نكمل...! مناهج التدريس
تدرس المدارس الإسرائيلية حوالى 14 مادة دراسية .. أهمها هى :اللغة العبرية – اللغة الأجنبية – الديانة اليهودية – الوطن و المجتمع – التاريخ و الجغرافيا
تتستر المناهج خلف شعار ( الثقافة الوطنية
الدينية ), و من خلال شبكة واسعة من المدارس الدينية والمؤسسات التعليمية
التى إنتشرت فى الأوساط اليهودية فى العديد من البلدان , و فى داخل الكيان
الصهيونى تسعى الصهيونية لخلق جيل يهودى متعصّب و منغلق نفسياً و دينياً ،
ليشارك الأوساط الصهيونية العلمانية الأخرى في تنفيذ المشروع الإستعمارى.
وتغرس المناهج الإسرائيلية مبادئ مثل العدوان و
التسلط و إحتقار الغير , و العمل على التمسك بالأرض بإعتبارها ” أرض
الأجداد ” التى ورّثهم إياها الإله شخصياً !! .. و ذلك من خلال مناهج
التعليم الدينية و المدنية فى المدارس و المعاهد و المؤسسات الدينية
المنتشرة فى كل أنحاء إسرائيل .. و تلعب الحركات الدينية الصهيونية دوراً
بارزاً فى عملية التربية و التعليم الدينيين .. و فى الحياة السياسية و
الإجتماعية الداخلية فى إسرائيل.
و تحتل الدراسة الدينية مكاناً بارزاً فى مناهج
التعليم بصفة عامة , و الكثير من الموضوعات التى تعالج تحت مسميات مختلفة
مثل ” الوطن ” و ” التاريخ ” و ” الجغرافيا ” و ” اللغة العبرية ” التى
تدرس من الزاوية الدينية ، و تعمل هذه المناهج على تنمية الوعى و الحس
اليهودي لدى الأطفال بهدف زيادة التركيز على صلة الطالب اليهودى بتراثه
القديم من خلال دراسته الدينية .
و يتم التركيز فى هذه المناهج على زرع الأفكار
الدينية في عقول الناشئة لتبرير وجود رابطة دينية بينهم و بين أرض فلسطين
مما يعطيهم الحق فى بناء دولة لهم عليها ، و يروجون أن إقامة دولة يهودية
فى فلسطين هو تحقيق لما جاء فى التوراة , فالرب فى نظرهم قد إختار الشعب
اليهودى و إختار الأرض , و مادام هذا الإختيار ” إلهياً ” فإنّه يعطى
إمتيازاً للأرض و للشعب الموعود بها أيضاً .. و بذلك تكون ( أرض إسرائيل )
مخصصة لبنى إسرائيل وحدهم دون غيرهم !!
كما يتم التركيز أيضاً على أن الحياة اليهودية
فى فلسطين لم تنقطع منذ أيام الرومان إلى العصور الحديثة . و أن دولة
الكيان هذه أُنشئت في بلاد قطنها ” المحتلون ” و ” الغزاة ” العرب على مدى
1300 سنة , وأن عودة المهاجرين اليهود من كافة أنحاء العالم و توطينهم فى
فلسطين تحت ستار العودة إلى أرض الوطن التاريخى , ليس بإعتبارهم غرباء عن
هذه الأرض بل بإعتبارهم سكانها الأصليين الذين ظلوا بعيدين عنها طوال
العهود السابقة .
كما تدرس بقية موضوعات المنهج من زاوية علاقتها
باليهود فى فلسطين .. على سبيل المثال فى دراسة تاريخ الجزيرة العربية
القديم ، يركز المنهج على إنتشار المستوطنات اليهودية المزدهرة فى الجزيرة
العربية , و لا سيما فى الجنوب كاليمن و حضرموت و الحجاز و بنو قريظة و بنو
قينقاع و خيبر و وادي القرى و يثرب ( المدينة المنورة ) ، ثم يهود
الحميريين و يوسف ذو نواس .. أما فى دراسة الإمبراطورية الفارسية فيجرى
التركيز على الملك الفارسى ” كورش ” الذى سمح لليهود بالعودة إلى إسرائيل و
بناء الهيكل الثاني .. و فى دراسة اليونان يركز المنهج على مقاومة اليهود
فى إسرائيل لإنتشار الديانة اليونانية بينهم ، ثورتهم على اليونان ،
المكابيون , يهودا المكابى و إنتصاراته .. إلخ .. أى أن تاريخ الصف الخامس
يدور حول العبرانيين ، و يهدف إلى ترسيخ الإعتقاد بأن فلسطين بلد يهودى منذ
القدم .
أما فى منهج التاريخ للصف السادس فيكون
للتاريخ
الإسلامى 56 % من مقرر التاريخ ، و لكن يتم التركيز فى هذا المنهج على
الخلافات فى التاريخ الإسلامى بين علي بن أبى طالب و معاوية بن أبى سفيان ,
كذلك الخلافات بين الفرق الدينية و الصراع بين الأمويين و العباسيين , و
كأن التاريخ الإسلامى لا يحوى إلا الخلافات .. كما يفرد المنهج فصلاً لما
سُمى بالجهود اليهودية فى الحضارة الإسلامية , مثل التعاون بين اليهود و
العرب فى المجالات السياسية و الثقافية و لا سيما فى الأندلس , و في مصر
الفاطمية و الأمويين .. و عند التطرق إلى الرومان و البيزنطيين , يكون
التركيز على الشخصية اليهودية فقط فى فلسطين مع تجاهل تام للشعوب الأخرى
التى كانت تسكن فيها معهم , مع تجسم ثورات اليهود ضد الرومان و البيزنطيين
بشكل بارز لإعطاؤهم صفة الشعب الحى المقاوم للغزو.
أما عن كتب الإجتماعيات المقررة على الطلاب
العرب فى المرحلة الإلزامية , فتبرز سياسة التهويد بشكل كبير , التى تقوم
على إيهام الطالب العربى بأن فلسطين هى أرض يهودية منذ القدم ، و العمل على
طمس معالمها الإسلامية ،
و تظهر هذه الناحية فى جميع مواد المنهج و تُعبر
عنها كتب الإجتماعيات بعدة طرق منها :- إستبدال جميع أسماء الأماكن و الأنهار بأسماء
عبرية , مثل ” صفات ” بدلاً من ” صفد ” ، و ” بيت شأن ” بدلاً من ” بيسان ”
, و ” وادى هبور ” بدلاً من ” وادى غزة ” , و ” جبال يهوذا ” بدلاً من ”
جبال القدس و الخليل ” .
- توجيه الطلاب إلى ما يوهم بأن فلسطين يهودية منذ الأزل , و أن الشعوب الرومانية و البيزنطية و الفرس و العرب هم الغزاة !!
و تعمل هذه المناهج كذلك على تهيئة نفسية
الطلاب العرب لنوايا الكيان الصهيونى التوسعية , و إيهامهم بأن هذا التوسع
أمر طبيعى ، كما تسعى للحط من شأن العرب إجتماعياً و إقتصادياً و إظهار
تأخرهم لإضعاف ثقة الطالب العربى بنفسه و بأمته , و تصوير التاريخ العربى
فى صورة عمليات ” غزو ” و ” قرصنة ” للبلدان التى ” إحتلوها ” .. و التركيز
و التأكيد على الخلافات الموجودة بين الخلفاء و الأمراء و الشعوب و
الطوائف المختلفة !!
لقد بُنيت فلسفة التعليم الصهيونى على تلقين
التراث الدينى اليهودى , و إيهام الطلاب بأن الحضارة البشرية إنما هى نتاج
مشترك بجهود الشعب اليهودي !!