المبحث الثاني
خطط الخداع والعمليات
أولاً: تدابير الخداع الإستراتيج
ي العربي
تضمنت خطة العمليات "بدر"، في الجبهتين، مجموعة من تدابير الخداع الإستراتيجي، هدفها خدع إسرائيل عن نية شن عملية هجومية، وستْر توقيتها واتجاهات الضربات الرئيسية وحجم القوات العربية المشتركة فيها، وذلك بالإيحاء إلى العدو بأن القوات في الجبهتين، تقيم في حالة دفاعية، وتنفذ مناوراتها التدريبية العادية. ومن بين التدابير التي تضمنتها الخطة:
1. الاستمرار في بناء خطوط الدفاع على الجبهة وفي العمق، حتى يبدو الجهد الرئيسي كأنه منصبّ على الاستعداد للدفاع.
2. تجميع القوات المعدّة للهجوم في خلال مدة 3-4 أشهر، قبل موعد الهجوم، في مجموعات صغيرة، ودفع القوات الرئيسية من العمق إلى الجبهة، قبل ثلاثة أسابيع من بدء الهجوم، تحت ستار القيام بأعمال هندسية لإجراء مناورة تدريبية سنوية عادية، ثم بدء القتال الفعلي في أثناء المرحلة الأخيرة من هذه المناورة.
3. إعداد حفر وملاجئ للجسور ومعدات العبور وقطع المدفعية والآليات المختلفة، التي تصل في آخر وقت ممكن إلى الجبهة، وتُخبأ فوراً تحت شباك تمويه جيدة.
4. الإبقاء على مظاهر الحياة والحركة اليومية العادية للقوات المعدّة للهجوم، حتى لحظة بدء القصف الجوي والمدفعي.
5. حصر المعلومات المتعلقة بخطط الهجوم وتوقيته في أضيق نطاق ممكن، وحتى آخر وقت ممكن. ولذلك لم يبلَّغ قادة الفرق بموعد الهجوم، إلاّ ليلة 5/10، ولم يبلغ هؤلاء قادة الألويـة، إلاّ في الساعة السادسة من صباح يوم 6/10، ثم أبلغ قادة مجموعات الاقتحام الأولى في الساعة 11.00 من صباح اليوم نفسه، أي قبل بدء الهجوم بثلاث ساعات فقط.
6. تحريك قوات في اتجاهات مختلفة وثانوية، وإجراء تحركات عَرْضية داخل الجبهة، وعكسية من الجبهة وإليها، مع التغيير المستمر في حجم القوات البرية وأوضاعها، وأماكن تمركز القطع البحرية في الموانئ والمراسي المختلفة.
7. استدعاء أفراد القوات الاحتياطية على دفعات منتظمة، على أن يدعى أكبرها قبـل بـدء الهجـوم.
8. تسريح 20 ألف جندي مصري قبل بدء الهجوم بمدة 48 ساعة، من قبيل التمويه.
9. إرسال المدمرات المصرية إلى أحد البلدان الآسيوية الصديقة، لإصلاحها في ورشاتها، ومرورها في طريق العودة في مضيق باب المندب، لتكون فيه يوم 6/10.
10. الإعلان في الصحف المصرية، كما هي العادة قبيل شهر رمضان في كل عام، عن فتح باب قبول طلبات العسكريين في وزارة الحربية لأداء العمرة.
11. تحديد موعد لزيارة وزير دفاع رومانيا إلى مصر، يوم 8/10، وإعلان ذلك في الصحف مع برنامج الزيارة. ولقد غُطّيت جميع التحركات في الجبهتين، سواء تلك المتوجهة إليهما أو الخارجة منهما، بجميع المظاهر التي تتطلبها المناورات التدريبية العادية "وقد ثبت، فيما بعد، أن تحليل الاستخبارات الإسرائيلية هو أن ما نقوم به، خلال الأسبوع الأول من أكتوبر 1973، هو مجرد مناورة عادية للتدريب".
من أبرز التدابير، التي طبقتها القيادتان المصرية والسورية، في مجال الخداع والتمويه والتضليل:
أ. تسريب الأخبار والتعليقات إلى وسائل الإعلام الأجنبية عن ضعف القوات المسلحة، وحاجتها إلى الأسلحة والذخائر، وعدم قدرتها على مباشرة القتال، وضعف منظومة الدفاع الجوي.
ب. متابعة إرسال المبعوثين الدبلوماسيين إلى الخارج، لشرح وجهة النظر العربية وتأكيد تحرير الأراضي المحتلة بالطرائق السلمية، وفق ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها.
ج. إعلان زيارات لشخصيات دولية قادمة إلى مصر وسورية.
لقد اشترك في تنفيذ خطة الخداع مختلف أجهزة الدولة المختصة، وبخاصة وزارات الدفاع والإعلام والخارجية. وقد تولّت وزارات الإعلام والخارجية الإدلاء بتصريحات والقيام بأنشطة دبلوماسية، تهدف جميعها إلى التركيز على العمل الدبلوماسي، وبخاصة في منظمة الأمم المتحدة والمحافل الدولية.
ويمكن القول إن تدابير الخداع الإستراتيجي ـ العملياتي، قد حققت نجاحاً كبيراً، أدى إلى وصول أجهزة الاستخبارات العالمية، وعلى رأسها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA"، وكذلك الاستخبارات الإسرائيلية، إلى استنتاجات خاطئة. ولهذا، فوجئ العالم بالهجوم العربي المباغت.
ثمة بعض الأمور اعترضت تدابير الخداع، تم تلافيها حتى لا تنكشف المفاجأة في بدء العملية الهجومية. فقد قامت تشكيلات جوية إسرائيلية كبيرة، في 13/9/1973، بغارة استطلاعية على مدينة اللاذقية، في الساحل السوري، بغية كشف جهاز الصواريخ المضادة للطائرات، الذي أقيم حديثاً في الساحل السوري. وقد أمرت القيادة السورية وحدات الصواريخ بعدم التدخل، مهما تطور الموقف، ففوّتت على إسرائيل بلوغ هدفها من الغارة، على الرغم من أن نتائج المعركة، كانت في غير مصلحة سورية، إذ سقطت ثماني طائرات سورية. ولقد أطنبت إسرائيل في نتائج تلك الغارة، ووجدت فيها ما يرضي غرورها، في حين تابعت القيادة السورية أعمال التعبئة والحشد، وهي أعمال فسّرتها القيادة الإسرائيلية على أنها استعداد لعملية ثأرية، تعدّها القيادة السوريـة للانتقام لمعركة اللاذقية.
وفي مصر، حدث أن نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، من طريق الخطأ، نبأ يقول "إن الجيشين الثاني والثالث قد وضعا في حالة تأهب". كما أبرق أحد المسؤولين في شركة مصر للطيران إلى جميع الطائرات المصرية، الموجودة في رحلات خارجية، يأمرها بأن تبقى حيث هي. وأمر، إضافة إلى ذلك، بإلغاء جميع الرحلات الجوية المنطلقة من مطار القاهرة الدولي. وقد استدركت القيادة العامة هذه التدابير، وألغتها فوراً.
ثانياً: خطة العمليات المصرية
شهد الربع الأخير من العام 1967 رسم الخطوط الرئيسية لخطة التحرير، على أساس أن تكون القوات المسلحة جاهزة لتنفيذها، بعد مدة تراوح بين حد أدنى 3 سنوات وحد أقصى 5 سنوات، وعلى أن تطوّر الخطة كل ستة أشهر، في ضوء تطور قدرات مصر العسكرية من جهة، وقدرات إسرائيل من جهة أخرى، وأن تؤخذ عناصر الخطة أساساً لتدريب القوات المسلحة على المهام المخططة لها في الخطة نفسها.
وإثر الانتهاء من إعداد خطة التحرير، التي سمّيت "الخطة 200"، عرضت على الرئيس جمال عبد الناصر، فوافق عليها. وكان تقديره، في نوفمبر 1967، أن المدة اللازمة للتدريب والتسليح والتجهـيز وتشكيل القوات، تراوح بين 3 سنوات و 5 سنوات، "إلاّ أن الحقائق كلها تشير إلى خمس سنوات باعتبارها التقدير الأكثر واقعية" و "أنه إذا سارت الأمور وفق تخطيطه وتقديره، فهو يتوقع المعركة في ربيع 1971".
ومن أجل التدريب على تنفيذ "الخطة 200" ومرحلتها الأولى، المتمثلة في الخطة "جرانيت"، وضعت القيادة العسكرية المصرية مشروعاً إستراتيجياً تدريبياً على مستوى الدولة، تشترك فيه جميع القوات المسلحة وأجهزة الدولة ذات العلاقة بالجهد الحربي. وكان من المفروض أن ينفذ هذا المشروع التدريبي الشامل، لاختبار "الخطة 200" اختباراً عملياً، في العام 1970، غير أن وفاة الرئيس عبد الناصر (28/9/1970)، أدّت إلى تأجيل المشروع، ثم تنفيذه في 14/3/1971.
نص المشروع على أن يتم تحرير سيناء في 12 يوماً. فبعد عبور القناة، تصل القوات إلى منطقة الممرات (متلا والجدي). ثم تنطلق منها لتصل، في اليوم العاشر، إلى حدود العام 1967، حيث تقاتل يومين آخرين، لتحرير مناطق رفح والعوجة وإيلات.
بعد أن قررت القيادتان السياسيتان لمصر وسورية استخدام الوسائل العسكرية، عكفت القيادة العسكرية المصرية على التخطيط للمعركة.
تضمنت خطة العمليات المصرية "بدر" الخطوط الرئيسية التالية:
1. تدمير الجزء الأكبر من القوات المسلحة للعدو، في البر والجو والبحر.
2. إضعاف قدرة العدو، بشل فاعلية قواته الجوية على العمل السريع الحاسم.
3. شلّ قيادات العدو وإرباكها لفترة زمنية مناسبة، وعرقلة إجراءات التعبئة السريعة أو الحشد الفعال.
4. إعاقة تحركات العدو وحرمانه من القدرة على المناورة.
5. إجبار العدو على العمل ضد جبهتين عربيتين في وقت واحد.
6. إسكات مصادر نيران العدو منذ اللحظات الأولى للقتال، وإفساد خططه الدفاعية، القائمة على سرعة الحركة والمرونة للقوات والنيران.
7. أن تستعد القوات المصرية للعمل في ظروف تفوّق العدو الجوي، وتحت غطاء الدفاع الجـوي.
8. أن تكون مهمتها الأولى، بعد العبور، تدمير قوات العدو على مراحل، وبخاصة الدبابات.
9. أن تعمل على امتصاص ردود الفعل المعادية، وقدرات العدو الهجومية، بأعمال دفاعية وإيجابية نشيطة.
10. أن تتأهب لتطوير الهجوم في اتجاه الشرق، في ضوء ما تسفر عنه المعارك في رؤوس الجسور.
11. أن تشن الهجوم على طول خط المواجهة، وفي عمق سيناء وجنوبيها، وأن يتم كل ذلك في وقت واحد.
يتمثل جوهر خطة العمليات المصرية في عبور قناة السويس عبوراً يؤدي إلى إنشاء رؤوس جسور، تعبُر عليها القوات من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية، لتدمير خط بارليف، ثم الاندفاع إلى قلب سيناء. ولقد خصصت الخطة خمس فرق مشاة كاملة للهجوم على طول الجبهة، باستثناء المناطق التي لا تصلح لعبور قوات كبيرة الحجم، ثم إنشاء رؤوس جسور على الضفة الشرقية، بعرض 8 كم وعمق 2-3 كم، في قطاع كل فرقة. ويجري في خلال هذه المرحلة الأولى من الهجوم، تطويق مواقع خط بارليف الحصينة، عبر الثغرات القائمة بينها، والتي يراوح عرضها في بعض الحالات ما بين 10 و 12 كم، وإقامة دفاع مضاد للدبابات، لصد الهجمات المضادة الأولية المتوقعة. وإثر ذلك، يتم اقتحام مواقع خط بارليف وتعميق رؤوس الجسور إلى عمق 6 - 8 كم. وفي أثناء الليلة الأولى من الهجوم، يقوم سلاح المهندسين ببناء عشرة جسور عائمة ثقيلة، وعشرة جسور خفيفة، وتشغيل نحو 50 معدية بين الضفتين، بواقع معدية في قطاع كل كتيبة، وذلك لنقل الدفعات الأولى من الدبابات وناقلات الجند المدرعة والمدفعية المضادة للدبابات، اللازمة لتعزيز رؤوس الجسور بعضها ببعض في قطاع كل جيش، ويتم تعميقها إلى مسافة 10-12 كم، ثم تجري "وقفة عملياتية" مؤقتة، سمّتها القيادة المصرية "وقفة تعبوية"، يتم في أثنائها صدّ الهجمات المضادة، ونقل بطاريات الصواريخ م/ط (المضادة للطائرات) المتحركة إلى الضفة الشرقية، لتوسيع إطار مظلة الدفاع الجوي شرقي القناة، تمهيداً لتوسيع رؤوس الجسور مسافة 20 كم أخرى تقريباً، حتى تصل إلى المداخل الغربية لممرَّي متلا والجدي شرقاً، ورأس سدر جنوباً على خليج السويس.
ولقد دُعمت كل فرقة مشاة مصرية من الفرق المشتركة في الهجوم، بلواء مدرع إضافي، فضلاً عن كتائب الدبابات الثلاث الملحقة بألويتها، لتعزيز قدرتها على صد الهجمات المضادة، وتوسيع رؤوس الجسور وتعميقها. أمّا الفرق المدرعة والآلية، فقد احتفظ بها في النسق الثاني، لاستخدامها في تطوير الهجوم في خلال المرحلة التالية للوقفة العملياتية، أو لمواجهة أي تطور آخر، قد يطرأ على الموقف العسكري.
من أجل تحرير الأرض المحتلة، والبدء بتنفيذ خطة العمليات المقررة، أصدر الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، توجيهاً إستراتيجياً، مؤرخاً في 5/10/1973 ، إلى وزير الحربية، القائد العام للقوات المسلحة، يكلف فيه القوات المسلحة العمل على تحرير الأرض المحتلة، بدءاً من يوم 6/10/1973.
ثالثاً: خطة العمليات السورية
وضعت القيادة السورية خطة تحرير الجولان على أساس القيام بعملية واسعـة مفاجئة، تمتد على طول الجبهة، وقوامها هجوم مدرع ـ آلي، تحميه شبكة من الصواريخ المضادة للطائرات، وتسير معه شبكة من الصواريخ المضادة للدبابات، ويخترق التحصينات الإسرائيلية في ثلاثة محاور رئيسية. وتقوم وحداته المدرعة بالاندفاع في العمق بسرعة، والالتفاف حول المواقع الدفاعية لإسقاطها.
اختلفت خطة العمليات في الجبهة السورية عن مثيلتها في الجبهة المصرية، باختلاف طبيعة الأرض ومساحتها ومعالمها الطبوغرافية. ولهذا لحظت القيادة السورية، عند وضع الخطة العناصر المؤثرة والفاعلة الآتية:
1. العنصر الأول هو أن الدفاع الإسرائيلي ذو جبهة متصلة، مستندة إلى جبل الشيخ في الشمال، ووادي اليرموك في الجنوب، وليس لها أي جانب مكشوف، يسمح بالالتفاف العميق على الأجناب، ولا سيما أن لبنان في الشمال والأردن في الجنوب، لن يشتركا في القتال، ولا مجال لاستخدام أراضيهما لهذا الغرض. كما أن الجبهة، من جهة ثانية، لم تكن فيها ثغرات، تسمح للقوات السورية المهاجمة بالنفوذ منها للالتفاف على وحدات العدو وضرب أجنابها. إن هذا الواقع فرض على القيادة السورية، أن تتخذ القرار باللجوء إلى الخرق، واقتحام التحصينات اقتحاماً جبهياً مباشراً على الرغم من الخسائر الكبيرة، التي يتكبدها المهاجم في مثل هذه الحالات.
2. العنصر الثاني هو طبيعة دفاعات العدو المحصنة، ووعورة الأرض وكثرة تضاريسها. وهو ما دعا إلى الاعتماد على عنصر المشاة في الأنساق الأولى للهجوم، لأن الحصون والمنعات المقامة من الصخـور البازلتيـة الصلبـة والأسمنت المسلح، والمنتشرة على طول الحد الأمامي وفي العمق القريب، لا يمكن تدميرها إلا بالرمايات المباشرة من مسافات قصيرة.
3. العنصر الثالث هو الاستفادة من التفوق العددي للقوات السورية المهاجمة على القوات الإسرائيلية المدافعة عن الهضبة، وتنفيذ الهجوم على جبهة عريضة، لمنع القيادة الإسرائيلية من تركيز جهودها في الدفاع على محور واحد، ولبعثرة جهدها الجوي.
4. الاستفادة من قلة عمق المنطقة المحصنة، ومن توافر المحاور الطولانية والعرضانية وراء منطقة التلال الأمامية مباشرة، وذلك بتطوير الهجوم بالألوية المدرعة، التي يتألف منها النسق الثاني لفرق المشـاة.
5. ضرورة قطع الطريق على الاحتياطيات الإستراتيجية المعادية.
6. العنصر السادس يحكم خطتَي العمليات على الجبهتين المصرية والسورية معاً، ونعني به الاستفادة القصوى من وجود جبهتين تعملان في آن واحد، وأن يستمر الضغط، وبأقصى قوة، على الجبهتين، لبلوغ نهر الأردن على الجبهة السورية، والممرات في سيناء على الجبهة المصرية، وذلك من أجل تشتيت انتباه القيادة الإسرائيلية، وعدم إفساح المجال أمامها لتختار بحرية أين تزج احتياطيها الإستراتيجي.
تضمنت خطة العمليات السورية "بدر" الخطوط الرئيسية التالية:
1. إنزال أكبر خسائر ممكنة بطيران العدو ودفاعه الجوي، وشلّ قياداته بضربة جوية مفاجئة، وبإنزالات جوية، وبضربات صواريخ ومدفعية.
2. توجيه ضربة نارية قوية، من أجل إبطال دفاعات العدو على خط الجبهة والاحتياطيات القريبة، وشل القيادات ومراكز الرادار ومقرات الرصد.
3. انتقال القوات البرية إلى الهجوم مع بدء الضربة النارية، وخرق دفاع العدو في خمسة قطاعات، مجموع عرضها 16 كم، ثم تطوير الهجوم في العمق، بهدف تفتيت حشد القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان، وتدميرها على أجزاء، وذلك بالتعاون مع قوات الإنزال الجوي ومفارز الالتفاف، واحتلال خط دفاعي مشرف على الضفة الشرقية لنهر الأردن عند الحدود السورية ـ الفلسطينية، مع دفع طلائع لاحتلال رؤوس جسور على الضفة الغربية للنهر، لتساعد على صد الهجمات المضادة.
4. توجيه الضربة الرئيسية من الجنوب في اتجاه الشمال الغربي، وضربة ثانوية من الشمال في اتجاه الجنوب الغربي.
تحددت اتجاهات هجوم القوات السورية، على أساس قيام فرقة المشاة الآلية السابعة بالتقدم في اتجاهين: أحدهما نحو الغرب، والآخر نحو الجنوب الغربي، إلى الشمال من القنيطرة والطريق الرئيسي المؤدي إلى جسر بنات يعقوب. وفي الوقت نفسه، تتقدم فرقة المشاة الآلية التاسعة في اتجاه الغرب شمالي الخشنية. وفي الجنوب، كان على فرقة المشاة الآلية الخامسة أن تهاجم من منطقة الرفيد نحو الجنوب الغربي تجاه بحيرة طبرية.
نظّمت القيادة السورية الدفاع على ثلاثة خطوط دفاعية: يمتد الأول على طول خط وقف إطلاق النار للعام 1967. ويقع الثاني شرقي الخط الأول بحوالي 20 كم، بدءاً من نقطة تبعد قليلاً إلى الغرب من "قطنا"، على الطريق المؤدي إلى جبل الشيخ في الشمال، ماراً بـ "سعسع" على الطريق بين دمشق والقنيطرة، ومنتهياً عند "الصنمين" الواقعة على الطريق المؤدي إلى الرفيد على المحور الجنوبي. أمّا الخط الدفاعي الثالث، فقد أقيم على مسافة تبعد حوالي 10 - 15 كم شرقي الخط الثاني، من نقطة تقع إلى الشمال الغربي من دمشق، على الطريق المؤدي إلى القنيطرة، ويمتد جنوباً حتى بلدة "الكسوة" الواقعة على الطريق المؤدي إلى "الصنمين" و "الشيخ مسكين" و "درعا". كما تركزت شبكة صواريخ سام المضادة للطائرات، بمختلف أنواعها، على طريق دمشق ـ الشيخ مسكين.
رابعاً: خطة العمليات الإسرائيلية
1. المفهوم الإستراتيجي العسكري
أ. كان أهم مكسب حصلت عليه إسرائيل في حرب 1967، هو تغيّر شكلها الجغرافي، وحيازتها عمقاً إستراتيجياً جديداً، في الطول والعرض. فلقـد تغيرت صفات مسرح عمليات الجيش الإسرائيلي عمّا كانت عليه قبل حرب 1967، بحسب المعالم التالية:
(1) استناد خطوط وقف إطلاق النار إلى عوارض جغرافية طبيعية، كقناة السويس ونهر الأردن وهضبة الجولان.
(2) كان طول حدود إسرائيل مع سورية والأردن ومصر 902 كم، فأصبح 536 كم.
(3) كان أقصى عرض لها من الشرق إلى الغرب 15 كم، فأصبح 90 كم.
(4) كانت أقرب مستعمرة إسرائيلية إلى مواقع الجيش المصري، تبعد عشر دقائق سـيراً على الأقـدام، فأصبحت تبعـد حوالي 400 كم.
(5) كانت القدس في أيدينا، فأصبحت على بعد 40 كم .
ب. لقد أصبحت قيمة تلك الأراضي، من الناحية العسكرية، تكمن في أهميتها الأمنية والدفاعية. فقد منحها هذا العمق الإستراتيجي الجديد القدرة على المناورة، وتحقيق أحد أسُس إستراتيجيتها العسكرية، وهو "نقل المعركة إلى أرض العدو". كما وفّر لها بعض الوقت لتعبئة قوات الاحتياطي، وسوقها إلى جبهات القتال، ولطلب النجدة لإنقاذها من الانهيار، ومدها بالأسلحة والمعدات حين الحاجة. ويزيد هذا العمق في قدرة إسرائيل على الإنذار المبكر، وتجنّب المفاجأة.
ج. حددت إسرائيل غرضها الإستراتيجي من خطتها الدفاعية ـ الهجومية على النحو التالي: "1- حمل العرب على الإدراك أن الخيار العسكري لا يجديهم نفعاً، وأن السبيل الوحيد هو التسليم بوجود إسرائيل، وإجراء مفاوضات سياسية معها، وتحقيق السلام الدائم. 2- إلى أن يتم ذلك، تجب المحافظة على مكاسب إسرائيل من حرب الأيام الستة، والاحتفاظ بقدرة ردع وحسم، تقاوم فرض تسوية لا ترضاها إسرائيل، وتحول دون وقوع حرب محتملة جديدة. 3- تدمير جيشَي مصر وسورية المهاجمَين، والجيوش التي تنضم إليهما، من أجل إعادة الوضع الذي كان سائداً لدى نشوب المعارك إلى ما كان عليـه، من الناحيـة الإقليمية. 4- تعزيز الوضع باحتلال أراضٍ أخرى، سواء لمقتضى تحسين النظام الدفاعي، أو لتحسين أوراق المساومة التي تمتلكها إسرائيل" .
د. وعلى هذا الأساس، بنَت إسرائيل إستراتيجيتها الدفاعية ـ الهجومية، ووضعت خطة العمليات المنبثقة منها، وطورتها، من حين إلى آخر، بحسب المعلومات التي كانت تتلقاها من أجهزة الاستخبارات عن القوات المسلحة المصرية والسورية، وتدريبها وتسليحها وجاهزيتها للقتال، وعن نيات مصر وسورية في شأن تحرير الأراضي المحتلة.
هـ. بنَت إسرائيل خطة عملياتها، على أساس أن تقوم القوات المتمركزة في النسق الدفاعي الأول (خط بارليف في سيناء، وتحصينات هضبة الجولان)، والقوات الاحتياطية في النسق الدفاعي الثاني، بمشاغلة القوات العربية المهاجمة، ومحاولة صدّها، ريثما يتم توجيه القوات الضاربة والقوات الاحتياطية إلى الجبهة أو الجبهات، التي اندفعت منها القوات العربية. وأخذت خطة العمليات الإسرائيلية، وهي خطة دفاعية هجومية، في حسبانها الاعتبارات الآتية:
(1) ضمان مؤازرة قوة عظمى، كحليف موثوق بنجدته في كل حين. وهذه القوة العظمى هي الولايات المتحدة الأمريكية.
(2) توفير القدرات الكفيلة بكشف النيات العربية مبكراً، في الوقت المناسب، بواسطة أجهزة الاستخبارات، المتعاونة مع أجهزة الاستخبارات الأجنبية الغربية، وخصوصاً الاستخبارات الأمريكية.
(3) في حال وقوع هجوم مفاجئ، امتصاص الضربة العربية الأولى، وتعبئة القوات المسلحة تعبئة عامة شاملة، من أجل رد الضربة، واستعادة الأراضي التي تكون القوات العربية قد احتلتها، ثم الانتقال إلى الهجوم الإستراتيجي المضاد.
(4) الاعتماد على القوات الجوية المتفوقة، التي تمثِّل أداة الردع الرئيسية، والمزودة بالطائرات ذات المدى البعيد، والقادرة على تهديد أعماق البلدان العربية.
(5) تدمير أي هجوم عربي بضربات برية، قوامها قوات مدرعة كثيفة، على درجة عالية من الكفاءة القتالية.
(6) الاستناد إلى موانع طبيعية، وخطوط دفاعية محصنة، تحرم البلدان العربية القدرة على القيام بأي تحرك عسكري فعال، وتسمح لإسرائيل، في الوقت نفسه، بحرية العمل الهجومي ضد أي بلد عربي.
(7) أن يتم الدفاع عن المواقع، وفي الخطوط، بأقل قدر من القوات التي يجب أن تتوافر لها القدرة على استغلال الموانع والخطوط، لوقف الهجوم العربي أو إعاقته أطول مدة ممكنة، حتى تتاح المدة الكافية لتعبئة القوات الاحتياطية، وتحريكها من العمق صوب أماكنها المجهزة لها مسبقاً في الخطة العامة الدفاعية، على جبهات سيناء والجولان ونهر الأردن.
2. في سيناء
أ. أقامت إسرائيل هذا النظام الدفاعي، المتمثل في خط بارليف، على طول قناة السويس (170 كم). والقوام الأساسي لهذا النظام خط من التحصينات الأمامية، فيه 30 موقعاً محصناً[1].
ب. وهكذا، يشكل الحد الأمامي من خط بارليف، بوقوعه على حافة مانع مائي، يقدّر عرضه بحوالي 200م، وبجداره العالي شديد الانحدار، ومواقعه الحصينة، والأسلحة المتمركزة فيه، وتلك المتمركزة في الفواصل بين الحصون، ومرابض الدبابات المحمية بالجدار، وحاجز اللهب فوق مياه القناة، يشكل جداراً دفاعياً متواصلاً صلباً.
ج. وقد جُهزت المنطقة الواقعة خلف الخط الأمامي، الملاصق لحافة القناة، بالمواقع والسواتر التي تسمح لتجمع القوات الضاربة والقوات الاحتياطية، خاصة الوحدات المدرعة، بأن تنطلق بالهجوم العام المضاد. كما جُهزت المنطقة بالأسلحة المضادة للطائرات والدبابات بمرابض المدفعية المتوسطة والثقيلة. وتصل ما بين هذه المواقع شبكة من الطرق المرصوفة، بلغ طولها 750 كم.
د. شكّل خط بارليف حجر الزاوية في النظام الدفاعي الإسرائيلي في مواجهة مصر. ووضع القادة العسكريون الإسرائيليون ثقتهم الكاملة فيـه، وارتاحوا إليه، واستخدمه بعض السياسيين شعاراً في الحملة الانتخابية، على أنه "نموذج لنجاح سياسة الردع التي تنتهجها الحكومة".
هـ. حينما بدأت الحرب، لم تكن الحصون الثلاثون جميعها عاملة، لأن الجنرال أرييل شارون Ariel Sharon ، قائد المنطقة الجنوبية في العام 1972، أخلى 14 حصناً، تثبيتاً لرأيه في "الدفاع المتحرك"، ومعارضة لرأي الجنرال حاييم بارليف Chaim Bar-Lev في "الدفاع الثابت". وهكذا، "فَقَدَ خط بارليف توازنه، إذ أصبح أقوى من أن يكون جهازاً إنذارياً، وأضعف من أن يكون خطاً دفاعياً. وكان هذا التميع في مهمته، هو السبب في فشل الخط في تأدية الدور المطلوب منه، وفي عجزه التام عن صد الهجوم المصري الكاسح، بعد ظهر يوم 6 أكتوبر". وحينما تولى الجنرال صاموئيل جونين Shmuel Gonen قيادة المنطقة الجنوبية، بعد الجنرال شارون، قرر إعادة فتح تلك الحصون، لكن قراره هذا، لم يكن قد نفّذ عندما اندلعت الحرب.
و. نظمت القيادة الإسرائيلية الدفاع عن سيناء في خطة، اسمها الرمزي "برج الحمام". وقد قسمت سيناء إلى ثلاثة قطاعات، تمثل المحاور الرئيسية للتقدم. وتتألف قواتها من مجموعة ألوية (أوجدا) بقيادة الجنرال إبراهام ماندلرAvraham "Albert" Mandler ، وتحت قيادته لواء مشاة وثلاثة ألوية مدرعة. وكانت الخطة قائمة على أساس أن يتولى لواء مدرع مسؤولية الدفاع عن كل محور من المحاور الثلاثة. وهي بالترتيب:
(1) محور القنطرة ـ العريش.
(2) محور الإسماعيلية ـ أبو عجيلة.
(3) محور السويس ـ الممرات الجبلية.
ز. وكانت القوات المدافعة موزعة على نسقين، النسق الأول: خط بارليف الأمامي، ويحتله لواء القدس، وهو لواء احتياطي. النسق الثاني: على مسافة 5 - 8 كم شرقي القناة، وتحتله ثلاث كتائب مدرعة، مدفوعة إلى الأمام من الألوية المدرعة الثلاثة، التي في احتياطي الجبهة. وتحتل كل كتيبة منها موقعها الدفاعي ضمن القطاع المخصص للواء المدرع الذي دفعها (مجموع الدبابات في هذا الخط الدفاعي 90 دبابة).
ح. وترفد هذين النسقين القوة الاحتياطية، المتمركزة عند منطقة الممرات الجبلية، على بعد 35 - 45 كم من القناة. وتتألف هذه القوة من ثلاثة ألوية مدرعة، عدا الكتائب المتمركزة في النسق الثاني. ويقدّر مجموع دبابات القوة الاحتياطية بحوالي 200 دبابة.
ط. نصت الخطة، عند وقوع هجوم على خط بارليف، أو عند الانتشار لمواجهة هجوم محتمل، على أن تتقدم دبابات النسق الثاني إلى النسق الأول (حصون خط بارليف)، لإغلاق الثغرات بين الحصون. وفي الوقت نفسه، تندفع الألوية المدرعة الثلاثة، الموجودة في الاحتياطي، إلى الأمام لاحتلال مواقع النسق الثاني، استعداداً لصدّ الهجوم المصري، أو إعاقته، ريثما تصل القوات الضاربة والقوات الاحتياطية، لتقوم بالهجوم العام المضاد.
ي. كانت الأوامر الصادرة من قيادة المنطقة الجنوبية إلى الوحدات المدافعة عن الحصون:
(1) أن تكوِّن عائقاً لمنع تقدم القوات المصرية إلى العمق.
(2) أن تشكِّل بوجودها في مؤخرة القوات المهاجمة المصرية، قوة خلفية لإرباك تحرك هذه القوات، وعزل أقسام كبيرة منها.
3. في الجولان
أ. لجأت إسرائيل، بعد حرب 1967، إلى الدفاع عن خطوط وقف إطلاق النار في الأرض السورية المحتلة وفق مبدأ ينسجم وإستراتيجيتها. فأقامت على خط الجبهة مباشرة مواقع دفاعية محصنة، تشغلها قوات محدودة، في حين احتفظت بقواتها الرئيسية مجمّعة في العمق.
ب. تكوّنت بنية الدفاع في الهضبة المحتلة، من ناحية التجهيز الهندسي للأرض، من مجموعة من الترتيبات الدفاعية، التي يتقدمها خط الحصون الدفاعية، على امتداد خط وقف إطلاق النار، بعمق 2-3 كم. وهو مكوّن من مواقع حصينة، يستوعب كل منها فصيلة أو سرية. وجهز كل موقع بمنعات أسمنتية مدعمة بالحجارة والقضبان الحديدية، مع ملاجئ وخنادق مواصلات. وأحيط كل موقع بالأسلاك الشائكة متعددة الصفوف، وحقول الألغام ومصاطب الرمي، التي تحتلها دبابات الدعم المباشر، عند الضرورة.
ج. بلغ عدد المواقع المحصنة على هذا الخط 52 موقعاً، فيها 102 من المعاقل الأسمنتية، وكلها موجودة على نقاط الأرض الحاكمة والمشرفة على محاور التقدم. وقد انتشرت هذه المعاقل من شمالي الهضبة حتى جنوبيها، مارة بالتلال والمرتفعات المشرفة.
د. حشدت قوات مدرعة على عمق 10 - 15 كم من الحد الأمامي، كاحتياطي تكتيكي، قادر على التحرك بسرعة، لتقديم المساعدة إلى المواقع الدفاعية المهددة. وقد أُعدت وجُهزت مصاطب للرمي على أجناب المواقع المحصنة، وفي الفُرج الكائنة بينها، وفي العمق، وعلى طول امتداد محاور التقدم، لتستخدم كمساتر رمي من قبل وحدات الاحتياطي التكتيكي (الدبابات والعربات المدرعة والصواريخ المضادة للدروع). كما غطيت الفُرج بين المواقع بدوريات متحركة.
هـ. وأمام هذا الخط المتواصل من المواقع الدفاعية، أنشأت إسرائيل خندقاً مضاداً للدبابات، بعرض 4 - 5 أمتار وعمق 3 - 4 أمتار. وجُهّز المرتفع 2100 متر على جبل الشيخ، وتل أبي الندى، بمحطتَي إنذار مبكر وتشويش إلكتروني. إضافة إلى ذلك، أقامت إسرائيل على محاور التقدم الرئيسية، وعلى الاتجاهات المهمة، عدداً من المستعمرات، لتشكل خطاً دفاعياً آخر، يساعد الخط الدفاعي الرئيسي على صد قوات الهجوم المحتمل، أو إعاقة تقدمها.
و. وفي شمالي الهضبة، يقع جبل الشيخ، الذي يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، حيث يشرف على غور الأردن، مشكلاً حاجزاً مهماً، يصل ارتفاع ذروته إلى 2814 متراً، هي قمة حرمون، ويحول دون التحركات العملياتية عبْره. وقد استغلت إسرائيل الطرف الغربي منه، فأقامت عليه عدداً من التحصينات القوية، أهمها "مرصد جبل الشيخ"، الذي جُهز بكافة أدوات الرصد والاستطلاع البصري والإلكتروني والكشف الراداري. ويستطيع هذا المرصد أن يكشف البقعة الممتدة من خط وقف إطلاق النار حتى مشارف دمشق. أمّا في الجنوب، فيحدّ الهضبة وادٍ انهدامي سحيق، هو "وادي اليرموك"، الذي يُعَدّ مانعاً مهماً، يحول دون المناورة العملياتية بالقوات الآلية. وقد أقامت إسرائيل، عقب حرب 1967، عدة نقاط دفاعية على الجانب الشمالي المحتل من هذا الوادي.
ز. تتميز طبيعة الأرض في هضبة الجولان بالوعورة، وتتخللها سهول ضيقة. وهذا ما يجعل الدفاع عنها سهلاً، ويعرّض القوات التي تدخلها لنيران القوات المدافعة، التي تستطيع أن تُنزل بها خسائر كبيرة. وتتخلل الهضبة شبكة كثيفة من الطرق الطولانية والعرضانية، التي تصلها بكافة الاتجاهات، وتسمح بالتجول في كافة جهاتها. ويقدّر طول شبكة الطرق هذه بنحو 600 كم.
ح. كان يتمركز في هذا النظام الدفاعي، لواءان من المشاة، أحدهما لواء جولاني، ولواء مدرع واحد، هو اللواء 188، وفيه 90 دبابة منتشرة غربي "الخط البنفسجي"، وهو الخط الذي يشكل خط وقف إطلاق النار، والمرسوم على خرائط لجنة الهدنة المشتركة باللون البنفسجي. وقد انتشرت الدبابات من شمالي القنيطرة حتى الرفيد. ولدعم هذه القوات، كان هناك 11 بطارية مدفعية ميدانية (44 قطعة من عيارَي 105 مم هاوتزر و 155 مم) وكلها ذاتية الحركة. وكانت هذه القوات بقيادة العميد رفائيل إيتان Raful Eytan، الذي اتخذ مقراً لقيادته في قرية كفر نفاخ، على المحور الرئيسي بين القنيطرة وجسر بنات يعقوب، في حين تولى قيادة المنطقة الشمالية اللواء يتسحاق حوفي Yitzhak Hoffi ، ومقر قيادته غربي نهر الأردن، قرب روشبينا وصفد.
ط. وفي إثر زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الجبهة في 26/9/1973، أمر بنقل لواء الدبابات السابع من بئر السبع في الجنوب إلى جبهة الجولان. وتم نقل أفراد اللواء جواً، بغية كسب الوقت، واستعداداً لأي هجوم مفاجئ قد تقوم به القوات السورية.
[1] قدّر دوبوي عدد المواقع المحصنة بـ 33 موقعاً. وقدّرها البدري بـ 22 موقعاً