دفعت أنباء توجه سفن حربية روسية وأميركية، إلى
السواحل السورية، عدداً من المحللين العرب والغربيين إلى طرح عدد من
الفرضيات والتعليلات، لكشف ما وراء هذا التواجد الغريب في المنطقة..





| 2011 / 12 / 02


واعتبرت
وسائل إعلام غربية أن المهمة الرئيسية للسفن الحربية الروسية المقرر
إرسالها إلى البحر المتوسط تتمثل في مساعدة خفر السواحل السورية ومنع
التدخل العسكري الأجنبي في البلاد. لكن بات من الواضح، أن ما يدور في الشرق
الأوسط، ليس سوى واحد من تداعيات المتغيرات الواسعة على رقعة الشطرنج
الدولية وهي التي بات البعض يطلق عليها تسمية "حرب باردة من نوع جديد"،
وواحدة من ارهاصاتها السجال بين موسكو وواشنطن حول ملف نشر الدرع الصاروخية
في شرق أوروبا وتركيا، وردود فعل روسيا التي هددت بنصب صواريخها القادرة
على حمل أسلحة نووية تكتيكية في مقاطعة كالينينغراد، الواقعة على حدود
القارة الأوروبية مع روسيا.

وكان لافتا، أن يعتبر سياسيون مدافعون
عن النظام السوري توجه مجموعة السفن الروسية المعلن عنه إلى سورية، خطوة
سياسية وعسكرية "بالغة الدلالة"، ومؤشرا واضحا إلى أن قيادة روسيا تعتبر
سورية "خطا أحمر". وبقليل من التدقيق، يتضح في نظر هؤلاء أن انتقال الصراع
حاليا إلى حوض المتوسط، لا يعكس حرصاُ على النظام السوري (من قبل روسيا)،
ولا شفقة بالشعب السوري (من قبل الولايات المتحدة)، بل غدا مجرد صراع نفوذ
تقليدي، تود أميركا منه أن تقطع يد إيران الطويلة في سورية ولبنان، لتوفير
الأمن والحماية لإسرائيل، في وقت تسعى روسيا وبقوة، إلى الحفاظ على تواجدها
السياسي والعسكري في المنطقة.

ومن الغريب أن يعتقد موالو النظام
السوري أن روسيا تدعم نظامهم من منطلق "الصداقة العميقة والتحالف
الإستراتيجي"، في الوقت الذي أثبت تاريخ علاقات روسيا (ومن قبلها الاتحاد
السوفيتي) بحلفائها، قدرة موسكو على التخلى عن حليفها عند أول منعطف، في
حال تعارضت مصالحها مع هذا الحليف، مثلما كان الأمر مع يوغوسلافيا، ومن
قبلها كوبا وحلفاء آخرين.

ويستبعد خبراء روس أن تحشر روسيا نفسها،
في أي صراع مسلح في هذه المرحلة، إذ صرح الخبير العسكري ومدير مركز
الدراسات السياسية والاجتماعية في أكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير
يفسييف بأنه "في حال نشوب حرب مع سورية في الشرق الأوسط، فإن روسيا ستواصل
دعمها للنظام السوري، غير أنها لن تتدخل عسكرياً بأي حال من الأحوال".

وأفادت
قيادة أركان القوات البحرية الروسية بأن حاملة الطائرات "الأميرال
كوزنيتسوف" سوف تغادر ميناء "سيفيرومورسك" الواقع في شمال روسيا، الشهر
القادم، وسوف ترافقها في رحلتها تلك سفينة مكافحة الغواصات "الأميرال
تشابانينكو"، وسفينة الحراسة "لادني" التابعة لأُسطول البحر الأسود. ومن
المقرر أن تصل المجموعة إلى ميناء طرطوس السوري في ربيع العام المقبل.

ومن الجدير بالذكر أن مدينة طرطوس السورية تضم ورشة لصيانة السفن الروسية ومستودعات لتزودها بالمؤن.

وكان
خبراء عسكريون قد أكدوا أن القدرات القتالية للمجموعة البحرية الروسية،
أقل بكثير من القدرات القتالية للأُسطول الأمريكي السادس، المرابط في البحر
الأبيض المتوسط، خاصة وأن الأسطول الأمريكي يضم حاملة الطائرات الحديثة
"جورج بوش" المصنعة عام 2009 وهي تتفوق من حيث التسليح والقدرات القتالية
على حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" التي أنتجت عام 1990.

(المقال يعبر عن رأي صاحبه)


src