نجح العلماء في شركة بي ايه إي سيستمز BAE Systems في برهنة طريقة تُعدّ
الأكثر جذرية في تخزين الكهرباء منذ أن تم اختراع البطارية منذ 200 عام.
وقد يدفع الإنجاز التكنولوجي الذي أطلق عليه
اسم "بطاريات التركيبة البنيوية" Structural Batteries إلى إعادة تصميم
التكنولوجيات الكهربائية كافة، وقد يوفر فوائد ومميزات حاسمة للجنود على
جبهات القتال الأمامية.
وقد طورت شركة BAE Systems هذه التكنولوجيا
المسجلة لتخفف من حمل الجنود في حقائب الظهر التي يتم ملؤها بالعديد من
المعدات الكهربائية، ما يجعل وزنها يصل إلى 76 كلغ.
وتُخزّن البطاريات البُنيوية الطاقة
الكهربائية داخل البنية الفعلية للجهاز المراد، ما يُساعد على خفض أو إلغاء
الحاجة كلياً لاستعمال البطاريات التقليدية التي تحتل المزيد من المساحة،
وتزيد من ثقل الحمولة على كاهل الجندي وكلفة حمل البطاريات البديلة.
ويُعتبر النطاق المحتمل لاستعمالات هذه
التكنولوجيا غير محدود، غير أن فوائدها في قطاع الدفاع تمت برهنتها، حيث
تمت تجربتها في مركبة جوية دون طيار صغيرة الحجم وعالية التقنية، بالإضافة
إلى مصباح إضاءة بدائي.
وللبرهنة عن التطبيقات العملية الأخرى التي
تتعدى ساحات القتال، قامت BAE Systems بتطبيق هذه التكنولوجيا عبر مشاركتها
لشركة " لولا" Lola الرائدة في مجال صناعة سيارات السباق.
إذ ستستعمل البطاريات الجديدة على النموذج
الخاص بسباقات لومانزLe Mans من سيارة Lola-Drayson B12/69EV، والمزودة
بمحرك بقوة 850 حصان يعمل دون إصدار لغازات الكربون، من أجل تشغيل بعض
الأنظمة الإلكترونية المتواجدة على متنها.
ويهدف مصنّعو سيارة Lola-Drayson B12/69EV لجعلها - فور الانتهاء من صنعها- أسرع سيارة سباق كهربائية في العالم.
ويوضح رئيس قسم القدرات التكنولوجية في BAE
Systems، أليكس بارفيت، أنه "يمكن استعمال البطاريات البنيوية تقريباً في
أي شيء يحتاج إلى الطاقة الكهربائية، بدءًا من المعدات الصغيرة وصولاً إلى
المركبات الكاملة."
واعتبر بارفيت أن البطاريات الجديدة لا تدعم
المقاتلين على الجبهة فحسب، بل تستطيع أن تطلق ثورة تكنولوجية في الأسواق
الاستهلاكية عبر السماح بابتكار تصاميم أنيقة أكثر فعالية وأخف وزناً."
ولتطوير هذه التكنولوجيا، دمج العلماء في BAE
Systems العمليات الكيميائية في البطاريات ضمن مواد تركيبية يمكن صبها
لتكوين أشكال معقدة ثلاثية الأبعاد، وبالتالي تكوين هيكل الجهاز المراد
تصنيعه أصلاً. عندها يمكن توصيل الجهاز بالكهرباء لشحنه عند الحاجة، أو
استعمال نوع من الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية للقيام بذلك.
وتستخدم في هذه العملية المواد الكيميائية المستعملة في البطاريات التي تعتمد النيكل، والتي تستعمل بشكل عام في تكنولوجيا الدفاع.
وستسمح التطويرات المستقبلية بدمج كيميائيات
مثل آيونات وبوليمرات الليثيوم الموجودة في المنتجات الإلكترونية
الاستهلاكية، كأجهزة الهاتف النقالة ومشغلات موسيقى MP3، وأجهزة الكمبيوتر
المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والألعاب الإلكترونية. وسيؤدي هذا إلى
تصميم محسن للمنتج، لاغيا الحاجة إلى شراء بطاريات، ما سيخفض كلفة المنتج
على مدى عمر الجهاز، بالإضافة إلى الفوائد البيئية التي يمكن أن تنتج عن
ذلك.
وقد برهنت عمليات التطوير الحالية عن القدرة
على تخزين الطاقة المفيدة داخل المواد التركيبية مثل ألياف الكربون والمواد
البلاستيكية المدعمة بالزجاج، غير أنه يمكن في المستقبل أن تدمج هذه
الكيميائيات داخل الأقمشة لمجموعة كبيرة من التطبيقات الخفيفة، بدءًا من
الخيام التي تتمتع بمصادر الطاقة الخاصة بها، وصولاً إلى صناعة البطانيات
الكهربائية التي ستصبح حقيقة واقعية.
المصدر
http://sdarabia.com/preview_news.php?id=25278&cat=5