حقيقه في معظم تاريخ العراق عانى الجيش العراقي من مشاكل تسليحيه يمكن اجمال أسباب هذه المشاكل في التالي :
- التقلبات السياسية في العراق
- تغير العقيدة العسكرية للجيش تبعا لتغير السياسة
- انخراط الجيش في السياسة والبيروقراطية
- انخراط الجيش في مهام حفظ الامن الداخلي ومحاربه التمرد الكردي
- التأثير الخارجي (الدولي بشكل خاص)
تأسس الجيش العراقي على نظام التطوع في 6 يناير 1921 واعتمد في تسليحه وتدريبه على البريطانيين ( وهي القوه التي كانت تسيطر على العراق بعد الحرب العالمية الأولى) وكانت العقيدة العسكرية الابتدائية لهذه النواه هو حفظ الامن الداخلي (مجابهة التمرد الكردي والاثوري وتمردات شيوخ عشائر الجنوب) في مقابل التزام بريطانيا بحمايه العراق من أي عدوان خارجي وكان التسليح على هذا الأساس كأنما تسليح لقوة شرطويه !!
كانت اغلبيه الضباط العراقيين المؤسسين هم ضباط في الجيش العثماني وبالتالي اعتمد العراق في المشورات التسليحية على البريطانيين تماما الى ان تخرج ضباط عراقيون في المدرسة العسكرية الملكية العراقية او من الاكاديميات العسكرية البريطانية
في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي وبعد ان اكتسب العراق عضوية عصبه الأمم ليصبح بلدا مستقلا سيد نفسه حدث اول تغير في السياسة التسليحية حيث بدأ العراق بالاتجاه نحو بلدان المحور (تحديدا إيطاليا) واشترى العراق طائرات ودبابات خفيفة على عكس المشورة البريطانية وكان هذا عشية الحرب العالمية الثانية والتي وقف العراق فيها على جانب كل من الطرفين !!
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية حدث انقلاب عسكري في العراق لصالح دول المحور ضد البريطانيين وخاض الجيش العراقي حرب غير متكافئة ضد الجيش البريطاني انتهت الى تدمير ترسانة الجيش العراقي وتحديد لحجم الجيش (تم تقليصه من 4 فرق الى فرقتين فقط) واستمر هذا الامر الى نهاية الحرب عام 1945
بعد عام 1945 وانتهاء الحرب وتسويه مشكلة التمرد الكردي بدأ العراق بأعاده تسليح نفسه لكن بريطانيا والتي كانت قد خرجت من الحرب كانت عاجزه عن الإيفاء بمتطلبات العراق اضافه للمشاكل المالية للعراق
شهدت فتره الخمسينيات العهد الذهبي لجانب انضمام العراق الى حلف بغداد حيث نجح المرحوم (نوري باشا السعيد) في انتزاع صفقه ناجحة وهي :
- ايران وتركيا اصبحا حليفين للعراق
- العراق اشترى سلاح بريطاني وامريكي بدون ان يدفع أي أموال حيث تكفلت الولايات المتحدة بالدفع
- ارسل العراق مئات من ضباطه الى بريطانيا وامريكا مجانا في شتى الصنوف العسكرية
شهدت تلك الفترة شراء العراق لطائرات هوكر هنتر ( التي شاركت لاحقا ضد الإسرائيليين في حرب أكتوبر 1973) ودبابات سنتوريون ( والتي أعطيت لاحقا للأردن في عام 1968 وشاركت ضد الإسرائيليين في حرب أكتوبر 1973 أيضا)
باختصار اصبح العراق عضو في حلف مشابه للناتو مع اكتساب الخبرات والسلاح الغربي المتطور ...ومجانا
بعد انقلاب تموز 1958 اتجه النظام الجديد الى الاتحاد السوفيتي وانسحب من حلف بغداد لتتغير بوصله العقيدة العسكرية والتسليح حيث عاد التمرد الكردي للظهور وانشغل الجيش بقمعه (انشغل الجيش بسلسلة من الانقلابات العسكرية ومهام قمع التمرد الكردي)
استمر هذا المنوال الى منتصف السبعينيات
بحيث ان الجيش العراقي لم يكن جاهز (تسليحيا) لخوض حرب يونيو 1967 و حرب أكتوبر 1973 ( مثلا لم يملك العراق ناقلات دبابات كافيه كما كانت الكثير من دباباته بدون صيانه كافيه وبدون أجهزة رؤية ليليه)
بحلول منتصف السبعينيات باشر العراق ببناء قواته المسلحة مستغلا عائدات النفط المرتفعة والقضاء على التمرد الكردي
لكن المشكلة ان هذه الفترة كانت قصيرة حيث انتهت عام 1980 عندما اندلعت الحرب مع ايران
في سبتمبر 1980 بدأت الحرب العراقيه-الايرانيه وأيضا العراق لم يكن جاهز على الاطلاق ( تدريبيا او تسليحيا)
فمثلا عانى العراق من شاكل مزمن في توفر الذخائر فقط بعد مرور اقل من شهر من اندلاع الحرب ولم يكن يملك مقاتلات ذات مديات مناسبه لضرب العمق الإيراني كما ان الكثير من الجنود العراقيين كانوا غير مدربين على خوض حرب نظاميه ( كان جل تدريبهم وتسليحهم كقوات مضادة للتمرد الكردي في المناطق الجبلية)
وعندا شرع العراق بتوسيع تسليح قواته اعتمادا على الدعم العربي كان التركيز على اسلحه معينه دون أخرى
مثلا لم يقم العراق بتوفير موارد لتطوير الدفاع الجوي حيث كان التركيز على سلاحي المدرعات والمقاتلات
بعد انتهاء الحرب العراقية- الإيرانية شرع العراق بمشاريع تسليحيه تتعلق بأسلحة الدمار الشاملة ( مع تجاهل للتسليح التقليدي)
فمثلا كل القوات العراقية التي كانت في الكويت في حرب الخليج الثانية مجهزه بدبابات صينيه نوع Type-59 و Type-69 المتخلفة فيما لم يحظى بدبابات T-72 الا الحرس الجمهوري ( وكانت من الأجيال الأولى ) كما كانت احدث منظومات دفاع جوي عراقية عشيه حرب الخليج الثانية عام 1991 هي منظومات استعملتها مصر في حرب 1973 !!!
وطبعا زاد الوضع سوءا منذ عام 1991-2003
بعد عام 2003 واحتلال العراق تمت اعاده بناء الجيش العراقي وكانت اللبنات هي نفس ضباط الجيش السابق
كان المخطط للجيش العراقي هو ان يكون قوة شرطويه بأشراف وتوجيه امريكي
ولم يتم البدء بتسليح فعلي ثقيل الا في حوالي العام 2009
أولى الصفقات كانت اسلحه أمريكية (ايرامز وفالكون ومنظومات دفاع جوي وطائرات نقل هيكوليز مع طائرات تدريبه امريكيه بالكامل)
بحلول عام 2012 وانسحاب الامريكان من العراق تغيرت البوصلة مره أخرى سوآءا من ناحيه السياسية والعقيدة العسكرية وبوصله التسليح حيث ابرم العراق صفقه مشهوره مع موسكو شملت مروحيات ومنظومات دفاع جوي لم يدم الامر اكثر من سنتين حيث عاد العراق الى الاعتماد على واشنطن تحديدا بعد هجوم داعش المشهور صيف عام 2014 ( هنا اقتنى العراق المزيد من عربات هامفي وعربات MRAP)كما اعتمد العراق جويا بشكل كامل على الامريكان ( من نحيه الضربات الجوية او السيطرة الجوية)
هذه الفترة استهلت 3 سنوات حيث انتهى داعش في العراق عام 2017 ودا العراق يحاول تنفس الصعداء
اكتشف العديد من المسؤولين العسكريين العراقيين ان الكثير من عقود التسليح المبرمة سابقا كانت Over priced او كانت ببساطه (فاسده)
ابرز مثال هو صفقة مدرعات BTR-4 من أوكرانيا والتي كانت غاليه وصدئه تماما !!
حاول العراق حاليا اعاده بناء الجيش تسليحيا بعيدا عن الهيمنة الأمريكية لكن هنالك معضلات تواجهه وهي :
- توفر الموارد المالية
- تغيير العقليات داخل المؤسسات العسكرية
- لايزال العراق ملتزم بفيتو غربي بحيث لن يشتري سلاحا من روسيا
في خضم هذه التعقيدات نجد توجه عراقي ملفت للنظر نحو أوروبا وتحديدا فرنسا بالدرجة الأولى ( هنالك كلام شبه مؤكد عن تعاقد العراق على الرافال ومنظومات SAMP/T ومدافع قيصر ) كما ان هنالك نيه للتوجه نحو إيطاليا لشراء طائرات ( قد تكون طائرات نقل او طائرات تدريبيه) في مقابل أموال عراقية كانت قد دفعت لصفقات سلاح ملغاه في الثمانينيات
الطريق طويل والمؤسسة العسكرية حاليا تحاول ان تناي بنفسها من عدم الاستقرار السياسي
كما ان ارتفاع واردت العراق من تصدير النفط قد تسمح له بمزيد من البحبوحه في شراء السلاح