]كشف النقاب أمس الأربعاء في الدولة العبرية عن أن مجموعة من المفكرين والصحافيين الإسرائيليين أقاموا موقعا علي شبكة الانترنت يكشف جميع الأسرار الإستراتيجية للدولة العبرية، بما في ذلك الأماكن التي توجد فيها الأسلحة النووية. وقال موقع صحيفة (يديعوت احرونوت) علي الانترنت إن أعضاء المجموعة الذين يطلقون علي أنفسهم اسم (ارماغدو) قاموا بتركيز معلومات كثيرة وحساسة للغاية حول الأسلحة الإستراتيجية التي تملكها إسرائيل، بالإضافة إلي أماكن التصنيع والتخزين لهذه الأسلحة الخطيرة.
ومن خلال التصفح في الموقع، وهو باللغة العبرية، يتبين أن أفراد المجموعة قاموا بنشر خريطة مفصلة تشير بشكل واضح إلي الأسلحة النووية التي تملكها إسرائيل، وإلي الأماكن التي تقوم إسرائيل بتخزين هذه الأسلحة الفتاكة.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلي أن المجموعة التي تقف وراء الموقع الجديد هي مجموعة اللجنة الإسرائيلية من أجل شرق أوسط خال من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية.
وأكد الموقع أن العديد من العناصر الخارجية تدعم الحركة الجديدة، وفي مقدمتها النائب في الكنيست الإسرائيلي د. دوف حنين، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. وبهدف الالتفاف علي الرقابة العسكرية الإسرائيلية، فإن الموقع الجديد يتلقي خدمات الانترنت من شركة أسترالية التي دأب أفراد المجموعة علي إخفاء اسمها خشية تدخل الرقابة العسكرية لحجب الموقع.
ووفق ما جاء في الموقع فإنه في السنوات الأخيرة تعاظم التهديد النووي، ولكن الرأي العام الإسرائيلي لم يتلق المعلومات الكافية والواضحة حول الموضوع، بسبب سياسة الضبابية التي تعتمدها الدولة العبرية في هذا المجال منذ إقامتها في العام 1948، وبالتالي فإنه آن الأوان لأن يكون موقعا يمنح الجمهور الفرصة للإطلاع علي الأسلحة النووية التي تملكها إسرائيل، وتتعاون المجموعة الإسرائيلية المناهضة للأسلحة النووية مع منظمات مناهضة أخري في العالم مثل المنظمة البريطانية، وأستراليا ونيوزيلندا.
وقال جدعون سبيرو، وهو من أهم أعضاء المجموعة ومن مشغلي الموقع الجديد لـ(يديعوت احرونوت) إن الهدف من تركيز المعلومات عن الأسلحة النووية هو ليس لمجرد مخالفة القانون الإسرائيلي، لافتا إلي أن السلطات تقوم بعملية غسيل دماغ للجمهور الإسرائيلي في قضايا الأسلحة النووية، وأن الصحافة الإسرائيلية باللغة العبرية تقدم للقارئ الإسرائيلي معلومات غير دقيقة بالمرة عن القدرات النووية الإسرائيلية، علي حد تعبيره.
من ناحيته قال النائب حنين لموقع صحيفة (يديعوت احرونوت) إنه لا يعرف الموقع الجديد، وأن المسؤولين عن الموقع لم يتوجهوا إليه، مع ذلك أضاف النائب الجبهوي أنه يؤيد أن يكون موضوع الأسلحة النووية مطروحا علي أجندة الرأي العام في الدولة العبرية، لافتا إلي أن التـأخر في طرح الموضوع بصراحة يعرض إسرائيل إلي المزيد من المخاطر الصعبة علي أمنها، علي حد قوله.
أما المسؤول عن الموقع فقال أيضا إن إسرائيل تتحول إلي مكان جمع قمامة الأسلحة النووية، لافتا إلي أنه في حال حصول هزة أرضية في الشق السوري الأفريقي فإن إسرائيل ستمحي عن الوجود، وحذر من سيطرة قوي اليمين المتطرف علي الأسلحة النووية في إسرائيل، مشيرا إلي أن رئيس حزب إسرائيل بيتنا، الفاشي افيغدور ليبرمان، كان قد هدد باستعمال الأسلحة النووية لضرب إيران.
وجاء من مكتب الناطق العسكري الإسرائيلي ان الرقابة العسكرية تقوم في هذه الأيام بفحص قانونية الموقع، بغض النظر عن المعلومات التي يتضمنها.
يشار إلي أن الصفحة الرئيسية في الموقع تشمل خريطة للمواقع النووية الإسرائيلية، ففي ميناء حيفا ترابض غواصات نووية، وفي قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي في تل نوف، توجد مقاتلات حربية نووية إسرائيلية، علاوة علي ذلك، تمّ نشر المواقع الأخري عن الأفران النووية، وحسب الخريطة فإن إسرائيل تخزن الأسلحة في جميع أنحاء الدولة العبرية، بما في ذلك هضبة الجولان العربية السورية المحتلة.
القدس العربي