اعتبر الصحافي الإيطالي "جولييتو كيزيه" أن الإدارة الأمريكية تتعمد إخفاء الحقائق بشأن أحداث 11 سبتمبر، التي تُحيي الولايات المتحدة الذكرة العاشرة لها هذه الأيام.
وكتب كيزيه في مقال نشرته صحيفة "تريبونا" الروسية يقول: إن العالم يحيي هذه الأيام الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر، دون أن يعرف هوية منفذها الحقيقي، وذلك أن الرواية الرسمية الأمريكية، كانت من البداية محط شكوك كبيرة.. ولكن هذه الرواية سقطت، مع مرور الزمن، جملة وتفصيلاً.
وتابع يقول: "فقد بات معلوماً أن الأشخاص الـ19، المنفذين المزعومين لتلك الهجمات، كانوا إرهابيين بغطاء دولي.. إذ كانوا يحملون جوازات سفر أمريكية و"إسرائيلية" وباكستانية وسعودية.. أما زعيمهم المزعوم (أسامة بن لادن) فتمت تصفيته كي لا يمثل أمام محكمة رسمية..".
وخلص "جولييتو كيزيه" إلى أن "هذه العوامل وغيرها، جعلت المحللين على قناعة تامة بأن الحكومة الأمريكية تتعمد إخفاء الحقائق".
ومع ذلك، يضيف الصحافي الإيطالي، فإن تلك الهجمات -وبغض النظر عن الجهة التي خططت لها ونفذتها- شكلت منعطفاً تاريخياً، حيث اتخذت ذريعة لشن حروب ضد ما يسمى بـ"الإرهاب الدولي".
من تخطيط إدارة بوش:
وفي سياق ذي صلة، أعرب خبير روسي في الشؤون الجيوسياسية عن اعتقاده بأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية كانت من تنظيم وتخطيط إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن.
وردًا على سؤال لقناة "روسيا اليوم" حول ما إذا كانت أحداث 11 سبتمبر من تنظيم وإخراج وتخطيط الولايات المتحدة، أجاب الكاتب والخبير الروسي "فيتشيسلاف كوروليف": "نعم هذه هي وجهة نظري وهذا ما طرحته في كتابي (أسرار الحادي عشر من سبتمبر)؛ حيث قدمت وثائق وأدلة قاطعة، استنادًا إلى المصادر الأمريكية نفسها والمصادر الأوروبية أيضا، تثبت تمامًا ذلك".
ورأى الخبير الروسي أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حققت أهداف الإدارة الأمريكية التي خططت لها، بحسب رأيه، وقال: سيناريو الحادي عشر من سبتمبر كان قد نُفذ من أجل تفعيل وتنشيط المخططات الإستراتيجية الأمريكية المستقبلية (...) وأهم تلك الأهداف هي تحقيق السيادة المطلقة على العالم وهي سياسة العالم أحادي القطب حيث تصبح الولايات المتحدة هي الدولة رقم 1 في العالم والتي تعتبر المهيمن الرئيسي على جميع دول العالم؛ لذلك لن يسمح لأي دولة في العالم حتى الدول الكبيرة والمتطورة بأن تصل إلى دور الريادة مع الولايات المتحدة".
وتابع يقول: إن "الولايات المتحدة تذرعت بأحداث 11 سبتمبر من أجل السيطرة على الأوضاع في كل دول العالم وذلك عبر "شبه الإرهابيين" الذين تمولهم هي بنفسها".
ورأى فيتشيسلاف كوروليف أن العالم بعد مرور 10 سنوات على أحداث 11 سبتمبر لم يصبح أكثر أمنا. وأضاف أن الولايات المتحدة استخدمت هذه الأحداث كذريعة للقيام بما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب".
واعتبر الكاتب الروسي أن أحداث 11 سبتمبر لن تتكرر لأنها فريدة من نوعها وكانت من تنظيم وإخراج الإدارة الأمريكية.من جانب آخر قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه يمكن للولايات المتحدة أن تفخر بمرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ،
في ظل كون المكتسبات التي حققتها البلاد تفوق العثرات والأخطاء.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إلى الذكرى العاشرة للهجمات، وإلى ما وصفته بفوز زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في إضفاء أجواء القلق على الأميركيين على مدار العشر سنوات الماضية، وإلى اتخاذهم ردود فعل مبالغا فيها.
ولكن الصحيفة ترى أن الهجمات على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأميركية ( بنتاغون ) أسهمت في تنبيه الأميركيين لمخاطر حقيقية لم تتم ملاحظتها سابقا، مما أسفر عن تأمين عيش الأميركيين بسلام طوال العقد الماضي, في ظل رد الولايات المتحدة على تلك المخاطر بطريقة يحق للأميركيين الفخر بها.
وأوضحت أن رد فعل الأميركيين إثر الهجمات وصل إلى درجة الحد من الحريات المدنية، وإلى بناء البلاد جهازا أمنيا داخليا قويا، وإلى التخبط في مغامرات جديدة في الخارج، وهي التي أسفرت عن ولادة أعداء جدد لأميركا لم يكونوا موجودين سابقا، وإلى استنزاف الاقتصاد الأميركي، وتشتت ذهن الأمة الأميركية في مشاكل متعددة كبيرة.
كما أن الأميركيين –والقول لواشنطن بوست- لطخوا سمعتهم من خلال إساءة معاملة السجناء الأجانب، وخاصة في ظل استخدام أساليب تعذيب بحق المعتقلين وصلت حدَّ الإيهام بالغرق.
ولكن الولايات المتحدة في المقابل حدت من مخاطر تنظيم القاعدة الذي كان يهددها، وتمكنت من تطوير ونشر الديمقراطية في مناطق مختلفة من العالم، وحمتها من أن تصبح مرتعا "للإرهاب".
وفي حين أشارت الصحيفة إلى تقليص الحريات الشخصية وما شابه ذلك من ضغوط على الأميركيين، قالت إن ذلك التقليص للحريات لم يبلغ حدا كبيرا، مضيفة أن البلاد حققت مكتسبات شتى على مدار سنوات العقد الماضي، أبرزها حماية البلاد والأميركيين من شر هجمات "إرهابية" جديدة كبيرة، موحية أن مكتسبات البلاد تبقى أكبر وأكثر من هفواتها.
http://www.el-3amal.com/news/news.php?i=36829