يحتار كثير من الناس في فهم طبيعة المصريين، هل هم طيبون أم أشرار، فطريون أم خبثاء؟ وهذا ما يحاول كتاب "شكلها باظت" كشفه بأسلوب ساخر ومختصر.
بدأ الكتاب الذي صدر في 210 صفحات من القطع المتوسطة عن دار "أطلس" لمؤلفه عمر طاهر، برصد العديد من المظاهر التي لا تجدها سوى في مصر ومنها: كلمة "السجن" التي لم تذكر في القرآن الكريم إلا في مصر.. وذلك في سورة يوسف.
في مصر فقط.. الأموات ينفقون على الأحياء "الفراعنة".
في مصر فقط.. تجد شخصًا أقل منك في المستوى العلمي وحصل على 50% فقط في الثانوية العامة و"يتفرعن عليك؛ علشان دخل بيهم كلية الشرطة".
في مصر فقط.. تعبر الكلاب الشوارع بالطريقة نفسها التي يعبر بها الآدميون.. تقف الكلاب على جانبي الطريق تنظر يمينًا ويسارًا حتى تعبر في أمان.. لكن المواطن المصري يحب أن يعبر الشارع كطائر البطريق.
في مصر فقط.. تنشب الصداقة في ثوانٍ معدودة لمجرد لقاء في إشارة مرور أو طابور عيش أو حتى في الأسانسير.
في مصر فقط.. وزير بـ"يسرطن" الشعب ثم يكافئه الحزب الحاكم بعضوية البرلمان.
في مصر فقط.. ينادي وزراء التعليم بإلغاء مجانية التعليم.
في مصر فقط.. ادفع ما تطلبه منك الحكومة نظير خدمات لم تحصل عليها.. ثم اشتكي.
في مصر فقط.. تم القضاء نهائيًا على ظاهرة إدمان الهيروين بعد توفير البانجو لكل المواطنين.
في مصر فقط.. لا يتم وضع الملصقات إلا تحت لافتة "ممنوع لصق الإعلانات".. ولا يتم ركن السيارات إلا تحت لافتة "ممنوع الانتظار"!
في مصر فقط.. حالة من الشعور بالأمان الخفي تشعر بها ولا تراها.. بداية من هجرة أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد حادثة كربلاء إلى القاهرة، حيث وجدوا في رحابها الأمن وكرم الضيافة.. ومن قبلها هجرة المسيح ووالدته.. نهاية بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي قال في أحد حواراته: "لا أنام جيداً إلا في مصر".
كيف تعرف أنك في شارع مصري؟
وانتقل الكاتب إلى رصد ظواهر لا مثيل لها إلا في شوارع مصر.. ومنها أنك حينما تلقي نظرة عامة فتجد الجميع يسيرون متجهمين وعلى استعداد فطري للعراك.
عندما تقرأ على سيارات الميكروباص وتاكسي الأجرة جملاً مكتوبة بخط اليد مثل "يا سلام لو الناس تبطل كلام، الحاسد ربنا يعينه، يا بركة دعاكي يا أمي، غدارين، محدش فاهم حاجة".
عندما يسألك شخص عن شيء ما بصيغة دينية مثل "الساعة كام والله" فيجيبه أحدهم "الساعة تسعة ونص بمشيئة الله"!
عندما ترى المواطنين يخترقون السيارات المارة بمهارة لاعبي السيرك.
عندما تتوقف بسيارتك في الإشارة إلى جوار ميكروباص فتجد كل ركابه ينظرون إليك في وقت واحد، نظرة لا معنى لها ولا مبرر.
عندما تنتشر فرق "الإفطار" السريع في كل الشوارع طوال شهر رمضان لتمد الصائمين لحظة الإفطار بأكواب العصير وأكياس البلح.
عندما تبحث عن مصدر التلوث والعوادم والأدخنة الهائجة التي أصابت وجه العاصمة بالشيخوخة المبكرة فتكتشف أنها صادرة من سيارات حكومية.
عندما تتحول إشارات المرور إلى مشروع استثماري لباعة الفل والورد والسجائر والمناديل والصحف.
عندما تجد إعلانات لأحد الأفلام تظهر فيه البطلة بثوب مكشوف فيقوم أحدهم بتغطيته باللون الأسود.
عندما تشاهد أعمدة الإنارة مضاءة طوال النهار وغائبة طوال الليل.
كيف تعرف أنك تتفرج على فيلم مصري؟
ومن الشارع إلى السينما، حيث انتقل المؤلف إلى رصد بعض العلامات المميزة للأفلام المصرية التي تحولت إلى موضة بالية غارقة في الاستسهال والسذاجة ومنها:
عندما يكون البطل مريضًا طريح الفراش وتقدم له البطلة الدواء، ثم تسأله على الفور "عامل إيه دلوقت" فيجيبها على الفور "الحمد لله بقيت أحسن"!
عندما يصل البوليس إلى موقع الحادث أو الجريمة دون أن يبلغه أحد.. "في الواقع يبدو أن المخرج هو من قام بالإبلاغ".
عندما يصاحب مشهد التغرير بالبطلة لقطات تقليدية مثل "سقوط الأمطار بشدة، أو حدوث رعد وبرق عاصف، أو زجاج نافذة يفتح ويغلق بقوة"!
عندما تخبر البطلة عشيقها أنها حامل فيرد بلا تردد: "اللي في بطنك ده لازم ينزل فورًا"!
عندما يندر أو يستحيل أن تجد الهاتف مشغولاً حينما يتصل البطل بأحد.
عندما تقود الصدمة العاطفية البطل إلى الانحراف وارتياد الأماكن المشبوهة وشرب الخمر.
عندما يكتشف الزوج خيانة زوجته؛ لأنه نسي شيئًا فعاد إلى بيته، وفي هذه الفترة يكون العشيق قد وصل وغير ملابسه وأصبح في الفراش جاهزًا للفضيحة.
عندما يكون اللقاء مصادفة في إشارة مرور كفيلاً بتغيير مجرى أحداث الفيلم.
عندما يخرج الطبيب من غرفة العمليات ليردد إحدى ثلاث عبارات: "شدوا حيلكم يا جماعة"، "اضطرينا نضحي بالجنين، الحمد لله العملية نجحت بس مش هتقدروا تشوفوه دلوقت".
عندما تتحقق معجزة الشفاء فجأة لسبب عارض، كسقوط شيء على رأس البطل فيستعيد ذاكرته التي فقدها في بداية الفيلم للسبب نفسه، أو شفاء البطل من الشلل لمجرد رؤيته شيئًا أثر فيه.
عندما ترى مقر العصابة دائمًا مليء بالقش والصناديق الخشبية وزجاجات الخمر.. وهي الأشياء التي سيتم استخدامها في الشجارات في نهاية الفيلم.
عندما ينتصر الحب وتتزوج البطلة بنت العائلة الكريمة من البطل "البيئة".