حرب الخليج الأولى أو
الحرب العراقية الإيرانية، أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية اسم
قادسية صدام بينما عرفت في إيران باسم
الدفاع المقدس (
بالفارسية:
دفاع مقدس)، هي حرب نشبت بين العراق وإيران بعد عبور الوحدات البرية العراقية الحدود المشتركة مع إيران في
22 سبتمبر 1980 هذه الحدود التي أصبحت مسرح أطول حرب في القرن العشرينوواحده من أكثرها دموية
، أدت الحرب إلى مقتل ما يقارب المليون إنسان وخسائر مالية قدرت بحوالي 400 مليار دولار أمريكي، وقد أثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة
الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى
حرب الخليج الثانية والثالثة.
سياسياً شهدت سنة 1979 حدثين بارزين في العراق وإيران هما وصول
الإمام الخميني إلى السلطة في
إيران بعد نجاح
الثورة الإسلامية، ووصول الرئيس العراقي
صدام حسين إلى هرم السلطة في الجمهورية العراقية بعد أن أستقال الرئيس
البكر.
الأسباب : من اليمين
صدام حسين هواري بومدين محمد رضا بهلوي،
اتفاقية الجزائر 1975 ترجع أصول الخلافات العراقية-الإيرانية إلى التجاذبات السياسية بين العراق وإيران حول ترسيم الحدود بين البلدين وقد بقيت هذه الخلافات مشكلة عالقة في العلاقات الإيرانية العراقية لا سيما حول السيادة الكاملة على
شط العرب.
في سنة 1969 ألغى شاه إيران
محمد رضا بهلوي من جانب واحد اتفاقية الحدود المبرمة بين إيران والعراق سنة 1937 وطالب بأن يكون خط منتصف النهر هو الحد ما بين البلدين، وفي عام 1971 احتلت البحرية الإيرانية الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وقطعت العراق علاقاتها بإيران في ديسمبر 1971، وشملت الخلافات أيضا أحتلال إيران المناطق الحدودية وهي زين القوس وبير علي والشكره، في 1972 بدأ الصدام العسكري بين إيران والعراق وازدادت الأشتباكات على الحدود وزاد نشاط الحركات الكردية المسلحة في الشمال، بعد وساطات عربية وقعت العراق وإيران اتفاق الجزائر سنة 1975 واعتبر على اساسه منتصف النهر في شط العرب هو خط الحدود بين إيران والعراق، تضمن الاتفاق كذلك وقف دعم الشاه للحركات الكردية المسلحة في شمال العراق.
شهد العام 1979 تدهوراً في العلاقات بين العراق وإيران إثر قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 فاتهمت العراق الإيرانيين بقصف البلدات الحدودية العراقية في 4 سبتمبر/ أيلول 1980 واعتبر العراق ذلك بداية للحرب فقام الرئيس العراقي صدام حسين بالغاء اتفاقية عام 1975 مع إيران في 17 سبتمبر/ أيلول 1980 واعتبار مياه
شط العرب كاملة جزءاً من المياه الإقليمية العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق اهدافا في العمق الإيراني، وبدأت إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية.
كما وأعلن الرئيس العراقي صدام حسين أن مطالب العراق من حربه مع إيران هي: الاعتراف بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية، وإنهاء الاحتلال الإيراني لجزر
طنب الكبرى وطنب الصغرى
وأبو موسى في الخليج العربي عند مدخل مضيق هرمز، وكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
ميزان القوي : العراقتألفت
القوات المسلحة العراقية من 222.000 ألف فرد موزعين صفوف القوات البرية والجوية والبحرية، وتتواجد بجانب القوات المسلحة
قوات شبه عسكرية ممثلة
بالجيش الشعبي.
الجيش صدام حسين القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية
يتألف الجيش العراقي من 212,000 جندي عام 1980، التشكيلات الأساسية للجيش هي 12 فرقة عسكرية; منها 5 فرق مدرعة وبقية الفرق مابين فرق مشاة ومشاة آلية.
يقدر عدد دبابات القتال الرئيسية بحوالي 1740 دبابة من طرازات
تي-54 وتي-55 وتي-62 والقليل من دبابات
تي-72، وكان العراق قد تسلم من الاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1970 و1979 700 دبابة
تي-62 و 300 دبابة
تي-55 و50 دبابة
تي-72 ، وقد وكان من المقرر أن تصل إلى العراق المزيد من دبابات
تي-72 بحراً إلى إلا انها عادت أدراجها فور نشوب الحرب وفرض موسكو حظر سلاح على العراق.
مركبات القتال المدرعة وناقلات الجنود المدرعة العراقية تتألف من مركبات
بي إم بي-1 بي أر دي إم-2 بي تي أر-50 وبي تي أر-60.
- الفرقة الأولى الآلية (الديوانية)
- الفرقة الثانية مشاة (كركوك)
- الفرقة الثالثة المدرعة (تكريت)
- الفرقة الرابعة مشاة (الموصل)
- الفرقة الخامسة الآلية (البصرة)
- الفرقة السادسة المدرعة (بعقوبة)
- الفرقة السابعة مشاة (السليمانية)
- الفرقة الثامنة مشاة (أربيل)
|
- الفرقة التاسعة المدرعة (السماوة)
- الفرقة العاشرة المدرعة (بغداد)
- الفرقة الحادية عشر مشاة (السليمانية)
- الفرقة المدرعة الثانية عشر (دهوك)
- اللواء 31 قوات خاصة
- اللواء 32 قوات خاصة
- اللواء 33 قوات خاصة
|
القوة الجويةضمت القوة الجوية العراقية عام 1980 على ما يقارب 18,000 فرد وهي مجهزة بـ 5 أسراب أعتراضية مسلحة بطائرات
ميج-21 و 14 سرب هجوم أرضي منها 4 أسراب
ميج-23بي و3 أسراب
سوخوي-7بي و4 أسراب
سوخوي-20 وسرب طائرات
هوكر هنتر وسرب إليوشن-28 وسرب
توبوليف تو-22.
تضم الأسراب 115 طائرة
ميج-21 و 80 طائرة
ميج-23بي و 40 طائرة
سوخوي-7بي و 60 طائرة
سوخوي-20 و 15 طائرة
هوكر هنتر 10 طائرات إليوشن-28 و12 طائرة
توبوليف تو-22 بمجموع 332 طائرة.
قوة الدفاع الجوي تتألف من 10.000 فرد ومجهزة بمنظومات الدفاع جوي تضم 50 بطارية صواريخ من سام 2 وسام 3
وسام 6 وصواريخ كورتل إضافة إلى المدافع المضادة للطائرات.
البحريةضمت البحرية العراقية بين صفوفها قبل الحرب قرابة الأربعة آلاف منتسب، التسليح الأساسي للقوة يتضمن زوارق الصواريخ وسفن الأبرار.
إيران مرشد الثورة الإسلامية روح الله الخميني
قبل سقوط الشاه سنة
1979 كانت
الجيش الإمبراطوري الإيراني يتألف من 415.000 فرد، منهم 285.000 يخدمون بالقوات البرية و 100.000 في سلاح الجو و 30.000 في البحرية. إضافة إلى ذلك توجد قوات الجندرمة التي تضم 75,000 فرد.
بعد الثورة الإسلامية تقلصت أعداد القوات العسكرية حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني إبراهيم يزدي في 3 مايو أن الحكومة الإيرانية تنوي تخفيض عدد الجيش إلى النصف
فخفضت أعدد القوات المسلحة إلى 240.000، ليبلغ عدد الجيش 150.000 وسلاح الجو إلى 70.000 والبحرية إلى 20.000، وإلى جانب الجيش استحدثت الجمهورية الإسلامية قوات مسلحة جديدة عرفت باسم الحرس الثوري ضمت قبل الحرب 30,000 فرد.
الجيشقبل أن يسقط نظام الشاه كانت القوات البرية الإمبراطورية في بداية عام 1979 تضم 285.000 فرد، التشكيلات الأساسية للقوات البرية تتضمن 10 فرق عسكرية منها أربعة فرق مدرعة وتضم كل فرقة مدرعة 6 كتائب دبابات و 5 كتائب آلية، وبالإضافة إلى ذلك تتواجد 4 ألوية مستقلة لا تتبع الفرق العشرة:
- الفرقة المدرعة 92 (خوزستان)
- الفرقة المدرعة 81 (كرمنشاه)
- الفرقة المدرعة 16 (قزوين)
- الفرقة المدرعة 88 - تحت التشكيل (سيستان)
- فرقة المشاة 28 (كردستان)
- فرقة المشاة 64 (رضائية)
- فرقة المشاة 77 (خرسان)
|
- فرقة الحرس الإمبراطوري 1 (بعد الثورة فرقة المشاة 21)
- فرقة الحرس الإمبراطوري 2 (بعد الثورة فرقة المشاة 21)
- فرقة مشاة احتياط (تبريز)
- لواء مشاة 84 (خرم آباد)
- لواء قوات خاصة 23 (طهران)
- اللواء المدرع 37 (شيراز)
- اللواء المظلي الخامس والخمسين (شيراز)
|
دبابات القتال الرئيسية تقدر بـ 1735 دبابة منها 400 دبابة
M-47 باتون تسلمتها إيران في نهاية الخمسينيات وجرى تحديثها ما بين 1970-1972 ، وخلال أعوام
1970 -
1979 كان الجيش الإيراني قد تسلم من الولايات المتحدة 460 دبابة
إم-60 باتون ومن بريطانيا ما مجموعه 894
دبابة قتال رئيسية من نوع
تشفتين و 250
دبابة سكوربيون.
ناقلات الجند في الجيش الإيراني تشمل 325 مدرعة
إم 113 و 270
بي تي أر-50 و 300
بي تي أر-60 سلمت ما بين 1967 و 1968، كما أمتلك الجيش الإيراني مخزونا كبيرا من قواذف الصواريخ الموجهة المضادة للدروع
بي جي إم-71 تاو و
دراجون.
سلاح الجو شاه إيران
محمد رضا بهلوي مع قادة سلاح الجو الإيراني
كانت القوات الجوية الإيرانية في 1979 تضم 100,000 فرد، منهم 5.000 طيار وما لا يقل عن 520 طائرة حديثة وحوالي 100 طائرة نقل العمود الفقري لسلاح الجو الإيراني كانت طائرات
إف - 4 فانتوم حوالي 225 طائرة جرى تسليم أول دفعة مكونة من 32 طائرة F-4D ما بين 1968 و 1970 ومن الفئة الأحدث F-4E تسلم سلاح الجو 177 طائرة ما بين 1971 و 1978 إضافة إلى 16 طائرة RF-4E
استطلاع.
كذلك جرى تسلم 166 طائرة
نورثروب إف-5 و 15 طائرة استطلاع إف-5
ما بين 1974 و 1976، وفي بداية 1976 وصلت إلى إيران أولى دفاعات طائرة
إف - 14 توم كات وإجمالي ما سلم قبل الثورة الإسلامية 79 طائرة.
ويتواجد في إيران 10 مطارات عسكرية في
طهران و
أصفهان و
شيراز و
تبريز و
بندر عباس و
بوشهر و
ديزفول وجاهبار واغاجري، بمجموع 12 سرب لطائرات
إف - 4 فانتوم و 11 سرب لطائرات
نورثروب إف-5 و 4 أسراب لطائرات
إف - 14 توم كات.
المروحيات الهجومية هي 205 طائرة عمودية من
إيه إتش-1 كوبرا كما ضم سلاح الجو الإيراني إلى أنظمة الدفاع الجوي المؤلفة من بطاريات صواريخ
إم آي إم-23 هوك وحوالي 1800 مدفع مضاد للطائرات.
البحريةالإيرانية ضمت 30.000 فرد وهي تضم 3
مدمرات اثنتان أمريكيتان وواحدة بريطانية و 4
فرقاطات من فئة
فوزبر مارك 5 وعدة زوارق صواريخ فرنسية "كومباتانت II" وسفن ألغام وعدة عبارات هوفر كرافت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحرب
1980 غلاف
مجلة التايم الأمريكية في
6 أكتوبر 1980، ويظهر في الغلاف صورة
لبرميل نفط رسم في وسطه
الخليج العربي وتظهر النيران تشتعل به
بعد اشتباكات حدودية متقطعة في
مايو-
أغسطس 1980، أشتدت حدة الاشتباكات الحدودية في شهر سبتمبر، ففي 10 سبتمبر أعلن في العراق عن تحرير عدة قرى حدودية من الجيش الإيراني، وفي 17 سبتمبر أعلن الرئيس العراقي عن ألغاء اتفاقية الجزائر 1975 وسيادة العراق عن كامل أراضية، لتعبر بعدها الوحدات والتشكيلات البرية العراقية في 22 سبتمبر الحدود الدولية المشتركة مع ايران، لتصبح تلك الحدود مسرحا لأطول حرب يشهدا القرن العشرين وأحد أكثر الحروب دموية في الشرق الاوسط.
دولياً أثارت الأنباء حول تصاعد حدة الأشتباكات بين العراق وإيران والقتال الدائر حول
شط العرب مخاوفاً من تأثر أمدادات النفط العالمية لاسيما كون العراق وإيران من أكبر مصدري النفط في العالم كما أثارت مخاوفا من أمتداد نطاق الحرب في الخليج العربي أحد أكثر مناطق العالم ثراءاً بالنفط وهو ما عبرت عنه مجلة التايم الأمريكية في اصدارها في 6 أكتوبر 1980 ببرميل ببرميل نفط ينفجر ويشعل منطقة
الخليج العربي التي رسمت في وسط البرميل.
الضربة الجويةقبيل الهجوم البري خططت القيادة العسكرية العراقية لشن ضربة جوية تهدف إلى تحييد سلاح الجو الإيراني على الأرض بهدف تمهيد الطريق للقطاعات البرية للعبور إلى داخل العمق الإيراني محاكاة للنجاح الذي حققه الطيران الإسرائيلي في حرب 1967 والطيران المصري في 1973.
وطبقاً للخطة شنت الطائرات العراقية هجومها في ظهيرة يوم 22 سبتمبر على مجموعة من الأهداف الإيرانية على شكل موجتين من المقاتلات والقاذفات بما لا يقل عن 192 طائرة في الموجة الأولى و 60 طائرة في الموجة الثانية، واستهدفت في الضربة 8 قواعد جوية لسلاح الجو الإيراني إضافة إلى 4 مطارات و 4 منشئات عسكرية للجيش الإيراني
، في العاصمة الإيرانية
طهران وصلت 3 طائرات
ميج-23 عراقية إلى هدفها وهو
مطار مهرآباد في العاصمة، دمرت خلال الغارة طائرة
إف-4 فانتوم كانت متوقفة بالمطار.
طيارون عراقيون يستعدون لضرب أهداف إيرانية جديدة خلال الحرب العراقية الإيرانية وتظهر خلفهم طائرات
الميراج إف1 لم تحقق الضربة الجوية أهدافها المخططة لها
، فقد كانت الأضرار بسيطة نسبيا فعلى عكس
حرب 1973 كان الطيران المصري مزوداً بمواقع تمركز القوات الإسرائيلية في سيناء بفضل صور الأقمار الصناعية السوفيتية وصور طائرات الاستطلاع
ميج-25 ولم يتوافر ذلك للطيران العراقي
، كما كان العتاد المستخدم في الهجوم خفيفا لأسباب تتعلق بمشاكل مدى الطيران وقدرة الطائرات على الحمولة
، بالإضافة إلى أن الطائرات الإيرانية كانت في منشئات دفاعية حصينة.
مع اطلالة فجر يو
23 سبتمبر شن الطيران الإيراني هجوما مضادا على العاصمة العراقية بغداد لتدوي صافرات الأنذار لأول مرة في احياء العاصمة، وأعلنت القيادة العامة للجيش العراقي عن اسقاط 68 طائرة معادية، وكان الطرفان يبالغان في تقدير خسائر العدو لكل منها في بداية الحرب.
وقد شملت الضربة الجوية الإيرانية عدة مناطق حيوية في العراق.
في نفس اليوم 23 سبتمبر أصدر الرئيس الإيراني
أبو الحسن بني صدر قرارا بالأفرج عن ضباط سلاح الجو المعتقلين، وأرسل بعضهم فوراً للإلتحاف بوحداتهم بينما أدخل البعض في دورات تعليمية للتعرف على جرائم الشاه ونظامه.
الهجوم البري المناطق المستولى عليها من قبل القوات العراقية
بالبنفسجي وتظهر بالخارطة مواقع الحقول النفطية
جسر نصب على نهر لعبور الدبابات والآليات
بعد الضربة الجوية دفع الجيش العراقي
وحداته العسكرية إلى الأراضي الإيرانية على أمتداد جبهة بطول 800 كيلو متر.
وقسمت الجبهة إلى 3 مناطق عسكرية:
- المنطقة العسكرية الشمالية ومركز قيادتها كركوك (فرقة مدرعة وفرقة مشاة آلية وفرقتا مشاة وفرقة مشاة جبلية)
- المنطقة العسكرية الوسطى ومركز قيادتها بغداد (فرقتان مدرعتان وفرقة مشاة ولواء حرس جمهوري)
- المنطقة العسكرية الجنوية ومركز قيادتها الناصرية (فرقة مدرعة وفرقتا مشاة آلية)
في المنطقة الجنوبية تقدمت القوات العراقية نحو محافظة
خوزستان التي تتمركز فيها
الفرقة المدرعة 92 وأستطاعت القوة العراقية عبور نهر شط العرب والتقدم شرقا، ثم أكملت عبورها ل
نهر قارون في 11 أكتوبر .
في 24 أكتوبر سقطت
المحمرة بيد القوات العراقية
أكملت القوات العراقية تقدمها في هذا القطاع حتى توقفت قبالة مدينتي ديزفول و
الأهواز.
في المنطقة الوسطى استولت القوات العراقية على حوض سومار بعد أن دمرت أكثر من جحفل معركة إيراني وانسحاب الوحدات المدرعية الإيرانية إلى العمق عبر الشعاب والوديان، وكانت كل من الفرقة الرابعة والثامنة إضافة إلى اللواء المدرع العاشر من الفرقة العاشر قد شرعوت في التقدم إلى سومار عبر مندلي، فيما قامت الفرقة الثانية عشر بالانطلاق نحو نفط شهر ثم التقت مع القوات الأمامية للفرقتين الرابعة والثامنة، كان هدف النهائي للفرق الثلاث التقدم إلى العمق نحو كيلان غرب.
في القطاع الشمالي استولت الفرق العراقية على قصر شيرين، وبحلول نهاية عام 1980 كانت القوات العراقية قد استولت على شريط حدودي بطول 800 كم من قصر شيرين شمالاً حتى المحمرة جنوباً بعمق يتراوح من 20-60 كم داخل الأراضي الإيرانية.
في بداية أكتوبر عرض مجلس الأمن أقتراحاً لوقف إطلاق النار رفض من قبل إيران كما عرض العراق وقفا لإطلاق النار في 4 أكتوبر والجلوس على مائدة المفاوضات.
في 7 نوفمبر نفذ الجيش الإيراني عملية إبرار على
ميناء البكر النفطي بجنوب البصرة، لكن سرعان ما تمكنت القوات العراقية من أسترجاع الميناء في اقل من 24 ساعة، كما أعلن الرئيس العراقي في
7 نوفمبر عن وقف تقدم قواته وان العراق سيحتفظ بالأراضي الإيرانية المستولى عليها وان الجيش سينتهج استراتيجية دفاعية
، في نهاية 1980 أنخفضت حدة القتال وسارعت القوات الإيرانية بدفع قواتها إلى الجبهة وإعادة تنظيم صفوفها.
1981 أفراد الجيش العراقي
علي خامنئي في الجبهة 1981
في بداية يناير 1981 اكملت القوات الإيرانية استعداداتها بعد أن قضت شهر
ديسمبر في تعزيز قواتها في الجبهة حيث دفعت بالمزيد من القوات الإيرانية إلى الجبهة. خططت القيادة لشن عملية عسكرية تتضمن دفع
الفرقة المدرعة 92 مع الفرقة المدرعة 16 للتعامل مع القوات العراقية في ضواحي سوسنكرد (الخفاجية).
خطط للهجوم بشكل سيء إذ تم دفع القوات الإيرانية في ليلة 4-5 يناير بالدبابات دون توافر عدد كافي من المشاة مما عرضها لهزيمة كبيرة.
ساندت الفرقة 77 مشاة من الجيش الإيراني الهجوم إلا انها اصطدمت بالفرقة الخامسة مشاة آلية العراقية.
أعلنت القيادة العامة للجيش العراقي في 6
يناير 1981 أنها قتلت 381 جندي إيراني ودمرت 43 دبابة وأسقطت طائرتين
إف - 4 فانتوم وطائرة عمودية واحدة، وأن خسائرها 29 قتيل و 3 دبابات و3 مدافع ، في اليوم التالي أذاعت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية في
7 يناير بياناً ذكرت فيه أنها دمرت لواء مدرع إيراني وقتلت المئات من أفراده وأسرت العشرات وأنها أستولت على 51 دبابة و13 ناقلة أشخاص مدرعة و30 عجلة مختلفة، وان القوات الجوية تمكنت من أسقاط طائرتين
إف-5 باشتباك جوي في 15 يناير سقطت الحويزة في شمال الخفاجية بيد الجيش العراقي.
في نهاية شهر مايو هاجت القوات العراقية في ليلة 28/29 مايو مدينة
دهلران في القطاع الأوسط ومع بداية النهار وتحت قصف مدفعي قوي اقتحمت المدينة من عدة جهات، وشرعت تطهرها من القوات الإيرانية الموجودة داخلها، إلا أن الإيرانيين كانوا قد أخلوا المدينة ليلا وأنسحبوا إلى المناطق الجبلية حولها، تمكنت القوة العراقية من السيطرة على المدنية طوال اليوم ثم انسحبت مع حلول الليل إلى مواقعها في الخطوط العراقية بلغت الخسائر الإيرانية في هذه الإغارة 96 قتيلاً، وعدداً من الجرحى، و4 أسرى، وتدمير عدة مَواقع ومعدات. واستيلاء القوات العراقية على مدفعَين و30 طناً من معدات وذخائر وأسلحة خفيفة.
في 7 يونيو/حزيران أستغلت إسرائيل أنشغال الدفاعات الجوية العراقية المنشغلة على الجبهة الإيرانية فشنت الطائرات الإسرائيلية هجوما على المفاعل النووي العراقي الواقع في التويثة قرب بغداد وكان يسمى مفاعل تموز النووي.فأغار عدد من الطائرات الإسرائيلية من نوع أف - 16 على مفاعل تموز وحولته إلى مجرد أنقاض خلال ثوان معدودة من القصف. وبررت إسرائيل، التي كان مناحيم بيغن رئيس وزرائها آنذاك، قصف المفاعل بأن العراق كان يطور أسلحة نووية، في 21 يونيو قتل الدكتور
مصطفى شمران وزير الدفاع الإيراني خلال المواجهات مع الجيش العراقي.
خلال الحرب ساندت دول الخليج العراق لوجستياً واقتصادياً، وفتحت الكويت موانئها للعراق فكانت تعبر الحدود الكويتية إلى العراق ما بين 500 إلى 1,000 شاحنة ثقيلة يوميا سنة 1981، في أبريل وديسمبر أقرضت الكويت العراق ما مجموعة 2 مليار دولار بدون فوائد بعد قرض عقد للعراق في خريف العام الماضي بـ 2 مليار بلا فوائد
، السعودية عقدت قرضاً 10 مليار دولار في نهاية هذا العام
، قطر عقدت قرضاً بمليار دولار إضافة إلى إماراتي أبوظبي ورأس الخيمة بمبلغ 1 إلى 3 مليار دولار .
وكانت إيران قد حذرت الدول الإقليمية بإنها ستتخذ إجراءات مناسبة تجاه أي دولة تحول دعمها الحذر لبغداد إلى تعاون فعال
، ونتيجة لذلك أغارت الطائرات الإيرانية في 12 و16 نوفمبر 1980 على المراكز الحدودية الكويتية.
في 1 أكتوبر 1981 ضربت مصفاة أم العيش النفطية بالكويت بغارة جوية وبالرغم من نفي طهران مسؤليتها إلا أن طائرة الأواكس التي تتخذ من السعودية مقراً لها أفادت بأنها تتبعت الطائرة المهاجمة من قواعدها في إيران.
خلال هذا العام أسقطت الدفاعات الجوية الكويتية طائرة
إف - 4 فانتوم إيرانية بصاروخ
إستريلا 2 بعد أختراقها المجال الجوي الكويتي في العبدلي شمال الكويت
. في نهاية 1981 سقطت طائرة نقل عسكرية من طراز
سي-130 هيركوليز كان على متنها كل من القائد العام للقوات الإيرانية الكولونيل سيد موسى ووزير الدفاع الإيراني، ورئيس الأركان وقائد القوات الجوية.
1982 القطاع الجنوبي
طفل إيراني على الجبهة الإيرانية
بعد انقضاء فصل شتاء شنت القوات الإيرانية في 22 مارس هجومها الذي أطلقت عليه اسم "فتح" على قوات الفيلق العراقي الرابع المتمركزة في قاطع الشوش-ديزفول، تشكلت القوات الإيرانية المهاجمة من فرقتين الأولى مدرعة والثانية مشاة دعمت القوة بلواء مظلي وكتيبة صاعقة إضافة إلى 20 ألف جندي من الحرس الثوري، نجحت القوة الإيرانية في تحقيق اختراق بعمق 20 كم بطول 100 كم على الجبهة وأجبرت قوات الفيلق الرابع على التراجع إلى خطوط دفاعية جديدة.
في نهاية 26 مايو استولت القوات الإيرانية على المحمرة لتصل إلى الحدود الدولية الأمر إلى دفع الحكومة العراقية إلى عرض مبادرة لوقف إطلاق النار في
يونيو 1982 واللجوء إلى التحكيم للوصول إلى حل للنزاع بين البلدين، وقد أعلنت الحكومة العراقية في 20 يونيو 1982 عن عزمها سحب الجيش العراقي من الأراضي الإيراني خلال 10 أيام وتم الانسحاب فعلاً في 30 يونيو.
رفضت إيران المبادرة العراقية واشترطت أن تدفع الحكومة العراقية 150 مليار دولار كتعويضات وأن يحاكم الرئيس العراقي صدام حسين أمام محكمة دولية باعتباره المسؤول عن نشوب هذه الحرب وان تعطى القوات الإيرانية الحق بالعبور من خلال العراق للاشتراك في القتال الدائر
بلبنان.
في منتصف يونيو شنت إيران عمليتها العسكرية التي حملت اسم رمضان في 13 يونيو 1982 والهدف كان احتلال
البصرة ثاني أكبر مدن العراق وعاصمة الجنوب العراقي، حشدت إيران قوات الباسيج والباسداران في واحدة من أكبر المعارك البرية منذ
1945 خلال الصيف كان
سلاح الهندسة قد عمل على بناء الدفاعات العسكرية لمدينة البصرة تضمنت الدفاعات بناء خطين دفاعيين شرق البصرة تفصل بينها عدة كليومترات وزرعت الألغام وبنيت الحواجز والمصدات والأسلاك الشائكة والخنادق وحفرت الحفر للمدفعية إضافة إلى توسيع بحيرة الأسماك.
كلفت بغداد الفيلق الثالث للدفاع عن البصرة ضم الفيلق 9 فرق عسكرية منها 4 مدرعة وفرقة مشاة آلية و4 فرق مشاة، إيران حشدت للهجوم 4 فرق مدرعة وفرقتي مشاة ولواء مدرع مستقل ولواءين مشاة مستقلين وما بين 40 إلى 60 ألف مقاتل من الحرس الثوري والمتطوعين
أستخدمت طهران الموجات البشرية لعبور حقول الألغام والتحصينات الدفاعية، شارك في هذه الموجات متطوعون من عمر التاسعة حتى ما فوق الخمسين ، لم تحقق العملية العسكرية رمضان نجاحاً لطهران سوى أنها كبدت القوات الإيرانية المزيد من الخسائر.
بدء الهجوم الإيراني الأول على البصرة في مساء 13 يوليو وتألف الهجوم من الفرقة المدرعة 92 والفرقة 30 ولواء مشاة من الفرقة 77 وحوالي 30 ألف من قوات الحرس الثوري في الساعة العاشرة مساء، حيث تقدمت القوات الإيرانية تحت ستر الظلام وهاجمت الدفاعات العراقية قرب البصرة، نجح الهجوم الإيراني في تحقيق اختراق بعمق 15-20 كم قبل أن يتوقف الهجوم بعد اثني عشرة ساعة من القتال في صباح يوم 14 يوليو.
بعد توقف الهجوم في الساعة 10 صباحا سارع العراقيون بشن هجوم مضاد بحجم 3 ألوية مشاة كل لواء يضم كتيبة دبابات دعمت بالمدفعية والطائرات العمودية المسلحة، اسفر الهجوم العراقي عن تدمير القوة المخترقة واجبارها على الارتداد لمسافة 7-15 كم.
كررت القوات الإيرانية الهجوم مرة أخرى في أيام 16 يوليو و21 يوليو و23 يوليو وأخير في 28 يوليو قبل ان تسترد القوات العراقية معظم الأراضي بهجمات مضادة في 29 و30 يوليو.
1983 جندي إيراني مرتديا قناع الغاز
في ليلة
6 فبراير شنت إيران هجوماً ليلياً كبيراً بالمشاة قرب
مدينة العمارة بقوة مكونة من 6 فرق بإجمالي 50,000 جندي ضد الجيش العراقي الرابع المكون من 7 فرق بـ 50,000 إلى 55,000 جندي، وكان الطقس آنذاك ممطراً لمنع المروحيات الهجومية العراقية من الطيران، هدف الإيرانيون إلى جعل القائد العراقي يدقع باحتياطياته لصد الاختراق الإيراني ثم يقوم الإيرانيون بقطع طريق على خط بغداد-البصرة.
إلا ان القائد العراقي احتفظ باحتياطياته خلف الخط الدفاعي العراقي الأول الذي أصبح منطقة قتل للأنساق الإيرانية، بحلول الصباح كانت المنطقة مكشوفة للطيران العراقي الذي نفذ غاراته بنجاح وأعلن انه قام 150 طلعة في هذا اليوم.
في نفس اليوم 8 فبراير شنت القوات الإيرانية هجوماً جديدا بالموجات البشرية في نهاية هذا اليوم منيت القوات الإيرانية بأكثر من 6,000 قتيل.
في اليوم التالي هاجمت الفرقة المدرعة 92 المكونة من لواءين مدرعين هجوماً ضد أضعف منطقة في الدفاعات العراقية وتمكنت من أختراقها، إلا أن المدرعات العراقية شنت هجوما مضادة حاصرت على أثره بعض وحدات الفرقة، فدمرت اللواء الأول بينما أسر اللواء الثاني، انتهى القتال في 10 فبراير باستيلاء القوات الإيرانية على شريط ضيق من الأراضي.
في نهاية 1983 قدرت خسائر إيران والعراق في الأرواح منذ بداية الحرب بـ 120.000 قتيل إيراني و60.000 قتيل عراقي.
1984في ليلة 15/16 فبراير 1984، بدأ الإيرانيون بتنفيذ العملية العسكرية المسماه "فجر 5"، في القطاع الأوسط، على طول المواجَهة بين مدينتَي دهلران ومهران، باتساع 50 كم، ضد المَواقع المتقدمة للفيلق الثاني العراقي في المنطقة، وكان هدف الهجوم قطع طريق البصرة-بغداد، وبعد عدة أيام أخرى في 21 فبراير، بدأ الهجوم الثانوي الثاني للعملية "فجر 6"، من غرب مدينة دهلران الإيرانية، في اتجاه الدفاعات العراقية على المرتفعات المواجِهة لهم، والقريبة من طريق البصرة.
لم تحقق العمليتان "فجر 5"، و"فجر 6" أي نجاح رئيسي. واقتصرتا على تحقيق نتائج محدودة، بالنسبة إلى الأعمال القتالية.
كانت العملية "خيبر"، هي الهجوم الرئيسي، وكان هدف العملية مفاجأة العراقيين بهجوم قوي من اتجاه غير متوقع، وذلك بالتقدم عبْر القطاع الجنوبي حيث تنتشر المستنقعات مشكلة مانعاً طبيعياً موازياً للحدود، من العمارة شمالاً إلى شمال البصرة جنوباً، ومن سوزنجارد شرقاً حتى الناصرية غرباً، ومعظمها في الأراضي العراقية، يقابلها أراضٍ جافة من جنوب سوزنجارد الإيرانية تستمد المستنقعات مياهها من نهرَي دجلة وقارون، ويمر طريق البصرة-بغداد فوق المستنقعات، على جسر صناعي، غرب نهر دجلة، ويبلغ عمق المياه 13م في فصل الشتاء، وعرضها يصل إلى 20كم، وينمو فيها نباتات كثيفة تعلو على مترين، مما يؤهلها لتحقيق إخفاء جيد للمتسلل عبْرها.
1985في ليلة 11/12 مارس شنت إيران عمليتها العسكرية المسماه "بدر"، على مواجهة 10كم، بين قرنة والوزير وتمكنت من الاستيلاء على أراضي عراقية بعمق 14 كم قبل أن توقف القوات العراقية تقدم القوات الإيرانية في نهاية يوم 15 مارس.
بعد عدة هجمات عراقية مضادة تمكنت القوات العراقية في 18 مارس من استرداد الأرضي المستولى عليها وانسحبت القوات الإيرانية مضطرة، تحت وطأة الخسائر الجسيمة التي بلغت 12 ألف رجل. بينما تكبدت القوات العراقية حوالي خمسة آلاف قتيل.
15 اب من نفس العام قامت القوة الجوية العراقية من ضرب
جزيرة خرج الايرانية وكانت الاهداف الميناء وخزانات النفط وعادت الطائرات العراقية سالمة إلى قواعدها
1986في 6 يناير 1986 شن الجيش العراقي حملة عسكرية على الطرف الشمالي لجُزُر مجنون، بلواءَين من الفيلق الثالث، اضطرت على إثره القوات الإيرانية إلى الانسحاب من ذلك الجزء من الجُزُر، أمام ضغط القوات العراقية، استغرقت العملية يومَين وتمكن العراقيون من إجلاء الإيرانيين من الجزء الجنوبي، كذلك، واستعادة جُزُر مجنون.
1987في فبراير شن الجيش إيراني عمليته العسكرية فجر 8 وتمكن من الاستيلاء على شبه جزيرة الفاو جنوب العراق حيث اعد لها الايرانيون لعدة شهور وقاموا بتدريب قوات تدريب عالي مخصص لهذه العملية وبدأت العمليات في يوم ممطر حتى لاتتمكن القوة الجوية العراقية من التصدي لهم وكان الهجوم مكون من 25000 جندي وايراني خلال هذه العملية خسر الايرانيون 10000 جندي بينما خسر العراق 5000 جندي وكان سبب سقوط الفاو هو كانت تحت قيادة [url=http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8