تطورت المدارس الإسلامية في كينيا خلال السنوات الأخيرة من
عدد محدود إلى أن أصبحت تناهز المائة، غير أن تلك المدارس تواجه تحديات
أبرزها رفض وزارة التعليم الكينية الاعتراف بشهاداتها بحجة أن مناهجها لا
تتوافق مع المناهج الحكومية، في بلد يشكل المسلمون فيه 35% من عدد السكان.
وتنتشر المدارس الإسلامية في المناطق الساحلية وإقليميْ وجير
ومنديرا شمال شرق كينيا اللذين تتركز فيهما الأقلية المسلمة بالإضافة إلى
العاصمة نيروبي، وتخرج من تلك المدارس آلاف الدعاة الذين كان لهم دور كبير
في نشر الإسلام بشرق أفريقيا.
توسعويقول
الشيخ محمد أسلم أحد مسؤولي معهد كيسوني الثانوي في مومباسا "إن هناك
ازديادا كبيرا للمدارس الإسلامية في الآونة الأخيرة، حيث كانت تعد بأصابع
اليد الواحدة في بداية انتشار التعليم الإسلامي بينما وصلت الآن إلى أكثر
من مائة".
|
مدرسة أبو هريرة الإسلامية تجمع بين العلوم الشرعية ومقررات المنهج الكيني (الجزيرة نت) |
ويضيف أسلم للجزيرة نت أن معهد كيسوني -الذي تأسس عام 1980-
"كان من أوائل المدارس الإسلامية في البلاد حيث تخرج منه الكثير من الدعاة
المشهورين داخل كينيا وخارجها".
من جهته قال مسؤول العلاقات في مدرسة "أبو هريرة" بمومباسا
عبد الوهاب إبراهيم "إن هناك نوعين من المدارس الإسلامية في كينيا, مدارس
تقدم العلوم الشرعية بكافة فروعها، وأخرى تدرس العلوم الشرعية إلى جانب
المواد التي تقدمها المدارس الرسمية الكينية".
ويقول إبراهيم في حديثه للجزيرة نت إن مدرسة أبو هريرة التي
تأسست عام 1995 تعد نموذجا في المزاوجة بين العلوم الشرعية ومقررات المنهج
الكيني، وقد نجحت في ذلك وحصلت على جوائز، مشيرا إلى أن هذا النوع من
المدارس بدأ يزداد مؤخرا.
وعن تمويل المدارس الإسلامية، يقول إبراهيم إن "المدارس
الإسلامية تعتمد على الرسوم الدراسية التي يدفعها الطلاب المنتسبون لتسيير
عملها اليومي، كما تعتمد على التبرعات التي يقدمها التجار المحليون في
المشاريع الكبرى مثل التوسعة والتجديد".
تحدياتمن
جهته قال مدير المدرسة المنورة عبد الرحمن شيخ محمد للجزيرة نت إن هناك
تحديات كثيرة تقف أمام نجاح المدارس الإسلامية التي تحظى بإقبال الطلاب،
ومن أبرز تلك التحديات عدم وجود منهج موحد وإدارة موحدة حيث تعتمد كل مدرسة
على اجتهادات فردية.
|
شيخ محمد: من أبرز التحديات عدم وجود منهج موحد وإدارة موحدة للمدارس (الجزيرة نت) |
ويشير محمد إلى وجود مبادرات لاستحداث مؤسسة مشرفة على بعض
تلك المدارس في مومباسا مثل المجلس التعليمي للمدارس الإسلامية، إلا أنها
مبادرات لا تزال في بدايتها.
وأضاف أن المجلس تمكن حتى الآن من تأليف جميع الكتب المقررة
بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة في المدارس الإسلامية، ويهدف إلى توزيع هذه
الكتب على كل المؤسسات المعنية.
أما التحدي الثاني -حسب المسؤول في المدرسة المنورة- فهو عدم
اعتراف الحكومة الكينية بشهادات المدارس الشرعية، حيث يصعب على حامليها
الحصول على وظيفة في الدوائر الحكومية، بالإضافة إلى عدم قدرة طلاب تلك
المدارس على اللحاق بالجامعات لرفض الجامعات الرسمية تسجيلهم بها، ولعدم
وجود جامعات أخرى معترف بها يمكن متابعة الدراسة فيها.
وفي هذا السياق يقول عبد الوهاب إبراهيم إن هناك مساعي للحصول
على الاعتراف بشهادات المدارس الإسلامية، مشيرا إلى أن المدارس الشرعية في
أوغندا المجاورة مثلا معترف بها رسميا من قبل الدولة.
ويستدرك إبراهيم أن هذا يتطلب توحيد جهود المدارس وممثلي
الأقلية المسلمة للضغط على الحكومة، خاصة في ظل عدم وجود معارضة معلنة
لفكرة تلك المدارس في كينيا حيث لكل دين مدارسه الخاصة به.
http://www.aljazeera.net/news/pages/579f12ce-cff6-43d3-bac0-9c407edfc732?GoogleStatID=9