بسم الله الرحمن الرحيم
جئت لكم بفتوتين من شيوخ كبار
لا شيوخ البلاط والوهابيه
الشيخ الاول
علوي بن عبدالقادر السقافتعريفالعنوان: علوي بن عبد القادر السقاف
نبذة مختصرة: - الاســــــــــــم : علوي بن عبدالقادر بن محمد بن هادي السَّقَّاف.
- الميلاد والنشأة : من مواليد عام 1376هـ، في مكة المكرمة فهي المنشأ
والأصل، وانتقل إلى المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية عام
1395هـ للدراسة واستقر بها.
- الدراســـــــة : - درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمكة المكرمة وأنهى دراسته بها عام 1395هـ.
- درس المرحلة الجامعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وأنهى دراسته بها عام1401هـ.
- درس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم أصول الدين (انتساباً).
الوظيفــــة : عمل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حتى عام 1428هـ.
طلب العلم: - استفاد من والده - يرحمه الله - أشياء كثيرة منها حب العلم
والقراءة حيث قرأ عليه عدداً من الكتب منها: أجزاء من صحيحي البخاري ومسلم
وبعض الكتب في المذهب الشافعي.
- شُغف بطلب العلم والاهتمام بالدليل وقرأ وتأثر كثيراً بشيخ الإسلام ابن تيمية وبأئمة أهل السنة من قبله وبعده.
- التقى بعدد من علماء أهل السنة المعاصرين وقرأ لهم وعليهم واستفاد منهم.
- له اهتمام خاص بمسائل التوحيد والعقيدة.
المؤلفـات: له عددٌ من الكتب والمؤلفات منها:
(1) كتاب: التوسط والاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول أوالفعل أوالاعتقاد (تأليف)
(2) كتاب: المنتخب من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية. (انتقاء)
(3) كتاب: شرح العقيدة الواسطية ،للشيخ محمد خليلهرَّاس. (تحقيق)
(4) كتاب: ملحق كتاب شرح العقيدة الواسطية. (تأليف)
(5) كتاب: مختصر كتاب الاعتصام للشاطبي. (اختصار)
(6) كتاب: صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة. (تأليف)
(7)كتاب: أبيـات منظومة ((سلم الوصول على مباحث علم الأصول)) للحكمي، ومنظومة((تتمة الفصول)) للعمري (تحقيق وتعليق)
وغيرها من الكتب و عدد من المقالات.
العمل حالياً: المشرف العام على موقع الدرر السنية : http://www.dorar.net
الفتوي
نظرة شرعية في الأحداث الراهنةالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
فإن
الأمة العربية تمر هذه الأيام بأحداث عصيبة وعسيرة؛ تنبئ عن تغيرٍ كبيرٍ
ربما طال بعضًا من الأنظمة التي جثمت على صدور شعوبها عقوداً من الزمن،
ويتابع الناس أحداث تونس ومصر بكل اهتمام وشغف، وقلوبهم معلقة بآمال
المستقبل المجهول، وما يدري المرء هل ستلحق دولٌ أخرى بأختيها أم لا؟
وفي
خضم هذه الأحداث تدور أسئلةٌ كثيرةٌ في أذهان كثيرٍ من الشباب، ويجري
نقاشٌ عريضٌ عبر مجالسهم، ونواديهم، وعبر التقنيات الحديثة من مجموعات
بريدية، ومواقع اجتماعية، كالموقع الشهير (الفيسبوك) وغيره، ويتساءلون عن
مشروعية الاحتجاجات الجماعية وجدواها، وهل هي صورة من صور الخروج على
الحاكم؟ وما الموقف الصحيح منها؟ ولماذا لا نرى بعض الرموز الدعوية تشارك
فيها وتقود المسيرة؟ وهل هذا خطأ منهم أو صواب؟ وهل سيجني ثمرتها
الإسلاميون أم سيقطفها غيرهم؟ وغيرها من الإشكالات والاستفسارات التي
يبحثون لها عن إجابات؛ وللأسف لا يجدون!
فأقول وبالله أستعين:
أما
الخروج على الحاكم المسلم الذي يحكم بشرع الله، وقد أقام في المسلمين
الصلاة، ولم يروا منه كفراً بواحاً، فمنهج أهل السنة والجماعة واضح في
تحريمه، ولو جار أو ظلم، لحديث: ((ما أقاموا فيكم الصلاة)) رواه مسلم،
ولحديث: ((إلا أن تروا كفراً بواحاً، عندكم من الله فيه برهان)) رواه
الشيخان، وقد كان هناك خلاف بين السلف في حكم الخروج على الحاكم الجائر، ثم
استقر أمرهم على ما سبق، نص على ذلك القاضي عياض والنووي كما في شرحه
لمسلم (11/433)، وابن تيمية في منهاج السنة (4/529)، وابن حجر في تهذيب
التهذيب (1/399)، وغيرهم، وهو الحق إن شاء الله، وكأنه إجماع منهم.
وأما
من نحَّى شريعة الله ولم يحكم بها، وأظهر الكفر البواح؛ فقد أجاز العلماء
الخروج عليه بشرط القدرة حتى لا تُسفك دماءٌ معصومة، وتزهق أرواحٌ بريئة،
قال الإمام ابن باز رحمه الله: (لا يجوز الخروج على السلطان إلا بشرطين،
أحدهما: وجود كفر بواح عندهم من الله فيه برهان. والشرط الثاني: القدرة على
إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شرٌ أكبر منه) (مجموع فتاوى ابن باز)
(8/206)
وأعني بالخروج هنا: الخروج بالقوة بحيث يتقاتل الطرفان، ويحمل كلٌّ منهما السلاح في وجه الآخر.
وقد
عانت الأمة الإسلامية كثيراً من حركات الخروج هذه، حيث ذهبت فيها أرواحٌ
كثيرة دون طائل، لكن تسمية المطالبات بالحقوق الدينية والدنيوية - ولو كانت
جماعية - خروجاً فيه نظر، وقياس الوفيات التي قد تحدث فيها سواء بسب
الازدحام والاختناق أو بسبب الاعتداء عليهم؛ قياس ذلك على الدماء التي
تُسفك عند الخروج المسلَّح قياسٌ مع الفارق، فشتان بين هذا وبين الهرج
والمرج الذي يحصل عند الخروج بالسيف كما حصل في ثورة ابن الأشعث وغيرها.
و
التاريخ الإسلامي حافلٌ بمثل هذا النوع من الخروج بكل أسفٍ، لكن هذا النوع
من المطالبات الجماعية السلمية حديثة على العالم الإسلامي، ولا يُعرف لها
مثيل في تاريخ المسلمين، والمستجدات العصرية في وسائل التغيير والتعبير لا
ينبغي إغفالها وإهمالها، طالما لم يرد نصٌّ بإلغائها وإبطالها، ولعلَّها لا
تخرج عن نطاق "المصالح المرسلة"، وقاعدة: "الوسائل لها أحكام المقاصد". و
وجود بعض المفاسد عند استخدام مثل هذه الوسائل، ليس قاطعاً على حرمتها، فإن
هذه المفاسد قد تسوغ مقابل دفع مفاسد أعظم منها: عملاً بقاعدة: "جواز ارتكاب أخف المفسدتين
لدفع أعلاهما"، فشريعة الله قائمة على مراعاة مصالح العباد. والمهم الآن
هو القول بأن مطالبة الإنسان بحقوقه الدينية والدنيوية مطالبة مشروعة في
أصلها، ما لم يُرتكب فيها محرم كإتلاف الأموال وإزهاق الأنفس، وخاصة إذا
كان هذا الحاكم مستبداً ظالماً ناهباً لخيرات الأمة، يسجن ويقتل منهم
المئات بل الآلاف.
وتتأكد
هذه المشروعية إذا كان -مع منعهم من حقوقهم الدنيوية- يمنعهم من حقوقهم
الدينية، ويجاهر بمحاربة الدين صباح مساء ويعلن أن نظامه نظامٌ علماني،
ويفضل القانون الوضعي على شريعة رب العالمين.
لكن
لمـَّا كانت هذه المطالبات الجماعية يشترك فيها عامة الناس، المثقفون منهم
والغوغائيون، وقد تحصل فيها فوضى وشغب، ومنكرات عديدة: كتبرجٍ سافرٍ من
بعض النساء -هداهن الله- واختلاطٍ مشين، واحتكاكٍ بالرجال بسبب الزحام،
وصوت موسيقى في بعض هذه التجمعات، ورفع راياتٍ عُميَّةٍ وشعاراتٍ جاهلية،
وربما شارك بعضَها أصحابُ أحزابٍ علمانية وأتباع دياناتٍ أخرى، إلى غير
ذلك؛ فإن مشاركة العلماء وطلاب العلم الكبار ورموز الدعوة وقادتها، قد
تتعذر حينئذٍ، ولا تلزمهم، ويكفي منهم التأييد العام بالبيانات والكلمات
والخطب مع توجيه العامة نحو ما يحفظ على البلاد أمنها وممتلكاتها، وعدم
ارتكاب محظورات في أثناء هذه المطالبات.
كما
أن سكوتهم فضلاً عن معارضتهم لها، قد يفقد ثقة الناس فيهم، ويتسبب في
انفضاضهم عنهم، وربما يتجهون إلى أصحاب الدعوات الباطلة؛ لأنهم سيرون أنهم
هم وحدهم الذين وقفوا معهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
ولا شك أن غياب العلماء والدعاة حضوراً أو توجيهاً وانزواءهم في الزوايا فيه مفسدة
ومن يثني الأصاغرَ عن مرادٍ ..... إذا جلس الأكابرُ في الزوايا
وقد
يستشكل بعض الناس مشروعية هذه المطالبة مع ما قد يحصل معها من فوضى وشغب،
وربما تُسفك بسببها دماء، ولا شك أن هذه مفاسد لكنها قد تُحتمل مقابل
المصالح العظيمة التي تحصل من تغيير أحوال الشعوب الدينية والدنيوية إلى
حال أحسن، وهنا تتفاوت أنظار العلماء وتختلف اجتهاداتهم في تقدير المصلحة
وتوقع لمن تكون الغلبة، وعلماء كل بلد أعرف بحاله، مع التأكيد على عدم جواز
ارتكاب أي من هذه المفاسد، وأن تكون المطالب سلمية بالشروط والأحوال
المذكورة آنفاً.
وتظل
هذه المسألة من مسائل الاجتهاد الدقيقة، التي تختلف في توصيفها الأنظار،
ويتردد المرء فيها ويحار، فلا ينبغي أن تكون سبباً للفرقة وإلقاء التهم
وإساءة الظن.
وينبغي
أن يُعلم أن ما يصح أو يصلح أن يقال في بلد لا يصح ولا يصلح أن يقال في
بلد آخر، إذا كانت مفسدة المطالبة فيه أعظم من السكوت عنها.
فمثلاً
بلدٌ كاليمن، أهله مسلَّحون، وفيه قبائل متناحرة، وتنظيمات بدعيَّة مسلحة
لها (أجندات) خاصة، ومطالبات انفصالية في أجزاء منه، وفوضى عارمة، قد لا
يكون من المصلحة قيام ثورات فيه، لمظنة وقوع هرج ومرْج وفساد عريض، وقد
يستثمر مثل هذه الثورات أصحاب الفرق الضالة المنظمة المسلحة المدعومة من
الخارج في حين أن أهل السنة فيه مختلفون متناحرون، وقل مثل ذلك في بلد نسبة
أهل السنة فيه أقل من أهل البدع ولو ظهرت فيه مثل هذه الثورات لكان أهل
البدع أقرب للوصول إلى السلطة من أهل السنة، فلا شك أنه في مثل هذه الحالات
التي يغلب على الظن أن تؤدي المطالبات الجماعية فيها إلى وضع وحالٍ أسوأ
مما هو عليه = أنها لا تجوز، لأن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها
وتعطيل المفاسد وتقليلها، و جاءت لتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من موضع من كتبه وفتاويه، وخلاصة الأمر
أن هذه المطالبات الجماعية تختلف من بلد إلى آخر، والحكم عليها خاضعٌ
للنظر في المصالح والمفاسد، وهي بهذا تُعد من المصالح المرسلة التي لم يشهد
لها الشرع بإبطال ولا باعتبار معين.
وهنا يتساءل بعض الناس، ما الموقف الصحيح مما يجري على الساحة اليوم؟والجواب:
لا شك أن زوال طاغية محارب لدين الله مما يثلج صدور المؤمنين لاسيما إذا
لم يُتيقن مجيء من هو أسوأ منه، لأن الفرح إنما يكون بزواله ولا أحدَ يعلم
الغيب، ولا بمن سيأتي بعده. وقد فرح المسلمون بموت الحجاج بن يوسف الثقفي،
ونقلت لنا كتب التاريخ سجود الحسن البصري وعمر بن عبدالعزيز شكراً لله على
موته، ولما أُخبر إبراهيم النخعي بموته بكى من الفرح،
ولما بُشِّر طاووس بموته فرح وتلا قول الله تعالى: {فقطع دابر القوم الذين
ظلموا والحمد لله رب العالمين} وما كانوا يدرون من يحكمهم بعده. وفي
عالمنا المعاصر فرح المسلمون والعلماء بزوال الاستعمار، وحُقَّ لهم ذلك، بل
شارك بعض العلماء في الثورات التي أخرجته من بلدان المسلمين رغم أنه
خَلَفَهم بعد ذلك في بعض الدول من هو أسوأ منه، فهذا الفرح والدعاء بزوال
كل محارب للدين هو أقل ما يجب على العبد المسلم المعظِّم لشرع الله؛ إذْ
رفعُ الظلم وإقامةُ العدل مقصودٌ لذاته في الشريعة الإسلامية، وفي الفِطَر
السوية، والعقول السليمة. أما المشاركة فقد سبق القول أنها تخضع للمصالح
والمفاسد يقدرها علماء كل بلد.
والقول بأن تأييد ذهاب أمثال هؤلاء فيه إعانة على من سيأتي بعدهم من أهل السوء، قولٌ صحيح، لكن هاهنا ثلاثة أمور ينبغي التفطن لها:
أولاً: أن زوال أمثال هؤلاء مقصود لذاته كما سبق بيانه.
ثانياً:
أن بقاءهم متيقن في استمرار الفساد في حين مجيء غيرهم مظنة أن يكون أفضل
منه، وزوال مفسدة متيقنة أولى من بقائها خشية من مفسدة مظنونة، وإنما يُمنع
من زوال المفسدة إذا كانت تؤدي إلى مفسدة أعظم منها كما سبق بيانه.
ثالثاً:
أنه مما لاشك فيه أن الأمة إذا تخلصت من أمثال هؤلاء أنها ستعيش عقب ذلك
فترة من الزمن تستعيد فيها حقوقها الدينية والدنيوية لأن كل من سيأتي بعدهم
أياً كان سيحسب لمثل هذه المواقف ألف حساب، وهذا وحده مصلحة غالبة الظن.
ويتساءل آخرون: لماذا لا يستثمر الإسلاميون هذه الأوضاع؟والجواب:
إن كان المقصود بالاستثمار المشاركة في السلطة فلا أظن أنهم في حالٍ
تمكنهم من ذلك (والمراد بالإسلاميين هنا أعداء الديمقراطية). أما إن كان
المقصود المشاركة في اختيار الأصلح أو الأقل سوءًا فهذا ممكن مع كثير من
الحرج. لكن واجب الوقت الآن هو استثمار الحدث بالقرب من الناس وتوجيههم،
وتسجيل مواقف تدفع بدعوتهم إلى الأمام بعد هدوء العاصفة.
وختاماً: فإنَّ
على عامة المسلمين في مثل هذه الأوضاع الاسترشاد بالعلماء الربانين
والدعاة الموثوقين، والصدور عن رأيهم فيما يشكل عليهم، وعلى العلماء
والدعاة تقدير المصالح والمفاسد وفق المنهج الشرعي، مع التحلي بالرويَّة
والأناة والحلم في مثل هذه المواقف، وألا يتسرعوا في اتخاذ المواقف إقداماً
أو إحجاماً، وأن يجعلوا أمرهم شورى بينهم.
أسأل
الله عزَّ وجلَّ أن يعصمنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يولي على
المسلمين خيارهم، ويدفع عنهم شرارهم، وأن يوحد صفوفهم، ويجمع كلمتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- اقتباس :
http://www.dorar.net/art/655
والشيخ الثاني
الشيخ أبو منذر الشنقيطيالسائل: [ مسلم ]
المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر
بسم الله الرحمن الر حيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبيه الكريم
وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد : فقد ذكرت حكم هذه المسألة في مقال : "ثورة ضد مبارك" فقلت هناك :
(إنما يحصل اليوم في بلاد الإسلام من ظلم وبغي وفجور داخل في دائرة الظلم الذي شرع الله لعباده التصدي له..
قال تعالى في وصف أهل الإيمان : {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى : 39].
وقال في إقرار المظلوم على رفع الظلم ودفعه :
{وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى : 41]
وقال عليه الصلاة والسلام :
(قاتل دون مالك حتى تحوز مالك، أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة) صحيح (رواه الإمام أحمد والطبراني).
وقال عليه الصلاة والسلام :
(من قتل دون مظلمته فهو شهيد ) رواه أحمد عن ابن عباس .
وقال عليه الصلاة والسلام :
«من قتل دون ماله فهو شهيد ».أخرجه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام :
(والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد
الظالم وليأطرنه على الحق أطرأ أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض
وليلعننكم كما لعنهم) رواه الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في السنن .
وقال عليه الصلاة والسلام :
(كيف تقدس أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم؟) رواه ابن حبان والطبراني .
وقال عليه الصلاة والسلام :
(إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك أنت ظالم فقد تودع منهم) رواه احمد والبيهقي .
قال البيهقي تعليقا على هذا الحديث :
(قال أحمد و المعنى في هذا :
أنهم إذا خافوا على أنفسهم من هذا القول فتركوه كانوا مما هو أشد منه و
أعظم من القول و العمل أخوف و كانوا إلى أن يدعوا جهاد المشركين خوفا على
أنفسهم و أموالهم أقرب و إذا صاروا كذلك فقد تودع منهم و استوى وجودهم و
عدمهم) شعب الإيمان - البيهقي ) اهـ الاستشهاد .
-ويجب أن نعلم أن إزاحة النظام
الحاكم في مصر أمر قد يستعصي على أكبر المنظمات الجهادية,فلو نجح هؤلاء
المتظاهرون في إسقاطه لكان ذالك نصرا عظيما للإسلام والمسلمين ..وقد ظهر مدى الاهتمام الغربي الشديد بهذا النظام وتخوفهم من سقوطه
..فالحكومة الأمريكية تابعت ما يحدث باهتمام شديد ولم تكف عن التعليقات
وكأن الأمر يتعلق بشأن من شؤونها الداخلية !!
وهذا يظهر مدى شدة اعتمادهم على هذا النظام !ولهذا فهم يقومون اليوم
بتلميع البرادعي ليكون العميل المنتظر ,كمايقومون بمحاولة التمكين لبطانة
مبارك الذي شعروا بأن زواله وشيك ..
وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فسوف يفقد الغرب عميلا مهما من أهم العملاء الذين كان يعتمد عليهم ..
وإذا سقط النظام المصري بإذن الله
فسوف تختلط الكثير من الأوراق على الحكومة الأمريكية وسوف تضطر إلى
التعامل بطريقة جديدة مع شعوب المنطقة ..
وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فسوف يتغير الكثير من ظروف وأحوال العالم الإسلامي ..
وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فربما تسقط بسقوطه عدة أنظمة أخرى ..
وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فربما يحدث على مستوى المنطقة زلزال كبير شبيه بغزوة الحادي عشر من سبتمبر ..
وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فذالك يعني أن إسرائيل فقدت حارسا من أهم حراسها ..
فالقضية مهمة وجوهرية وحساسة ليس بالنسبة لمصر وحدها وإنما بالنسبة
للعالم الإسلامي كله ..فنحن أمام لحظة تاريخية ومرحلة حاسمة في تاريخ
الأمة الإسلامية ..
القضية بالنسبة للإخوة المصريين
اليوم تعني انتزاع الكرامة والعزة والحرية والتخلص من عملاء الغرب ، وتعني
ميلاد حقبة جديدة تمتلك مصر فيها إرادتها وتحقق ذاتها وانتماءها ..لدينها
وشريعة ربها وأمتها
وهي بالنسبة للغرب تعني هزيمة خطيرة وفقدان نظام عميل هو من أهم العملاء في المنطقة وخروج البلاد من قبضة يدهم ..
وهذا هو ما يفسر تعلقهم الشديد ببقاء مبارك في السلطة ولولا هذا الدعم
الذي يلقاه من طرفهم لما تجرأ على تحدي الجموع الغفيرة التي تصر على رحيله
وترفض بقاءه في السلطة ..
إن الإخوة المصريين اليوم بتصديهم لهذا النظام وإزاحته يصنعون نصرا كبيرا لبلدهم وللإسلام والمسلمين ..
فهم يقفون اليوم في رباط عظيم ..
ولو كان بعض المجاهدين اليوم موجودا في مصر لكان من أفضل جهادهم المشاركة في هذه الثورة المباركة ..
ولو سئلت عن قيام عشرة بل مائة من خيرة المجاهدين بعملية استشهادية
يقتلون فيها جميعا من أجل أن يهلك مبارك ونظامه لما رأيت في ذالك بأسا لما
يترتب عليه من مصلحة للإسلام والمسلمين وهزيمة لأعداء الدين .
وكم تمنينا أن نكون بين أظهر الإخوة في مصر حتى نحظى بشرف المساهمة في إسقاط هذا النظام ولو بشطر كلمة .
فنسأل الله تعالى أن يتقبل كل الشهداء الذين سقطوا في مواجهة هذا الطاغية وأن يرزق أهلهم الأجر والصبر والسلوان . إن هؤلاء
المتظاهرين الذين خرجوا في الشارع اليوم يرددون شعار : "الشعب يريد إسقاط
النظام" قد توصلوا في الحقيقة إلى النتيجة نفسها التي توصلت إليها
الجماعات الجهادية منذ عقدين من الزمن وهي ضرورة التخلص من هذه الأنظمة
واعتبارها امتدادا للغرب .. وها هو الشعب اليوم يخرج إلى الشارع
ليواجه الشرطة نفسها التي اتخذ المجاهدون منذ عقدين من الزمن القرار
بضرورة مواجهتها ..ويقومون بحرق سياراتها وتحطيم مقراتها ..
لقد كانت هذه المدة كفيلة لتتحقق الجماهير المسلمة من صواب القرار الذي اتخذه المجاهدون :
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود
مع العلم أن الجماعات المجاهدة في مصر صرحت بأنها لم تلجأ إلى قرار
مواجهة النظام إلا بعد أن اضطرت إليه بسبب تضييق الخناق عليها تماما كم
اضطرت الجماهير اليوم إلى مواجهة النظام بسبب تضييق الخناق عليها.
وها هو النظام اليوم حتى بعد انفلات الأمن وخروج الأمر من يده يصف الشعب كله بأنه مجموعة من البلطجية الخارجة على القانون !
تماما كما قال عن المجاهدين من قبل بأنهم جماعة من المخربين الإرهابيين الخارجين عن القانون !
- وإني لأستغرب من كل من يتحرج من الخروج في هذه المظاهرات !
إذا كانت هذه الأنظمة المبدلة لشرع الله والمفسدة
والطاغية يشرع الخروج عليها وقتالها بالسيف كما هو شأن كل الطوائف
الممتنعة عن شرع الله ، أفلا يشرع الخروج عليها بأي وسيلة أخرى كالمظاهرات
شرعا .. وإذا كنا ندعي
بأنا معذورون في ترك الخروج عليها لعجزنا فينبغي أن نعلم بأنا غير معذورين
في ترك التظاهر ضدها لأن الميسور لا يسقط بالمعسور .
وكيف يشرع لنا أن نخرج على الحاكم المحارب لدين الله بقوة السلاح ، ولا يشرع لنا أن نطالبه مجرد مطالبة بالتنحي عن السلطة ؟ إن بعض المنتسبين إلى منهج السلف اليوم أصبحوا وللأسف ينتهجون سلبية
تجاه قضايا الأمة شبيهة بسلبية جماعة التبليغ التي لن تحدث أي تغيير في
مسطرة عملها حتى ولو ضربت الكعبة المشرفة بالقنابل الذرية !
وقد حدث ما هو أعظم من ذالك فلم تتحرك هذه الجماعة ..
لقد اعتدي على حرمات المسلمين ، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة ولم تحرك الجماعه ساكنا .
وهكذا فإن بعض المنتسبين إلى منهج السلف اليوم يعتزلون كل قضيا الأمة
المسلمة ولا شأن لهم إلا بكتبهم وأوراقهم وحلقاتهم ، متجاهلين قول النبي
صلى الله عليه وسلم : (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم).
ويزداد عجبي من جرأة بعض الشباب غير الملتزمين وغيرتهم على الأمة
ونصرتهم لقضاياها ، في حين أن بعض الشباب الذين يدعون بأنهم طلبة علم
خيرون لا يرفعون بذالك رأسا !
وإن تكلموا أو شاركوا فحسبهم تحذير الناس من الفتنة وكأنهم لا يعلمون أن الناس غارقون في الفتنة !
وبعضهم يشاغب على المشاركة في التظاهر ضد هذه الأنظمة فيقول : - إذا أسقطتم هذا النظام فلن تحصلوا إلا على نظام علماني آخر لا يطبق شرع الله !
والجواب على ذالك أننا الآن نتحدث عن مسألة إزاحة النظام وهذا مطلب
نتفق نحن وسائر الشعب حوله فينبغي أن نساهم في تحقيقه ، وبعد زوال النظام
يمكن السعي إلى إقامة نظام جديد يحكم بشرع الله .
فالمشاركة في إسقاط هذا النظام لا يعني إقرار ما سيتبعه من أنظمة مخالفة لشرع الله .
فالأمر يتعلق بتقليل الشر وتحقيق ما يمكن تحقيقه من الخير .فالناس في ظلم وقهر واضطهاد يجب علينا المساهمة في رفعه ..
السجون مليئة بالموحدين فيجب علينا المساهمة في فك أسرهم ..
ويجب على كل المسلمين القنوت والدعاء من أجل سقوط هذا الطاغية ورحيله عن مصر الحبيبة..
اللهم أهلكه واقطع دابره
اللهم اربط على قلوب الشباب المسلم الثائر في وجهه ..
اللهم تقبل الشهداء واسكب على أمهاتهم وأخواتهم الصبر والسلوان ..
اللهم أبرم لهذه الأمه أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويحكم فيه بشريعتك
والله اعلم
والحمد لله رب العالمين
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو المنذر الشنقيطي
وشكرا
ولا اريد دخول مفتيين البلاط والوهابيين هنا
من اقتنع او كان له تعليق محترم يتفضل