بسم الله الرحمن الرحيم
سنبدأ وعلى بركة الله ونتيجه للنقص الكبير في المعلومه التاريخيه الموثقه لما جرى في حرب الثمان سنوات بين العراق وايران والتشويه المقصود في اغلب المعلومات المنقوله عن هذه الحرب من قبل كثير من الاطراف
ارتأيت ان ابدأ بسلسله حلقات عن ابرز المعارك والاحداث في هذه الحرب بلسان قادتها العراقيين
وسنبدأ اليوم بذكر معركة تاج المعارك في اذار/ مارس 1985 والتي جرت في قاطع شرق دجله
هذه الشهاده بلسان اللواء الركن فوزي البرزنجي " اطال الله في عمره " والذي كان قائد لواء المشاة التاسع عشر في تلك المعركه
طوبوغرافية المنطقه " القاطع الاول "
الحدود العراقيه الايرانيه من منطقة جلات المقابله لمنطقة علي الغربي شمالا ولغاية منطقة الشيب المقابله لمدينة العماره العراقيه جنوبا
وهي ارض شبه جبليه داخل الحدود الايرانيه مشابهه لسلسلة جبال حمرين في العراق وتمتد لمسافة عدة مئات من الامتار داخل الحدود العراقيه وبعد ذلك يمتد سهل منبسط داخل الاراضي العراقيه
توجد فتحه في هذه السلسله شبه الجبليه شمال مدينة الطيب العراقيه , وهذه الفتحه تشكل مضيق يجري خلاله نهر الطيب
نهر الطيب يجري من الشرق الى الغرب ويجري داخل الاراضي العراقيه بهذا الشكل لمسافة 500 متر ثم يتجه جنوبا وبزاوية 90 درجه نحو مدينة الطيب ثم يستمر بالجريان الى منطقة هور السناف شمال مدينة المشرح
المنطقه التي تقع شمال نهر الطيب تعتبر معقده طوبوغرافيا ويصعب الدفاع عنها
وهذه المنطقه ستكون الموضع الدفاعي للواء المشاة التاسع عشر
الطرق الموجوده في القاطع الاول :
- طريق خدمه معبد يجري بموازاة الحدود ويبعد عن خط الحدود بمسافه قريبه يبدأ شمالا من ناحية بدره التابعه لمحافظه واسط شمالا ويمتد جنوبا الى مدينة الطيب ثم يستمر في مساره غرب نهر الطيب جنوبا الى مدينة العماره
- طريق ثاني يمتد بموازاة الحدود ايضا ويبدأ من مدينة الطيب شمالا ويسير جنوبا شرق نهر الطيب نحو مدينة المشرح
- الطريق العام " الكوت - العماره " ويسير شرق نهر دجله وبموازاة النهر ويبعد بمسافات متباينه عن خط الحدود تضيق كلما اتجهنا شمالا وصولا عند اضيق مسافه عن خط الحدود بين مدينة جلات ومدينة علي الغربي
طوبوغرافية المنطقه " القاطع الثاني "
الحدود العراقيه الايرانيه المشتركه ويمتد هذا القاطع من مدينة الشيب العراقيه شمالا حتى مدينتي كشك البصري والقرنه العراقيتين جنوبا
وهذه المنطقه تسمى ب " هور الحويزه " وهي اراضي مغموره بالمياه " مستنقعات " وينمو فيها نباتات القصب والبردي وبشكل طبيعي ويصل اطوال هذه النباتات حوالي 3 امتار
يبلغ عرض الهور حوالي 50 كم
تم تجفيف جزء من مياه الهور وانشاء لسان من اليابسه بين مياه الهور شرقا ونهر دجله غربا
وهذه اللسان البري يمتد من مدينة العزير شمالا حتى مدينة السويب جنوبا وهو جزء ضيق من اليابسه يبلغ اقصى عرض له 2 كم جنوبا عند مدينة القرنه حيث تم انشاء سداد ترابيه بعلو 3 امتار لحصر مياه الهور عن نهر دجله , كما تم انشاء سداد ترابيه عرضيه داخل مياه الهور وبعرض ثلاثة امتار فقط وسميت ب " لسان "
هنالك ثلاث السنه وهي :
- لسان عجيرده من الشمال وهو اطول الالسنه واشهرهم
- لسان هويدي في الوسط
- لسان الزرداني في الجنوب مقابل حقول نفط جزر مجنون
اما غرب نهر دجله فهنالك شريط ارضي يفصل مابين نهر دجله شرقا وهور الحمار غربا ولايتجاوز عرضه 500 متر وتربيته رخوه لا تتحمل وزن الدبابات والمعدات الثقيله
الطرق في القاطع الثاني :
- الطريق العام العماره - البصره ويمتد من مدينة العماره شمالا الى مدينة قلعة صالح الى مدينة العزير الى مدينة القرنه ثم البصره وهو طريق معبد لكنه ذو مسار واحد
- طريق خدمي انشأ قبل المعركه بفتره قصيره يمتد على السده الترابيه الفلصله بين هور الحويزه ونهر دجله وهو غير معبد
الموقف الخاص " القاطع الاول "
قطعات الجيش العراقي المدافعه عن القاطع الاول هي من تشكيلات الفيلق الرابع العراقي وهي كالتالي من الشمال الى الجنوب :
منطقة جلات ......قيادة قوات جلات
منطقة الطيب .....الفرقه 14 مشاة
منطقة الشرهاني .......الفرقه 20 مشاة
منطقة الفكه .....الفرقه الاولى الميكانيكيه " الاليه "
منطقة الشيب ......الفرقه 18 مشاة
احتياط الفيلق الرابع هي الفرقه المدرعه العاشره وهي منفتحه غرب نهر الطيب خلف قطعات الجبهه مباشرة
الموقف الخاص " القاطع الثاني "
على الرغم من العرض الكبير لهور الحويزه " حوالي 50 كم " وعدم امتلاك الايرانيين لوسائل القتال في المناطق المغموره في المياه انذاك الا انه تم اعداد مسرح العمليات على عجاله وتكون من التالي :
- تم انشاء قياده عسكريه جديده سميت " قيادة عمليات شرق دجله " وتسنم منصب القائد اللواء الركن محمد عبد القادر الداغستاني والقياده مسؤوله عن القطعات المدافعه في القاطع والتي تتشكل من
الفرقه 25 مشاة ومسؤوليتها من قرية البيضه شمالا حتى لسان عجيرده داخل جنوبا " مقر الفرقه شمال جسر العزير "
الفرقه 35 مشاة ومسؤوليتها من لسان عجيرده خارج شمالا حتى مدينة السويب داخل جنوبا " مقر الفرقه في مدينة القرنه "
خط الدفاع الثاني مكون من تشكيلات من الجيش الشعبي " متطوعين من المدنيين الذين تلقوا تدريبات عسكريه "
تقرير الاستخبارات العسكريه العراقيه قبل المعركه
كان تقرير الاستخبارات العراقيه ان الهجوم الايراني سيستهدف قاطع غرب الطيب " القاطع الاول " للوصول الى الطريق العام " الكوت - العماره " لقطع الاتصال بين القاطع الجنوبي والقاطع الاوسط من جبهة القتال
ثم الاتجاه جنوبا لتطويق قطعات الفيلق الرابع العراقي من الخالف ومحاصرتها والقضاء عليها او اسرها
حركة لواء المشاة التاسع عشر الى قاطع الفيلق الرابع
في كانون الثاني / يناير 1985 كان اللواء 19 مشاة يشغل موضع دفاعي في قاطع بنجوين في القاطع الشمالي " ضمن تشكيلات الفرقه 7 مشاة " من جبهات القتال وكانت درجه الحراره انذاك " 5 درجات تحت الصفر "
اتصل ضابط الركن الاول في الفرقه 7 مشاة مساءا وقال لي :
اوعزت القياده العامه للقوات المسلحه بحركة تشكيلكم " لواء المشاة 19 " من قاطع بنجوين في القاطع الشمالي الى قاطع الفيلق الرابع في العماره " القاطع الاوسط " وان الحركه ستكون في صباح الغد وبأقصى سرعه
وان مقدم اللواء سيقود التشكيل بدلا عنكم .
استفسرت منه عن السبب ؟
فأجاب " وصفوا الموقف هنالك اشبه بحامل في ايامها الاخيره وعلى وشك ان تلد خلال يوم او يومين "
وفي الليل عقدت اجتماعا مع امري الافواج واصدرت الاوامر بالحركه والتي ستكون على مرحلتين :
المرحله الاولى من بنجوين الى بعقوبه
المرحله الثانيه من بعقوبه الى العماره
وكلفت مقدم اللواء بقيادة التشكيل الى قاطع العماره
وفي الفجر وبعد الصلاه توكلت على الله وتوجهت الى قاطع العماره مع افراد حمايتي من اقصر الطرق ودون المرور ببغداد
يتبع .........
يرجى عدم التعليق حتى انتهاء نشر الموضوع