تختلف عملية ((ياسي كيشينيف)) عن موقعة موسكو وملحمة ستالينغراد بانها تمت خلال مرحلة واحدة هي مرحلة الهجوم فقط فلم يسبقها موقف دفاعي كما كان يحدث في السابق وتتميز هذه العملية باتساعها الكبير وقيامها على جبهتين وقد ادت إلى سحق تجمع ضخم للالمان كان يغطي المنافذ المؤدية إلى دول البلقان ودول المحور مثل رومانيا وبلغاريا وخلال هذه العملية تم سحق الجيش الروماني ومجموعة الجيوش الالمانية في جنوب اكرانيا ونتيجة هذه العملية خرجت كل من رومانيا وبلغاريا من الحرب وقد لعب الطيران السوفييتي دوراً هاماً في نجاح هذه العملية .

الموقف الجوي قبل العملية :

يقوم الاسطول الجوي الالماني السادس بدعم مجموعة جيوش جنوب اوكرانيا , وبقوام 810 طائرات منها 200 طائرة تابعة للبحرية الالمانية الموجودة في البحر الاسود .

بينما كان لدى السوفييت جيشان جويان لمساندة قواتهم حيث كان الجيش الخامس الجوي يعمل في الجبهة الاكرانية الثانية والجيش الجوي السابع عشر يعمل مع الجبهة الكرانية الثالثة وكان قوام هذا الجيش 1952 طائرة منها 320 قاذفة قنابل و800 مقاتلة و720 مقاتلة قاذفة و100 طائرة استطلاع كما اشتركت بالاضافة لذلك 220 طائرة من اسطول البحر الاسود . وبذلك كان التفوق الجوي العددي لصالح السوفييت بمعدل 2.4 إلى 1 .

تخطيط الاستخدام القتالي للطيران السوفييتي في العملية :

خططت الاعمال القتالية للجيش الجوي الخامس في جبهة اكرانيا الثانية للايام الثلاثة الاولى من العملية وكانت الخطة تتضمن :

1- تركيز جهود الطيران على الاتجاهات الرئيسية اي تقديم العون اللازم لخرق دفاع الالمان .

2- تامين زج القوات المدرعة في الخرق ودعم اعمالها في العمق .

3- تغطية القوات الارضية من الاستطلاع وضربات الطيران الالماني .

4- اجراء الاستطلاع لصالح الجبهة .

وقد خصصت لدعم القوات الارضية على التجاه الرئيسي ثلاث فرق مقاتلات وثلاث فرق مقاتلات قاذفات وفرقة واحدة من القاذفات وخصص لزج القوات المدرعة بالاضافة لما ذكر اعلاه فرقة فرقة مقاتلات قاذفات وفرقة مقاتلات وخطط لتغطية هذه القوات طيران المقاتلات فوقها باستمرار وبتشكيلات لا تقل عن 24 طائرة بحيث كان مجموع ماخطط من طلعات للايام الثلاثة الاولى من العملية 4000طلعة طائرة منها 2000 طلعة لضرب الاهداف الالمانية الهامة و200 طلعة استطلاع وما تبقى لتغطية القوات الارضية .

اما بالنسبة للجيش السوفييتي السابع عشر والذي يعمل على جبهة اكرانيا فقد تم التخطيط لثلاثة ايام ايضاً وكانت مهمته ما يلي :

1- التمهيد الجوي المباشر للهجوم .

2- دعم القوات المهاجمة على الاتجاه الرئيسي .

3- تامين زج القوات المدرعة والميكانيكية وتامين اعمالها في مؤخرة الالمان .

4- تغطية القوات الارضية من ضربات واستطلاع الطيران الالماني .

5- القيام بالاستطلاع الجوي لصالح الجبهة .

وقد خصصت لدعم القوات الارضية على الاتجاه الرئيسي فرقة قاذفات واحدة وفرقتا مقاتلات وفرقتا مقاتلات قاذفة .

كما خصصت لدعم زج القوات المدرعة فرقة مقاتلات وفرقة مقاتلات قاذفات وكان مجموع الطلعات المخصصة للايام الثلاثة الاولى للعملية 4800 طلعة طائرة .

اما بالنسبة للايام الثلاثة التالية في العملية فقد اسندت للطيران السوفييتي المهام الآتية :

1- تامين استثمار النصر في العمق .

2- منع انسحاب الالمان .

3- منع مناورة وتقدم احتياط الالمان .

لذلك كانت الاغراض الهامة في هذه المرحلة (الجسور على الانهار – محطات السكك الحديدية – القوات اثناء المسير – عقد الاتصال) .

الاعمال القتالية للطيران السوفييتي في العملية :

بدا هجوم القوات السوفييتية على جبعتي اكرانيا الثانية والثالثة سوياً في صباح 20 آب 1943 الساعة 7.45 وذلك بعد تمهيد جوي ومدفعي وقام الجيش الجوي الخامس على جبهة اكرانيا الثانية بدعم القوات حيث نفذ في اليوم الاول اكثر من 1580 طلعة منها 770 طلعة نفذت ضد الالمان على ارض المعركة وقد

خسر الالمان في ذلك اليوم 31 طائرة في القتال الجوي وقد كان من المقرر ان يتم زج القوات المدرعة والميكانيكية خلال اليوم الثاني للعملية إلا انهلسرعة الانتصار على الالمان زجت في اليوم الاول لذا لم تكن فرقة المقاتلات القاذفة جاهزة لتنفيذ مهمتها في دعم قوات الزج واضطر قائد الجبهة إلى تخصيص فرقة جوية اخرى لهذا الغرض لكن هذه الفرقة الجديدة لم تكن لديها فكرة واضحة ودقيقة عن الاغراض لذلك لم يكن دعمها مؤثراً كما لم يتمكن الجيش المدرع من استثمار نصر المشاة السوفييت فتوقف عند سلسلة تلال (ماري) اما جبهة اكرانيا الثالثة فقد تمكن الجيش الجوي السابع عشر من تنفيذ ما خطط له من طلعات حيث اشترك في التمهيد للهجوم كما قام بدعم القوات الارضية اثناء الخرق وقام بتامين زج القوات المدرعة والميكانيكية وامن التغطية اللازمة للقوات الارضية واضافة لما ذكر فقد قام بتامين الانزال البحري السوفييتي والاعمال القتالية لهذا الانزال في منطقة ((اوديسا)) وذلك بالتعاون مع طيران البحرية وعند بدء انسحاب الالمان في 23 آب 1943 انتقل طيران الجبهتين إلى منع هذا الانسحاب وذلك بتدمير الجسور على الانهار وقصف عقد المواصلات وانساق وارتال الالمان بحيث لم تتمكن سوى مجموعة واحدة تعدادها 1000 رجل من الانسحاب وعبور الانهار وفي 30 آب بدات مطاردة بقايا الالمان المنسحبين وفي 3 ايلول وصل السوفييت غلى حدود بلغاريا وفي 6 ايلول وصلت القوات السوفييتية غلى الحدود اليوغسلافية وفي 15 ايلول دخل السوفييت صوفيا عاصمة بلغاريا وفي 24 ايلول اصبحت رومانيا وبلغاريا تحاربان الى جانب السوفييت .

وكان الطيران خلال هذه المرحلة يعمل على اتجاهات مستقلة مع المشاة لذلك كانت اهم عملية في هذه المرحلة سرعة تنقل الطائرات مع القوات الزاحفة وقد تم ذلك باستخدام مطارات الالمان التي انسحبوا منها كما قام السوفييت بانشاء حوالي 50 مطاراً جديداً واصلحوا 45 مطاراً مستعملاً كما قامت القوات الارضية بتشكيل مجموعات خاصة مؤلفة من الدبابات ومشاة وراحت تحتل مطارات الالمان قبل انسحابهم منها ثم تقوم بالمحافظة علىهذه المطارات حتى وصول القوات الرئيسية اليها ولقد اثبتت عملية (ياسي كيشينيف) الخبرة الواسعة التي حصل عليها الطيران السوفييتي بالتعاون مع القوات الارضية وعلى جبهة عريضة وعمق كبير , وكذلك التعاون مع الاسطول البحري وتامين اعمال قوات الانزال البحري على الشاطئ ودعم عمليات استثمار النصر ومنع انسحاب العدو المتقهقر ..

شكرا جزيلا الك اخي على الموضوع الرائع وعلى روعة عرضك وشرحك للموضوع والك مني تقييم