أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي ومصر في 26 اغسطس/آب عام1943 . و شهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما كانت تتغير أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي. غير ان روسيا ومصر أصبحتا اليوم شريكين في الشئون الثنائية وعلى الصعيد الدولي.
وكانت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في آب/أغسطس عام 1948 حين وقعت الاتفاقية الاقتصادية الأولى حول توريد القطن المصري مقابل حبوب وأخشاب الاتحاد السوفيتي آنذاك. وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها ما بعد ثورة يوليو /تموز عام 1952 ومساعدة الاتحاد السوفيتي لمصر في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وغدت فترة الخمسينات – الستينات للقرن العشرين ذروة في العلاقات الثنائية حين ساعد آلاف من الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المرافق الانتاجية ، وبينها السد العالي في اسوان ومعمل الصلب والحديد في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي والخطوط الكهربائية اسوان – الاسكندرية. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات باسلحة سوفيتية. وكانت أجيال من اولئك الذين يشكلون حاليا نخبة سياسية وعلمية وثقافية في بلاد الاهرام يدرسون في الجامعات والمعاهد السوفيتية ، ومن بينهم الرئيس المصري الحالي حسني مبارك الذي تخرج من الاكاديمية العسكرية السوفيتية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شهدته العلاقات في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات وإنقطاعها تماما حتى أيلول/سبتمبر 1981 بدأت العلاقات في التحسن التدريجي في عهد الرئيس مبارك.
وفي الوقت الحاضر تم تطبيع العلاقات الروسية المصرية في كافة المجالات.
وكانت مصر من أولى الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991. وتتطور العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني. وجاءت الزيارة الرسمية الأولي للرئيس مبارك إلى روسيا الاتحادية في أيلول /سبتمبر 1997، وقع خلالها البيان المصري الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون. وقام حسني مبارك بزيارتبن أخريرتين الى روسيا عام 2001 و 2006 واتخذت خلالهما البرامج طويلة الأمد للتعاون في كافة المجالات والبيان حول مبادئ علاقات الصداقة والتعاون.
وقد تمت زيارة العمل للرئيس فلاديمير بوتين الى القاهرة في 26-27 ابريل/نيسان عام 2005 . واتخذ في ختام المباحثات الثنائية التي جرت في القاهرة البيان المشترك حول تعميق علاقات الصداقة والشراكة بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية الذي يؤكد طبيعتها الاستراتيجية . واتخذت دورة مجلس جامعة الدول العربية في سبتمبر/ايلول عام2005 للمرة الاولى في تاريخها قرارا باعتماد سفير روسيا في جمهورية مصر العربية بصفته مفوضا مخولا لدى جامعة الدول العربية.
و في 1- 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006 وصل الرئيس المصري حسني الى موسكو في زيارة رسمية. وكان يضم الوفد المرافق له كلا من وزير الاعلام ووزير الصناعة والتجارة ووزير الاستثمار الى جانب وزير الخارجية.
العلاقات الروسية المصرية في مجال الإقتصاد
أما بالنسبة للميدان الاقتصادي فقد تقلص نطاق التعاون العملي في التسعينات . ولكن من الملاحظ أنه ينمو باطراد في السنوات الأخيرة . وقد بلغ حجم التبادل التجاري للسلع والخدمات بين البلدين في عام 2006 حوالي مليار و950 مليون دولار. ويشكل التبادل التجاري الصرف منها المليار و200 مليون دولار .وقد ازداد حجم التجاري في السنوات الأربع 5 مرات . وهو يشكل الآن أكثر من 2 مليار دولار . وتشغل الخامات والمواد الغذائية وزناً نوعياً عالياً في الصادرات الروسية بينما تشكل المنتجات الزراعية والسلع الاستهلاكية البنود الأساسية في الصادرات المصرية.
ويشهد التعاون بين مصر وروسيا في مجال الطاقة على التقدم الملحوظ للتعاون الروسي المصري الأمر الذي يبدو واضحاً في ميادين استخراج وإنتاج النفط والغاز الطبيعي. وتتابع شركة " لوكويل" النفطية الروسية بنجاح نشاطها في مصر. وقد وقعت شركة" نوفاتيك" في عام 2007 على اتفاقية حول إنشاء مؤسسات مشتركة مع شركة" ثروة" حول استخراج وإنتاج الغاز في حقول بلدة العريش. كما تعمل شركة النفط والغاز الروسية العملاقة " غاز بروم" بنشاط في مصر.
وتتطور العلاقات الثنائية في ميدان بناء المكائن. ففي مصر يتم منذ عدة سنوات إنتاج سيارات " لادا". وقد وقعت شركة " كاماز" المساهمة الروسية مذكرة تفاهم في مارس/ آذار مع الشركة المصرية
التعاون في مجال الطاقة
في الوقت الحاضر أنجز الخبراء المصريون والروس العمل الخاص بإعداد اتفاقية ثنائية حول الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ويرى العديد من الخبراء أن اختيار روسيا كشريك لتحقيق البرنامج الذري المصري أفضل من التعاون مع الولايات المتحدة في هذا المجال.وكان مبارك قد أعلن في عام 2007 عن ضرورة الاستفادة من الطاقة الذرية لانتاج الكهرباء. وقد أصبح موضوع التعاون في ميدان الطاقة الذرية الموضوع الرئيسي للمباحثات التي جرت في موسكو يوم 25 مارس / آذار عام 2008 بين الرئيسين ميتري ميدفيديف وحسني مبارك وأسفرت عن توقيع اتفاقية حول التاعاون في ميدان الاستخدام السلمي للطاقة الذرية التي ستتيح لروسيا المشاركة في المناقصة المتعلقة ببناء أول محطة كهرذرية بمصر. وكان الاتحاد السوفيتي قد أمد مصر بمفاعل ذري في عام 1958 . وقد تم تشغيل هذا المفاعل في عام 1961
كما يتطور التعاون في ميدان السياحة بصورة دينامية. وبلغ العدد الاجمالي للسياح الروس القادمين إلى مصر في عام 2006 زهاء مليون شخص بينما لم يتجاوز هذا العدد 750 الف في بلدة أنشاص عام 2005.
ميدان التعليم
في عام 2005 وقع وزير التعليم والعلوم الروسي آ.آ. فورسينكو مع نظيره المصري آ. سلامة بروتوكولاً خاصاً حول تطوير التعاون الثنائي في مضمار التعليم العالي والعلوم وذلك أثناء زيارة العمل التي قام بها إلى القاهرة .
وفي عام 2006 بدأت عملها في القاهرة الجامعة الروسية المصرية التي تأسست بمبادرة من الرئيس المصري حسني مبارك وافتتحت بالاسكندرية خلال مدة قصيرة