أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس الخميس عن القيادي في
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأسير الشيخ زهير لبادة (51 عاما) من
مدينة نابلس، ونُقل إلى المستشفى الوطني الحكومي بالمدينة فور الإفراج عنه
نظرا لوضعه الصحي "الخطر جدا".
وقال نجله رشيد إن سلطات الاحتلال وافقت على إطلاق سراح والده
"بعد جهد مرير" نظرا لحالته الصحية، مشيرا إلى أنه وصل إلى المستشفى
الوطني بمدينة نابلس حوالي الساعة الواحدة من صباح أمس الخميس.
وأضاف للجزيرة نت أن الإفراج تم بعد التماس تقدمت به مؤسسة
التضامن الدولي لحقوق الإنسان إلى السلطات الإسرائيلية للإفراج عنه نظرا
لتدهور وضعه الصحي، وأن حالته لم يعد يطاق معها استمرار الاعتقال بأي شكل
من الأشكال، ووافقت محكمة الاحتلال على الإفراج بناء على هذا الالتماس.
وأضاف نجل الأسير أن والده يعاني من عدة أمراض أخطرها إصابته
بتشمع في الكبد والفشل الكلوي، وأوضح أن والده منذ اعتقاله قبل نحو ستة
شهور وهو يعاني من مضاعفات خطيرة في صحته، وأن ذلك لم يشفع له عند الاحتلال
"بإطلاق سراحه أو حتى بإعطائه الأدوية والعلاجات اللازمة".
وقال إن الأطباء الفلسطينيين اكتشفوا أن سلطات الاحتلال لم
تكن تقدم لوالده الأدوية المناسبة أو حتى "المضادات الحيوية والسوائل
الغذائية المكملة للعلاج"، مشيرا إلى أنه خلال فترة الإضراب السابقة التي
خاضها الأسرى تضاعفت معاناة والده نظرا لتعمد سلطات السجون حرمانه من
الأدوية.
واتهم نجل الأسير مؤسسات حقوقية وإنسانية فلسطينية وأخرى تعنى
بشؤون الأسرى بالتقاعس عن القيام بواجبها بالضغط على الإسرائيليين لإطلاق
سراح والده الذي قال إنه تم بعد فوات الأوان.
وطالب رشيد بتشكيل لجنة تحقيق من المؤسسات الحقوقية للاطلاع
على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تدهور حالة والده الصحية ومحاسبة
الاحتلال إذا ثبت تكاسله في تقديم العلاج له.
" اعتقلت سلطات الاحتلال الشيخ لبادة أكثر من ثماني مرات بمدد اعتقال تجاوزت اثنتي عشرة عاما قبل الاعتقال الأخير الذي وقع منذ ستة أشهر من منزله بمدينة نابلس، كما أبعدته عام 1992 إلى مرج الزهور بجنوب لبنان مع نحو 500 عنصر من حركة حماس " |
قرار الإفراجوكانت مؤسسة التضامن الدولي قد نقلت في تقرير لها صدر الأربعاء الماضي أن سلطات الاحتلال قررت الإفراج عن الأسير زهير رشيد لبادة.
وقال الباحث في مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان أحمد البيتاوي إن
الإفراج عن لبادة جاء بعد أن تقدم محامي المؤسسة باستئناف إلى محكمة سالم
الإسرائيلية، طالب فيه بضرورة الإفراج الفوري عنه لخطورة حالته الصحية.
وأشار البيتاوي إلى أن لبادة يعاني من رزمة من الأمراض
الخطيرة وأن وضعه الصحي خطير ومعقد كما جاء في التقرير الطبي الذي صدر عن
إدارة مستشفى آساف هروفيه في تل أبيب الذي نُقل إليه مؤخرا، وأن الإفراج
عنه جاء بعد تأكد الاحتلال من فقدان أي أمل في شفائه.
يشار إلى أن لبادة الذي يعاني من الفشل الكلوي منذ 14 عاما
تدهورت حالته الصحية خلال الأسبوع الماضي بشكل كبير، حيث أصيب بتشمع في
الكبد بمرحلة متقدمة، كما أصيب بحالة هلوسة وفقدان للذاكرة وتجمع للمياه في
الرئة والقلب وانتفاخ في البطن ومشاكل في الأعصاب وتخثر في الدم، ودخل في
غيبوبة قبل يومين.
واعتقلت سلطات الاحتلال الشيخ لبادة أكثر من ثماني مرات بمدد
اعتقال تجاوزت اثنتي عشرة عاما قبل الاعتقال الأخير الذي وقع منذ ستة أشهر
من منزله بمدينة نابلس، كما أبعدته عام 1992 إلى مرج الزهور بجنوب لبنان مع
نحو خمسمائة عنصر من حركة حماس.
http://www.aljazeera.net/news/pages/38359628-9d36-4cce-8c16-e679a8906d78?GoogleStatID=9