أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 31المهنة : عميلالمزاج : متهكم و قله مندسهالتسجيل : 12/08/2010عدد المساهمات : 2998معدل النشاط : 2149التقييم : 39الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 2:20
الموضوع للأخ عبد الرحمن و الاخ طارق عشان نبعد عن المواضيع العسكريه تناقشوا هنا و احنا هنتفرج و نشجع بما انكم الخبراء الهواه مثلى و مثل باقى الاعضاء لهم حرية الرد بموضوعيه و بأدله فقط.
ابطال الحرمين
لـــواء
الـبلد : العمر : 38المهنة : باحث في العلوم الاستراتيجية والعسكرية التسجيل : 24/07/2011عدد المساهمات : 3185معدل النشاط : 4639التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 2:42
موضوع رائع و جميل و مطلوب صراحة الثقافة الدينية لازم تكون عالية عند جميع الاعضاء هذا هو اغلى مانملك وفي هذا الامور بالضبط يجب الرجوع الى كتب الله و سنة نبيه بفهم السلف الصالح وهذا نقطة مهمة جدا لعدم تفريق الامة لي احزاب و طوائف تقاتل بعضها بعض فنحن نركز على امرين القران و فهم السنة بفهم السلف الصالح لقول رسولنا الكريم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهكذا في ما معنى الحديث اذن الصحابة و التابعين و تابع التابعين و هكذا
اسمحلي ان اشارك في فهمي الصغير في الشرائع الدينية يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59.] والنبي صلى الله عليه وسلم كما مرَّ في الحديث يقول: "أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوف يرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي" هذا الحديث يوافق الآية تمامًا. ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَن أطاع الأميرَ؛ فقد أطاعني، ومَن عصى الأمير؛ فقد عصاني" [color=darkgreen]"صحيحه" (4/7-8). ويقول صلى الله عليه وسلم: "اسمع وأطِع، وإن أُخِذ مالُك، وضُرِبَ ظهرُك" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (3/1476) من حديث حذيفة رضي الله عنه فوليُّ أمر المسلمين يجب طاعته في طاعة الله، فإن أمر بمعصيةٍ؛ فلا يطاع في هذا الأمر (يعني: في أمر المعصية)، لكنّه يُطاع في غير ذلك من أمور الطّاعة
واتمنى ان اسمع راي اخي عبد الرحمن فهو ان شاء الله اكثر علما في هذه الامور
الـبلد : العمر : 29المهنة : طالب المزاج : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيمالتسجيل : 15/07/2009عدد المساهمات : 624معدل النشاط : 417التقييم : 8الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 3:01
ابطال الحرمين كتب:
موضوع رائع و جميل و مطلوب صراحة الثقافة الدينية لازم تكون عالية عند جميع الاعضاء هذا هو اغلى مانملك وفي هذا الامور بالضبط يجب الرجوع الى كتب الله و سنة نبيه بفهم السلف الصالح وهذا نقطة مهمة جدا لعدم تفريق الامة لي احزاب و طوائف تقاتل بعضها بعض فنحن نركز على امرين القران و فهم السنة بفهم السلف الصالح لقول رسولنا الكريم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهكذا في ما معنى الحديث اذن الصحابة و التابعين و تابع التابعين و هكذا
اسمحلي ان اشارك في فهمي الصغير في الشرائع الدينية يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59.] والنبي صلى الله عليه وسلم كما مرَّ في الحديث يقول: "أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوف يرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي" هذا الحديث يوافق الآية تمامًا. ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَن أطاع الأميرَ؛ فقد أطاعني، ومَن عصى الأمير؛ فقد عصاني" [color=darkgreen]"صحيحه" (4/7-8). ويقول صلى الله عليه وسلم: "اسمع وأطِع، وإن أُخِذ مالُك، وضُرِبَ ظهرُك" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (3/1476) من حديث حذيفة رضي الله عنه فوليُّ أمر المسلمين يجب طاعته في طاعة الله، فإن أمر بمعصيةٍ؛ فلا يطاع في هذا الأمر (يعني: في أمر المعصية)، لكنّه يُطاع في غير ذلك من أمور الطّاعة
واتمنى ان اسمع راي اخي عبد الرحمن فهو ان شاء الله اكثر علما في هذه الامور
طبعا طاعة ولي الامر واجبة و الخروج عنه محرم
و لكن هناك شروط للطاعة
و هي مقرونة بطاعة الله سبحانه و تعالى و الرسول صلى الله عليه و سلم فإذا لم يحكم الولي بما هو موجود في القران و السنة
طاعة الله ثم الرسول صلى الله عليه و سلم ثمها ولي الامر اي اذا خالف ولي الامر
امر الله او الرسول
بطل امره و لا يجب تنفيذه
و قال ايضا عن التنازع اي الصراع او الاختلاف
فردوه الى الله و رسوله اي الى الاحكام التي شرعها الله سبحانه و تعالى و انزلها الى رسوله
و كما قلت اخي اذا امر بمعصية فلا يجب تنفيذه و ايضا هناك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
و الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم و من الممكن ان نستنتج منها الكثير من الاحكام
Abd_elrahman2011
لـــواء
الـبلد : العمر : 39المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )المزاج : لله الحمد والمنةالتسجيل : 09/02/2011عدد المساهمات : 2766معدل النشاط : 2690التقييم : 190الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 4:02
ابطال الحرمين كتب:
موضوع رائع و جميل و مطلوب صراحة الثقافة الدينية لازم تكون عالية عند جميع الاعضاء هذا هو اغلى مانملك وفي هذا الامور بالضبط يجب الرجوع الى كتب الله و سنة نبيه بفهم السلف الصالح وهذا نقطة مهمة جدا لعدم تفريق الامة لي احزاب و طوائف تقاتل بعضها بعض فنحن نركز على امرين القران و فهم السنة بفهم السلف الصالح لقول رسولنا الكريم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهكذا في ما معنى الحديث اذن الصحابة و التابعين و تابع التابعين و هكذا
اسمحلي ان اشارك في فهمي الصغير في الشرائع الدينية يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59.] والنبي صلى الله عليه وسلم كما مرَّ في الحديث يقول: "أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوف يرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي" هذا الحديث يوافق الآية تمامًا. ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَن أطاع الأميرَ؛ فقد أطاعني، ومَن عصى الأمير؛ فقد عصاني" [color=darkgreen]"صحيحه" (4/7-8). ويقول صلى الله عليه وسلم: "اسمع وأطِع، وإن أُخِذ مالُك، وضُرِبَ ظهرُك" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (3/1476) من حديث حذيفة رضي الله عنه فوليُّ أمر المسلمين يجب طاعته في طاعة الله، فإن أمر بمعصيةٍ؛ فلا يطاع في هذا الأمر (يعني: في أمر المعصية)، لكنّه يُطاع في غير ذلك من أمور الطّاعة
واتمنى ان اسمع راي اخي عبد الرحمن فهو ان شاء الله اكثر علما في هذه الامور
جزاك الله خيرا أخى " أبطال الحرمين " .. وزادك علما وأيدك وثبتك على الحق ونفع بك .. أما مجاملتك بأنى أكثر علما فلا والله لا أدعى هذا أبدا .. فلست إلا طالب علم صغير ..ليس لى إلا أربع سنوات فى تحصيل العلم الشرعى ..ولا أعتقد هذا بالكثير .. كما أننى رأيت من أهل المملكة علما وفقها نغبطهم عليه كيف لا وهم تلامذة الجبال الراسيات فى العلم شيوخنا الأفاضل سواء من قضى نحبه منهم كابن عثيمين والألبانى -رحمهما الله رب العالمين- وأجزل لهم المثوبة وسواء من ينتظر كابن باز والفوزان - المفتى ونائبه - وكالعلامة ربيع بن هادى المدخلى وغيرهم كثير ..فكل هؤلاء عملوا ب " قال الله قال رسوله " .. وما بدلوا تبديلا نحسبهم قد حق فيهم قوله تعالى فى سورة الأحزاب :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
Abd_elrahman2011
لـــواء
الـبلد : العمر : 39المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )المزاج : لله الحمد والمنةالتسجيل : 09/02/2011عدد المساهمات : 2766معدل النشاط : 2690التقييم : 190الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 4:08
جزاك الله خيرا أخى الكريم .. وأشهد الله أنى أحبكم جميعا فيه ..ولا أستطيع أن أرد لكم طلبا بشرط أن تكونوا معى يدا بيد نتناقش بنية خالصة نوجهها إلى بارئنا -جل فى علاه- أن يهدينا إلى الحق وما يرضيه سبحانه فيما اختلفنا فيه ..فمن أيد الله حجته ب " قال الله قال رسوله ..أو بأى دليل أو أثر شرعى صحيح كالاستدلال بماوقع للصحابة أو الاستدلال بكتب التاريخ الاسلامى فلنتبع حكم الله فيه ولا تأخذنا العزة بالإثم
Abd_elrahman2011
لـــواء
الـبلد : العمر : 39المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )المزاج : لله الحمد والمنةالتسجيل : 09/02/2011عدد المساهمات : 2766معدل النشاط : 2690التقييم : 190الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 11:46
[quote="الحرس الجمهوري"]
ابطال الحرمين كتب:
موضوع رائع و جميل و مطلوب صراحة الثقافة الدينية لازم تكون عالية عند جميع الاعضاء هذا هو اغلى مانملك وفي هذا الامور بالضبط يجب الرجوع الى كتب الله و سنة نبيه بفهم السلف الصالح وهذا نقطة مهمة جدا لعدم تفريق الامة لي احزاب و طوائف تقاتل بعضها بعض فنحن نركز على امرين القران و فهم السنة بفهم السلف الصالح لقول رسولنا الكريم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهكذا في ما معنى الحديث اذن الصحابة و التابعين و تابع التابعين و هكذا
اسمحلي ان اشارك في فهمي الصغير في الشرائع الدينية يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59.] والنبي صلى الله عليه وسلم كما مرَّ في الحديث يقول: "أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوف يرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي" هذا الحديث يوافق الآية تمامًا. ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَن أطاع الأميرَ؛ فقد أطاعني، ومَن عصى الأمير؛ فقد عصاني" [color=darkgreen]"صحيحه" (4/7-8). ويقول صلى الله عليه وسلم: "اسمع وأطِع، وإن أُخِذ مالُك، وضُرِبَ ظهرُك" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (3/1476) من حديث حذيفة رضي الله عنه فوليُّ أمر المسلمين يجب طاعته في طاعة الله، فإن أمر بمعصيةٍ؛ فلا يطاع في هذا الأمر (يعني: في أمر المعصية)، لكنّه يُطاع في غير ذلك من أمور الطّاعة
واتمنى ان اسمع راي اخي عبد الرحمن فهو ان شاء الله اكثر علما في هذه الامور
اقتباس :
طبعا طاعة ولي الامر واجبة و الخروج عنه محرم و لكن هناك شروط للطاعة
وشروط طاعة ولى الأمر يا أخى الكريم أن يكون أمره ونهيه موافقا لما جاء به الله فى كتابه وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- أما إذا كان أمر الحاكم ونهيه لا يوافق ما جاء به الله ورسوله-صلى الله عليه وآله وسلم- فلا سمع ولا طاعة إذ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .. ولكن ما أريد أن أنبه عليه هو أن الناس يخلطون خلطا عجيبا فى الربط بين عدم طاعة الحاكم فى معصية الله وبين تحليلهم الخروج عليه .. والفصل فى هذا القول أنه إذا أمر الحاكم بأمر أو نهى عن أمر وكان أمره أو نهيه موافقا ل " قال الله قال رسوله " فهنا تجب الطاعة دون اختلاف وذلك فى المنشط والمكره ..إلخ وإذا أمر بأمر أو نهى عن أمر وكان هذا الأمر مخالفا ل" قال الله قال رسوله " .. فلا سمع له ولا طاعة .. مع الأخذ فى الاعتبار أن مسألة عدم طاعته فى معصية الله ليست دليلا يستدل به فى الخروج عليه .. والدليل قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا " فالإلزام بالطاعة هنا فى كل حال لم يتكرر إلا مع رب العزة جل فى علاه ومع سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ " فلما أتى الأمر على ولى الأمر لم يكرر لفظ " أطيعوا " إذ أن طاعته من طاعة الله ورسوله فإن وافق قوله ما جاء به الله ورسوله فله السمع والطاعة وإن لم يوافق فلا سمع ولا طاعة وكذلك لا خروج
اقتباس :
و هي مقرونة بطاعة الله سبحانه و تعالى و الرسول صلى الله عليه و سلم فإذا لم يحكم الولي بما هو موجود في القران و السنة بطلت ولايته و صح الخروج عنه
أين الدليل على ما جئت به يا أخى الكريم .. إن الحكم على الولى ببطلان ولايته وصحة الخروج عليه يقتضى الحكم عليه بالكفر أولا .. والكفر عند العلماء قسمين: الأول : كفر أصغر لا يخرج صاحبه من الملة والثانى كفر أكبر : يخرج صاحبه من الملة فهل علمت هل الحاكم مصنف تحت بند الكفر الأكبر أم الأصغر أولا حتى تحكم ببطلان ولايته وتجيز الخروج عليه.. أمأن التكفير قد أصبح هينا فى الأمة إلى هذه الدرجة .. إن النبى -صلى الله عليه وآله وسلم قال فى حديثه محذرا من خطورة تكفير المسلمين :" من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما "
اقتباس :
دليلي على هذا هو هذه الاية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59.]
أظننا جئنا بدليلك هذا وشرحناه بالتفصيل أما تفسيرك له فلم أره فى أى كتاب للتفسير إلا أن تكون قد قرأته فى كتاب " فى ظلال القرآن " لسيد قطب .. فهذه أفكاره وهذا هو اعتقاده المنحرف
اقتباس :
طاعة الله ثم الرسول صلى الله عليه و سلم ثم ولي الامر اي اذا خالف ولي الامر امر الله او الرسول بطل امره و لا يجب تنفيذه
وأظن أيضا أننا تعرضنا لهذه النقطة وقتلناها بحثا وشرحا
اقتباس :
و قال ايضا عن التنازع اي الصراع او الاختلاف فردوه الى الله و رسوله اي الى الاحكام التي شرعها الله سبحانه و تعالى و انزلها الى رسوله
إذن فهل تدعى أن ما قلته قبل من أمر بطلان ولاية الحاكم بحكمه بغير ما أنزل الله ورسوله وجواز الخروج عليه هى من تعاليم الله إلينا التى جاء بها رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-؟؟ أخى الكريم .. لقد نوهت سلفا أن الناس عندما يحكمون فى هذه المسألة فإنهم لا يحررون مواطن النزاع وبالتالى هم يخلطون فيها خلطا عجيبا ربما وصلهم فى أغلب الأحيان إلى تكفير الحاكم وتحليل الخروج عليه ظلما بغير علم ولا بينة ولا دليل .. ولهذا قررت أن أسوق إليكم فتاوى أعلام العلماء فى قضية " التفصيل فى الحاكم بغير ما أنزل الله " وأبدأها بفتوى سماحة الشيخ بن باز مفتى المملكة العربية السعودية: التفصيل في الحاكم إذا حكم بغير ما أنزل الله: : سماحة الشيخ – لو سمحت –: الحكام الذين لا يطبقون شرع الله في بلاد الله هل هؤلاء كفار على الإطلاق مع أنهم يعلمون بذلك وهل هؤلاء لا يجوز الخروج عليهم وهل موالاتهم للمشركين والكفـار في مشارق الأرض ومغاربها يكفرهم بذلك؟ الإجابة : هذا فيه تفصيل عند أهل العلم، وعليهم أن يناصحوهم ويوجهوهم إلى الخير ويعلموهم ما ينفعهم ويدعوهم إلى طاعة الله وطاعة رسوله وإلى تحكيم الشريعة وعليهم المناصحة؛ لأن الخروج يسبب الفتن والبلاء وسفك الدماء بغير حق، ولكن على العلماء والأخيار أن يناصحوا ولاة الأمور ويوجهوهم إلى الخير ويدعوهم إلى تحكيم شريعة الله لعل الله يهديهم بأسباب ذلك، والحاكم بغير ما أنزل الله يختلف، فقد يحكم بغير ما أنزل الله ويعتقد أنه يجوز له ذلك، أو أنه أفضل من حكم الله، أو أنه مساوٍ لحكم الله، هذا كفر، وقد يحكم وهو يعرف أنه عاص ولكنه يحكم لأجل أسباب كثيرة؛ إما رشوة، وإلا لأن الجند الذي عنده يطيعونه أو لأسباب أخرى هذا ما يكفر بذلك مثل ما قال ابن عباس: كفر دون كفر وظلم دون ظلم. أما إذا استحل ذلك ورأى أنه يجوز الحكم بالقوانين وأنها أفضل من حكم الله أو مثل حكم الله أو أنها جائزة، يكون عمله هذا ردة عن الإسلام حتى لو كان ليس بحاكم، حتى لو هو من أحد أفراد الناس.
لو قلت إنه يجوز الحكم بغير ما أنزل الله فقد كفرت بذلك، ولو أنك ما أنت بحاكم، ولو أنك ما أنت الرئيس.
الخروج على الحكم محل نظر فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان)) وهذا لا يكون إلا إذا وجدت أمة قوة تستطيع إزالة الحكم الباطل. أما خروج الأفراد والناس العامة الذين يفسدون ولا يصلحون فلا يجوز خروجهم، هذا يضرون به الناس ولا ينفعونهم.
هذا فيه تفصيل: وهو أن يقال من حكم بغير ما أنزل وهو يعلم أنه يجب عليه الحكم بما أنزل الله، وأنه خالف الشرع ولكن استباح هذا الأمر ورأى أنه لا حرج عليه في ذلك، وأنه يجوز له أن يحكم بغير شريعة الله فهو كافر كفرا أكبر عند جميع العلماء، كالحكم بالقوانين الوضعية التي وضعها الرجال من النصارى أو اليهود أو غيرهم ممن زعم أنه يجوز الحكم بها، أو زعم أنها أفضل من حكم الله، أو زعم أنها تساوي حكم الله، وأن الإنسان مخير إن شاء حكم بالقرآن والسنة وإن شاء حكم بالقوانين الوضعية. من اعتقد هذا كفر بإجماع العلماء كما تقدم. أما من حكم بغير ما أنزل الله لهوى أو لحظ عاجل وهو يعلم أنه عاص لله ولرسوله، وأنه فعل منكرا عظيما، وأن الواجب عليه الحكم بشرع الله فإنه لا يكفر بذلك الكفر الأكبر لكنه قد أتى منكرا عظيما ومعصية كبيرة وكفرا أصغر كما قال ذلك ابن عباس ومجاهد وغيرهما من أهل العلم، وقد ارتكب بذلك كفرا دون كفر وظلما دون ظلم، وفسقا دون فسق، وليس هو الكفر الأكبر، وهذا قول أهل السنة والجماعة، وقد قال الله سبحانه: " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّه ولا تتبع أهواءهم "، وقال تعالى:" وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ "، " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "، " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "، وقال عز وجل:" فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" وقال عز وجل:" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " فحكم الله هو أحسن الأحكام، وهو الواجب الاتباع وبه صلاح الأمة وسعادتها في العاجل والآجل وصلاح العالم كله ولكن أكثر الخلق في غفلة عن هذا. والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذاه فتوى الشيخ بن عثيمين فى نفس المسألة : السؤال : هل هناك فرق في المسألة المعينة التي يحكم فيها القاضي بغير ما أنزل الله وبين المسائل التي تعتبر تشريعاً عاماً؟
الإجابة : نعم هناك فرق، فإن المسائل التي تعتبر تشريعاً عاماً لا يتأتى فيها التقسيم السابق وإنما هي من القسم الأول فقط، لأن هذا المشرع تشريعاً يخالف الإسلام إنما شرعه لاعتقاده أنه أصلح من الإسلام وأنفع للعباد كما سبقت الإشارة إليه.
والحكم بغير ما أنزل الله ينقسم إلى قسمين: - أحدهما: أن يستبدل هذا الحكم بحكم الله تعالى بحيث يكون عالماً بحكم الله، ولكنه يرى أن الحكم المخالف له أولى وأنفع للعباد من حكم الله، أو أنه مساو لحكم الله، أو أن العدول عن حكم الله إليه جائز فيجعله القانون الذي يجب التحاكم إليه فمثل هذا كافر كفراً مخرجاً عن الملة، لأن فاعله لم يرض بالله رباً ولا بمحمد رسولاً ولا بالإسلام ديناً، وعليه ينطبق قوله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}، وقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، وقوله تعالى: {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم فكيف إذ توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}، ولا ينفعه صلاة، ولا زكاة، ولا صوم، ولا حج؛ لأن الكافر ببعض كافر به كله، قال الله تعالى: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون}، وقال سبحانه: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً}.
- الثاني: أن يستبدل بحكم الله تعالى حكماً مخالفاً له في قضية معينة دون أن يجعل ذلك قانوناً يجب التحاكم إليه فله ثلاث حالات:
* الأولى: أن يفعل ذلك عالماً بحكم الله تعالى معتقداً أن ما خالفه أولى منه وأنفع للعباد، أو أنه مساو له، أو أن العدول عن حكم الله إليه جائز فهذا كافر كفراً مخرجاً عن الملة لما سبق في القسم الأول.
* الثانية: أن يفعل ذلك عالماً بحكم الله معتقداً أنه أولى وأنفع لكن خالفه بقصد الإضرار بالمحكوم عليه أو نفع المحكوم له، فهذا ظالم وليس بكافر وعليه يتنزل قول الله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}.
* الثالثة: أن يكون كذلك لكن خالفه لهوى في نفسه أو مصلحة تعود إليه فهذا فاسق وليس بكافر، وعليه يتنزل قول الله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل فأولئك هم الفاسقون}.
وهذه المسألة أعني مسألة الحكم بغير ما أنزل الله من المسائل الكبرى التي ابتلي بها حكام هذا الزمان، فعلى المرء أن لا يتسرع في الحكم عليهم بما لا يستحقونه حتى يتبين له الحق، لأن المسألة خطيرة، نسأل الله تعالى أن يصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانتهم، كما أن على المرء الذي آتاه الله العلم أن يبينه لهؤلاء الحكام لتقوم الحجة عليهم وتبين المحجة، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، ولا يحقرن نفسه عن بيانه، ولا يهابن أحداً فيه فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني - باب الكفر والتكفير.
اقتباس :
و كما قلت اخي اذا امر بمعصية فلا يجب تنفيذه و ايضا هناك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم و الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم و من الممكن ان نستنتج منها الكثير من الاحكام
واليوم بأمر الله سأنقل لك أيضا فتوى الإمام الألبانى رحمه الله فى نفس الشأن .. ولكن فلنتق الله ولنقل قولا سديدا .. ولا نكفر الناس بالظنة فالتكفير أمر خطير ربما أخرج صاحبه من الملة وهو لا يدرى إجابتى عليك أخى الحرس الجمهورى مظللة باللونين الأحمر و البنى
الحرس الجمهوري
مـــلازم
الـبلد : العمر : 29المهنة : طالب المزاج : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيمالتسجيل : 15/07/2009عدد المساهمات : 624معدل النشاط : 417التقييم : 8الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 18:10
اخي انا لم اقصد تكفير احد
و لكن انا اكتب هذا لان ما نراه اليوم من حاكم يحكم 20 او 40 سنة و بعض العلماء (علماء السلاطين) يقولون لا يجوز الخروج عنه
و التظاهر ضده
و هو يحكم بغير ما انزل الله و يوالي الكفار و يتبرأ من المسلمين و يعاديهم و يفسد البلد
امثال حسني و القذافي و بشار و غيرهم الكثير
و اكرر انا لا اكفر احد
و لم اتعمد تفسير الايات على هواي و لكن الايات واضحة و لا تحتاج لتفسير عالم
و انت واضح انك اعلم مني بمراحل لانك طالب شريعة
تحياتي لك
ابطال الحرمين
لـــواء
الـبلد : العمر : 38المهنة : باحث في العلوم الاستراتيجية والعسكرية التسجيل : 24/07/2011عدد المساهمات : 3185معدل النشاط : 4639التقييم : 867الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 20:04
اخي عبد الرحمن اشكرك جزيلا الشكر على ثناءك الخير و الايضاحات الطبية جعلها الله في ميزان حسناتك وانا اول من استفاد من كلامك و ان شاء الله نحن معك واتمنى ان تكمل المناقشة على استفسارات اخونا الحرس الجمهوري لنستفيد كلنا من نور القران و السنة و تكسب الثواب فينا
Abd_elrahman2011
لـــواء
الـبلد : العمر : 39المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )المزاج : لله الحمد والمنةالتسجيل : 09/02/2011عدد المساهمات : 2766معدل النشاط : 2690التقييم : 190الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 22:36
"الحرس الجمهوري" كتب:
اقتباس :
اخي انا لم اقصد تكفير احد
حكمك على الحاكم ببطلان حكمه وجواز الخروج عليه لا يكون إلا إذا تحقق فى الحاكم شرط الكفر الأكبر الذى به يخرج من الملة كما قال رسول الله فى الحديث الذى رواه حذيفة بن اليمان حين سأل رسول الله :" أفنخرج عليهم يا رسول الله ؟ قال لا ..مالم تروا منه كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ".. فهذا يا أخى الكريم هو الأمر الوحيد الذى به يجوز الخروج على الحاكم
اقتباس :
و لكن انا اكتب هذا لان ما نراه اليوم من حاكم يحكم 20 او 40 سنة و بعض العلماء (علماء السلاطين) يقولون لا يجوز الخروج عنه و التظاهر ضده وهو يحكم بغير ما انزل الله و يوالي الكفار و يتبرأ من المسلمين و يعاديهم و يفسد البلد امثال حسني و القذافي و بشار و غيرهم الكثير
أما بخصوص الحكم على الحاكم بالكفر الأكبر وخروجه عن الملة وبالتالى جواز الخروج عليه لحكمه بغير ما أنزل الله فقد فصل العلماء فى هذه المسألة تفصيلا واسعا وبينوها حتى أصبحت كالشمس الساطعة فى كبد السماء لا ينكر حقيقتها إلا جاحد ..فارجع إلى أقوال أئمة أهل العلم التى سقتها إليك بخصوص هذه المسألة فى ردى السابق عليك ولا تحاول جمع بشار مع غيره من الحكام فرأى أهل السنة فيه مختلف لأنه ليس بمسلم سنى ولكنه من الشيعة الروافض.. فالجمع بينه وبينهم فى الحكم ذاته فيه خطأ واضح أما مسألة طول مدة الحكم أو قصرها فلا شأن لها ولا حكم لها فى الدين طالما أن الحاكم لم يكفر كفرا أكبر يخرجه عن الملة .. وأحب أن أعلمك شيئا .. أنت بكلامك هذا تحكم بعدم جواز طول مدة الحكم عن زمن معين .. وأنت بهذا قد أصدرت فتوى .. فهل لك عليها من دليل ب " قال الله قال رسوله "؟؟ اعلم أخى الكريم أنك كى تصدر حكما كهذا لابد لك فيه من أن تمر بأربع مراحل الأولى : أن تأتى بدليل على ادعائك من كتاب الله أو أثر صحيح من سنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الثانية : أن تفهم هذا الدليل كما فهمه الصحابة عن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- لا أن يؤتى بالدليل ثم يلوى عنق النص ليوافق أهواء أصحاب البدع الثالثة : أن تطبق هذا الدليل كما طبقه أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- الرابعة : هذه الخطوة هى التى ستحدد لك إن كنت على الحق أم على الباطل بناء على ما مر من مراحل واعلم أنه لو انتفى وجود المرحلة الأولى من المراحل الأربعة وهى امتلاك الدليل فلا أصل للمسألة أصلا وأنت بكلامك هذا أفتيت فى مسألة مدة بقاء الحاكم فى حكمه .. فهل لهذه المسألة أصل فى شريعة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-؟؟ وهل لديك دليل من كتاب الله وسنة رسوله على ما قلت ؟ وهل فهمت الدليل كما فهمه أصحاب رسول الله دون أن تلوى أعناق النصوص ؟ وهل طبقت الدليل كما طبقه أصحاب رسول الله فى أنفسهم ؟
أجب على هذه الأسئلة أولا .. ثم اشرع فى إصدار فتاواك أخى الكريم كما أنك نعت العلماء الذين يحرمون الخروج على الحاكم المسلم ب " علماء السلاطين ".. فهل الإمام أحمد بن حنبل إمام أئمة أهل السنة فى عصره كان من علماء السلاطين .. اقرأ هذه القصة ثم راجع نفسك كان المعتزلة فى عصر الإمام أحمد بن حنبل قد تقربوا إلى الخليفة المأمون " والمعتزلة كما نعلم يأولون أسماء الله وصفاته ".. فتقربوا جدا من المأمون وأصبحوا مستشارين له بل إنه عين منهم قضاة .. أقنعوه بأن المؤمنين لن يروا الله رب العالمين فى الجنة كما يرى القمر ليلة البدر وكما أخبرنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وبذلك أنكروا معلوما من الدين بالضرورة وكذبوا حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- .. وبالطبع هذا فيه من عظيم البدعة بل والكفر إن قصدوا ذلك وفقهوه .. كما أقنعوه بأن القرآن ليس كلام الله وإنما هو مخلوق ككل المخلوقات يفنى كما يفنى البشر.. وجاء المعتصم من بعد المأمون فنهج نهج سالفه.. وكان ينادى فى الأسواق أن هذا هو ما يجب على المسلمين اعتقاده .. ومن لم يعتقد هذا الاعتقاد يكون مصيره القتل فعرضوا عقيدتهمالفاسدة على العامة فأبوا أن يقولوا بها فقتلوهم وقتلوا العلماء .. وممن ثبت على الحق منهم حتى قتل .. الإمام أحمد بن نصر أحد أعلام أئمة أهل السنة فى زمانه .. ومنهم من نكل به وربط على الدواب وطيف به فى الأسواق..أهذا يفعل فى أئمة أهل السنة ..؟؟ وكان سوق الجهاد يومئذ مضروب بيننا وبين الروم وكان يتم تبادل الأسرى بين الفريقين فكان أسير المسلمين يمتحن قبل أن يتم استبداله .. فيسأل .. آلقرآن مخلوق ..؟؟ أم هو كلام الله وحبله المتين الذى نزله على قلب نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بواسطة الأمين جبريل -عليه السلام-والباقى أبدا ما دامت السماوات والأرض..؟؟ فإن قال الأسير أنه مخلوق ردوه إلى ديار الإسلام ..وإن قال أنه كلام الله .. ردوه إلى الروم وقالوا صابىء ليس من أهل الإسلام ..حتى فتنوا الناس فى دينهم واستباحوا دماءهم ثم جاء الواثق بعد المعتصم فنهج نهج سالفيه والتزمه المعتزلة كما فعلوا مع صاحبيه .. فسأل يوما .. هل بقى أحد يقول بأن القرآن كلام الله وليس مخلوق ..قالوا لم يبق إلا أحمد بن حنبل ..وما أدراك من هو أحمد بن حنبل .. وهذه نبذة عنه وعن قصته مع فتنة خلق القرآن :
أحمد بن حنبل (164-241 هـ) الإمام العظيم ، أحد من نصر الله به السنة وأعز به الدين .
رفعه الله في أعين العلماء من مشايخه فضلاً عن تلاميذه فمن بعدهم , وهبه الله من كل باب من الفضائل فله في كل باب نصيب. ففي الحديث أمير المؤمنين يحفظ الكم الهائل من المرفوعات والموقوفات والمقطوعات وعدها بألف ألف..ومع هذا فلا يدلس ولا يحدث إلا عن مقبول في الجملة , سهل الرواية ولا يحدث إلا من كتابه ليكون أضبط .
وفي الزهد إمام يُشهد له ، وفي الورع يقارن بكبار الأمة , وفي الجرح معتدل ، وفي الفروع فقيه..
قليل الكلام لا يتكلم إلا لحاجة ،كثير الصمت ، قليل التبسم ، يجله الكبار من مشايخه فهذا يزيد بن هارون (206هـ) الذي هاب المأمون إعلان القول بخلق القرآن وهذا حي خوفاً من الفتنة وإجلالاً له
قال يحي ابن أكثم كما في تأريخ بغداد وعنه في سير أعلام النبلاء : قال لنا المأمون : لولا مكان يزيد بن هارون، لأظهرت أن القرآن مخلوق. فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين، ومن يزيد حتى يتقى ؟ فقال: ويحك ! إني أخاف إن أظهرته فيرد علي يختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة. فقال الرجل: فأنا أخبر ذلك منه قال له: نعم فخرج إلى واسط، فجاء إلى يزيد، وقال: يا أبا خالد، إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك : إني أريد أن أظهر خلق القرآن فقال: كذبت على أمير المؤمنين ، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه. فإن كنت صادقاً، فاقعد ، فإذا اجتمع الناس في المجلس، فقل . قال: فلما أن كان الغد، اجتمعوا ، فقام، فقال كمقالته . فقال يزيد: كذبت على أمير المؤمنين، إنه لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، وما لم يقل به أحد. قال: فقدم، وقال: يا أمير المؤمنين، كنتَ أعلم، وقص عليه . قال: ويحك تلاعب بك ! !
وكان هذا العالم – يزيد بن هارون (206هـ) - من شيوخ أحمد ابن حنبل يجلس في مجلس التحديث فمزح ذات مرة وضحك فسمع تنحنح فقال من المتنحنح قالوا أحمد بن حنبل فضرب رأسه بيده وقال ألا أعلمتموني أن أحمد هنا فلم نمزح ! وهذا الفضيل بن عياض (187هـ)الذي قال فيه إن يعش هذا الفتى يكن له شأن. وهذا عبد الرزاق الصنعاني (211هـ) الذي امتنع عن التحديث لما سمع بمقدم أحمد حتى يأتيه وروي في صفة لقاءه أنه قال له حدثني فقال عبد الرزاق كأنك غريب من أنت ؟ قال أحمد : أحمد بن حنبل .. قال : فتصاغرت نفس عبد الرزاق إليه . وفي مجلس إسماعيل بن علية (193هـ) أحد مشايخه ، يدخل أحمد بن حنبل وهو في أقل من ثلاثين سنة فيقول الراوي : فما بقي في البيت أحد إلا وسع له وقال : ها هنا ها هنا ،كما في تأريخ دمشق (5 / 267) وفيه عن عبد الله بن المبارك (181هـ) وما أدراك ما ابن المبارك رضي الله عنه قال : كنت عند إسماعيل بن علية فتكلم إنسان بشيء فضحك بعضنا وثمَّ أحمد بن حنبل ، قال فأتينا إسماعيل بن علية فوجدناه غضبان فقال : أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل وسيرة هذا الرجل وفضائله من العجب بمكان.
كل ما سقته لك من سيرة أحمد بن حنبل وشرفه وفضله بين العلماء .. ثم انظر ما حل به من الفتن .. وانظر ثباته على الحق رغم كل ما تعرض له .. ثم انظر إلى فتواه للناس بعد كل ذلك بحرمة الخروج على الحاكم .. اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم.. وقد رأى أحمد بن حنبل ان رأي المعتزلة يحوِّل الله سبحانه وتعالى إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته. لمَّا دعا المأمون الناس إلى القول بخلق القرآن ، أجابه أكثر العلماء والقضاة مُكْرهين ، واستمر الإمام أحمد ونفرٌ قليل على حمل راية السنة ، والدفاع عن معتقد أهل السنة والجماعة . استدعى المأمون الأمام أحمد فسار أحمد إلى المأمون فبلغه توعد الخليفة له بالقتل إنْ لم يُجبه إلى القول بخلقِ القرآن ، فـتوجه الإمام أحمد بالدعاء إلى الله تعالى أنْ لا يجمع بـيـنه وبين الخليفة ، فبينما هو في الطريق قبل وصوله إلى الخليفة إذ جاءه الخبر بموت المأمون ، فَرُدَّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبِس ، ثم تولَّى الخلافة المعتصم ، فامتحن الإمام أحمد . وكان مِنْ خبر المحنـة أنَّ المعتصم لمَّا قصد إحضار الإمام أحمد ازدحم الناس على بابه كيوم العيد ، وبُسِطَ بمجلسه بساطاً ، ونُصِبَ كرسيـاً جلس عليه ، ثم قال : أحضروا أحمد بن حنبل ، فأحضروه ، فلمَّا وقف بين يديه سَلَّمَ عليه ، فقال له : يا أحمد تكلم ولا تَـخَـفْ ، فقال الإمام أحمد : والله لقد دخلتُ عليك وما في قلبي مثـقال حـبَّـةٍ من الفزع ، فقال له المعتصم : ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله قديم غير مخلوق ، قال الله تعالى : { وَإنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ } [ التوبة : 6 ].
فقال له : عندك حجة غير هذا ؟ فقال : نعم ، قول الله تعالى : { الرَّحْمَنْ * عَلَّمَ القُرْآنْ }. [ الرحمن : 1 ، 2 ] ، ولم يقـل : الرحمن خلق القرآن ، وقوله تعالى : { يس * والقُـرْآنِ الْحَكِيم } [ يس : 1 ، 2 ] ، ولم يقـل : يس والقرآن المخلوق . فقال المعتصم : احبسوه ، فحُبِسَ وتفرَّقَ الناس . فلمَّا كان مِنَ الغد جلس المعتصم مجلسه على كرسيه وقال : هاتوا أحمد بن حنبل ، فاجتمع الناس ، وسُمعت لهم ضجة في بغداد ، فلمَّا جيء به وقف بين يديه والسيوف قد جُردت ، والرماح قد ركزت ، والأتراس قد نُصبت ، والسياط قد طرحت ، فسأله المعتصم عمَّا يقول في القرآن ؟ قال : أقول : غير مخلوق . وأحضر المعتصم له الفقهاء والقضاة فناظروه بحضرته في مدة ثلاثة أيام ، وهو يناظرهم ويظهر عليهم بالحُجج القاطعة ، ويقول : أنا رجـل عَلِمتُ علماً ولم أعلم فيه بهذا ، أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به . وكلما ناظروه وألزموه القول بخلق القرآن يقول لهم : كيف أقول ما لم يُقـل ؟ فقال المعتصم : قهرنا أحمد .
وكان من المتعصبين عليه محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم ، وأحمد بن دُوَاد القاضي ، وبشر المريسي ، وكانوا معتزلة قالوا بخلق القرآن ، فقال ابن دُوَاد وبشر للخليفة : اقـتله حتى نستريح منه ، هذا كافر مُضِـل .
فقال: إني عاهدتُ الله ألا أقـتله بسيف ولا آمر بقـتله بسيف ، فقالا له : اضربه بالسياط ، فقال المعتصم له : وقرابتي من رسول الله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ لأضربنَّك بالسياط أو تقول كما أقول ، فلم يُرهبه ذلك ، فقال المعتصم: أحضروا الجلادين ، فقال المعتصم لواحد منهم : بكم سوطٍ تـقـتله ؟
قال: بعشرة ، قال : خذه إليك ، فأُخْرِجَ الإمام أحمد من أثوابه ، وشُدَّ في يديه حبلان جديدان ، ولمَّا جيء بالسياط فنظر إليها المعتصم قال : ائـتوني بغيرها ، ثم قال للجلادين : تقدموا ، فلمَّا ضُرِبَ سوطاً..
قال : بسم الله ، فلمَّا ضُرِبَ الثاني قال : لا حول ولا قوةً إلاَّ بالله ، فلمَّا ضُرِبَ الثالث قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ، فلمَّا ضُرِبَ الرابع قال : { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا } [ التوبة : 51 ] .
وجعل الرجل يتقدَّم إلى الإمام أحمد فيضربه سوطين ، فيحرضه المعتصم على التشديد في الضرب ، ثم يـتنحَّى ، ثم يتقدَّم الآخر فيضربه سوطين ، فلمَّا ضُرِبَ تسعة عشر سوطاً قام إليه المعتصم فقال له : يا أحمد علام تقتـل نفسك ؟ إني والله عليك لشفيق .
قال أحمد : فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال : تريد أنْ تغلب هؤلاء كلهم ؟ وجعل بعضهم يقول : ويلك ! الخليفة على رأسك قائم ، وقال بعضهم : يا أمير المؤمنين دمه في عنقي اقـتله ، وجعلوا يقولون : يا أمير المؤمنين : إنه صائم وأنت في الشمس قائم ، فقال لي : ويحك يا أحمد ما تقول ؟ فأقول : أعطوني شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله ــ صلَّى الله عليه وسلم ــ حتى أقول به.
ثم رجع الخليفة فجلس ثم قال للجلاد : تقدمَّ ، وحَرَّضه على إيجاعه بالضرب .
قال الإمام أحمد : فذهب عقلي ، فأفقت بعد ذلك ، فإذا الأقياد قد أُطلِقت عنِّي ، فأتوني بسويق فقالوا لي : اشرب وتـقيأ ، فقلت : لستُ أُفطر ، ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم ، فحضرتُ صلاة الظهر ، فـتقدَّم ابن سماعة فصلى ، فلمَّا انفـتل من الصلاة قال لي : صليتَ والدمُ يسيل في ثوبك ، فقلت له : قد صلَّى عمر ــ رضي الله عنه ــ وجرحه يسيل دمـاً . ظل أحمد بعد خروجه من سجن المعتصم يعالج في بيته فترة طويلة من آثار الضرب والتعذيب حتى تماثل للشفاء، وأخذ يحضر الجمعة والجماعة ويحدث الناس ويفتي حتى مات المعتصم، وولي مكانه ابنه الواثق، وكان قد تربى في حجر قاضي المحنة أحمد بن أبي دؤاد فشربه البدعة منذ صغره ، فكان الواثق من أشد وأخبث الناس في القول بالبدعة، حيث أظهرها بقوة وأجبر الناس عليها وأطلق يد أحمد بن أبي دؤاد فيها، فكان يفرق بين الرجل الذي لا يقول ببدعته وبين امرأته ويأمر المعلمين بتعليم الصبيان في المكاتب هذه البدعة الخبيثة، وبلغ الأمر ذروته عندما كان أحمد بن أبي دؤاد يمتحن أسرى المسلمين عند الروم، فمن قال ببدعة خلق القرآن افتداه، ومن امتنع يتركه أسيرًا بيد الروم حتى ضج الناس وضاقت نفوسهم. بلغ الأمر بالناس ذروته من فجاجة نشر البدعة وتسلط المعتزلة على الناس حتى أقدمت مجموعة من أهل بغداد بقيادة أحمد بن نصر الخزاعي على التحضير للخروج على حكم الخليفة الواثق العباسي وخلعه من الخلافة، وذهب نفر منهم للإمام أحمد لاستفتائه في الخروج وعددوا له مساوئ الواثق وجرائمه وبدعه، فلم يوافق الإمام أحمد على ذلك ومنعهم وناظرهم في القضية وأمرهم بالصبر قائلا لهم:" اتقوا الله إنها الفتنة ..قالوا: وأى فتنة أشد مما نحن فيه ؟؟ ألا ترى ما نحن فيه من الفتن يا إمام ؟ قال : بل قصدت فتنة العامة ..استباحة الأعراض وانتهاك الحرمات وسفك الدماء وقطع الطرق وضياع مصالح المسلمين .. اصبروا .. اصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر " وذلك من فقه وورع ودين الإمام أحمد، على الرغم من الأذى والاضطهاد والعذاب الشديد الذي ناله الإمام على يد هذه الحكومة الجائرة المبتدعة والتي لو خرج عليها الإمام أحمد ما لامه أحد، إلا إنه قد أدرك أن المفاسد المترتبة على الخروج أعظم وأكبر من المصالح المتوقعة من وراء إسقاطها، والذي توقعه الإمام قد وقع بالفعل، فلقد فشلت حركة الخزاعي وراح فيها الكثيرون. وعلى الرغم من الدور الذي لعبه الإمام أحمد في إقناع الكثيرين بعدم الخروج على الواثق، إلا إن الواثق قد قابل ذلك بفعل شرير بالغ السوء حيث أمر بنفيه من بغداد وأرسل إليه يقول: «لا يجتمعن إليك أحد ولا تساكني بأرض ولا مدينة أنا فيها»، فخرج الإمام من بيته واختبأ بدار أحد تلاميذه عدة أيام، ثم انتقل إلى موضع آخر فمكث فيه عدة شهور حتى هدأ الطلب عليه، ثم تحول إلى مكان آخر وظل هكذا لا يستطيع أن يخرج إلى صلاة ولا إلى مجلس علم وتحديث حتى هلك الواثق العباسي سنة 231هـ، فخرج الإمام للناس وجلس للتحدث، وذلك أن المتوكل الذي ولي بعد الواثق كان على مذهب أهل السنة وقد أمر برفع البدعة وإظهار السنة. و جاءت خلافة المتوكل بعد الواثق ، فخالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد ، وطعن عليهم فيما كانوا يقولونه من خلق القرآن ، ونهى عن الجدال والمناظرة في الأداء ، وعاقب عليه ، وأمر بإظهار الرواية للحديث ، فأظهر الله به السُـنَّـة ، وأمات به البدعة ، وكشف عن الخلق تلك الغُمَّـة ، وأنار به تلك الظُلمة ، وأطلق من كان اعـتُـقِـلَ بسبب القول بخلق القرآن ، ورفع المحنـة عن الناس .
* قال أحد الجلادين بعد أن تاب : لقد ضربت الإمام أحمد ( 80 ) جلدة ، لو ضربـتُها في فيل لسقـط .
وقد قال طبيبه الذى عالجه .. لقد عالجت من ضرب ألف سوط .. فلم أر به ما رأيت بالإمام أحمد.
من ثـناء العلمـاء على الإمـام أحمـد :
* قال عبد الرزاق شيخ الإمام أحمد : ما رأيت أحداً أفْـقَـه ولا أوْرع من أحمد. * قالوا : إذا رأيتَ الرجل يحبُ الإمام أحمد فاعلم أنَّـه صاحب سنة . * قال الشافعي وهو من شيوخ الإمام أحمد : خرجتُ من بغداد فما خلَّفتُ بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفْـقَـه من أحمد بن حنبل. * قال يحيى بن معين : أراد الناس أن يكونوا مثـل أحمد بن حنبل ! لا والله ، ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد ، ولا على طريقة أحمد .
* كان الإمام أحمد يحفظ ( ألف ألف ) حديث ، يعني ( مليون ) حديث . أي مجموع الروايات والأسانيد والطرق للأحاديث . * مِنْ حِفْـظِ الإمام أحمد للحديث كان يقول لابنـه : اقرأ عليَّ الحديث وأُخبركُ بالسند ، أو اقرأ عليَّ الإسناد لأخبرك بالحديث . فهل مثل هذا العالم الربانى يصح أن تطلق عليه " علماء السلاطين " ..؟؟
اقتباس :
و اكرر انا لا اكفر احد
قولك بجواز الخروج عليهم وبطلان حكمهم متضمن للحكم عليهم بالكفر كما وضحت لك مستدلا بحديث رسول الله :" إلا أن تروا منه كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ".. وأسألك بالله أن تتوب من قولك .. إن الله تواب رحيم
اقتباس :
و لم اتعمد تفسير الايات على هواي و لكن الايات واضحة و لا تحتاج لتفسير عالم
لم تتعمد ولكنك فعلت .. وفعلك هذا يخالف منهاج أهل السنة فهم يرجعون فى فهم النصوص إلى فهم الصحابة والتابعين وعلماء أهل السنة المشهود لهم ..ثم من قال لك أنها لا تحتاج إلى تفسير .. وهل بعد كل ما سقته لك من الدلائل ما زلت عند رأيك ..؟؟
اقتباس :
و انت واضح انك اعلم مني بمراحل لانك طالب شريعة
يا أخى الكريم .. إنما العلم من الله .. ولا أدعيه لنفسى ولست إلا طالب علم .. لست أفضل من أحد هنا ..ولكن الله أنعم على وهدانى إلى الطريق الذى عرفت من خلاله منهاج النبوة الذى أدعوكم إليه .. أسأل الله لى ولكم الهداية والبصيرة
اقتباس :
تحياتي لك
أسأل الله رب العالمين أن يبصرك بالحق ويهديك إليه .. وتشرفت بمناقشتك .. وجزاك الله خيرا
الحرس الجمهوري
مـــلازم
الـبلد : العمر : 29المهنة : طالب المزاج : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيمالتسجيل : 15/07/2009عدد المساهمات : 624معدل النشاط : 417التقييم : 8الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الثلاثاء 8 نوفمبر 2011 - 23:39
شكرا لك اخي الكريم على توضيحك للكثير من الامور و ان شاء الله سأنتبه الى الكلام الذي اكتبه
في اي مناقشة اخرى
و رحم الله الامام احمد بن حنبل و جمعنا به بجنات النعيم
بخصوص مدة الحكم
ربما فهمت قصدي خطأ
و لكن انا قصدت انه طوال 20 او 40 عاما و هم لا يحكمون بما انزل الله
ايعقل ان لم ينصحهم احد طول تلك الفترة هذا هو قصدي و لم افتي في شيء
و ايضا من خلال قصة الامام احمد رحمه الله نعلم ان الصبر مفتاح الفرج
و لكن حتى اولائك الخلفاء الظلمة لم يصلوا الى ما وصل اليه حكام اليوم من ظلم
و على الاقل لم يوالوا الكفار
و لكن ما رأيك يا اخي بالمظاهرات التي حدثت و تحدث اليوم
فمن فعل الامام احمد نستنتج انه يجب علينا الصبر حتى لو تعرضنا للتعذيب و القتل و التكذيب و المطاردة
و غيرها الى ان يفتح الله علينا
طبعا انا اتكلم عن الدول العربية عامة و ليس العراق فالعراق فيه حكومة احتلال و اكيد جائز الخروج عنهم اضف الى هذا انهم رافضة و علمانيين
الحرس الجمهوري
مـــلازم
الـبلد : العمر : 29المهنة : طالب المزاج : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيمالتسجيل : 15/07/2009عدد المساهمات : 624معدل النشاط : 417التقييم : 8الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الأربعاء 9 نوفمبر 2011 - 2:35
هذا رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
و هذا رأي الشيخ وجدي غنيم
و الاثنان يقولان قال الله تعالى و قال الرسول صلى الله عليه و سلم
و الشيخ وجدي غنيم لا يتكلم عامتا بل يتكلم عن حكام اليوم بالادلة
و جزاك الله خير و اعذرني اذا أطلت عليك
Abd_elrahman2011
لـــواء
الـبلد : العمر : 39المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )المزاج : لله الحمد والمنةالتسجيل : 09/02/2011عدد المساهمات : 2766معدل النشاط : 2690التقييم : 190الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الأربعاء 9 نوفمبر 2011 - 4:27
[quote="الحرس الجمهوري"][size=18]شكرا لك اخي الكريم على توضيحك للكثير من الامور و ان شاء الله سأنتبه الى الكلام الذي اكتبه في اي مناقشة اخرى
اقتباس :
جزاك الله خيرا أخى الكريم .. واسأل الله رب العالمين أن يجعلنى وإياك أن يجعلنا ممن قال فيهم :" إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون "
و رحم الله الامام احمد بن حنبل و جمعنا به بجنات النعيم
اقتباس :
اللهم آمين
بخصوص مدة الحكم ربما فهمت قصدي خطأ و لكن انا قصدت انه طوال 20 او 40 عاما و هم لا يحكمون بما انزل الله ايعقل ان لم ينصحهم احد طول تلك الفترة هذا هو قصدي و لم افتي في شيء
اقتباس :
لا يا أخى الكريم .. فقد سمعت شيخى الدكتور / محمد سعيد رسلان أستاذ علم الحديث حفظه الله فى خطبة بعنوان " الثعالب وال*** " ينصح فيها لولى الأمر وحكومته قال فيها " إن الفساد قد فسد " وهذا هو رابط الخطبة إن أردت سماع الشيخ والتعلم على يديه http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1172 .. ولكن المشكلة فى أن هذه الأشياء تحجب عن ولى الأمر ولا تصل إليه.. حتى إذا طلب أحد العلماء مقابلة ولى الأمر فإنه سيمنع من ذلك ولن يصل صوته إلى الحاكم.. ولا شك أن بطانة السوء تورد المهالك دنيا وآخرة عافانا الله وإياك
و ايضا من خلال قصة الامام احمد رحمه الله نعلم ان الصبر مفتاح الفرج
اقتباس :
بالفعل أخى الكريم .. أمرنا علماؤنا بالصبر والاستغفاروالإنابة والتوبة
و لكن حتى اولائك الخلفاء الظلمة لم يصلوا الى ما وصل اليه حكام اليوم من ظلم
اقتباس :
لا يا أخى الكريم .. فأين أكثرهم ظلما من ظلم الحجاج بن يوسف الثقفى وأين أكثرهم فسقا من المأمون والمعتصم والواثق .. حتى هؤلاء مع ظلمهم وبطشهم وجورهم منع الإمام أحمد الناس أن يخرجوا عليهم وحذرهم الفتنة وأمرهم بالصبر والاستغفر حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر فلما التزموا نهج رسول الله الذى دلهم عليه الإمام أحمد مالبثت الفتنة أن زالت فمات الواثق وتولى المتوكل الذى كان محبا لأهل السنة ومنهاج النبوة مبغضا لأهل البدعة ومنهاج الشياطين
و على الاقل لم يوالوا الكفار
[quote]فماذا تقول فى عبد الملك بن مروان الذى كان يدفع لملك الروم ألف دينار ذهبا فى كل جمعة مقابل الصلح والهدنة .. عندما نشب الخلاف بين بنى مروان وعبد الله بن الزبير على الخلافة فلما حاول ملك الروم أن يغزو ديار الإسلام بعث له عبد الملك بن مروان " وهو أمير المؤمنين يومئذ " على أن يصالحه ويهادنه على أن يدفع المسلمون لملك الروم ألف دينار ذهبا كل جمعة .. وبدلا من أن كان المسلمون يتلقون الجزية من أعداءهم مقابل أن يكفوا سيوفهم عنهم ويحمونهم.. أصبح المسلمون هم من يدفعون الجزية لأعداءهم مقابل أن يكف أعداؤهم سيوفهم عنهم .. كل ذلك بسبب الاختلاف على الحاكم والخروج عليه .. وإن شئت أن تسمع فى هذا الأمر قولا فصلا لا تسأل عنه أحد بعد فإليك هذا الرابط لخطبة بعنوان " واعجبا للمسلمين !! " هذا هو رابطها http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=3170 وخطبة " أعمالكم عمالكم " وهذا هو رابطها http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1129 استمع إليهما بروية وستعى بعدها منهاج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى or=navy]و لكن ما رأيك يا اخي بالمظاهرات التي حدثت و تحدث اليوم فمن فعل الامام احمد نستنتج انه يجب علينا الصبر حتى لو تعرضنا للتعذيب و القتل و التكذيب و المطاردة و غيرها الى ان يفتح الله علينا
طبعا انا اتكلم عن الدول العربية عامة و ليس العراق فالعراق فيه حكومة احتلال و اكيد جائز الخروج عنهم اضف الى هذا انهم رافضة و علمانيين
Abd_elrahman2011
لـــواء
الـبلد : العمر : 39المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )المزاج : لله الحمد والمنةالتسجيل : 09/02/2011عدد المساهمات : 2766معدل النشاط : 2690التقييم : 190الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الأربعاء 9 نوفمبر 2011 - 4:44
اقتباس :
و لكن ما رأيك يا اخي بالمظاهرات التي حدثت و تحدث اليوم فمن فعل الامام احمد نستنتج انه يجب علينا الصبر حتى لو تعرضنا للتعذيب و القتل و التكذيب و المطاردة و غيرها الى ان يفتح الله علينا
كلما يحدث الآن هوتخطيط مدبر بليل لتفكيك الأمة ومن ثم الانقضاض عليها كفرائس سهلة والمنظمات الماسونية فى عالمنا الإسلامى هى صاحبة الدور الأكبر فى هذه المسألة..وهذا هو الدليل الماسونية والثورات http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=3237 حقيقة الماسونية http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=3187
اقتباس :
طبعا انا اتكلم عن الدول العربية عامة و ليس العراق فالعراق فيه حكومة احتلال و اكيد جائز الخروج عنهم اضف الى هذا انهم رافضة و علمانيين
بالطبع أخى الكريم.. فحكومة العراق من الشيعة الروافض وليسوا من أهل السنة ولكن اشترط العلماء شرطا آخر لجواز الخروج على الحاكم بجانب الإجماع على كفر الحاكم وهو " استكمال العدة " لقتال الحاكم الكافر وخلعه وتوليه أمير من أهل السنة .. فإن لم تستكمل العدة فلا يجوز الخروج .. لأن فى الخروج حينئذ إهلاك للمسلمين من أهل السنة وسفك لدماءهموهو ما لا يرضاه الله رب العالمين لعباده المسلمين .. فهناك قاعدة شرعية تقول :" لا يجوز دفع منكر بمنكر أعظم منه "
Abd_elrahman2011
لـــواء
الـبلد : العمر : 39المهنة : ( مدرس لغة فرنسية )المزاج : لله الحمد والمنةالتسجيل : 09/02/2011عدد المساهمات : 2766معدل النشاط : 2690التقييم : 190الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الخروج عن الحاكم ما بين مؤيد و معارض الأربعاء 9 نوفمبر 2011 - 5:47
الحرس الجمهوري كتب:
هذا رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
و هذا رأي الشيخ وجدي غنيم
و الاثنان يقولان قال الله تعالى و قال الرسول صلى الله عليه و سلم
و الشيخ وجدي غنيم لا يتكلم عامتا بل يتكلم عن حكام اليوم بالادلة
و جزاك الله خير و اعذرني اذا أطلت عليك
أنت معذور يا أخى فى قولك هذا فأنت لا تستطيع أن تفرق الحق من الباطل لأنك لم تتعلم الأصول الستة فى الإسلام .. وخامس أصل من هذه الأصول " بيان العلم والعلماء وبيان من تشبه بهم وليس منهم " فأين الثرى من الثريا .. بل أين الجنة من النار ..؟؟ العلامة بن عثيمين -رحمه الله - كان أحد أعظم شيوخ وعلماء عصرنا .. كان لا يتكلم إلا ب " قال الله قال رسوله " بفهم الصحابة وخيار التابعين أما هذا المبتدع " وجدى غنيم " فهو لا يزيد عن أن يكون إخوانى قح ..وحزبى جلد .. كم آذى علماء أهل السنة بلسانه البذىء وكم تهكم على فتاواهم التى هى حكم الله وحكم رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ..واليوم يخرج علينا ذلك المبتدع المأفون ليقول لنا أن مبارك لم يكن حاكما لأن الشعب لم يكن مجمعا على ولايته أو حتى لم يختره ..ومستدلا بذلك على جواز الخروج عليه ناعتا علماء أهل السنة بالجبناء .. لقد فتح هذا المأفون المبتدع النار على نفسه .. فإن فى أيدى أهل السنة سياطا خلق ظهره من أجلها .. سياط الحق التى تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق .. أخى الكريم .. كنت أتمنى أن تكون قد استوعبت كل ما قلته لك ..ولو أنك استوعبت لرددت بنفسك على شبهات هذا المسكين .. عموما الله المستعان الإجابة :يقول وجدى غنيم أن عدم بيعة الشعب للرئيس السابق تنزع عنه شرعية الحكم وتجيز لنا الخروج عليه .. وبالطبع قوله هذا باطل من عدة وجوه : الوجه الأول :أن اختيار الحاكم يكون بنظام الشورى وليس بالانتخاب .. وأهل الشورى هم علماء الأمة وليس رعاعها وعامتها .. ودليل ذلك ان أبا بكر لما حضرته الوفاة استشار كبار الصحابة فى تولية عمر فوافقوه ولما حضرت الوفاة عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- اختار ستة من كبار الصحابة للشورى واختيار أمير للمؤمنين من بينهم فاختاروا عثمان -رضى الله عنه- من بينهم فلما قتل عثمان -رضى الله عنه- اجتمع كبار الصحابة على أن الأولى بالإمارة هو على -رضى الله عنه- فولوه أميرا للمؤمنين.. وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون الذين أمرنا أن نقتدى بهم كما جاء فى بعض حديث العرباض بن سارية الذى رواه عن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- قائلا فيه:" عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "رواه أبو داود والترمذى وقال حديث حسن صحيح
الوجه الثانى : أن أمثال هذا المبتدع الضال ينعتون علماء أهل السنة بأنهم جبناء تارة وبأنهم كذابون تارة وبأنهم عملاء لأمن الدولة تارة أخرى لأنهم يقولون بحكم الله وحكم رسوله ..ويقول أن بيعة الرئيس لم تكن صحيحة وذلك يجيز الخروج عليه ..لم يجتمع المسلمون منذ إمارة على بن أبى طالب على بيعة حاكم أبدا .. فهل كانوا يجيزون الخروج على الحكام ..؟؟ لقد أصبحت الخلافة بعد على -رضى الله عنه- ملكا عضوضا يتوارثه الأبناء عن الأجداد ولم يكن للمسلمين فيها بيعة حقيقية .. فهل أجاز الصحابة والتابعون الخروج على الولاة .. لا والله لقد قاوموا الخروج بكل ما استطاعوا من قوة .. حتى من اجتهد منهم وأجاز الخروج ندم على ذلك ندما شديدا .. وأولهم الحسين -رضى الله عنه- وكذا أم المؤمنين عائشة استشهد على -رضى الله عنه- وتولى من بعده معاوية بن أبى سفيان الخلافة ثم أصبحت من بعده ملكا عضوضا كما قلنا وجار بعض حكام الدولة الأموية والعباسية وظلموا الرعية أيما ظلم بل إن منهم من قال قولة الكفر كما حدث فى قصة الإمام أحمد بن حنبل مع فتنة خلق القرآن .. فبعد كل ما حدث فى هذه الفتنة من سفك لدماء العلماء وتفريق الرجل عن أهله ومنع فداء الأسير المسلم حتى يقول بعقيدتهم الفاسدة ..أبعد أن حبس الإمام أحمد وجلد بالسوط ورمى ليداس عليه بالأقدام .. كل ذلك وهو صائم .. أبعد أن أخرج من بيته وهجر ..؟؟ ألم يكن له أن يجيز الخروج عليهم ..؟؟ فلماذا لم يفعل ..؟؟ هل كان جبانا أم كذابا أم عميلا لأمن الدولة ..؟؟ وهل كان الولاة فى ذلك العصر مجمع من قبل شعوبهم على ولايتهم .. لا والله بل لقد ضجوا من أفعالهم الشنيعة وكانوا قاب قوسين او أدنى من الخروج عليهم .. إلا أن الله جعل أحمد بن حنبل سببا فى رجوعهم عن الباطل إلى الحق فأتى نصر الله على يدى المتوكل بعد موت الواثق ..
أم أن الحجاج بن يوسف الثقفى كان واليا عادلا وكان يحكم بين الناس بالسوية .. لقد كان هذا الظالم فرعون هذه الأمة .. سفك دماء الآلاف المؤلفة فى مساجد العراق حتى ينزلوا على أمره .. وأراد الناس أن يخرجوا عليه فاستفتوا فى ذلك الإمام الحسن البصرى وكان من سبط رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- فقال قولته المشهورة :" إن الحجاج عقوبة من الله .. وعقوبة الله لا تدفع بالأكف .. ولكن بالاستغفار والتوبة والإنابة ".. فهل كان الإمام الحسن البصرى جبانا أم كذابا أم عميلا لأمن الدولة ..؟؟
الوجه الثالث : حديث العرباض بن سارية الذى قال فيه : وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا . قال :" اتقوا الله ، واسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا .. الحديث " وقد فسر العلماء قول " وإن تأمر عليكم عبد " .. أى وإن اغتصب منكم الحكم غاصب حتى ولو كان هذا الغاصب عبدا .. ولم يبطل رسول الله الحكم بهذه الصورة .. وإنما أمرنا بالسمع والطاعة فى المنشط والمكره .. فهل كان رسول الله جبانا أم كان كذابا أم كان عميلا لأمن الدولة .. حاشاك رسول الله .. حاشاك رسول الله .. وصدقت فيما أخبرتنا به فى حديثك الذى قلت فيه :( تأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيكم الرويبضة . قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه " وفى رواية : الرجل السفيه " يتكلم فى أمر العامة ).. فإن كانت صفات الجبن والكذب والعمالة تنطبق على أحد الفريقين .. فعلى من تنطبق يا أخى .. أتنطبق على ابن عباس -رضى الله عنهما- وعلى أحمد بن حنبل وعلى الحسن البصرى الذين أقروا الحاكم على حكمه حتى وإن لم يبايعه العامة أو الخاصة وإن كان ظالما وان كان فاسدا وإن كان جائرا.. أم أنها تنطبق على ذلك الأفاك الذى يتهم علماء أهل السنة بما ليس فيهم بغير علم ولا دراية بما يخرج من رأسه ..؟؟ أرجوأن أكون قد وفقت إلى عرض الموضوع بشكل واف وأسأل الله أن ينفعنى به وإياكم والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
عدل سابقا من قبل Abd_elrahman2011 في الأربعاء 9 نوفمبر 2011 - 6:06 عدل 1 مرات