دوريات عسكرية مشتركة على الحدود الجزائرية المالية لتعقب القاعدة
اتفقت
الجزائر ومالي على تنسيق الجهود العسكرية الميدانية للتصدي للقاعدة
والتهريب والهجرة السرية. وفي هذا الصدد، إتفق الجانبان على تسيير دوريات
مشتركة على طول حدودهما بهدف السماح لقواتهما بتعقب المشبوهين وسط امتداد
صحراوي.
لم يكتم وزير دفاع وقدامى المحاربين المالي ناتيبي بليا، أمس، أن
''الجزائر ومالي تقومان بأعمال يتم في شأنها التشاور حول المشاكل المرتبطة
بأمن حدودهما المشتركة من أجل تسييرها سويا''، ونقل عن المسؤول الدفاعي
المالي قوله، في تصريح للصحافة، أدلى به عقب جلسة خصه بها رئيس الجمهورية،
عبد العزيز بوتفليقة، ''لقد تبادلنا وجهات النظر حول الانشغالات المشتركة
التي تمس أمن حدودنا، كما قررنا القيام بأعمال في ظل التشاور من أجل تسيير
هذا المشكل الحساس جدا''، أضاف ناتيبي بليا أنه قدم ''عرضا'' لرئيس الدولة
حول المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الجزائريين بوزارة الدفاع الوطني،
موضحا أنه ''استفاد'' من النصائح القيّمة لرئيس الجمهورية الذي ''شجعنا
كثيرا على المضي في هذا الاتجاه''.
وعلمت ''الخبر'' في هذا الشأن، أن اتفاقا مبدئيا تم بين وزارتي الدفاع
للبلدين حول تسيير دوريات عسكرية مشتركة على طول الحدود الفاصلة بين
البلدين والتي يتعدى طولها 1300 كلم، بهدف السماح لقوات تتخصص في تأمين
الحدود بتعقب المشبوهين، سيما في الجهة الشرقية للحدود بإتجاه موريتانيا،
اعتبارا أنها المنطقة الأكثر ''انفلاتا'' بحكم أن الجماعات الإرهابية تتخذ
منها قاعدة خلفية لتوفير المعدات والتجهيزات والذخيرة، كما لم ينف المسؤول
المالي عدم قدرة باماكو على بسط تغطية أمنية مشددة على مناطقها الشمالية
قائلا: ''كلنا نسعى لبذل جهود، حيث أن الحدود بين مالي والجزائر تعتبر
قابلة للاختراق لا سيما على جانب مالي''، وقال مصدر رفيع المستوى
لـ''الخبر'' إن الأمر يعني ''بعث دوريات مشتركة متخصصة تجوب البوادي
والطرق الصحراوية تستفيد من تدريب خاص وتستخدم كل الوسائل الحديثة لتأمين
الحدود وأحياء البادية في عمق الصحراء على بعد مئات الكيلومترات من المدن
والمراكز الحضرية الكبرى المتاخمة للحدود، حيث يتحرك أمراء القاعدة ومهربو
الأسلحة والمخدرات وشبكات الهجرة السرية''.