بسبب مشاركة إيهود ألمرت ورفض حضور احتفالات 14 جويليةمقاطعة متوقعة من بوتفليقة لجلسة تأسيس الاتحاد المتوسطي بباريس كشفت مصادر موثوقة لـ"الشروق اليومي"، أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، سيقاطع دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لحضور إعلان انطلاق مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط" يوم الثالث عشر من جويلية القادم.
* الرئيس سيكرم يوم 13 جويلية الناجحين المتفوقين في الباكالوريا
الذي يتزامن مع العيد الوطني الفرنسي، المصادف ليوم الرابع عشر من نفس الشهر. وأرجعت مصادرنا سبب المقاطعة لاعتبارات تاريخية، وحضور رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت اللقاء.
أفادت مصادرنا أن الرئيس بوتفليقة الذي سيتغيب عن حضور لقاء إعلان انطلاق مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط"، على غرار العقيد معمر القدافي، وإمكانية تغيب الرئيس السوري بشار الأسد، سيقوم يوم 13 جويلية تاريخ الإعلان عن اللقاء بتكريم المتفوقين في شهادة البكالوريا.
وأسرّت مصادرنا أن الرئيس الفرنسي، الذي قدم دعوة رسمية لرئيس وزراء إسرائيل لحضور اللقاء، وهو ما أكدته وكالة الأنباء الفرنسية يوم الخميس المنصرم، طلب من كل المدعوين البقاء بباريس لحضور الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي المصادف ليوم الرابع عشر من جويلية القادم، وهو ما يعتبر إهانة لعدد من البلدان أو المستعمرات القديمة لفرنسا، التي رفضت الاعتذار لشعوبهم عن الجرائم التي ارتكبتها خلال فترة احتلالها، وما تزال فرنسا تصر على عدم تقديم اعتذارها للجزائريين، مع التذكير بأن خليفة جاك شيراك ومنذ وصوله إلى قصر الإليزيه قبل عام، رفض الاعتذار للشعوب التي احتلتها بلاده، رغم حديثه المتكرر عن ضرورة التسامح بين الشعوب، وترك التاريخ للتاريخ، والحاضر للحاضر، ومعالجة الأمور بنظرة المستقبل.
وكانت الجزائر قد أعلنت تحفظها على المشروع الفرنسي، وطالبت باسم الدول العربية خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في الجزائر بـ "توضيحات" بخصوص تداعيات وجود إسرائيل داخل هذا المشروع، مؤكدة عدم قبولها بأن يكون بوابة للتطبيع مع الدولة العبرية. وحتى إن أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، بعد اختتام أشغال قمة طرابلس، بأن القمة مكنت من الخروج بـ "تصور مشترك" حول مشروع الإتحاد من أجل المتوسط.
ووصف هذا اللقاء بـ "المبادرة الحميدة" التي مكنت رؤساء الدول المشاركين من التشاور وتبادل الآراء من أجل تقديم الاقتراحات في إطار مسار المشاورات "الذي سيتواصل"، فإن الانطباع السائد يؤكد بأن الجزائر ستكون عقبة رئيسة أمام نجاح المشروع الأورو متوسطي، على اعتبار الثقل السياسي للجزائر في المنطقة، وأن نجاح المشروع مرتبط بموقف الجزائر الذي لن يتعارض مع الموقف الجامع للدول العربية، خاصة ما تعلق بقضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وأن الجزائر ملزمة بتطبيق بنود القمة العربية المنعقدة في مارس 2005 بالجزائر، والتي تلح على أن أي تطبيع مع إسرائيل لن يخرج عن دائرة الاتفاق العربي الشاملة، والانسحاب الكلي للكيان اليهودي من الأراضي المحتلة سنة 1967، أو الالتزام باتفاقية بيروت لعام 2002 التي تم تجديدها قي قمة الجزائر.
وسيعرف الموقف الجزائري من المشروع الأورو متوسطي في الاجتماع الذي سيعقد يوم 27 جوان المقبل ببروكسل من أجل إعداد التصريح الذي ستتم المصادقة عليه بباريس، وهو الاجتماع الذي سيتم فيه استكمال مشروع التصريح الذي سيرفع لرؤساء الدول خلال القمة المقررة يوم 13 جويلية بباريس، ومن المحتمل أن لا يشارك وزير الخارجية الجزائري في هذا اللقاء على أساس أن وزير خارجية إسرايل "سينفني ليفني" ستكون من المدعوات للمشاركة في هذا اللقاء.