائي العمرة في تل أبيب في زيارة مفاجئة, وهل بعد الأسرلة إلا البهدلة ؟!
ثم لا تتفاجأ أن اقترح في مؤتمر القمة القادم سواء في تونس أو القاهرة أن يصبح حج الزعماء العرب إلى البيت الأبيض بدل البيت الحرام .
- عمر: الحقيقة أن هذه صراحة مميزة تغيب عنها الدبلوماسية المعهودة بين الرؤساء والزعماء غالبا .
-معمر : أنا صريح وقت الصراحة ودبلوماسي وقت الدبلوماسية ,ولما كنت أقول ( طز في أمريكا ) كانت أمريكا تعرف أن هذا للاستهلاك المحلي, لا بل إن قلم أمريكا لم يكن يسجل هذا عني ,لأن القلم مرفوع عن ثلاثة ومنهم ( عن المجنون حتى يعقل ) ...ويضحك معمر ويتمايل .
- عمر : يبتسم ويقول "صحيح صحيح " .لهذا قال السادات «ده الولد المجنون بتاع ليبيا »؟
- معمر ( يقهقه وتأخذه النشوة ) لما قام اليهودي الاسترالي دينيس روهان بإحراق المسجد الأقصى في 21/8/1969 ثم قالوا بعدها إنه مجنون قلت في نفسي: ولماذا لا يكون عندنا مجانين عرب؟ فقررت بعد عشرة أيام فقط أن أقوم بانقلاب عسكري وأطيح بالعائلة الحاكمة في 1/9/1969. ومن يومها لليوم وأنا أتمجنن، بملابسي أتمجنن، وتصريحاتي أتمجنن، ومواقفي وسياساتي المميزة أتمجنن، في كل شيء, لتعرف إسرائيل أننا قدها وقدود .
- عمر: إنك تحير كل من يشاهدك في التلفزيون، فمرة تلبس بدلة عسكرية، ومرة تلبس بدلة افرنجية ومرة تلبس قمصانا مخططة مثل الحمار الوحشي ومرة تلبس ثيابا تقليدية فاقعة اللون، فما هو السر ؟
- معمر : كل هذا من فنون التمويه, فالقدرة على التلون وسرعة التغيير من حال إلى حال لا يقدر عليها إلا المحنـّكون، ثم إن التمويه ليس في الملابس بل في المواقف. فمرة أدعو إلى الوحدة العربية ,ومرة أدعو إلى الوحدة الإفريقية ,ومرة أقول طز أمريكا ,ومرة أقول ماما أمريكا .
- عمر : لعلك قرأت في الكتب أنني شاركت في ألف معركة ضد الاستعمار الطلياني، فكم عدد المعارك التي شاركت فيها أنت ؟
- معمر : أنا شاركت في عشرات مؤتمرات القمة العربية حيث كانت تحصل هناك معارك ضارية وضرب صحون ومكتات كما في مؤتمر جدة عام 1990، وآخرها مؤتمر القمة الذي حصلت فيه طوشة بيني وبين الأمير عبد الله ولي عهد السعودية في شرم الشيخ، ثم إنني شاركت في معارك ضارية ضد اللاجئين الفلسطينيين في ليبيا حيث استطعنا إجلاءهم وطردهم إلى الحدود المصرية، حيث مات عدد من الأطفال والنساء في برد الصحراء، فهل سمعت عن بطولة أعظم من هذه ؟!
- عمر: لماذا لم تقم الطائرات الليبية باعتراض أسراب الطائرات الإسرائيلية التي كانت تحرس السفن التي نفذت اغتيال "أبو جهاد" في تونس وقد مرت قريبا من مياهكم الإقليمية ؟
- معمر : إننا كنا مشغولين بحرب جوية شرسة ضد أسراب الجراد التي هاجمتنا من حدود مالي وتشاد .
- عمر: أنا كان مقر قيادتي ضد الاستعمار الطلياني في الجبل الأخضر في الخنادق، فأين مقر قيادتك أنت ضد الاستعمار الأمريكي ؟!
-معمر : إذا كان مقر قيادتك في الخنادق فمقر قيادتي في الفنادق .
- عمر : ما هو السر أنك الزعيم العربي الوحيد في كل العالم الذي كل حراسه الشخصيين من الفتيات والنساء .
- معمر : الحقيقة أن والدي كان يحب جميل معمر ؛شاعر الغزل العربي المشهور، فسماني على اسمه "معمر" ,وجميل معمر هذا كان مجاهدا ومن الطراز الأول ولكن بين صفوف النساء ,حتى أنه كان يعتبر أن موته بين النساء شهادة. ألم تسمعه يقول :
يقولون جاهد يا جميل بغزوة
وأي جهاد غيرهن أريد
فكل حديث بينهن بشاشة
وكل قتيل بينهن شهيد
فأنا اخترت أن تكون حارساتي فقط من النساء حتى إذا حصلت عملية اغتيال لي فإنني سأموت بينهن ,وهذه شهادة تماما مثل شهادة من سماني أبي على اسمه .
- عمر : لما حاصرتني القوات الايطالية المستعمرة وأصابوا جوادي ثم وقعت في الأسر ساقوني إلى ساحة المحكمة لتنفيذ حكم الإعدام شنقا فتلا عليّ الكولونيل «مارينوي» لائحة الاتهام، فلم أنكر تهمة واحدة منها، بل اعترفت وبشرف أنني قمت بكل هذا وقلت له ( إنكم معتدون على أرضنا وبلادنا وإن الإسلام أوجب علينا الجهاد ضد الغاصبين المعتدين، إنني لم أفعل شيئا إلا تنفيذ تعاليم الإسلام, فالإسلام يأبى الخضوع لأهله والذل لمعتنقيه ) فقادوني إلى حبل المشنقة وأنا أقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله"، ترى فماذا ستقول أنت لو حصل معك الذي حصل معي ؟!
- معمر : لا سمح الله أن أكون مثلك !فأنا لن أوقع نفسي في حصار مثلك. وإذا حصل وكان فبسهولة أفك هذا الحصار تماما مثل الذئبة ,لا بل مثل الحرباء أتلون بسرعة حسب التضاريس. ولا بد أنك سمعت بما فعلته خلال شهر شباط الأخير حيث خلعت جلدي العربي ولبست جلدا انجليزيا وأمريكيا ,حتى أن رئيس وزراء بريطانيا بلير جاء بنفسه وزارني. وإذا حصل وكان الحصار فأنا عربي أصيل والمثل العربي يقول ( ثلثين المراجل هزيمة ) فطائرتي الخاصة جاهزة وأفعل ما فعل شاه إيران أو جعفر النميري أو رئيس هاييتي, وفشر اللي أحسن مني .
- عمر : إنني لن أكمل حديثي مع أشباه رجال ممن يخجل ويستحي من فعالهم كل من يتكلم بالضاد ,ولذلك فإن حديثي وقصتي هي إليكم أنتم يا أمل الأمة وفجرها المشرق إن شاء الله؛ فلقد حدث وكنت في جماعة من المجاهدين متوجهين إلى السودان لشرح قضيتنا وطلب الدعم من أهلنا هناك ,وكانت الطريق طويلة وصحراوية ,وكان المعبر الوحيد الذي به نتفادى جيوش الطليان هو واد كثير الشجر بين ليبيا والسودان, وقد قال لنا أدلاء الطريق إن فيه أسدا كاسرا .وكان من عادة التجار والقوافل إذا اضطروا للعبور من هذا الوادي أن يدفعوا إلى بطن الوادي جملا هزيلا حتى يفترسه الأسد ويشبع من لحمه ,ثم إذا نام الأسد فروا. فقلت لهم: لا والله لا أفعل ولن أقدم للأسد خاوة حتى ولو جديا. إننا لم ندفع خاوة للطليات فهل ندفعها لحيوان حتى وإن كان أسدا ؟ ثم تقدمت أنا ومعي بندقيتي حيث عاجلت الأسد برصاصات قاتلة ثم سلخت جلده وعلقت الجلد على شجرة عند مدخل الوادي حتى يعرف الناس أن الأسد قد قتل. وإنني أقول لكم يا كل العرب ويا كل المسلمين :( إذا كنا نحن لم ندفع الخاوة للطليان وحررنا بلادنا فهل ستدفعونها أنتم اليوم للأمريكان ؟) لقد أخطأت أمريكا حين ظنت أن أفغانستان هو ذلك الجمل الهزيل الذي قدمته لها الأمة كخاوة ,وإذا بها لم تشبع فافترست العراق. وإنني أدعو الله أن تكونوا أنتم يا رجال العراق؛ يا أحفاد المثنى وسعد والنعمان بن المقرن وهارون الرشيد الذين ستسلخون جلد أمريكا حتى لا تفكر بعد اليوم في أن ترفع رأسها في وجه عربي أو مسلم أبدا .
ويضيف عمر المختار : ثم وصيتي لكم يا أيها القابضون على الجمر في زمن الرويبضات من أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو والمعالي أن اصبروا واثبتوا واعلموا أن طائرات الإسرائيليين والأمريكيين إذا كانت قادرة على ضرب أجسادكم العارية فإن باطلهم لن يغلب حقكم، ثم إن نصر الله وفتحه وتمكينه للأمة هو شرف عظيم لا يستحقه العقيد ولا الفريق من الذين رموا بأنفسهم تحت أقدام الغزاة الجدد ، وإنما هو نصر الله الذي لن يكرم به إلا أولئك الذين قال الله عنهم {...فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم \المائدة 54...{.
فاصبروا واعلموا أنكم على أبواب فجر قادم سيصبح فيه هؤلاء في مزبلة التاريخ {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم }.
{وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.
المصدر:- http://www.pls48.net/default.asp?CatID=1&ID=74543