توفى إلى رحمة الله تعالى مساء أمس الاثنين، السيد زكريا محيى الدين أحد أبرز الضباط الأحرار، ورئيس وزراء ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، عن عمر 94 عاما، وهو الرجل الذى عرف بصاحب المهام الصعبة، وأول رئيس لجهاز المخابرات العامة، والذى أسسه عام 1954، عندما تنحى عبد الناصر عن الحكم عقب هزيمة 1967 ليلة 9 يونيو أسند الحكم إلى زكريا محى الدين، ولكن الجماهير خرجت فى مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر فى الحكم، وقدم محيى الدين استقالته، وأعلن اعتزاله الحياة السياسية عام 1968.
ولد زكريا محيى الدين فى 5 يوليو عام 1918 فى كفر شكر فى محافظة القليوبية بمصر، وتلقى تعليمه الأولى فى أحد كتاتيب قريته، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الابتدائية، ليكمل تعليمة الثانوية فى مدرسة فؤاد الأول الثانوية، التحق بالمدرسة الحربية فى 6 أكتوبر عام 1936، ليتخرج منها برتبة ملازم ثانى فى 6 فبراير 1938، تم تعيينه فى كتيبة بنادق المشاة فى الإسكندرية، وانتقل إلى منقباد فى العام 1939 ليلتقى هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلى السودان فى العام 1940 ليلتقى مرة أخرى بجمال عبد الناصر ويتعرف بعبد الحكيم عامر.
تخرج محيى الدين من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، فأبلى بلاءً حسناً فى المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل، وتطوع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم لتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة فى الفالوجا، وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها، وبعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة ليعمل مدرساً فى الكلية الحربية ومدرسة المشاة.
انضم زكريا محيى الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بحوالى ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر، وشارك فى وضع خطة التحرك للقوات، وكان المسئول على عملية تحرك الوحدات العسكرية، وقاد عملية محاصرة القصور الملكية فى الإسكندرية أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية.
تولى محيى الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين عامى 1952 و1953، ثم عين وزيراً للداخلية عام 1953، وأُسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى 1954، وعين بعد ذلك وزيراً لداخلية الوحدة مع سوريا 1958، بعدها عين رئيسا للجنة العليا للسد العالى فى 26 مارس 1960، وعينه الرئيس جمال عبد الناصر نائباً لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيراً للداخلية للمرة الثانية عام 1961، وفى عام 1965 أصدر جمال عبد الناصر قراراً بتعيينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية.
عندما تنحى عبد الناصر عن الحكم عقب هزيمة 1967 ليلة 9 يونيو أسند الحكم إلى زكريا محى الدين، ولكن الجماهير خرجت فى مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر فى الحكم، فقدم محيى الدين استقالته، وأعلن اعتزاله الحياة السياسية عام 1968.
شهد زكريا محيى الدين، مؤتمر باندونج وجميع مؤتمرات القمة العربية والأفريقية ودول عدم الانحياز، ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة فى مؤتمر رؤساء الحكومات العربية فى يناير ومايو 1965، وفى أبريل 1965 رأس وفد الجمهورية العربية المتحدة فى الاحتفال بذكرى مرور عشر سنوات على المؤتمر الأسيوى ـ الأفريقى الأول.
عرف عن زكريا محى الدين لدى الرأى العام المصرى أنه صاحب القبضة القوية والصارمة، نظراً للمهام التى أُوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة، وكان يتم الترويج له على أنه يميل للسياسة الليبرالية، كما كان رئيساً لرابطة الصداقة المصرية ـ اليونانية.