أعلنت مسؤولة أمريكية لدى وزارة الدفاع مكلفة بشؤون المعتقلين، أن الجزائر عبرت عن عدم رغبتها في استقبال معتقليها في غوانتانامو. وشددت المسؤولة الأمريكية على أن الجزائر قالت إنها ''لا تقبل عودة ولا واحد من هؤلاء المعتقلين، ولكن من الممكن عودة المعنيين إلى البلدان التي اعتقلوا بها''.
أفادت ساندرا هودكينسون، مساعدة وزير الدفاع الأمريكي، المكلفة بشؤون المعتقلين، في تصريحات نقلتها عنها صحيفة ''ميامي هيرالد'' الأمريكية، أن ''الجزائريين قرروا، ببساطة، أنهم لا يريدون قبول عودة ولا واحد من المعتقلين من الولايات المتحدة الأمريكية، أي من غوانتانامو''. ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريح ساندرا هودكينسون خلال تطرقها لحالة ''معمر عامر''، الذي يحمل الجنسية الجزائرية وتعتقله أمريكا في غوانتانامو. وقالت في حقه ''لا يزال رهن الاحتجاز في المعتقل رقم 4 بغوانتانامو، وهذا لسوء حظ عامر، لأنه جزائري''.
وتابعت ''صاحب لحية بيضاء ومصاب على مستوى الرجلين، له زوجة وأربعة أولاد، قبل سنة ونصف مضت قررت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنه بإمكانه الالتحاق بمنزله''. ونقلت الصحيفة أنه ''حتى في حالة ما إذا أمرت محكمة أمريكية مدنية بإخلاء سبيل معمر عامر، إلا أنه ليس له مكان يذهب إليه''.
وهي نفس الوضعية التي يتخبط فيها حوالي 70 معتقلا من مختلف الجنسيات. وتابعت ''رغم عدة سنوات من المباحثات، ترفض الجزائر استلام ولو واحد من مواطنيها الذين يقبعون في المعتقل الذي يؤوي محتجزين في إطار الحرب على الإرهاب''.
وتسند الصحيفة الأمريكية تصريحا لساندرا هودكينسون، مساعدة وزير الدفاع الأمريكي، المكلفة بشؤون المعتقلين، تقول فيه إنه ''خلال الصائفة الماضية اتفقت الجزائر وواشنطن على ترحيل عدد من الموقوفين الجزائريين في غوانتانامو، لم يتم تحديدهم بالضبط، لكن الحكومة الجزائرية تراجعت عن الأمر وقال دبلوماسيوها إنه من الممكن عودة المعنيين إلى البلدان التي تم اعتقالهم بها''. والواضح أن الاتفاق الذي أشارت المسؤولة الأمريكية أنه لم يحقق تقدما، هو الذي انتهت إليه زيارة السفير الأمريكي المتنقل، كلينت وليامسون، للجزائر، والتي أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين جزائريين حول وضعية مسجوني غوانتانامو.
وكان شائعا أن المحادثات عرفت تعثـرا بسبب شروط أمريكية رفضتها الجزائر، تقضي بضمانات تقدمها بعدم عودة المرحلين المفترضين إلى الإرهاب، والاستمرار في اعتقالهم لأنهم، حسب زعم واشنطن، يشكلون خطرا.
وجاء رد الجزائر أن غير المتابعين من طرف القضاء سيخلى سبيلهم، قبل أن يعرف الملف بعض التقدم مجددا إثـر تنقل وفد رفيع المستوى يمثل رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتسوية ما اصطلح عليه، حسب وزير العدل، الطيب بلعيز، الملفات العالقة مع السلطات الأمريكية بشأن ترحيل مفترض لعدد من الجزائريين المعتقلين بغوانتانامو. ولو صدق كلام ساندرا هودكينسون، فهذا يعني أن جهود الوفد قد نسفت.
وفي سياق شبيه، أعلنت الحكومة الأمريكية، مساء أول أمس، عن رغبة في إحالة 60 إلى 80 معتقلا أمام المحاكم العسكرية الاستثنائية في غوانتانامو، فيما وجهت تهما إلى 20 معتقلا من بينهم الجزائري سفيان برهومي الذي تزعم واشنطن أنه كان مدربا لمتهمين آخرين، أحدهما يسمى الشربي، وأيضا السعودي جبران القحطاني في معسكر للقاعدة، على صنع صواعق متفجرات عن بعد. وتقول واشنطن إن هناك ستة متهمين يواجهون عقوبة الإعدام، ويواجه المتهمون الآخرون عقوبة السجن مدى الحياة من بينهم سفيان برهومي.
المصدر:http://www.elkhabar.com/quotidien/lire.php?idc=30&ida=115307&key=2&cahed=1