نها الذكرى الرابعة والعشرون لانطلاقة حركة حماس، حركة كان وجودها دائما
إشكاليا في المشهد الفلسطيني، لها الكثير من المحبين، والكثير من الكارهين
أيضا، بدأت بمجموعة صغيرة تعد على الأصابع في الانتفاضة الأولى، وانتهى
بها الأمر للوصول إلى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع.حركة اشتهرت
بعملياتها الاستشهادية في مواجهة إسرائيل، تتمتع بصلابة كبيرة في بنيتها
التنظيمية وجهازها الدعوي الذي يمتلك العشرات من الوسائل الإعلامية، حركة
اشتهرت بقدرتها على الحشد، هذا ما وضعها في مواجهة حركة فتح في الانتخابات
الأخيرة التي خسرتها فتح ليدخل الطرفان مرحلة الانقسام الأسوأ في التاريخ
الفلسطيني.
حماس التي رفضت المشاركة في انتخابات عام 1996، وجدت
الفرصة مواتية لها عام 2006، كانت حركة فتح تعاني من إشكالاتها الداخلية
فأراد الفلسطينيون تغييرا حقيقيا، لأن تغيير الوجوه رحمة، حسب المثل الغزي
الدارج. تغيير وضع غزة في حصار خانق للسنوات الخمس، حصار دفع المجتمع الغزي
إلى حافة الانهيار.
مشكلة حماس كما يقول خصومها، أنها تؤمن بالتفرد،
لأن شعار الإسلام هو الحل وضعها دائما في مواجهة الحركات الليبرالية، فهي
لا ترى إلا نفسها. معادلة تغيرت الآن بفعل الثورات العربية التي وضعت
الإسلاميين والليبراليين في مشهد واحد ليصبح النموذج التونسي أحد أقوى
مؤشرات التطور السياسي الذي سينعكس على حركة حماس.
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/574092/