الترتيبات الدفاعيه التي نفذها لواء المشاة 19 بعد الدخول الى قاطع المسؤوليه :
خنادق النار وملاجئ الاشخاص :
1- الغاء خنادق النار التي كانت موجوده على سطح السده الترابيه حيث انها لاتؤمن مسار افقي للنيران وبالتالي فهي غير مؤثره عند تقرب العدو من مقدمة السده الترابيه .
2- حفر خنادق للنار في مقدمة السده الترابيه وبمستوى سطح الماء لكي تؤمن خط نار افقي للاسلحه المختلفه وبالتالي فأنها ستكون مؤثره مهما اقترب العدو من مقدمة السده الاماميه .
3- عمل مرابض حديديه للرشاشات المتوسطه والثقيله وتثبيتها على خطوط رمي ثابته تمنع سبطانة السلاح من الارتفاع عن مستوى سطح الماء ولاحاجه للتسديد والتصويب من قبل الرامي في حالة الهجوم المعادي بكثافه بشريه كبيره على جبهة 180 درجه لكافة وحدات اللواء وتم تصنيع هذه المرابض بواسطة مفرزة تصليح اللواء.
4- استخدام رشاشات ثقيله عيار 50 ملي نوع براوننغ امريكية الصنع من مساعدات حلف السنتو كانت مخزونه في المعسكر الدائم للواء في مدينة السليمانيه .
5- استلام رشاشات عيار 12.7 ملي خارج ملاك اللواء وبنسبة 100% وتم تدريب اعداد من الجنود عليها وتوزيعها على جبهة اللواء لتكثيف الرد الناري على اي هجوم معادي .
6- تصنيع روافد من الخرسانه المسلحه بالحديد موقعيا من منتسبي اللواء لتسقيف ملاجئ الاشخاص لحمايتهم من القصف المعادي .
تطهير ساحات الرمي ونصب منظومة الموانع :
1- تطهير ساحات الرمي من نباتات القصب والبردي وعلى مسافه لاتقل عن 200 متر من خنادق النار على طول السده الترابيه وبمكائن حديثه استوردتها وزارة التجاره لهذا الغرض .
2- نصب منظومة مانع اسلاك شائكه في المسطح المائي امام جبهة اللواء ويبعد بمسافه 200 متر من مقدمة السده الترابيه , وتم النصب في الماء بواسطه سرية سرية هندية الصوله ومفرزة تصليح اللواء
3- نصب منظومة معرقلات شوكيه في الماء ومن عدة صفوف امام مقدمة الساتر الترابي من اسياخ الحديد قطر 1 انج تم تصنيعها من قبل مفرزة تصنيع اللواء ونصبها من ثبل سرية هندسة الصوله .
4- نصب منظومة مانع سلكيه واطئه بدءا من مقدمة السده الترابيه وبعرض 4 امتار امام جبة اللواء لعرقلة مشاة العدو عند الصوله
5- زرع الغام نابالم بحريه تحت الماء عند مصب نهر السويب امام جسر السويب تفجر كهربائيا عند تقرب العدو من الجسر لكي تجعل المسطح المائي بروفه لنار جهنم يدخلها جنود العدو , تم نصب هذه الالغام بواسطة الهندسه العسكريه .
الحجابات :
1- تم تصنيع اطواف مربعه الشكل تم وضعها على المسطح المائي امام جبهات الوحدات متبادلة النظر ومتبادلة الاسناد الناري فيما بينها وتشغل بواسطة حضيرة مشاة تبدل اسبوعيا ومهمتها توفير انذار مبكر للموضع الدفاعي الرئيسي .
2- الحجابات المتحركه يتم باخراج دوريات على متن زوارق مصنوعه من الفايبر كلاس مزوده بمحرك ذي طاقه حصانيه عاليه وتشغل بواسطة حضيرة مشاة , وتم التدرب على استخدامها في هور الحمار
تخرج هذه الدوريات الى المهمه قبل الضياء الاخير وتعود قبل الضياء الاول , وتذهب الى المهمه بواسطة التجذيف لكي لايتم سماع صوت المحرك من قبل العدو .
الاستخبارات التعبويه :
استخدم اللواء ثلاثة مراصد في اماكن مختلفه لمراقبة تحركات العدو بشكل تفصيلي ودقيق في حقلي مجنون الشمالي والجنوبي والتي كانت تعطي مدلولات على تحركات العدو المستقبليه
- مرصد لسان الزرداني : حيث يوجد خزان الماء الذي ورد ذكره سابقا , وقد ضرب هذا الخزان في بداية الحرب من قبل طائره ايرانيه احدثت فجوه بعرض 1.5 متر وارتفاع نصف متر في مقدمة الخزان المواجهه للشرق باتجاه حقل مجنون , وفور تسلم اللواء للمسؤوليه قمت بزيارة الخزان واوعزت بعمل بابا للخزان مواجه لقطعاتنا لغرض الدخول اليه كما اوعزت بفرش ارضية ومقدمة الخزان باكياس رمل وتجهيزه بمرقب حدودي ذو قدرة تقريب كبيره ويربط بكيبل بحري في الماء مباشرة الى مقر ضابط استخبارات اللواء وامر اللواء شخصيا
كان هذا المرصد بمثابة رادار صغير يرصد حركات العدو لكونه الاعلى في المسطح المائي وحقلي مجنون " ارتفاع الخزان 10 امتار " وتم اشغاله بعناصر استخبارات اللواء وكان الرصد يسجل اولا باول
- مرصد ثاني خلف مقرات الافواج وهو ترابي ويقوم بنفس مهمة المرصد الاول .
- مرصد ثالث وهو مرصد المقر الجوال للواء .
- وهنالك مرصد مخصص لكل فوج يتم اشغاله من قبل عناصر استخبارت الافواج
- مراصد مدفعيه : لكل بطرية مدفعيه ملحقه بكل فوج مرصد مستقل لرصد حركة العدو وتصحيح النيران .
دوريات الاستطلاع :
تم تدريب سرية مغاوير اللواء في هور الحمار ونهر الفرات على القيام بعمل دورات استطلاعيه باستخدام الزوارق المطاطيه وزوارق الفايبر كلاس مستغلين الطبيعه المشابه للمنطقتين
وتم تحميل هذه الزوارق برشاشات متوسطه , وقد قمت باستغلال هذه الدوريات لاستطلاع السده الغربيه لحقل مجنون النفطي الجنوبي لمعرفة حجم تواجد العدو
وكانت هذه الدوريات تزود باسلاك مخابره بدلا من الاجهزه اللاسلكيه للتحدث بحريه مع الدوريه دون الخوف من انكشافها
استغرقت تحضيرات لواء 19 للموضع الدفاعي حوالي 9 اشهر
ادارة العركه الدفاعيه للواء المشاة 19 :
على ضوؤ المعلومات الاستخباريه وتحليل المعركه السابقه " معركة تاج المعارك " تم شرح كيفية اداره المعركه الدفاعيه في مقر استراحة الفرقه بحضور امر فرقة المشاة 2 وامري التشكيلات وامري الوحدات وامر مدفعية الفرقه وامري كتائب المدفعيه
تقرير معلومات مديرية الاستخبارات العسكريه العامه :
ذكر تقرير معلومات الاستخبارات الصادر عن مديرية الاستخبارات العسكريه العامه ان قاطع شرق دجله مرشح للمرة الثانيه كهدف مرتقب لهجوم معادي سيستهدف السيطره على الطريق العام " العماره-البصره "
وقطع الاتصال بين قطعات الفيلق السادس شمالا عن قطعات الفيلق الثالث جنوبا في منطقة السويب جنوب شرق القرنه ومن ثم الاستداره شمالا من اجل الاحاطه بقطعات الفيلق السادس من الخلف واسر افرادها او الاتجاه جنوبا من اجل الاحاطه بقطعات الفيلق الثالث من الخلف واسر افراده ومن ثم التوجه الى مدينة البصره كهدف سوقي خطير
مؤتمر ضباط الاستخبارات :
على ضوء تقرير الاستخبارات اعلاه فقد تم عقد مؤتمر في مقر فرقة المشاة 2 وفي مقر الفيلق السادس :
1- مؤتمر مقر فرقة المشاة 2 : وقد حضر المؤتمر قائد الفرقه الثانيه ورئيس اركان الفرقه وامرى الالويه " 18 و 19 و 36 " وامر مدفعية الفرقه وقد ادار المؤتمر ضابط الركن الثاني استخبارات الفرقه
وحدثت مشاده بيني وبين ضابط الركن الثاني حول صحة تقرير مديرية الاستخبارات حيث فندت صحته تبعا لخبرتي السابقه في قاطع الفيلق الرابع
2- مؤتمر مقر الفيلق السادس : وقد حضره امري جميع التشكيلات في قاطع الفيلق واداره الشهيد اللواء سنان عبد الجبار ابو كلل " وكان وقتها برتبة عقيد " امر استخبارات الفيلق حول المعلومات التي وردت في تقرير الاستخبارات الذي تمت الاشاره له سابقا
بعد نهاية المؤتمر اصطحبني الشهيد اللواء سنان عبد الجبار ابو كلل الى غرفته وقال : هذا التقرير صادر من اعلى المراجع في الاستخبارات ويجب عدم انتقاده امام العدد الكبير من امري التشكيلات
قلت له : ستحدث مذبحه اسوأ مما حصل في معركة تاج المعارك .
زيارة معاون رئيس اركان الجيش للعمليات وقادة الفيالق والفرق الى منطقة السويب :
كان تقرير الاستخبارات المشار اليه اعلاه والذي صدر في بداية عام 1986 قد سخن الموقف في قاطع الفيلق السادس " قاطع شرق دجله "
في صباح احد الايام بداية عام 1986 كان الموضع الدفاعي للواء المشاة 19 على موعد مع القادة التاليه اسمائهم :
1- اللواء الركن هشام صباح الفخري : معاون رئيس اركان الجيش للعمليات
2- اللواء الركن نزار الخزرجي قائد الفيلق الاول :
3- اللواء الركن سلطان هاشم احمد قائد الفيلق السادس
4- اللواء الركن شوكت احمد عطا قائد الفيلق السابع
5- اللواء الركن يالجين عمر قائد الفرقه 31 الفيلق الثالث
6- العميد الركن احمد راكان الشمري قائد فرقة المشاة 2
7- العقيد فوزي البرزنجي امر لواء المشاة 19
8- العقيد برزان شعلان امر لواء المشاة 36
بعد تفقد الترتيبات الدفاعيه الخاصه باللواء وخاصه عند مصب نهر السويب واطمئنانهم على ما لمسوه من جهود جباره امتدت على فترة 9 اشهر دار الحوار التالي بينهم :
قائد الفيلق السادس يؤكد واستنادا على تقرير الاستخبارات ان المكان الاكثر احتمالا لهجوم العدو هو قاطع السويب " قاطع لواء المشاة 19 "
يرد عليه قائد الفيلق السابع والذي تم وضعه كقائد رديف لقائد الفيلق السادس : ابو احمد " يقصد اللواء سلطان " هل تعتقد ان العدو بهذه الغباوه ليشن هجوم على هذا المكان , مكان فوزي اقوى من خط بارليف
واضاف : الهجوم سيكون على قاطع الفاو 100% حيث ان لواء الحدود 111 تشكيل جديد ومعظم جنوده احداث مستجدين . يجب تعزيز قاطع الفاو
رد معاون رئيس اركان الجيش : لايوجد لدينا احتياط !
تدخل قائد الفيلق الاول وقال : انا مستعدد لاحرر لوائين من الفيلق الاول لتعزيز قاطع الفيلق السابع في الفاو
سكت الجميع ومن ثم تحركوا الى مقر لواء المشاة36 لتناول الغداء , وبعد الغداء تكرر الحوار ثانية حيث كرر قائد الفيلق السادس حديثه عن خطورة قاطع السويب فرد عليه قائد الفيلق السابع : ابو احمد الفاو هي الخاصره اليسره واشار بيده الى خاصرته وهي اقرب مكان الى القلب .
بعد احتساء الشاي غادر الجميع الى مقر الفيلق السادس وعدت انا الى مقر لوائي
تقييم للموقف العام واجراء تقدير موقف للوقت والمسافه :
على ضوء تقدير موقف الاستخبارات والحوار الذي دار بين امري الفيالق عند زيارتهم للواء 19
وبين المعلومات التعبويه التي كانت يسجلها مرصد الزرداني توصلت الى موقف مغاير :
عقدت مؤتمرا لامري الوحدات وامر كتيبه مدفعية الاسناد المباشر للواء وهيئة ركن مقر اللواء واجرينا تقدير موقف للوقت والمسافه لقطعات العدو على الخرائط حيث كانت منطقة تحشد العدو في منطقة الجفير
وحسبنا اسوأ الاحتمالات لحساب الوقت المستغرق لتنقلها من الجفير الى الفاو يحتاج الى 3 ساعات تنقل وبحساب ان الوقت شتاء والضياء الاخير في الساعه 5 مساءا واذا اضفنا ساعه اخرى للمباشره في التنقل فأن طلائع
العدو سيصل الى الجهه الشرقيه لشط العرب مقابل الفاو في التاسعه مساءا وبأمكان العدو ان ينقل من لواء الى 3 الويه حتى الساعه 12 ليلا وهذه القوه بامكانها الهجوم على الضفه الغربيه لشط العرب واحتلال موطئ قدم
فيها على غرار ما حدث في قاطع شرق دجله سابقا .
بعد الخروج من المؤتمر ايقنت ان لا هجوم معادي على قاطعنا " قاطع شرق دجله "
المصدر
قراءه ممتعه
ترقبوا الحلقه القادمه