تواجد أمريكا العسكري وقواعدها في أمريكا اللاتينية وكندا
بنما: لقد سلمت بنما جزءاً من أراضيها ـ منطقة القناة البنمية ـ طبقاً لاتفاق 1903 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لفترة غير محدودة.
وتنازلت بنما بمقتضى هذا الاتفاق الجائر للولايات المتحدة عن جزء من أراضيها لبناء قناة بين المحيطين، تلك القناة التي افتتحت رسمياً في 12/6/1920.
في عام 1939 فرضت أمريكا على بنما الاتفاقية التي حصلت بموجبها على الحق بالاحتلال العسكري للبلد كلها "الحالات الطارئة".
فأثناء الحرب العالمية الثانية نشرت أمريكا قواعدها العسكرية على أراضي بنما. وفي عام 1947 وتحت ضغط الجماهير الشعبية كانت الحكومة البنمية مجبرة للمطالبة بإزالة هذه القواعد العسكرية. في آب عام 1970 أزيلت هذه القواعد باستثناء تلك القواعد التي انتشرت في منطقة القناة.
قاد الشعب البنمي لسنوات طويلة نضالاً مريراً من أجل استعادة منطقة القناة. كما أن قيام القوات الأمريكية المسلحة بإطلاق النار على المظاهرات السلمية على حدود منطقة القناة في كانون الثاني عام 1964 والاستياء الشعبي العام الذي أثارته القوات بذلك أجبر الولايات المتحدة الأمريكية على الموافقة على المفاوضات مع حكومة بنما حول اعادة النظر في وضع منطقة القناة.
وبعد 13 عاماً من المفاوضات المتقطعة باستمرار وقعت أمريكا وبنما في 7/9/1977 اتفاقين حول قناة بنما واللذين ألغيا اتفاق 1903.
وقد اشترك هذا الاتفاق، المنظم لعملية الاستثمار والدفاع عن القناة حتى 31/12/1999 الانتقال التدريجي للحقوق (بدءاً من 1/10/1979) في ادارة القناة لصالح بنما حتى 1/1/2000 أما الاتفاق الثاني ـ حول محايدة واستثمار القناة ـ فقد ضمن الحياد الدائم للقناة مع تعديلين اثنين:
آ ـ بعد عام 2000 تحتفظ أمريكا بحقها في العمليات العسكرية بهدف "ضمان محايدة القناة" إذا وقعت أمام خطر:
ب ـ أسبقية مرور السفن العسكرية الأمريكية قبل سفن البلدان الأخرى في حال حدوث وضع طارئ.
تمت المصادقة على الاتفاقين المذكورين في عام 1978 وأصبحا نافذي المفعول في 1/10/1979.
وفي ذلك اليوم ارتفع على جبل أنكون المطل علي منطقة قناة بنما العلم الحكومي البنمي احتفالاً ببداية التحرر من التبعية الأمريكية.
وفي أكتوبر عام 1984 ارتفع علم بنما فوق القاعدة الأمريكية العسكرية السابقة فورت غوليك.
وفي نفس الوقت أخذت قوات الدفاع الوطني عن بنما تراقب أرض المدرسة "أميريكاس" حيث يهئ خبراء البنتاغون السفاحين المختصين بشعوب أمريكا اللاتينية.
وأثناء الاحتفال برفع العلم الحكومي أعلن الرئيس السابق للاراضي البنمية خ. اليويك أن النضال لاستعادة الارض البنمية ذات السيادة الوطنية سيستمر حتى الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية.
في بداية عام 1984 انتشرت في منطقة القناة 6 قواعد عسكرية أمريكية: الاولى ـ للقوات البرية المسلحة، 3 ـ للقوات البحرية واثنتان للقوات الجوية.
ففي قاعدة ألبروك ـ فيلد تتمركز قيادة القوات الجوية الكاريبية التابعة الولايات المتحدة ومدرسة القوات الجوية التي يتم اعداد خبراء بلدان أمريكا اللاتينية العسكريين فيها. وفي قاعدة فورت ـ كليتون استقر المقر العام للادارات الجيوديسية الأمريكية، التي تهتم بوضع الخرائط واستكشاف المناطق المناسبة لبناء القواعد.
بلغ تعداد القوات الأمريكية المرابطة على أراضي بنما في عام 1985 9.35 ألف إنسان.
وفي قاعدة غوارد ـ فيلد الشاملة ترابط الطائرات الأمريكية التي تقوم بطلعات تجسسية وقتالية فوق أراضي السلفادور ونيكاراغوا. توجد في هذه القاعدة أيضاً المدرسة العسكرية لاعداد عناصر التأديب من البلدان الأمريكية الوسطى والكاريبية.
بورتو ـ ريكو: احتلت الولايات المتحدة الأمريكية وسيطرت بصورة غير شرعية على جزيرة بورتو ـ ريكو بنتيجة الحرب الاسبانية ـ الأمريكية عام 1898.
حولت الولايات المتحدة الأمريكية هذه الاراضي المستعمرة فعلياً إلى رأس جسر عسكري استراتيجي في أمريكا الوسطى والذي يلعب دوراً هاماً في تنفيذ سياسة الارهاب الدولي تجاه الدول المحررة.
يوجد على أراضي بورتو ـ ريكو أكثر من 20 منشأة عسكرية أمريكية ضخمة بما في ذلك 13 قاعدة للقوات الجوية، البحرية والبرية الأمريكية ومستودعات للذخائر النووية ومطارات للطيران الاستراتيجي.
أكبر القواعد في بورتو ـ ريكو قاعدة رامي الجوية في أغواديليو والقاعدة البحرية على جزيرة فوليس، تلك القاعدة التي تم طرد جميع سكانها. وتستخدم بورتو ـ ريكو كقاعدة متوسطة لنقل السلاح النووي الامريكي. عدا عن ذلك توجد على هذه الجزر مراكز للاتصالات العسكرية وللاستطلاع.
كما يواصل البنتاغون تحديث القواعد العسكرية على أرضي بورتو ـ ريكو. وطبقاً للمعطيات الرسمية، فقد أبلغت وكالة برينس لاتين أن الادارة العسكرية الأمريكية خصصت لهذه الاهداف في عام 1984 49 مليون دولار.
ولا بد من تزويد القاعدة البحرية الأمريكية "روزفلت ـ رودس"، خاصة، بأحدث التجهيزات.
غوانتنامو: حصلت الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على الاتفاق الجائر الذي فرض على كوبا في عام 1903، على الحق في "السيطرة الكاملة والاشراف على غوانتنامو (الواقعة إلى الجنوب الشرقي من جزيرة كوبا) لغرض غير محدود".
غوانتنامو ـ هي إحدى أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في نصف الكرة الارضية الغربي، تشغل مساحة قدرها 116.5 كم2 من الاراضي الكوبية القديمة.
يوجد هناك مركز تدريب للمشاة البحرية ومستودعات الوقود، الذخائر، خزانات أرضية للمحروقات، ومطارات لطائرات القوات الجوية والقوات البحرية الأمريكية.
ويوجد على القاعدة أيضاً 2.3 ألفان وثلاثمائة عسكري أمريكي. عدا عن ذلك يصل إلى غوانتنامو بصورة دورية من 3 ـ 5 آلاف بحار من وحدات سفن القوات البحرية الأمريكية المرابطة هنا.
إن قاعدة غوانتنامو ـ مصدر للخطر العسكري المباشر على كوبا. وقد أُعيرت هذه القاعدة في خطط أمريكا العدوانية ليس دور رأس الجسر الذي تشن منه الاعمال التخريبية العدوانية ضد الشعب الكوبي فقط.
إنها أيضاً نقطة استناد للامبريالية الأمريكية ضد حركة التحرر الوطني في بلدان الحوض الكاريبي الأخرى وفي أمريكا الوسطى.
الهندوراس: لقد اعتمدت ادارة ريغان أثناء تنفيذها لسياسة الارهاب الدولي في أمريكا الوسطى، على الانظمة الظالمة التي ينتمي إلى عدادها حكومة الهندوراس. وتعتبر واشنطن هذا البلد رأس جسر استراتيجي أساسي للقوات المسلحة الأمريكية في المنطقة.
وبعد أن أخذ البنتاغون بعين الاعتبار الموقع الجغرافي المناسب للهندوراس المتاخمة لدولة نيكاراغوا والسلفادور أعطاها دور المخفر الامامي في أمريكا الوسطى واهتم بالمحافظة على تواجده العسكري هنا.
وطبقاً لبرنامج عسكرة اللد الذي يجري تنفيذه بمساعدة الولايات المتحدة العسكرية فقد اشترط تحديث القواعد العسكرية وبناء قواعد جديدة على أراضيها.
وهذه القواعد العسكرية التي يستخدمها الطيران والقوات البرية الأمريكية موجودة في سان لورينسو، ماك ـ ديل، أهواكات، كوكوياهو، لا سيبا وأماستران، بورتوريكو، سان ـ بيدرو سول، بالميرولا، سولولتيك، بورتو ـ ليمبيرا.
أما محطات التنصت الاليكتروني الامريكي الضخمة فتعمل في سيرا ـ لا ـ مول وعلى جزيرة التيجر.
ومن المتوقع اعادة بناء قاعدة عسكرية في بورتو ـ كاستيليا، حيث قام المدربون الامريكيون والخبراء باعداد جنود النظام السلفادوري واعداد الثورة من نيكاراغوا الذين حاولت واشنطن بواسطتهم خنق الثورة في نيكاراغوا.
غرينادا: بعد أن قامت واشنطن في نهاية عام 1983 بالعدوان الوقح والسافر على هذه الدولة الجزائرية أخذت تعجل في عسكرته وتحويله إلى مخفر عسكري أمريكي في الحوض الكاريبي.
وبواسطة الضغط على النظام المزيف توصلت أمريكا إلى "استئجار" المطار الغرينادي في بونيت ـ سيلانز لمدة 99 عاماً لاغراض عدوانية في هذه المنطقة ولتهديد الدول المستقلة.
إن واشنطن، حسب تصريح الاميرال الامريكي و. ماكدونالد الذي قاد الغارة القرصنية الأمريكية إلى غرينادا عازمة على إنشاء قاعدتها العسكرية على الجزيرة نظراً لـ "موقعها الاستراتيجي المثالي" الذي يمكن واشنطن من السيطرة على الطرق البحرية من المحيط الاطلسي إلى الحوض الكاريبي والى الخليج المكسيكي.
تشيلي: سمح الديكتاتور التشيلي بينوشيت لامريكا ببناء قاعدة جوية وبحرية على جزيرة باسخي في الجزء الجنوبي من المحيط الهادي. وستصبح هذه الجزيرة، حسب خطط واشنطن، إحدى الحلقات في سلسلة القواعد العسكرية الأمريكية التي تدخل فيها القواعد الموجودة على جزيرة ديغو ـ غارسيا والقواعد الانكليزية في جزر الفولكلاند.
تملك هذه القواعد نظام موحد للاتصالات والمراقبة الرادارية لمناطق واسعة من الاطلسي الجنوبي والمحيط الهادي.
كندا: حصلت أمريكا بمقتضى المعاهدة بينها وبين كندا حول الدفاع الجوي المشترك عن القارة الأمريكية الشمالية على السماح بإنشاء 6 قواعد عسكرية أمريكية على أراضي كندا، تلك القواعد التي ترابط فيها وحدات المستودعات وخدمة السلاح النووي (نورت ـ بي، لازماكازا، باغتوفيل، تشاتيم، كوموكو، والدور).
يوجد على جزيرة نيوفاوندليند 3 قواعد جوية كبيرة مستأجرة من قبل أمريكا لمدة 50 سنة: هارمون فيلد، ماك ـ إيندور وأرجينتيا ويمكن أن تعتبر الأخيرة قاعدة بحرية أيضاً.
وفي لابرادور تملك أمريكا بالاشتراك مع كندا قاعدة جوية في غوس ـ بي. وتستخدم مقاطعة ألبيرت الكندية بشكل مكثف من قبل البنتاغون بصفة ميدان تجارب للصواريخ والمعدات العسكرية الأخرى.
وتم هنا اختيار المواصفات القتالية لطائرات الطيران البحري "هاريير"، وجربت الطائرة المقاتلة "هورنيت" وتم تجهيز الصواريخ الأمريكية المجنحة لتنفيذ التجارب الدورية.
ففي أكتوبر عام 1983 تم التوصل إلى اتفاقية بين أمريكا وكندا حول نشر الرؤوس النووية المدمرة على أراضي كندا. ويخزن السلاح النووي باشراف الولايات المتحدة الأمريكية.
جزر برمودا: يستخدم البنتاغون هذه الجزر بفعالية لاغراضه العدوانية حيث استأجر لمنشآته العسكرية 10% من أراضي الجزر ويملك هنا أيضاً حامية عسكرية عدد أفرادها 1500 إنسان. فالقواعد الأمريكية البحرية الاربع التي تعتبر ملك انكلترا تتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة لعمليات تأمين القوات البحرية الأمريكية في هذه المنطقة.
كما تستخدم القاعدتان البحرية والج وية كيندلي وكينغس ـ بونيت لتنظيم دوريات الحراسة المضادة للزوارق ولخدمة تحليقات الطائرات الحربية ذات العمليات البعيدة فوق المحيط الاطلسي وللقيام بالترصد وفقاً للبرنامج الفضائي NASA. وفي عام 1983 استخدمت أمريكا منطقة جزر برمودا لتجري بصواريخ الـ "بيرشينغ ـ 2" قبل نشرها في أوروبا الغربية.
جزر الباهاما: لقد تم، طبقاً للمعاهدة الانكليزية ـ الأمريكية الموقعة عام 1963، بناء مركز لتجريب السلاح المضاد للزوارق على هذه الجزر. ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في تمويل البناء وأمنت الحماية للمنشآت الساحلية والبحرية على حد سواء.
المنشآت العسكرية الاساسية هي: مركز تجريب الاسلحة الذي استخدمت أمريكا وانكلترا لتطوير الصواريخ الموجهة؛ مركز تجريب السلاح المضاد للزوارق، محطة للترصد تعمل وفقاً للبرنامج الفضائي NASA (ناساً).
وتم توقيع المعاهدة الأخيرة بين امريكا، انكلترا وجزر الباهاما القاضية باستخدام القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة هنا في عام 1984.