كان الإتحاد السوفيتي أول دولة في العالم تقيم علاقات
دبلوماسية مع الجزائر المستقلة، وذلك في 23 مارس/اَذار عام 1962. واعترفت
الجزائر بروسيا الاتحادية رسميا في 26 ديسمبر/كانون الاول عام 1991 . وفي 3
- 6 ابريل/نيسان عام 2001 قام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
بزيارة رسمية لروسيا الاتحادية . وفي 4 ابريل/نيسان تم توقيع البيان حول
الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين. وقام رئيس روسيا فلاديمير بوتين بزيارة
رسمية للجزائر في 10 مارس/آذار عام 2006 . وقام رئيس الجزائر عبد العزيز
بوتفليقة في الفترة ما بين 18 و 19 فبراير/شباط عام 2008 بزيارة رسمية
لروسيا الاتحادية . وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005 زار وزير
الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجزائر في اطار جولته في المغرب العربي. و
جرت الزيارة الجوابية لوزير الخارجية الجزائري الى موسكو في 12 - 14
ابلريل/نيسان عام 2007 .
التعاوّن الروسي الجزائري
لقد ساهم
الخبراء السوفيت مساهمة فعالة في تطوير الإقتصاد الجزائري. كما أنّ الاف
الطلاب الجزائريين تلقوا العلم في الجامعات السوفيتية. بدأ التعاون
التجاري والاقتصادي بين روسيا والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
منذ ستينيات القرن الماضي حين منح الاتحاد السوفيتي الجزائر قروضا لاغراض
التنمية الاقتصادية بمبلغ ملياري دولار. وقدم المساعدة الكبيرة في إنشاء
القاعدة الصناعية الوطنية وتطوير فروع الاقتصاد مثل الطاقة والتعدين
والصلب والحديد وبناء الماكينات و انشاء المشاريع المائية . ونفذت بمساعدة
الاتحاد السوفيتي مشاريع كبرى في شتى فروع الاقتصاد الجزائري، ومنها مصنعا
الصلب والحديد في الحجار وعنابة والمحطة الكهرحرارية في جيجل وخط انابيب
الغاز الرار - حاسي مسعود وسد "بني زيد". وكان اعداد الكوادر الوطنية لشتى
فروع الاقتصاد الجزائري يشغل دائما مكانة هامة في التعاون الثنائي.
وادى انهيار الإتحاد السوفيتي الى إيقاف العديد من المشروعات الكبيرة في الجزائر. ولكن العلاقات الثنائية تشهد حالياً مرحلة جديدة.
ولئن
كان حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2001 لم يتجاوز 200 مليون
دولار فقد ازداد هذا المؤشر في عام 2006 بمقدار ثلاثة امثال وبلغ قيمة
643.8 مليون دولار. اما في عام 2007 فازداد التبادل التجاري بين البلدين
بمقدار مرتين وبلغ 1338.4 مليون دولار وبلغ 1342 مليون دولار في عام 2008
، بما في ذلك كانت قيم الصادرات الروسية الى الجزائر 1120.5 مليون دولار
. وبين الصادرات الروسية الموردة الى الجزائرالماكينات والمعدات ووسائل
النقل بنسبة 63% والمعادن غير الحديدية ومنتجاتها بنسبة 8.5 %. في الربع
الاول من عام 2009 انخفض التصدير الروسي الى الجزائر وبلغ قيمة 25.97 مليون
دولار فقط اي اقل بمقدار تسعة امثال بالمقارنة مع الفترة المماثلة لعام
2008. اما الاستيراد الروسي من الجزائر فبلغ قيمة 1.34 مليون دولار .
تم التوقيع في 8 مارس/آذار عام 2006 على اتفاقية تشكيل مجلس الاعمال الروسي الجزائري.
في
5-6 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2008 عقد في موسكو اجتماع اللجنة الحكومية
الروسية الجزائرية الخاصة بالتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني.
كما تم التوصل الى الاتفاق المبدئي على تنفيذ مشاريع جزائرية يمكن ان تساهم
فيها الشركات الروسية.
التعاون في مجال النفط والغازبعد
عام 2000 بدأت الشركات الروسية تدريجيّاً بالعودة الى الجزائر.فعلى سبيل
المثال تمّ تدشين خط انابيب الغاز حوض الحمراء الذى قامت بمدّه شركة "ستروي
ترانس غاز" الروسية.في عام 2001 بدأت شركة "روس نفط" بالتنقيب في أحد
حقول الغاز الجزائرية،وفي العام 2005 بدأت عملية مد خط أنابيب الغاز سهير
هاجرت انوس وفي العام 2006 بدأت شركة "ستروي ترانس غاز" بترميم خط انبوب
الغاز وليد جلال.
ولكن في شهر ديسمبر/كانون الاول من
العام الماضي لم تمدد الشركة الجزائرية "سوناتراك" مذكرة التفاهم مع
"غازبروم" الروسية والتي وُقٍّعت في العام 2006، والسبب في ذلك عدم الاتفاق
على المشاريع المشتركة، لكن المباحثات بين الطرفين مستمرة.
الجدير
بالذكر أن مذكرة التفاهم التي وٌقّعت بين "غازبروم" و "سوناتراك" والتي
كانت تؤمن أكثر من ثلث كمية الغاز المصدر الى اوروبا أحدثت ضجة في أوساط
مؤسسات الغاز الاوروبية.
في الوقت الحاضر توصلت
شركتا " روس نفط" و "ستروي ترانس غاز" الى نتائج ملموسة في مجال استخراج
الهيدروكربونات الجزائرية حيث تشاركان في استثمار حقل الهيروكربونات في
محافظة اليزي الجزائرية، ناهيك عن اكتشافها ل 3 مكامن رابحة جديدة
للهيدروكربونات.
وفي ابريل/نيسان عام 2008 قامت
شركة "ستروي غاز" بانجاز خط انابيب الغاز "سهير هاجرت انوس " بطول 273
كيلومترا . وتقوم الشركة حاليا بتنفيذ مشروع تطوير خط انابيب الغاز " جي
كا" بطول 150 كيلومترا بالاضافة الى مشاركتها في المناقصة الخاصة بإنشاء خط
انابيب الغاز "الشرق - الغرب".
وترسخت في السوق
الجزائرية شركة "زاروبيج فود ستروي" التي تقوم بتحقيق مشاريع انشاء السدود
وانابيب الماء والانفاق. كما تعمل شركة "باردل اي كومبني" التي يساهم فيها
الرأسمال الروسى بنسبة 100% بتنفيذ مشاريع انشائية في الجزائر.
التعاون التقني في المجال العسكري بما
أن الجيش الجزائري كان في حينه مجهزا على نحو شبه كامل بالسلاح والعتاد
الروسي، فهو اليوم بأمس الحاجة لإعادة التأهيل والتحديث، ولذلك فان
التعاون في المجال التقني العسكري أصبح ضرورة ملحة في وقتنا الراهن.
وقعت
روسيا والجزائر أثناء زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للجزائر في مارس/آذار
من العام 2006 على صفقة سلاح بقيمة 7,5 مليار دولار، مقابل شطب الديون
الجزائرية الى روسيا، وتضمنت الصفقة حصول الجزائر على 36 مقاتلة حربية من
طراز ميغ29 س. م. ت و 28 مقاتلة من طراز سوخوي30 وكذلك 14 طائرة تدريب
قتالي من طراز ياك130 الى جانب 8 بطاريات دفاع جوي إس-300 ومضادات الدبابات
"ميتيس" و" كورنيت"، و 300 دبابة من طراز تي-90. كما تم التوقيع على
اتفاقية لتحديث 36 مقاتلة ميغ 29 كانت الجزائر قد اشترتها في التسعينات من
القرن الماضي من بيلوروسيا واوكرانيا فضلا عن 250 دبابة من طراز تي-72.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2002 أطلقت روسيا الى المدار القمر الصناعي الجزائري ألسات-1.
ولكن
عشية زيارة الرئيس بوتفليقة لموسكو أفادت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أنه
للمرة الاولى في تاريخ العلاقات الروسية الجزائرية اعيدت الى روسيا دفعة من
طائرات ميغ 29 المُصدّرة سابقا الى الجزائر. وحسب رواية الجانب الجزائري
فان ذلك مرتبط بوجود عيوب فنية في هذه الطائرات بالاضافة الى عدم تنفيذ
الروس لالتزاماتهم حيال الوسطاء، ولكن الجانب الروسي أصر خلال فترة طويلة
على بطلان هذه الدعاوى.
ويؤكد مصدر للصحيفة
المذكورة أن المقصود ليس الفسخ التام للعقد. وحسب قول هذا المصدر فقد عرضت
على الجزائر بدلا من الطائرات المعادة طائرات ميغ 29 -ام2 الاكثر حداثة أو
أسلحة ومعدات غير جوية. ولكن ذلك سيكلف الجزائر مبالغ كبيرة ولايستبعد
المصدر احتمال زيادة عدد طائرات سوخوي -30م.ك.ي""A التي سيجري تسليمها
للجزائر.
ومن المحتمل ان تقوم وزارة الدفاع الروسية
أو دولة ثالثة بشراء طائرات الميغ المُعادة. ومع ذلك فقد أشار مصدر آخر
لصحيفة "كوميرسانت" الى أنه لايستبعد ان تقبل الجزائر طائرات الميغ
المذكورة والتي يبلغ عددها 15 طائرة بعد ازالة عيوبها. وأضاف المصدر
المذكور قائلا أنه لم يعرف بعد بأية طريقة ستعوض الجزائر السُلف وغرامات
التأخير المتعلقة بالعقد ولاسيما أنه أُخذت بعين الاعتبار في أثناء توقيع
العقد مسألة شطب ديون الجزائر لروسيا.
علما بأنه
وقع عقد بقيمة 1 مليار و286 مليون دولار لتوريد 28 طائرة ميغ-29 م.س.ت ذات
مقعد واحد و6 مقاتلات ذات مقعدين من طراز ميغ 29- و.ب في اطار حزمة
اتفاقيات حول التعاون العسكرى التقني مع الجزائر بمبلغ اجمالي يصل الى
حوالي 8 مليارات دولار وبموجب هذه الاتفاقيات تعهدت روسيا بأن تشطب تدريجيا
ديون الجزائر المستحقة للاتحاد السوفيتي البالغة زهاء 4 مليارات و
700مليون دولار وذلك مع تنفيذ حزمة الطلبيات الجزائرية المذكورة.
وأشار
المصدر المذكور آنفا الى أن القفزة النوعية في علاقات روسيا مع الجزائر
وخاصة في ميدان التعاون العسكري أثارت ردود فعل قوية من الجانب الفرنسي
وازداد ذلك بصورة خاصة بعد وصول نيكولا ساركوزي لسدة الرئاسة.وتجدر الاشارة
الى ان فرنسا تقوم على نحو نشيط بعرض مقاتلاتها من طراز "رافال " في
منطقة المغرب العربي.
بلغ عدد خريجي الجامعات والمعاهد الروسية المدنية والعسكرية من ابناء الجزائر 13 الف شخص.
http://arabic.rt.com/news_all_news/info/33025/