GOLD_FIGHTER
لـــواء
الـبلد : المهنة : محامي & صيانه الكمبيوتر التسجيل : 17/09/2011 عدد المساهمات : 4580 معدل النشاط : 4054 التقييم : 265 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: تنظيم التعاون بين النظريه والتطبيق الأحد 30 أكتوبر 2011 - 14:09 | | | تنظيم التعاون بين النظريه والتطبيق
الكاتب: عقيد بحار/ البهلول القيزاني تطور الأسلحة والمعدات القتالية وتنوعها والزيادة في مداياتها , وكذلك متطلبات المعركة الحديثة مثل المناورة والحركية العالية وتوجيه الضربات وتشابك الإعمال في البر والبحر والجو, والتعقيد في النتيجة موقف الالكتروني . ذلك أدى إلي التعقيد في التخطيط والتنظيم وظهرت الحاجة الملحة لتنظيم التعاون الجيد والوثيق . لذلك فأن النجاح في العمليات والمعارك ( الأعمال القتالية ) يتوقف علي عدة عوامل ومن أهمها تنظيم التعاون فتنظيم التعاون الجيد يؤمن الفاعلية العالية في استخدام الاسلحة والاستفادة من نقاط القوة وتفادي نقاط الضعف وتغطيتها , وعدم التداخل في الأعمال وبلوغ النجاح في اقصر وقت ممكن . ويعود تنظيم التعاون الى الحقب التاريخية القديمة فى فن الحرب من خلال تنظيم تتابع الأعمال من حيث الوقت والمكان بين الرماة والفرسان والمشاة ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بالقادة ويقوم بتنظيم وتدارس التعاون بينهم ، وما نتج عن عدم التزام الرماة بوصايا الرسول بعدم ترك أماكنهم الأثر البالغ فى معركة أحد بسبب عدم المحافظة على تنظيم التعاون وتغطية قوات المسلمين الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم . ومن الأمثلة في تنظيم التعاون الجيد حرب أكتوبر سنة 1973 كان من أهم أسباب النجاح هو تنظيم التعاون الجيد بين صفوف القوات المختلفة , كذلك من نتائج عدم تنظيم التعاون الجيد ما وقعت فيه قوات التحالف في حربها الأولي ضد العراق وتدمير قواتها بواسطة نيران القوات الصديقة عن طريق الخطأ . ومن خلال الخبرة المكتسبة لأعمال القيادة والأركان أثناء الأعمال القتالية والمشاريع والتمارين التعبوية تبين انه من أصعب الإجراءات والأعمال أثناء التجهيز والقيام بالأعمال القتالية هو تنظيم التعاون وذلك لسببين رئيسين وهما : ـ 1 ـ الصعوبة والتعقيد في تنظيم التعاون والمتطلبات العالية في التجهيز أمام القيادة والأركان وذلك من خلال وضع التطورات المختلفة لتغيرات الموقف في المجالات المختلفة لعمل القوات مع بعضها البعض , والتي تتوقف علي موهبة الآمر وخبرته العلمية والعملية في تحليل الموقف والتنبؤ بمجري الأحداث . 2 ـ صعوبة أيجاد مفهوم نظري نهائي للمسائل النظرية في تنظيم التعاون رغم المفهوم العام لتنظيم التعاون وهو التوافق في الأعمال والاجراءات لجميع القوات والوسائل من حيث المكان والوقت والمهام وطرق التنفيذ بخطة واحدة وتحت قيادة واحد لتحقيق هدف محدد وبلوغ النجاح في تنفيذ المهام القتالية . فالتوافق من حيث الهدف يعني توزيع القوات بغرض تدمير الهدف الرئيسي والأهداف الأخرى والتوافق من حيث الوقت يعني تحديد تتابع الضربات والهجمات وتتابع أعمال القوات , والفاصل الزمني بين عمل قوة وأخري والتي تحدد من الوقت " س " ( وقت الضربة الرئيسية ) والتوافق من حيث المكان يعني توزيع القوات والمعدات كلا حسب مكانه بغرض خلق الظروف الملائمة لاكتشاف وإظهار العدو لاستعمال الاسلحة والمعدات وتأمين سلامة قواتنا واستخدام الاسلحة بصورة مشتركة والتوافق من حيث طرق التنفيذ يعني اختيار الأساليب الأمثل لاستخدام الاسلحة وحسب ظروف الموقف بانجح صورة ممكنه وعدم التداخل والتشويش علي بعضها البعض أثناء التنفيذ . أو بمعنى أخر قد يعرف تنظيم التعاون هو التوافق فى الأعمال بين الوحدات المشتركة فى المعركة ( العملية) لبلوغ الهدف النهائي للأعمال القتالية . وأن كان التوافق من حيث الهدف والطريقة أكثرها تعقيدا ً وذلك نظراَ لمحاولة الأستفادة وتغطية بعض نقاط الضعف بين قوة وأخرى ومن الأمثلة على ذلك استخدام الصواريخ المضادة للطيران بعيدة المدى في تدمير الطيران المعادى الذي يقوم بالتشويش على قواتنا واستخدام الصواريخ قصيرة المدى المضادة للطيران في تدمير الأهداف الجوية المنخفضة وبالتالي تلافي نقاط الضعف بين نوع وأخر وكذلك تقسيم القطاعات بين صواريخ الدفاع الجوى والمقاتلات حيث تعمل المقاتلات فى المناطق البعيدة (الخارجية) أولا ً ثم صواريخ الدفاع الجوي ثانياً . ومن الأمثلة الأخرى لتنظيم التعاون بين القوات الجوية والبحرية والبرية فى عملية صد الأبرار البحري حيث تحدد نطاق العمل لكل سلاح وتحديد أغراض الضربات وتحديد زمن تتابع الأعمال لكل منها حسب المديات والأوقات وتحديد اماكن تواجدها وتحديد مسارات الدخول والخروج من المعركة وتبادل المعلومات والانذار عن العدو الجوي والسطحي بهدف عدم التداخل فى الاعمال . ويخضع تنظيم التعاون لنفس متطلبات السيطرة مثل الاستمرارية والنشاط والصرامة والثبات وفي حالة تدني احد هذه المتطلبات يتوجب ضرورة استعادته بأسرع صورة ممكنه . ويكمن جوهر تنظيم التعاون في الأتي :ـ -المركزية في السيطرة والصرامة في القيادة . -ضبط التعاون بين العمليات والقوات المرؤوسة. -السيطرة الأفقية . -استمرارية التعاون من فترة الإعداد وفي أثناء تنفيذ المهام . هذا من الناحية النظرية ولكن من الناحية الفعلية ونتيجة لتسارع الأحداث في المعركة وتداخلها وتعقيدات الموقف واتخاذ القرار و ردة الفعل المناسبة حيالها وعدد كبير من شبكات الاتصال المختلفة فقد لا يستطيع الآمر في بعض الأحيان تقدير الموقف الفعلي بصورة ذاتية مما يضطر إلي أعطاء جزء من اتخاذ القرار بصورة ذاتية للوحدات المرؤوسة وقد تقوم أحياناً بتنفيذها بدون تنظيم التعاون . قبل بداية الأعمال القتالية وفي أثناء التخطيط يتم توزيع المهام حسب مناطق الأعمال والقطاعات والأنطقة وحسب الاتجاهات بين القوات وفق الإمكانيات القتالية لكل وحدة , وكذلك تحديد أهم الطرق والسبل لتنفيذ المهام بصورة مشتركة . و لأن قرار الأمر مسئولية قانونية أمام المستوى الأعلى والزام بالتنفيذ للمستوى الأدنى ( المرؤوسين ) فيجب أن يحدد الآمر في قراره نظام التعاون بين الوحدات المرؤوسة وبعد إصدار الأمر القتالي يقوم بتنظيم التعاون وفق المراحل المحددة بالقرار بحضور أمري جميع الوحدات المنفذة وفي أثناء الأعمال القتالية يتركز تنظيم التعاون علي توافق الأعمال فتتم بشكلين : 1 ـ التنسيق المستمر للأعمال والدي يقوم به الآمر واركا ناته علي ضوء التقديرات والبلاغات الواردة من الوحدات المرؤوسة أو من خلال الرؤية الخاصة للآمر لمجري الأحداث , أي السيطرة الواقعية للأعمال القتالية . 2 ـ تصحيح أعمال القوات في أطار السيطرة الذاتية للوحدات مع المحافظة علي تنظيم التعاون حيث من الممكن أن تكون هناك أعمال بسيطة لم يتم التطرق أليها أثناء التخطيط أو أثناء التغير في الموقف حيث يقوم تنسيق الأعمال بين القوات . وعموماً فأنه من أهم شروط النجاح أثناء الأعمال القتالية وتركيز القيادة والأركان في المحافظة علي تنظيم التعاون واستعادته في حالة فقدانه . وللاستفادة من تنظيم التعاون بشكل عملي وبصورة صحيحة نلخصه في النقاط التالية : 1 ـ أن تنظيم التعاون لا يتأتي بصورة آنية وليدة اللحظة ولا يمكن بلوغه إلا من خلال التدرب عليه في وقت السلم من خلال تمارين القادة والأركان وتمارين الأركان والمشاريع والعاب الحرب ومعالجة فرضيات علي ضوء قرار الآمر لتنفيذ المهام المسندة , حيث يقوم المرؤوسون بتوضيح كيفية تنفيذ الأعمال بالتوافق مع الوحدات الأخرى وفي المواقف المختلفة من حيث الوقت والمكان وتتابع الأعمال وطرق التنفيذ . 2 ـ خطة تنظيم التعاون يجب أن تعكس المهام الأساسية للقوات , والطابع المحتمل لأعمال القوات والوسائل المخصصة لتنفيذ المهام العملياتيه ونظام تتابع الأعمال . ومعالجتها علي الخرائط أو علي مجسمات وذلك لاختبار مدي فهم آمري الوحدات للمهام والواجبات وإظهار الرؤية الواحدة وتفهم دور كل واحد منهم وكذلك تفهم مجموعة السيطرة للمهام وأوقات التنفيذ وطرق التنفيذ وتتابع الأعمال . 3 ـ من المهم جداً عند تنظيم التعاون بين الصنوف المشتركة أن يكون القادة والأركانات علي معرفة جيدة بالإمكانيات القتالية لكل صنف وعلي معرفة جيدة بطرق الاستخدام القتالي لكل صنف . 4 ـ للتأكيد علي تنظيم التعاون المستمر يتم ذلك من خلال التحليل المستمر والتنظيم للآمر واركاناته والتنبؤ بالموقف وتحديد طرق وتتابع الأعمال حسب الأهداف والوقت و المكان أثناء التشاور مع الآمر الأعلي وعمليات القوات المرؤوسة وقوات الجوار والتنسيق معها وتقديم الدعم لبعضها البعض وتبادل المعلومات بخصوص الإنذار والتوجيه وإعطاء الدلالة علي الأهداف . 5 ـ أن سوء تنظيم التعاون وعدم الدقة فيه يعد خللا كبيراً في تنظيم القيادة والسيطرة وفي أثناء التمارين و أثناء الأعمال الفعلية ،ومسألة تنظيم التعاون يجب أن تكون كاملة وتجيب علي أدق الأمور أثناء السيطرة علي القوات . 6 ـ لتأمين تنظيم التعاون المستمر ضرورة تدقيق المهام ونظام العمل المشترك أثناء تنفيذ الأعمال المشتركه , وعند التغيير الحاد في الموقف ويتطلب تنفيذ مهام فجائية جديدة فعلي الآمر أن يتحول بنفسه إلي قيادة عمليات القوات المرؤسة برفقة مندوب من عمليات القيادة أو إرسال من ينوب عنه . ويتم تنظيم التعاون بين كل من : -المجموعات الضاربة العاملة فى الأتجاه الرئيسي . -بين القوات العاملة فى الاتجاه الرئيسي والقوات العاملة فى الاتجاهات الثانوية . -بين القوات العاملة فى الاتجاه الرئيسي وقوات الجوار . لذلك يظل تنظيم التعاون من أهم المشاكل النظرية والعملية للأعداد والقيام بالأعمال القتالية .
|
|