الأقســـام العسكريـــة

(المطلوب السودان لا قائده)

أعوام طويلة طويلة ونحن ما زلنا نعيش قساوة المؤامرات التي تحاك ضد أمتنا العربية والمسلمة، نتذوق مرارة أحقاد دول استعمارية امبريالية غاشمة، تشن كل حين تهمها اللامبرر لها وتبث بذور الفتنة هنا وهناك من أجل اسقاط كلمة العرب وارادتهم، واستغلال ثرواتنا القيمة الجمة، فتثير بين الفينة والأخرى الصراعات الدامية إقليميآ وداخليآ، لتبقى أمتنا مكبلة بقيودها البشعة وفرض املاءاتهم وارادتهم والسيطرة على كامل خيراتنا لنصبح أمة مهزومة مقموعة لا كرامة لها ولا قيمة. وما يشهده التاريخ لدليل قاطع على ما قيل.

فها هي العراق دولة القانون والسيادة سابقآ، أصبحت اليوم في حفرة من النار الحارقة بعد أن احتلتها القوى الغاشمة، وقضت على هذا الركن العربي الأصيل والعريق في بيت العرب الكبير. لقد دفعت أمريكا بكامل قوتها وعتادها لتنزع الهوية الوطنية العراقية من كل العراقيين على السواء واستبدالها بالهوية الطائفية السوداء البغيضه.
لقد أدخلت العراق في أتون حرب طاحنة لم تبق ولم تذر من أجل تحقيق أهدافها ومصالحها، ودفعت العراقي الذي ظل دومآ لا يلقي بالآ الا الى عراقيته وعروبته، ويتظاهر أمام الملأ بأن عراق الرشيد هو الشعاع الحضاري الذي أرسل خيوطه الوضاءة فانتشرت في بقاع الدنيا، هذا العراقي نفسه تريده قوى الظلام أن ييأس وتضمحل قناعاته الوطنية الأصيلية لتذهب أدراج الرياح، ليبقى يعيش في رحاب ضيق المذاهب والطائفية والفئوية.
لكن شاهت وجوه المحتل. فالعراقي الأصيل استدرك المخطط اللئيم فتصدى لهذه الهجمة الشرسة بكل شجاعة وبسالة وقاوم النهج الصهيوني المتعجرف وجعل أمريكا تعيش مرحلة المخاض الأخير، بعد أن أعلنت فشلها بفرض ارادتها على شعب جبار.
وستعلن عاجلآ هزيمتها النكراء لذا بدأت بنقل إحترابها ومخططها الاستعماري اللا أخلاقي ورسم خيوط مؤامرتها بخبث ودناءة على دولة السودان الشقيقة. فأطلقت أعيرتها النارية الحارقة على الرئيس السوداني عمر البشير واستخدمت كامل امكانياتها حتى حصلت على قرار من المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه التهمة الى الرئيس بارتكابه جرائم حرب في دارفور الذي خلقت به الأزمة الحالية بقذارة أيديها.
فالمؤامرة التي تتعرض لها السودان الآن تهدف بالدرجة الاولى الى حرمانه من الاستفادة من التوافق السياسي الذي ستصل اليه الشخصيات السودانية قريبا والمأمول منه رفع شأن السودان وفرض إرادته وسيادته على أرضه وترابه والذي سيؤول الى حل المشكلة السودانية برمتها. ويكون له الدور الأكبر في استغلال ثرواته وحل مشكلة الغذاء والطاقة ، والسير قدمآ بعجلة التنمية العربية الى الأمام.
لذا فقرار المحكمة الدولية ليس موجهآ الى شخص الرئيس بل المقصود فيه السودان كاملا، ليبقى محاصرآ وعاجزآ عن استغلال ثرواته ونفطه الذي أصبح يشكل 70% من الصادرات السودانية ويتركز معظمه في اقليم دارفور.
في ظل تلك المحددات خلقت الأزمة والشعب السوداني الحر يعي جيدآ هذه المؤامرة الدنيئة الكيدية والتي حاكتها قوى الظلم والطغيان. وأن كل ما يحث ما هو الا ضرب من ضروب الغطرسة والتهديد المباشر والخطير للسلم والأمن في العالم ، وضرب وحدة السودان واستقراره.
لذا سيقاومها بضراوة وسيحبطها بشجاعة وقوة . وعلى العرب كافة الوقوف بعزم وثبات معهم ولا يكفي تحرك الجامعة العربية فقط. فإخوتنا بحاجة للمساندة ومؤازرتهم ورفض جميع التهم الموجهه لبلدهم ولقيادتهم وابلاغ المحكمة الجنائية الدولية أن ما يحدث ما هو الا مسلسل تآمري وسابقة تاريخية خطيرة لتقضي على مقدرات الأمة العربية واستعباد شعوبها واهانة كرامتها والتميز بين أجناس البشر.
كان من الأجدر على المحكمة أن يستيقظ ضميرها وتلتفت عدالتها على الجرائم التي ترتكبها اسرائيل وحليفتها أمريكا ضد الشعوب الفقيرة المسالمة وخاصة في بلاد العرب والمسلمين. وتفرض عقوبتها القانونية عليهم من أجل أن تمنح العالم والأجيال القادمة فرصة العيش بسلام وأمان بدون حروب وسفك دماء.