تمثل “الباتريوت” الأميركية، أفضل منظومة لمواجهة الصواريخ المعادية وتدميرها، وهو ما يجعلها معتمدة من قبل العديد من الدول لحماية أجوائها ومواقعها الاستراتيجية الحساسة.
وبرز اسم هذه المنظومة الدفاعية في عناوين الأخبار، في 10 أيار/ مايو، بعدما وافق وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، باتريك شاناهان، على نشر الـ”باتريوت” في الشرق الأوسط على خلفية التهديدات الإيرانية، وفق ما ذكرت “رويترز”.
وخضعت “الباتريوت” منذ أن قررت أميركا أن تحل مكان صواريخ “هيركوليز” و”هوك”، للكثير من التعديلات، حيث طوّر سنة 1988 ليعترض الصواريخ الباليستية، وسمي آنذاك بـ”باك-1″.
وتتكون منظومة “الباتريوت” من 4 أجزاء رئيسية تشمل مركبة الرادار وغرفة التحكم ومنصة الصواريخ والصواريخ ذاتها، وفق ما ذكر موقع “آرمي تكنولوجي”.
ويرصد الرادار الخطر على بعد 80 كيلومترا، علما أن بمقدوره مراقبة 50 هدفا بآن واحد، وتحديد ما إذا كان الخطر القادم عبارة عن طائرة أو صاروخ أو “درون”.
ويرسل الرادار البيانات التي جمعها إلى غرفة التحكم، التي تقوم بتحليلها والتوصل إلى قرار بشأن اعتراض الهدف أو تركه.
وحال قررت غرفة التحكم التصدي للهدف، فإنها ترسل أوامر الإطلاق إلى منصة الصواريخ، حيث لا يزيد الزمن الذي يفصل بين أمر الإطلاق والتنفيذ 9 ثوان.
.
وتطلق “الباتريوت” نوعين من الصواريخ هما “باك-2” و”باك-3″، وباستطاعة النوع الأول حمل 4 صواريخ، بينما بمقدور النوع الثاني حمل 16 صاروخا.
وتحلق الصواريخ على ارتفاع يصل إلى 24 كيلومترا بسرعة تفوق الـ6 آلاف كيلومترا في الساعة، وتدمر الهدف بطريقتين، إما بإصابته المباشرة وتحطيمه أو الانفجار بالقرب منه وتدميره.
ويبلغ طول “باك-2” لـ5 أمتار ويصل وزنه إلى 900 كيلوغراما منها 90 كيلوغرامات مواد متفجرة، ويبلغ مداه 160 كيلومترا للطائرات و35 كيلومترا للصواريخ الباليستية.
أما الصاروخ “باك-3” فيبلغ طوله 5 أمتار ووزنه يصل لـ312 كيلوغرامات منها 73 كيلوغرامات مواد متفجرة، ويصل مداه لـ70 كيلومترا ويعترض الصواريخ الباليستية من مسافة 35 كيلومترا.
سلاح ردع
تمثل “الباتريوت” أحد الأسلحة التي قد تستخدمها الولايات المتحدة في حال فكرت إيران بالقيام بأي هجوم على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
وكانت أميركا قد أعلنت إرسال حاملة طائرات وقاذفات “بي 52” إلى الخليج العربي، بسبب تهديدات طهران.
وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، جوزيف دانفورد، إن قرار إرسال حاملة الطائرات الأميركية “أبراهام لينكولن” إلى الخليج جاء “لردع التهديد الإيراني في المنطقة”.
كما ذكر المبعوث الأميركي بشأن إيران براين هوك، أن إرسال بلاده لحاملة طائرات ليس رسالة سياسية، بل “دفاع عن النفس بعد ورود تهديدات بأعمال عدائية”.
وأوضح هوك في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”: “لمسنا تهديدات مفادها أن النظام الإيراني كان يدرس القيام بأعمال عدائية وأرسلنا حاملة الطائرات لينكولن لنكون مستعدين لأي هجوم”.
وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون بولتون، قد قال الأحد إن إدارة ترامب سترسل مجموعة حاملة طائرات هجومية وقوة قاذفات إلى الشرق الأوسط.
وقال إن هذه الخطوة تأتي ردا على “مؤشرات وتحذيرات” مثيرة للقلق من إيران، ولإظهار أن الولايات المتحدة سترد “بقوة” على أي هجوم.
من جانبه، وصف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إعلان الولايات المتحدة إرسال حاملة طائرات وقاذفات للشرق الأوسط لتوجيه رسالة إلى طهران، بأنه “حرب نفسية”.
وتواصل إيران التصعيد من لهجتها تجاه الولايات المتحدة، التي دعت النظام في طهران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات للتفاوض بشأن اتفاق نووي جديد,