رفع أعلام 122 دولة برام الله يؤشر لرغبة المجتمع الدولى فى إعلان دولة فلسطين رام الله -أ ش أفى
خطوة تؤكد جدية المجتمع الدولى فى إعلان دولة فلسطين، وأيضا قانونية
التوجه الفلسطينى نحو الأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل من أجل إعلان
الاستقلال..ترفرف الآن أعلام 122 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية أمام
الساحة المحاذية لمقر الرئاسة الفلسطينية ولضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وفى
هذا الإطار، قال الدكتور محمد فهد الشلالدة أستاذ القانون الدولى بجامعة
القدس: "إن هذا العدد الكبير من دول العالم يعد تأييدا جديد لمنظمة التحرير
الفلسطينية وللسلطة الوطنية فى التوجه للأمم المتحدة من أجل الحصول على
اعتراف قانونى من قبل دول العالم فى الجمعية العامة، وكذلك دعم منظمة
التحرير فى التقدم بطلب عضوية فلسطين إلى الأمم المتحدة".
وأضاف: "إن
هذا الدعم العالمى يعيد القضية الفلسطينية إلى نصابها القانونى استنادا
إلى قرارات الشرعية الدولية وإلى مبادىء وقواعد القانون الدولى، وخاصة
السند القانونى لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وقرار التقسيم رقم /181 2
الصادر فى العام 1947 .. وكذلك كافة القرارات الصادرة عن الجمعية العامة
ومجلس الأمن ذات الصلة بحق تقرير المصير للشعب الفلسطينى.
وتابع
مؤكداً إن إعلان الاستقلال للدولة الفلسطينية .."هو حق مشروع للشعب
الفلسطينى وقياداته ممثلة فى منظمة التحرير .. والشعب الفلسطينى ليس بحاجة
إلى إذن من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولى لأنه يناضل من أجل حق تقرير
مصيره المكفول بمبادىء وقواعد القانون الدولى".
ونوه بأن إعلان
الدولة الفلسطينية هو مطلب شرعى وقانونى للشعب الفلسطينى وهو يلاقى الدعم
والتأييد من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والاتحاد
الأوروبى والأمم المتحدة .. غير أنه أشار إلى أن المشكلة فى إعلان الدولة
ليست فى الاعتراف القانونى من قبل دول العالم ولكن فى الاحتلال الإسرائيلى.
وأفاد
الشلالدة بأن إعلان الدولة يسهل مهمة دولة فلسطين ومركزها القانونى فى
التخاطب مع أعضاء المجتمع الدولى كإبرام المعاهدات الجماعية أو التوجه إلى
المحكمة الجنائية أو محكمة العدل الدولية .. كما أنه يغير من مركز فلسطين
من شعب تحت الاحتلال إلى دولة تحت الاحتلال .. وهذه ميزة قانونية لصالح
جاهزية القضية الفلسطينية نحو التحرر والاستقلال.
الاعلان منذ عام 88 ومن جانبه، قال الدكتور حنا عيسى أستاذ القانون الدولى
بفلسطين إن الأعلام الدولية بدأت ترتفع منذ ديسمبر عام 1988 عندما تم
الإعلان عن دولة فلسطين وفقا للقرار رقم 177 الصادر عن الجمعية العامة
للأمم المتحدة فى دورتها ال43 ، حيث اعترفت آنذاك 104 دول بفلسطين وانتقلت
التسمية من منظمة التحرير الفلسطينية إلى فلسطين، وقامت على أثر ذلك منظمة
التحرير بنشر 70 سفيرا لها فى عدد من الدول المعترفة بالاستقلال.
وأكد
عيسى ان الحراك السياسى والدبلوماسى الفلسطينى لم يتوقف منذ ذلك الإعلان
ولو للحظة واحدة بهدف إعلان الاعتراف بدولة فلسطين وانضمامها للأمم المتحدة
.. إلا أن إسرائيل والاتحاد الأوروبى وأمريكا طلبوا تأجيل إعلان الدولة
آنذاك.
وقال إن إسرائيل لاتريد أن يكون لها مرجعية حيث ترفض وقف
الاستيطان..وهو ما دفع الفلسطينيين إلى أن يتخذوا قرارا إستراتيجيا وهو أن
تكون لهم دولة على الأرض أسوة بباقى الدول والشعوب الأخرى.
وأضاف ..
"نحن بحاجة إلى أن يكون المجتمع الدولى قادرا على أن يتخذ قرارا ملزما فى
مجلس الأمن الدولى استنادا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذى يلزم
إسرائيل بالانسحاب من الأراضى التى احتلتها فى الرابع من يونيو لعام
1967..وهنا تتحقق العدالة بالأخذ فى الاعتبار القرار 181 لسنة 1947 الذى نص
على إقامة دولتين دولة يهودية وأخرى عربية".
تأخير الاعلان 60 عاما وقال أستاذ القانون الدولى الفلسطينى كمال قبعة إن الذهاب إلى
الأمم المتحدة بغطاء وموافقة عربية وتأييد دولى واسع هى محطة جديدة نوعية
فى الحركة السياسية والدبلوماسية الفلسطينية لتجسيد السيادة على الأرض
الفلسطينية.
وأضاف قبعة إن مانطلق عليه استحقاق سبتمبر /أيلول هو
حركة سياسية بامتياز ..وذات أبعاء دبلوماسية واسعة تستهدف بالأساس اكتساب
أكبر عدد ممكن من الدول المساندة للمطالب الفلسطينية فى تجسيد السيادة
الموقوفة بفعل الاحتلال.
وتابع "هذا الموضوع له أبعاد قانونية..وهى
ستتجلى فى طلب عضوية فى الأمم المتحدة كدولة , علما بأن هذا الاستحقاق له
أبعاد تاريخية..إذ أنه كان جزءا من صك الانتداب وتجلى بشكل واضح ودقيق فى
قرار التقسيم 181 لعام 1947 حيث تم الاعتراف بدولة فلسطين وتم تحديد حدودها
وقواعدها الدستورية ورسم خرائطها بشكل دقيق".
وقال "نحن ذاهبون إلى
دول المجتمع الدولى لنقول لهم أنتم من قسمتم فلسطين، والجمعية العامة هى
التى حددت حدودها , لذلك فعليكم أن تلتزموا بتنفيذها..خاصة وأننا نمتلك كل
مقومات الدولة حسب اتفاقية مونتيفيدو لذلك فإننا نطالبكم بقبول فلسطين عضوا
فى الأمم المتحدة".
واختتم قبعة تصريحاته بالقول "استحقاق أيلول هو
استحقاق جرى أسره وتقييده منذ 60 عاما ونحن ذاهبون لتحريره..وهو لن يأت
بدولة إلا أنه سيقرب خطوة جديدة نحو تجسيد الدولة..سنكتسب حلفاء جددا
وأدوات جديدة فى النضال الفلسطينى من أجل إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة".
http://www.egynews.net/wps/portal/reports?params=135701