يعيش الفلسطينيون من سكان مدينة
القدس المحتلة ظروفا قاسية في ظل الضغوط الهائلة التي يمارسها الاحتلال
الإسرائيلي عليهم لدفعهم إلى ترك المدينة ومغادرتها، وتعد القيود المشددة
وعمليات التفتيش المهينة المفروضة عليهم على المعابر أحد أبرز
تجلياتها، ومع ذلك فإن العزيمة والإصرار على البقاء يبدوان أقوى من الضغوط.
وتشهد المعابر الإسرائيلية المؤدية إلى القدس، وخاصة
معبر قلنديا الذي يربطها بشمال
الضفة الغربية عبر مدينة
رام الله، حالات ازدحام شديدة، خاصة في ساعات الصباح والمساء، فضلا عن إجراءات التفتيش المهينة.
وتُفرض على دخول وخروج المقدسيين قيود مشددة بينها
التدقيق في الهويات والتفتيش الشخصي وتفتيش السيارات، وعدم السماح للركاب
بالبقاء في سياراتهم وإجبارهم على النزول وسلوك ممر المشاة والخضوع للتفتيش
الإلكتروني، لكنهم يتحملون ذلك حفاظا على حقهم في الوجود بمدينتهم.
رحلة معاناة
ووفق
مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، فإن عدد المقدسيين من حملة
بطاقة الهوية الإسرائيلية المفروضة على أهالي القدس وأخرجهم الجدار العازل
منها، يزيد على 120 ألفا، يستخدم عدد غير قليل منهم المعابر الإسرائيلية
للتنقل يوميا.
وتشير تقديرات المركز إلى أن عدد السكان العرب حاملي
بطاقة هوية القدس والذين يقطنون ضمن الحدود البلدية الواقعة شمالي معبر
قلنديا يفوقون الثلاثين ألفا، مؤكدا تحوّل معبر قلنديا إلى ما يشبه المعبر
الدولي.
وحسب المركز فإن السكان يضطرون للانتظار ساعات طويلة في
أوقات الذروة والطوارئ والخضوع للفحص والتفتيش، مشيرا إلى مشاكل أخرى بينها
الطلب من الأولاد الصغار إبراز شهادة الميلاد وعدم السماح بإدخالهم مع
ذويهم إذا كانوا لا يحملون تلك الشهادات.
|
زياد الحموري: معبر قلنديا بين القدس ورام الله هو الأكثر سوءا (الجزيرة نت) |
من جهته يقول مدير المركز زياد الحموري للجزيرة نت إن ما
لا يقل عن أربعين ألف مقدسي، وبينهم طلبة مدارس، ممن يقطنون خارج الجدار
المحيط بالقدس، يدخلون القدس يوميا ويخرجون منها نظرا لارتباطاتهم بمصالح
وأشغال داخلها.
ويضيف أن الآلاف يتنقلون يوميا بنفس الطريقة من داخل
القدس إلى منطقتي الخليل وبيت لحم جنوبا، ورام الله وباقي شمال الضفة نظرا
لارتباطات تجارية وأخرى تتعلق بالعمل.
توقيف وتفتيش
وقال
الحموري إن معبر قلنديا بين القدس ورام الله هو الأكثر سوءا من بين خمسة
معابر محيطة بالقدس، موضحا أن الجنود يوقفون سيارات المقدسيين ويدققون في
هويات ركابها ويخضعونها للتفتيش، وقد يجبرونهم على النزول من السيارات
واستخدام مسالك المشاة والخضوع للتفتيش الدقيق.
ووصف ما يجري على المعابر بأنه محاولة للتنكيل بالمارة بعيدا عن القوانين والتعليمات.
وأضاف أن رد سلطات الاحتلال على الشكاوى المتعلقة
بالمعاملة على المعابر جاء بأن جميع الإجراءات المتخذة هي لدواع أمنية مع
نفي التنكيل بالمواطنين.
ويحرص السكان المقدسيون على وجودهم داخل المدينة حفاظا
على هويتهم، رغم ما يعانونه من مشقات، ويؤكدون أن إجراءات الاحتلال لن
تجبرهم على مغادرة المدينة بلا عودة.
ويؤكد مواطن يضطر للتوجه من القدس إلى رام الله يوميا،
وفضل عدم الإشارة لاسمه، أنه يعيش يوميا التعقيدات الإسرائيلية على معبر
قلنديا، لكنه مستعد للاستمرار على هذه الحالة حفاظا على هويته المقدسية.
ويضيف أن الاحتلال يخصص ثلاث مسارات للسيارات لكنه قد
يبقي على واحد أو اثنين منها مفتوحة ويغلق الباقي، مما يتسبب في إرباك
لحركة السيارات وتأخيرها على المعبر لعدة ساعات.
وأوضح أن المشاة يضطرون للانتظار في طوابير طويلة قبل مرورهم بأربعة
بوابات توصل إلى نقطة التفتيش الإلكتروني، مؤكدا تعرض فتيات للابتزاز
والتحرش من قبل جنود الاحتلال على هذا الحاجز.
http://www.aljazeera.net/news/pages/f3aec88c-7d4a-48ac-9945-ee47cb204705?GoogleStatID=9