أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: الدفاع الجوي وأسلحة الطاقة الموجهة الثلاثاء 1 نوفمبر 2011 - 18:05
الدفاع الجوي وأسلحة الطاقة الموجهة
الكاتب: أنظر المرجع نهاية المقال تخطت أسلحة الطاقة الموجهة مرحلة البحث العلمي وجرب بعضها ميدانياً فخرجت بذلك من حيز الخيال العلمي إلى الواقع أو اقتربت منه ، قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) فأسلحة الطاقة الموجهة ستكون وباءً فتاكاً على من يتعرض لها ، وفي المقابل قال الله عز وجل ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فهذه الأسلحة وسيلة لمضاعفة قوة من يستخدمها وخاصة عناصر الدفاع الجوي الأرضية والجوية ، لأن جُل أسلحة الطاقة الموجهة المعلن عنها حتى الآن مصممة للتعامل مع الأهداف الجوية أي أنها وسيلة للدفاع الجوي ، وتتميز تلك الأسلحة بخصائص فريدة تؤهلها لإحداث ثورة فنية عسكرية في البعد الجوي الذي تتعارك فيه الأهداف مع عناصر الدفاع الجوي الأرضية والجوي ،ومجال الدفاع الجوي واسع وله جوانب متعددة ، وما الفقرات التالية إلا استعراضاً للنواحي التي ينبغي توضيحها
أقدم ذخيرة للدفاع الجوي
الهدف من عمليات الدفاع الجوي هو إضعاف قدرات العدو في البعد الجوي ، ويعود ظهور هذا المفهوم إلى آخر القرن الثامن عشر الميلادي ، أي قبل ظهور الطائرة في ميدان المعركة .، ففي شهر أبريل 1794م شكل الجيش الفرنسي كتيبة مناطيد استخدمها للاستطلاع الجوي على القوات النمساوية التي قامت في 13 يونيو 1794م بإطلاق قذيفتين هاوتزر (howitzer) زنة (17 رطل ) نحو المناطيد الفرنسية ، ورغم أن القذيفتين لم تصيبا الهدف ، إلا أن الإجراء النمساوي يعتبر أول عملية دفاع جوي(1) ومن حينها بدأ السجال بين الدفاع الجوي والقدرات العسكرية المحمولة جواً وأصبح لزاماً على كل طرف تطوير أساليبه ووسائله لمواكبة تطوير نظيراتها في الطرف الآخر ، ونتيجةً لهذا التفاعل تنوعت أدوات الدفاع الجوي لتشمل وسائل الدفاع الجوي الجوية كالصواريخ (جو/جو) في الطائرات الاعتراضية ، وأنظمة الإنذار المبكر المحمولة جواً ، ووسائل الدفاع الجوي الأرضية كأنظمة الصواريخ ( أرض /جو) والمدفعية المضادة للطائرات ، ووسائل الدفاع الجوي البحرية كالمدفعية المضادة للطائرات وأنظمة الصواريخ (سطح/جو) المركبة على السفن .
أهمية الدفاع الجوي في المعركة الحديثة تحقيق التفوق الجوي ثم السيطرة الجوية والمحافظة عليها كان مطلب أساسي للقادة أثناء الحروب التي دارت خلال العقد الماضي ، لذا يركز المهاجم المعاصر عملياته العسكرية القتالية في بداية الحرب على إخماد الدفاع الجوي المعادي Suppression Enemy Air Defense) ) بشتى الوسائل أكثر من تركيزه على تحييد عناصر المناورة المعادية . لأن تحييد عناصر الدفاع الجوي الأرضية يمهد لقوات المهاجم الجوية التفوق الجوي أو السيطرة الجوية فوق مسرح العمليات ، وتوفير مجال جوي آمن لقواته الأرضية ، وتوفير مجال جوي آمن لقواته الأرضية ، بل أن نتائج غالبية هذه الحروب اتضحت بمجرد تحقيق السيطرة الجوية وقبل مشاركة عناصر المناورة الأرضية . وقد أشار لذلك الفريق / سعد الدين الشاذلي منذ حرب العاشر من رمضان فيقول في مذكراته عنها " التقدم عبر هذه المسافة دون حماية جوية ودون توافر وسائل الدفاع الجوي الذاتي الحركة سوف يعرض قواتنا البرية للتدمير بواسطة القوات الجوية المعادية ، حيث أن المعركة في هذه الحالة ستكون معركة غير متكافئة ، بل معركة من جانب واحد ؛ معركة بين قوات جوية تملك قدرات هائلة للتدمير وبين قوات برية لا تستطيع أن تدافع عن نفسها ضد الهجمات " ، ومن هنا يتبين أن أهمية السلاح تتبدل خلال الحرب تبعاً لدورة في المعركة وليس من كون السلاح مصنف كعنصر إسناد قتال أو كعنصر مناورة .
خصائص معركة الدفاع الجوي المعاصرة
طرأت تغييرات جوهرية في بيئة عمليات الدفاع الجوي فوحدات الدفاع الجوي المعاصرة تؤدي مهمتها في بيئة تشكلها الظروف والقيود والتحديات التالية : كثافة الأهداف الجوية وتنوعها : أثناء الحرب يكتظ المجال الجوي بالطائرات والهيلوكبترات والطائرات غير المأهولة (Unmanned Ariel Vehicles ) والصواريخ البالستية (Ballistic) والطوافة (Cruise) لذلك ينبغي حشد عدد وافر من وسائل الدفاع الجوي المختلفة لمواجهة هذه الكثافة من الأهداف الجوية المتنوعة .
حساسية قرار الاشتباك : قبل تحقيق السيطرة الجوية فوق مسرح العمليات ، تشترك الطائرات الصديقة والمعادية في استخدام المجال الجوي فوق وحدات الدفاع الجوي ، مما يجعل عملية تمييز الأهداف الصديقة من المعادية (Identify Friend or Foe , IFF) أمراً حساساً بسبب الحرص على تفادي إصابة الطائرات الصديقة ، وقد يعيق اتخاذ قرار الاشتباك .
محدودية فرص الاشتباك : صغر المقطع الراداري ( Radar Cross Section) RCS للطائرات المقاتلة الحديثة والصواريخ يؤخر اكتشاف هذه الأهداف بواسطة رادارات الدفاع الجوي واكتشافها لا يدوم طويلاً لأن سرعة الأهداف هائلة ، لذا فإن الوقت المتاح لاشتباك عناصر الدفاع الجوي الأرضية مع الأهداف الجوية المعادية محدود جداً .
استمرارية العمليات : العمليات الجوية للتجسس والاستطلاع والمراقبة تجري في حالات السلم والأزمة والحرب وعلى مدار الساعة ، واختطاف طائرات الركاب المدنية لأغراض إرهابية ليس له وقت محدد ، لهذا تبقى وحدات الدفاع الجوي دوماً في وضع الاستعداد بدرجات متفاوتة في السلم والأزمة والحرب .
التضخم الإلكتروني : انطلاق الصاروخ أو قذائف المدفعية نحو الهدف الجوي هو ذروة أنشطة متوازية ومتتابعة ينفذها أفراد الدفاع الجوي فكرياً أويدوياً أو بمعونة وسائل إلكترونية كالرادارات وكاميرات التتبع التلفزيونية أو الحرارية ، وأجهزة الاتصالات ، وتقنيات المعلومات (Information Technologies) ونظم القيادة والسيطرة . وهذه الوسائل مليئة بالدوائر الإلكترونية التي تسري فيها الإشارة الكهرومغناطيسية .
تأثيرات أسلحة الطاقة الموجهة في بيئة الدفاع الجوي تقنية أسلحة الطاقة الموجهة ليست محصورة في واحد من أبعاد ميدان المعركة ، ولكن أغلب التطبيقات المتوقع ظهورها في ميدان المعركة خلال عشر سنوات تتعلق بالبعد الجوي ، وسوف تستفيد وتتضرر منها عناصر الدفاع الجوي الأرضية كما سيتبين من الفقرات التالية :
التأثيرات الإيجابية قذيفتي الهاوتزر (howitzer) التي أطلقتها القوات النمساوية على المناطيد الفرنسية عام 1794م تمثل أقدم نوع من ذخائر الدفاع الجوي وما زالت القذائف تستخدم في المدفعية المضادة للطائرات ولكن بشكل مطور ، ثم ظهرت الصواريخ ( أرض/جو) كذخيرة دفاع جوي وما زالت كذلك ، وفي المستقبل – والله أعلم – ستكون الطاقة الموجهة ذخيرة جديدة لعناصر الدفاع الجوي الأرضية ، كما هي ذخيرة في نظام الليزر العالي الطاقة التكتيكي ( THEL) وهذا سيترتب علية الآتي :
تقليص عدد الوحدات لتنفيذ المهمة :- موجهة كثافة التهديد الجوي المعاصر تتطلب عدد وافر من وحدات الصواريخ أو المدفعية المضادة للطائرات ، ومواجهة تنوعه تتطلب حشد أنواع مختلفة من تلك الوحدات ، بينما يمكن تحقيق هذان المطلبان بوحدة دفاع جوي تستخدم الطاقة الموجهة كذخيرة ، لأن سرعة الاستجابة ومعدل الرماية العالي اللتان تتميز بهما أسلحة الطاقة الموجهة تمكنان الوحدة من الاشتباك مع عدد أكبر وتشكيلة أوسع من الأهداف الجوية مقارنة بما تستطيع أن تشتبك معه وحدة صواريخ أو مدفعية مضادة للطائرات ، أي يمكن توفير نفس مستوى الحماية الجوية بعدد أقل من عناصر الدفاع الجوي الأرضية ، وبكلمات مختصرة ؛ تقنيات أسلحة الطاقة الموجهة مضاعف للقوة (Force Multiplier) .
تزامن عمليات الدفاع الجوي الأرضية والجوية :- وحدات الصواريخ أو المدفعية المضادة للطائرات لا تستطيع أن تشارك في المعركة الجوية بين الأهداف المعادية والطائرات الاعتراضية الصديقة إلا بعد انسحاب الأخيرة من الأجواء ، بينما وحدة الدفاع الجوي التي تستخدم الطاقة الموجهة كذخيرة تستطيع أن تشارك في تلك المعركة قبل انسحاب الطائرات الصديقة ، فأسلحة الطاقة الموجهة تتميز بدقة التصويت التي تتيح لقائد الوحدة إصدار أمر الرماية دون التخوف من إصابة الطائرات الصديقة ، وهذا التزامن بين عمل عناصر الدفاع الجوي الأرضية وطائرات الدفاع الجوي الاعتراضية يختصر الوقت اللازم للتعامل مع التهديد الجوي ، وبالتالي يُمكن عناصر الدفاع الجوي الأرضية والجوية من التعامل مع تهديد جوي آخر .
تكييف قوة الإصابة مع الموقف :- في بعض الحالات يصعب تحديد هوية الهدف الجوي فيقرر قائد المعركة الجوية لغرض سياسي أو أمني عدم تدمير الهدف والاكتفاء فقط بحرمانه من بلوغ غايته حتى تتأكد هويته، فإن كان الهدف معادياً يصدر أمر تدميره ، والتعامل مع الهدف الجوي بهذا التدرج يتطلب في البداية طائرات إعتراضية وأجهزة حرب إلكترونية محمولة جواً أو براً ثم صواريخ ( جو/جو) أو صواريخ ومدفعية مضادة للطائرات لتدمير الهدف إذا كان معادياً بينما يمكن تنفيذ هذا التدرج بوحدة دفاع جوي تستخدم الطاقة الموجهة كذخيرة ، لأن ميزة التحكم بقوة الطاقة الموجهة تتيح لقائد الوحدة اختيار نوع التأثير المطلوب إحداثه في الهدف وتطويره حسب الموقف .
رفع سقف الحماية :- وجود أقمار الاستطلاع الصناعية في مدارات مرتفعة وتحليق طائرات التجسس على ارتفاعات شاهقة يجعل هذه الأهداف في مأمن من وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ، ولكن تلك الأهداف في متناول الطاقة الموجهة التي يصل مداها إلى مئات الكيلومترات نتيجة عدم تأثرها بالجاذبية الأرضية والاحتكاك بالهواء ، ولهدذا سيكون بمقدور وحدة الدفاع الجوي التي تستخدم الطاقة الموجهة كذخيرة توفير الحماية الجوية لحيز جديد لم تكن وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات قادرة على حمايته .
تحسين احتمال الإصابة :- قد تكون سرعة المقاتلات وصغر مقطعها الراداري (Radar Cross Section) وقدرتها على المناورة كافية للإفلات من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ، ولكنها بالتأكيد غير كافية لتفادي الطاقة الموجهة التي تنطلق نحوها بسرعة الضوء وبدقة فائقة ، أما الأنواع الأخرى من الأهداف الجوية كالهيلوكبترات ، والصواريخ البالستية (Ballistic) والطوافة (Cruise) والطائرات غير المأهولة (Unmanned Ariel Vehicles ,UAV) فقدرتها على المناورة ضعيفة أو معدومة لذلك فرص نجاتها من أسلحة الطاقة الموجهة ستكون شبة مستحيلة . إضافةً إلى أنه ليس بمقدور الأهداف الجوية تطبيق كل أنواع الحماية من أسلحة الطاقة الموجهة وهذا يزيد من احتمال إصابتها .
التأثيرات السلبية إخماد الدفاع الجوي المعادي (Suppression Enemy Air Defense, SEAD) من السمات البارزة للحروب الحديثة ، ويتم تنفيذها حالياً بوسائل عديدة كالصواريخ المضادة للإشعاع (Anti Radiation Missile , ARM) والإعاقة الإلكترونية والقوات الخاصة والذخائر الذكية وإمكانيات نظام الليزر المحمول جواً (ABL) تشير إلى أسلحة الطاقة الموجهة ستكون – والله أعلم – من وسائل إخماد الدفاع الجوي المعادي (SEAD) في المستقبل القريب ، وفيما بعد ستكون الطاقة الموجهة ذخيرة للمقاتلات والأقمار الصناعية ، والطائرات غير المأهولة وهذا سيترتب علية ما يلي :
المعاناة من المميزات الفريدة لأسلحة الطاقة الموجهة مصادر التهديدات على الدفاع الجوي ستستفيد من مميزات أسلحة الطاقة الموجهة بنفس المفهوم الموضح في فقرة التأثير الإيجابي ولكن بمنظور معاكس ، لذا ستعاني عناصر الدفاع الجوي الأرضية من تطور التهديد الجوي نتيجة استخدام أسلحة الطاقة الموجهة .
تفادي سياسة الأرض المحروقة بإمكان المهاجم استخدام ميزتي الدقة المتناهية والتحكم بقوة الطاقة الموجهة للاكتفاء بتعطيل الغرض الغرض المستهدف ( مثل مركز عمليات الدفاع الجوي ونظام القيادة والسيطرة وأنظمة الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ) بتدمير أو تعطيل أجزاء محددة من الغرض وإذا استطاع المهاجم الاستيلاء علية بإمكانه الاستفادة من الأجزاء الصالحة أو إصلاح الجزء المتعطل فيعود الغرض المستهدف إلى حالته الطبيعية ويستفاد منه .
تحييد منظومات الدفاع الجوي من مسافات آمنة منظومات الدفاع الجوي المعاصرة مليئة بالتقنيات الإلكترونية ، لذلك يستطيع المهاجم استخدام أسلحة الموجات الدقيقة العالية القدرة (HPM) من أماكن خارج نطاق تأثير الصواريخ والمدفعية المضادة لحقن تلك المنظومات بنبضات كهرومغناطيسية قوية تتلف الدوائر والمكونات الإلكترونية ، فيتوقف عمل المنظومات أو تتدنى جاهزيتها القتالية دون أن يتعرض المهاجم للمخاطر .
المراجع * من كتاب أسلحة الطاقة الموجهة وتطبيقاتها الدفاع جوية للعقيد المهندس الركن / محمد بن سعود الخطيب