لورنس 'العرب' :
رسم 'العميل' البريطانى الأول فى الشرق العربى 'لورنس' خريطة قدمها فى نوفمبر عام 1918 للحكومة الإنجليزية حول تقسيم الشرق الأوسط، عرضت مؤخرا ,يضم الجزء الأكبر من الخريطة معظم ما هو الآن: سوريا وشرق لبنان ومعظم الأردن وغرب العراق الصحراوى تحت اسم (دولة) 'العرب'، على رأسها الملك فيصل بن الشريف حسين. وفى شمال العراق وشمال شرق سوريا، دولة عربية ثانية تحت النفوذ البريطانى، يرأسها الأمير زيد، ووضع فى العراق الأوسط والجنوبى دولة عربية ثالثة باسم العراق برئاسة الأمير عبد الله، بحيث تكون تحت الإدارة الإنجليزية. كما وضع علامات استفهام على ولاية الموصل وكردستان التركية. أما لبنان الغربية، فقد ضمها إلى النفوذ الفرنسى، وحول خليج الإسكندرونة أقام لورنس دولة أرمينية تمتد من إنطاكية إلى الإسكندورنة ومرسين.
وفى الخريطة، تقع فلسطين تحت النفوذ البريطانى، وحدودها الشمالية أكثر إلى الشمال من الحد الحالى، بينما حدها الجنوبى خط مستقيم من جنوب البحر الميت إلى غزة على البحر المتوسط، ومن ثم تضم كل صحراء النقب إلى سيناء المصرية.
لكن لم تلتفت بريطانيا وفرنسا لآراء لورنس، لأنها ترى أنه كان متعاطفا مع القضية العربية بحكم إقامته الطويلة بين العرب، ونفذتا مخطط سايكس - بيكو بالحدود التى ورثتها الدول العربية حاليا: فرنسا فى لبنان وسوريا، وبريطانيا فى العراق والأردن وفلسطين، بينما هى موطدة الأقدام فى مصر والقناة. وضمت ولاية الموصل إلى العراق بعد استفتاء صورى قامت به 'عصبة الأمم'، وذلك باعتبار وجود مناطق البترول العراقى فى الشمال آنذاك. وتركت السعودية تنمو بجهود الملك عبد العزيز، وإن كانت الخريطة قد أكدت وجودا سياسيا لأمير 'شمر' فى شمال نجد السعودية، كأنها منطقة تماس تفصل بين آل سعود فى الجنوب وآل هاشم فى الشمال.
ولكن السيطرة البريطانية على منطقة الشرق الأوسط، التى تأكدت أهميتها بحفر قناة السويس، ثم استخراج البترول من إيران والعراق والسعودية وبقية دول الخليج، تراجعت أمام استيلاء الولايات المتحدة على المبادأة السياسية والعسكرية. وخلال النصف الثانى من القرن العشرين، حدثت تغيرات سياسية قوضت من الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة، والتى ساندتها بريطانيا، حتى لا تبقى بعيدا عن الرهان فى حالة النجاح، بينما تحتفظ لنفسها بالقدرة على التراجع فى حالة الفشل، كما فعلت مؤخرا فى العراق. وكان من أهم هذه التغيرات السياسية اضطرار بريطانيا للانسحاب من الهند فى عام 1947، حيث انقسمت الأخيرة إلى جمهوريتى الهند وباكستان، ونشأت بذلك ثورة نزاع لاتزال قائمة حتى اليوم. كما كان إعلان قيام دولة إسرائيل فى عام 1948، التى وضعت يدها على معظم فلسطين، أيضا مصدرا لنزاع مستمر فى الشرق العربى حتى الآن. وتلا ذلك تغير نظام الحكم فى مصر فى عام 1952، وبروز أيديولوجية نشيطة للعروبة فى مواجهة إسرائيل. وفى عام 1956، فشل الغزو الثلاثى الذى كان هدفه الأساسى إسقاط عبد الناصر، كما غيرت فرنسا سياستها فى شمال إفريقيا، وانسحبت من تونس والمغرب. أما بريطانيا، فقد ركزت استراتيجيتها على منطقة شرق عدن بدلا من شرق السويس، كما أصيبت سياستها بفشل آخر عقب وقوع انقلاب العراق فى عام 1958 وسقوط حلف بغداد.
إن حالة التشتت المتكررة فى منطقة الشرق الأوسط أدت ببعض الجيوبوليتيكيين إلى تسميتها بمنطقة التشرذم " shatter zone "
. ولعل أول أسباب ذلك الجغرافيا الطبيعية للمنطقة، التى أدت إلى تكون بؤر حضارية متعددة فى مصر والعراق وسوريا واليمن .. الخ..
أفكار جديدة للتقسيم 'التدمير الخلاق' :
بعد إطلاق الحرب الأمريكية على الإرهاب فى أفغانستان، والغزو الأمريكى للعراق، والتداعيات التى تلتهما، أصبحت الولايات المتحدة تفتش عن طرق للخروج من أزمتها فى العراق 'بكرامة'، وللمحافظة على ما تبقى لها من علاقات مع دول الشرق الأوسط. ومن هنا، ظهرت أفكار ترتكز على استدعاء للتراكيب الإثنية واللغوية والحضارية لتفتيت الشرق الأوسط إلى دول ودويلات فى حاجة إلى رعاية الولايات المتحدة (وبعض دول الغرب). وهذا السيناريو هو إعادة واستعادة لما فعلته بريطانيا العظمى وفرنسا فى الشرق الأوسط منذ قرابة 90 عاما، حين فتتت الدول العربية، التى كانت ضمن الدولة العثمانية، إلى عدة دول، بعضها للآن متناحر مستغرق فى هذا التناحر المقيد للنمو والتصالح. فكما أنشأت سوريا ولبنان والعراق وفلسطين وشرق الأردن فى اتفاقيات السلام فى العشرينيات الأولى من القرن الماضى، تفكر بعض المصادر الحالية فى الولايات المتحدة فى إعادة تفتيت الشرق الأوسط مرة أخري.
وحسبما كشف رالف بيترز، الضابط السابق فى المخابرات الأمريكية و صاحب مصطلح 'التدمير الخلاق " CreativeDestruction " فى قوس الأزمات ورغم النفى الامريكى لهذا التصور فان العراق هو أول الدول المستهدفة حيث يقسم إلى ثلاث دول: سنة وشيعة وأكراد، على أن الدولة الكردية لن تضم فقط كردستان العراقية، بل أكراد إيران وسوريا وتركيا، بحيث تمتد حتى قرب البحر الأسود، مسيطرة بذلك على معظم شرق تركيا وشمال شرق سوريا وغرب إيران. أما دولة الشيعة العراقية، فتمد إلى إقليم خوستان - منطقة البترول الإيرانى العظمى - وتلف حول الكويت لتشمل كل المنطقة الشرقية من السعودية ودولة البحرين، وهى أيضا المنطقة الكبرى للبترول السعودي. وبذلك، تصبح الدولة الشيعية العربية من بغداد إلى حدود قطر وإلى الساحل الإيرانى أكبر منتج وأكبر احتياطى بترولى فى العالم. وربما يفسر هذا اتجاه الولايات المتحدة الحالى لتأييد الحكومة العراقية التى يسيطر عليها الشيعة (وقليل من الأكراد من أجل الشكل).
سوريا هى التالية فى التقسيم. فإلى جانب فقدان الشمال السورى لصالح دولة كردستان، سوف تفقد أيضا المنطقة الساحلية من اللاذقية إلى الحدود اللبنانية الحالية. وعلى هذا، فإن لبنان الكبرى سوف تمتد شمالا إلى حدود أنطاكية التركية، وبالتالى تصبح سوريا والعراق السنى دولتين حبيستين ليست لهما إطلالة على البحر.
السعودية هى الثالثة فى التفتيت. فإلى جانب فقد المنطقة الشرقية وبترولها، سوف تفقد أيضا الشمال الغربى الذى سوف ينضم إلى الأردن ليكون الأردن الكبرى بساحل طويل على البحر الأحمر حتى قرب ميناء ينبع. وكذلك سوف تقام دولة فى الحجاز تشمل المدينة ومكة، وتسمى الدولة الإسلامية المقدسة. وفى الجنوب، تتضخم اليمن لتشمل أجزاء كبيرة من الصحارى السعودية .
ايران سوف تفقد الغرب لحساب الدولة الشيعية، والشمال الغربى لحساب الدولة الكردية، وإقليما آخر يلتحق بدولة أذربيجان. ومقابل ذلك، تمتد شرقا إلى غرب أفغانستان بما فى ذلك منطقة هيرات، بينما تفقد الجنوب الشرقى الذى ينضم مع بلوخستان الباكستانية ليكونا دولة البلوش أو البلوخ. وأخيرا، فإن أفغانستان ستعوض بامتدادها على كل أراضى الأقاليم الباكستانية الشمالية الغربية، وتتقلص باكستان إلى السند والبنجاب فقط.
موازين القوة وموازين الشعوب :
مثل هذا التقسيم أو غيره هل هو قادر على الوجود لمدة مشابهة لتقسيم سايكس - بيكو، حتى مع بقاء القوة العسكرية الأمريكية؟، أم هل تعيد الولايات المتحدة سياسة الاستعمار البريطانى منذ قرن أم تتغلب مصالح الغرب البترولية فى ظل العولمة 'الغربية'، فتفرض التقسيم والتشتيت من جديد، رعاية لمصالحها ؟ وهل يعتقد الغرب أن البترول سيظل يتدفق طوعا إليها، رغم أنف القوى المحلية؟ وإلى متى يظل البترول محركا للسياسة ؟
ولكن ياتى السؤال الاصعب هل سنظل متابعين او متفرجين على ما يحدث حولنا دون ان يكون لنا دور وهل سيستمر الركود , فالركود هو الموت، وما من شعب مات حتى لو استعبد، وما من شعب ظل على القمة للأبد.
انتهى ....................

اولا شكرا على الموضوع اخى m.fawzy

انا اتوقع ان يتم تنفيذ هذا المخطط فى بعض الدول العربيه ونحن الان نرى بدايات لهذا المخطط غزو الدول العربيه( بعده طرق) سواء بناء قواعد عسكريه او احتلال لنشر الديمقراطيه مع ان لا يوجد اختلاف بين الاسلام والديمقراطيه ونرى هجمات شرسه من عده جوانب ثقافيه ودينيه الهجمات الثقافيه تتمثل فى تغيير ثقافات الشباب بدعوى الانفتاح على العالم الاخر حتى اننا نرى ان اللغه العربيه اصبحت تواجهه خطر الانقراض فى مجتمعاتنا اما الدينيه تتمثل فى التكفير والارهاب والحرب على الارهاب واحتلال الدول العربيه بحجه انها راعيه للارهاب وتموله نحن الان نرى دول كا لبنان كانت من اكثر الدول العربيه ديمقراطيه نحن الان نراها تعود الى عصر الحرب الاهليه بسبب جهات اقليميه كاايران مثلا

اما البترول فليس له اهميه سوى اهميه اقتصايه ولم يعد سلاح قوى وفى ظل التطور التكنولوجى الذى نشاهده اصبحت الحاجه الى البترول اقل الخطر الان ليس خطر خارجى بل اصبح الخطر داخلى بتمويل خارجى ( خفى )

يقول الصحابي الجليل معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه

والله اني اعلم اني لست بخيركم وان فيكم من هو خير مني ... ولكني الافضل لكم والاصلح لكم
والروايات تختلف لكن المعنى واحد وهو ان معاوية يعلم انه لايوجد من تجتمع الكلمة علية

الربيع العربي له وعلية من الامور الكثير

ببساطة

فكرة التدمير الخلاق فى رائى الشخصى لا وجود لها
بالنسبة للعارق فالصراعات الطائفية والدينية موجودة منذ قديم الاذل وظهورها الان يرجع الى اسقاط نظام صدام حسين وليس لاحداث اى فوضى او بث سموم او نزاعات او مشاكل بين القبائل او اصحاب المذاهب

فالخلافات موجودة منذ قديم الاذل وطفل صغير يمكن اشعالها وليس جهاز استخبارات

وبالنسبة لسوريا فهى حرب سنة وشيعة حكومة شيعة والجيش الحر السنى اى قتال طائفى ولهذا هى حرب لن تنتهى الا اذا قتل بشار الاسد شعب سوريا كله

والسعودية هذا كلام فارغ عدد الشيعة فى السعودية ليس بالضخم حتى يتمكنو من احداث فوضى على النظام الملكى الحاكم السنى وامريكا تدعمه واوربا تدعمه فلايوجد اى مشاكل مع الدول هذه حتى يتم احداث الفوضى الخلاقة

ومصر لا فوضى خلاقة ولا جهات اجنبيه ولا يمكن ان يكون هذا سبب فى الثورة فمصر عاشت 30 عاما فقر وفساد وظلم وفجر وعهر من نظام اقل ما يوصف به انه نظام ظالم فاسد فاجر

فالمصريين وانا من ضمنهم ليس لنا الحق فى اسقاط النظام ولكن لنا الحق ايضا اعدام مبارك واعوانه الاف المرات لما فعلة بمصر القوية الحضارية التاريخية


اللغز فى ليبيا فقط لا غير ولكن بعد سقوط القذافى تم فهم بعض امور عن طريق بيع اسلحة الى دول اوروبية بعينها واسناد البناء والتعمير الى بعض الشركات العالمية

اولا اشكرك على هذا الموضوع الأكثر من رائع ولك تقييم طبعاَ ثانيا لاأظن اخى العزيز بأن الثورات العربيه قامت ونهضت لتقسيم الوطن العربى ابداًَ او حركت وخططت من الخارج لتقسيم الوطن سواء العربى او الدوله بل انها قامت من اجل كسر وأسقاط نظام حكم ودكتاتور يرأس الحكم فى الدوله الثائره بنوايا الأصلاح والتغيير الى الأحسن وليس التغيير الى الأسؤأ او تقسيم الوطن الأم الذى تربى وترعع فيه معظم او كل الثائرين ولكنىا اتفق معك فى ردك على الأخ فالكون ولكن السؤال الأن هل مازال الغباء العربى من ناحية المخططات الخارجيه التى تبنى على تقسيم ومحو الأمه العربيه كالمخطط اليهودى مثلا او الولايات المتحده كما هو ؟! ودعنى اجاوبك على ماتستطيع نفسى ان تفسره وهو ان بعد الثورات العربيه فى القرن العشرين ثواء الأنقلابات التى ايدتها الشعوب او ما الى ذالك مروراَ بثورتنا الكريمه وثورة تونس الشقيقه وثورة اليمن العزيزه وثورة سوريا التى ابكتنا جميعا ومازالت هل تعتقد ان الحكام او الشعوب العربيه لم تتعلم او تتفهم اى درس من هذه الثورات ؟!!!!!! اعتقد نعم تفهمت بعض الشعوب والحكام العربيه ذالك فى نقاط كثيره وما بعد الثورة ايضا تعلمو منه أليك مثال فمصر الأن على رأسها الأخوان المسلمين ينفذو مخطط اشتراكى لصاالح مصر كما فعله عبد الناصر ولكن بغطاء دينى وفى محتواه الأعتماد على النفس فى أغلب الأشياء كما ترا الأن مرسى والأخوان يمهدو الطريق الى الأعتماد على النفس ويعلن مرسى فى كل مكان انه لن يكون هناك نفوذ خارجى داخل الدوله كما كان فى عصر المخلوع اشارة الى نفوذ امريكى أكل هذا ولم يتعلم الشعوب ؟! أعتقد لا تعلمت بعض الشعوب ولو على الأقل نقطه من الدرس وهو الأ يكون الحاكم ضعيف وغير قادر على قراأة المستقبل وغير متفهم المخططات الخارجيه لتقسيم وأغراق بلده فى قاع مستنقع الفقر والأمراض ارجو منك الرد وأرجو طرح وجهة نظرك التى شبه متأكد من انك تتفق معى فى بعض النقاط فيها وشكرا اخى فوزى وتقبل تقييمى

شكرا لك

لاأتفق معك اخى العزيز الى انى قد استفدت من حديثك فى بعض النقاط الف شكر لك اخى فوزى