المفكر مراد هوفمان سفير ألمانيا السابق بالجزائر
الدكتور مراد ويلفريد هوفمان، ألماني الجنسية، وديانته السابقة المسيحية الكاثوليكية.
تعرَّض
هوفمان في مقتبل عمره لحادث مرور مروِّع، فقال له الجرّاح بعد أن أنهى
إسعافه: ''إنّ مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وإنّ الله يدّخر
لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً''.
نال مراد ويلفريد هوفمان المولود عام
1931 شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، وعمل كخبير في مجال
الدفاع النووي في وزارة الخارجية الألمانية، ثم مديراً لقسم المعلومات في
حلف الناتو في بروكسل من عام 1983 حتّى 1987م، ثمّ سفيراً لألمانيا في
الجزائر من 1987 حتّى 1990م، ثمّ سفيراً في المغرب من 1990 حتّى 1994م. وهو
متزوج من سيّدة تركية، ويقيم حالياً في تركيا.
وصدّق القدر حَدْسَ
الطبيب، إذ اعتنق د. هوفمان الإسلام عام 1980م بعد دراسة عميقة له، وبعد
معاشرته لأخلاق المسلمين الطيّبة في المغرب، وكان إسلامه موضع نقاش بسبب
منصبه الرفيع في الحكومة الألمانية.
قال هوفمان: في اختبار القبول
بوزارة الخارجية الألمانية، كان على كل متقدم أن يلقي محاضرة لمدة لا
تتجاوز خمس دقائق في موضوع يُحدَّد عشوائيًّا، ويُكلَّف به قبلها بعشر
دقائق، ولكم كانت دهشتي عندما تبيَّن لي أن موضوع محاضرتي هو ''المسألة
الجزائرية''! وكان مصدر دهشتي هو مدى علمي بهذا الموضوع، وليس جهلي به.
وبعد شهور قليلة من الاختبار، وقبل أن أتوجَّه إلى جنيف بوقت قصير، أخبرني
رئيس التّدريب، عندما التقينا مصادفة أثناء تناولنا للطعام، أنّ وجهتي قد
تغيّرَت إلى الجزائر. وفي أثناء عملي بالجزائر في عامي 1961/1962م، عايشت
فترة من حرب استمرت ثماني سنوات بين قوات الاحتلال الفرنسي وجبهة التحرير
الوطني الجزائرية، وانضمَّ أثناء فترة وجودي هناك طرف ثالث هو ''منظمة
الجيش السري''، وهي منظمة إرهابية فرنسية، تضمُّ مستوطنين وجنوداً
متمرّدين، ولم يكن يمر يوم دون أن يسقط عدد غير قليل من القتلى في شوارع
الجزائر، وغالباً ما كانوا يُقتَلون رمياً بالرصاص على مؤخرة الرأس من
مسافة قريبة، ولم يكن لذلك من سبب إلاّ كونهم مسلمين، أو لأنّهم مع استقلال
الجزائر.
شكَّلت هذه الوقائع الحزينة خلفية أوّل احتكاك لي عن قُربٍ
بالإسلام، ولقد لاحظتُ مدى تحمُّل الجزائريين لآلامهم، والتزامهم الشّديد
في شهر رمضان، ويقينهم بأنّهم سينتصرون، وسلوكهم الإنساني وسط ما يعانون من
آلام. وبعد 25 عاماً من عملي بالجزائر لأوّل مرّة، عُدتُ إليها سفيراً في
عام 1987م.
وبعد إسلامه ابتدأ د. هوفمان مسيرة التأليف، ومن مؤلفاته:
كتاب (يوميات مسلم ألماني)، و(الإسلام عام ألفين)، و(الطريق إلى مكة)،
وكتاب (الإسلام كبديل) الّذي أحدث ضجة كبيرة في ألمانيا.
http://www.elkhabar.com/ar/islamiyat/289297.html