القلب النابض
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 26/07/2008 عدد المساهمات : 131 معدل النشاط : 1 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: الضربات العسكرية بين التقنين والتفنين السبت 2 أغسطس 2008 - 23:57 | | | الضربات العسكرية بين التقنين والتفنين
حظي النظام الدولي الجديد بخصائص استراتيجية عدة، سوفتركّز فيها على الصعيد العسكري فحسب، حيث أوجد هذا النظام مفاهيم جديدة للحروب، منخلال افتراض أن يكون للأمم المتحدة دور جديد بعيد عن فلسفة سيطرة الدول الدائمةالعضوية في مجلس الأمن على مقدّرات العالم، وتوجيهها صوب مصالحهم العليا، ولذافإننا نجد اختلافاً كبيراً في شكل الحروب وتجميع القوات بها من الدول، وكذا أهدافهاوالمهام المحقّقة لها، فضلاً عن التهيئة والتحضير السياسي لها، بحيث أصبحت الحروبتُخاض لأسباب غريبة على الأذن السياسية والعسكرية، مثل: الحرب ضد الإرهاب، والحربلإيقاف تطوّر أسلحة الدمار الشامل، والحرب لتحقيق العقوبات الاقتصادية، والحروبالعرقية والعصبية، والحروب لمساعدة الأقليات على الانفصال، وحروب الطاقة، والحروبالميكيافيلية عموماًجرت العادة على أن يستخدم السياسيون والإعلاميون مصطلحالضربة العسكرية في إشارة ضمنية لشن عمل عسكري ضد دولة أو مجموعة متجاورة جغرافياً،وأحياناً ما يقوم بعض العسكريين بتناول المصطلح نفسه أيضاً للهدف نفسه، في حين أنالمتخصصين غالباً ما يستعملون المصطلح الصحيح، وهو القيام بعملية عسكرية، مثلماقامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق عام 1992م، لإجبارهعلى عدم تجاوز منطقة الحظر المفروضة عليه، وكذا عندما قام حلف شمال الأطلسي بتوجيهضربة عسكرية ضد الصرب، عقاباً لهم على ما قاموا به من أعمال وحشية ضد مسلمي البوسنةوكوسوفو عام 1995م، وكذا عندما قامت بأعمال عسكرية، منها: حروب أوغندا، أو عملياتعسكرية على العراق عام 1990-1991م، إعمالاً لقواعد الفصل السابع من ميثاق المنظمة،وكذا في عملية غزوها للعراق عام 2003م، بدعوى عدم انصياعه لتدمير منشآته النوويةطبقاً لتقرير (باتلر) الدبلوماسي الأسترالي والمفتش في الوقت نفسه وكذا العمليةالعسكرية ضد أفغانستان عام 2001م لضرب تنظيم القاعدة ... وغيرها وغيرها منذ نهايةالحرب الباردة، وهي كثيرة ومتنوعة، أي أن الأمم المتحدة عندما تتحدث في هذا الشأن،فإنها تقول القيام بعمل عسكري، وفي الاستراتيجية تقول الحرب، وهنا بمفهومها الشامل،وأن الفن العملياتي حينما يتحدث فإنه يقول العملية العسكرية غالباً للفيلق، وذلكحتى نصل إلى الموقعات والمعارك وأعمال القتال، ولكلٍ من هذه المصطلحات معنى محددوواضح وثابت، بحيث يشكِّل في النهاية لغة استراتيجية عملياتية تكتيكية ومحددة، ولذاسوف يتم استعراض المفاهيم المشار إليها، مع إيضاح العلاقة بين الضربات العسكريةوهذه المصطلحات بشكل موجز وسهل.
الضربات العسكرية: تعريفها وأنواعهاومكوناتها تعتبر الضربة العسكرية هي أحد المكونات الرئيسة للعمليةالعسكرية، سواء العملية الاستراتيجية Stratigic، أو التعبوية، أو العملياتية Operational، وقد تحتوي العملية على ضربة، أو اثنتين، أو أكثر، بحيث عندما يتخذالقرار تكون ترويسته باختصار هي: قدرة القيام مثلاً بالقوات بعملية هجومية لتدميرالعدو، وتحقيق ذلك في مهمة مباشرة بالوصول إلى .... ونهائية بالوصول إلى ... محققاًالهدف من العملية من خلال نسقين: النسق الأول: يتكون من ...... والثاني: من .....،وذلك من خلال (2) ضربتين رئيستين في اتجاه الجانب الأيسر، وفرعيتين في اتجاه الجانبالأيمن، مركِّزاً المجهود الرئيس على الجانب الأيسر ...إلخ. ولعل أفضل وأحدثمثال على ذلك هو عملية (عاصفة الصحراء) لتحرير الكويت، حيث كانت خطة التحالف أوالائتلاف على وجه الدقة هي: القيام بعملية هجومية استراتيجية في نسق استراتيجي واحدواحتياط، من خلال توجيه عدة ضربات رئيسة عميقة وأخرى قريبة، كانت الضربة الرئيسةفيها تتم بقوات الفيلق الثامن عشر على الجانب الأيسر من داخل الأراضي العراقية،وأخرى رئيسة بقوات الفيلق السابع أيضاً على الجانب الأيسر من الداخل، مجاوراًللحدود الكويتية، وعدد (3) ضربات أخرى من اليسار لليمين، ضربة مصرية (بقوة فرقتين)،وضربة سعودية كويتية سورية (بقوة فرقتين)، و (3) لواءات، ثم ضربة بقوات مشاةالبحرية (بقوة فرقتين)، ثم ضربة سعودية مع قوات مجلس التعاون الخليجي علىالساحل. ونظراً لزيادة عدد الضربات في هذه العملية، فقد تم تقسيم نطاق الهجومإلى عدة قطاعات، بحيث يحتوي كل قطاع على (من 2 3) ضربات، كما تم تقسيم مواجهةالحدود الكويتية إلى ثلاثة قطاعات تابعة لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات،وكان كل قطاع منها يحتوي على ضربتين. وقد كان هذا التقسيم من أجل سهولة القيادة،والسيطرة على المسرح، وضماناً لتنفيذ المهام دون تداخل بين مناطق عمل القوات، ودونالدخول في تفاصيل العملية، فإن تفصيل الضربات والتخطيط لها وهو موضوعنا كان قمة فيالفن والعلم العسكريين من جانب قيادات التحالف والقوات المشتركة، مما انطبع علىنجاح العملية وإنجازها في ذلك الوقت القياسي، وهو المائة ساعة من 25 28 فبراير 1991م. والسؤال المنطقي هنا من جانب القارئ الكريم هو: لماذا تُرسَم أسهمالضربات وبينها فواصل على خريطة الضربات؟ ولماذا تصل نهايات الأسهم إلى نقاط مختلفةالعمق من الخط الأمامي لدفاعات العدو؟ والسبب بوضوح هو أنه على المستوى الاستراتيجيوالعملياتي فإنه عادة ما لم يتم الالتزام بالمسافات بين الوحدات الفرعية الصغرى،وهي الفصيلة، والسرية، والكتيبة، بمعنى أنه عندما يُحدَّد منطقة لهجوم الكتيبة تكونفي العادة هي مواجهة سرية مشاة، وقطاع هجوم اللواء يكون مواجهة كتيبة معادية... وهكذا، ولكن على المستويات العليا حينما نريد أن نهاجم مثلاً على مواجهة (300) كلمفعادة لا يضع العدو فيها (100) لواء، باعتبار أن كل منها يحتل (3) كلم، لأنه عادةما تكون الأرض غير صالحة كلها للدفاع التقليدي، فضلاً عن عدم وجود قوات تكفيلاستخدام هذا الأسلوب في الحساب، ولذا فإنه على المستويات الكبرى تُخصص القواتللهجوم على محاور تحقق تعاوناً فيما بينها، كما أنه يصعب أو يستحيل توفير قواتلتغطية هجوم كل المواجهة، ولذا فإنه تُخصص القوات للهجوم على المحاور، وعلى أكثرالاتجاهات ضعفاً للعدو، ومن ثم تُرسم الأسهم عليها وعلى المسافات والأعماق التيتفرضها المحاور وقوات العدو، وهذا ما يُطلَق عليه: الضربات العسكرية، وهذا يصدق عليالتعريف السابق بأنها هي مكونات العملية العسكرية. وحتى يكتمل تعريف الضربة، فإنالضربة هي عبارة عن مزيج من الحركة والنيران، أي أن قوات الضربة القائمة بالهجوميجب أن تتميز بأنها قائمة دائماً بأعمال الحركة، أي المناورة من مكان إلى آخر،لتحسين أوضاعها الهجومية طولية وعرضية، فضلاً عن تمتعها بقوة نيران كبيرة، سواءكانت هذه النيران برية من المدفعيات والصواريخ، أو جوية من القاذفات والقاذفاتالمقاتلة والمروحيات المسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات؛ أو من نيران البحرية،سواء المدمرات، أو الفرقاطات، أو البوارج، أو غيرها؛ سيما في حالة مهاجمة القواتبحذاء الساحل الكويتي في اتجاه العاصمة الكويت. وهنا يجب ملاحظة شيء هام، وهو أنعملية طي الأرض وحدها لا تكفي لتحقيق المهام والأهداف، لأن ترك العدو بدون إنزالعقوبة النيران عليه تجعله يناور ويقابلك بعد ذلك في العمق، أي أنه يجب أن يكون هناكتوازن فيما بين المناورة وطي الأرض والنيران. ويعتقد كثير من القادة أن سرعةالوصول إلى عمق العدو بالتعاون مع الضربات الأخرى، يمكن أن يوقعه في الحصار، ويمكنتركه للأنساق الثانية لتدميره في عملية منفصلة عن عملية الهجوم. وعموماً لا توجدأخطاء في مفاهيم الفن العسكري واستخدامه، لأن كل موقف يكون له ما يبرره، والقائدالميداني عادة ما تكون له قرارات يجب أن تحترم من جانب القيادة الأعلى ولا يفرضعليه ما يرفضه، ولكن يُترك له هامش للمناقشة والإقناع، وعموماً هناك مقولة فلسفيةعسكرية مؤداها: أنه كلما قل المستوى العسكري المُنفِّذ، كلما قلّت درجة مرونته لضيقمواجهة هجومة واعتياده كليةً على مستوى تدريب أفراده؛ وكلما زاد المستوى العسكريالمُنفِّذ، كلما زادت المرونة نتيجة لتفعيل الفن والإبداع العسكري، وأن معركتهستكون معركة عقول أكثر مما هي معركة مستويات تدريبية وتكتيكات، والتزام بقوانينالقتال الموضوعة.
يتبع..
عدل سابقا من قبل القلب النابض في الأحد 3 أغسطس 2008 - 0:15 عدل 2 مرات |
|
القلب النابض
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 26/07/2008 عدد المساهمات : 131 معدل النشاط : 1 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الضربات العسكرية بين التقنين والتفنين الأحد 3 أغسطس 2008 - 0:02 | | | [b] مكوّنات العملية العسكرية تتكون العمليةالاستراتيجية {مستوى القوات المسلّحة غالباً} من عملية واحدة أو عمليتين، يمكن أنتكونا في اتجاه استراتيجي واحد، ولكن لكلٍ منهما نطاق هجومي، بحيث يكون مجموعمواجهة النطاقين مساوياً للمواجهة الكلية للقوات المسلحة، كما يمكن في هذه الحالةأن يكون عمق العملية الواحدة مساوياً لعمق العملية الاستراتيجية للقوات المسلحة. وقد تكون العمليات متتابعة، أي تتم الأولى لتحقيق المهمة المباشرة للقوات المسلحة،في حين تدفع الثانية لاستكمال المهمة العامة، ويطلق عليها المهمة النهائية للقواتالمسلحة، والتي عادة ما تنطبق على الحدود السياسية للدولة. كما يمكن أن تُنفّذالمهمة المباشرة من خلال عمليتين تعبويتين متوازيتين، ثم تدفع قوات النسق الثانيمستندة على خط المهمة المباشرة للعمليات التعبوية، لتحقيق المهمة النهائية، وليسبالضرورة أن تكون على كل المواجهة، بمعنى أنها يمكن أن تكون على اتجاه واحدلاستكمال تدمير القوات المعادية واستعادة خط الحدود السياسية. وعادة ما تحتوي خطوطالمهام المباشرة على أهداف حيوية استراتيجية، مثل: المدن السياسية، أو الإدارية، أوالاقتصادية... أو غيرها، أو موانئ بحرية هامة، أو قواعد جوية، أو مجموعةمنها. وكما أن هناك عمليات عسكرية برية، فإن هناك عمليات أفرع رئيسة للقواتالمسلحة مستقلة، ويُطلق عليها المسمَّى نفسه، كأن تكون عملية جوية مستقلة، وقد تكونمدعومة بقوات بحرية أو برية صغيرة نسبياً بحسب طبيعة ومهام العملية .. وهكذا. ولعلهذا ليس غريباً، فلدينا في التاريخ أمثلة جيدة عن العمليات المستقلة للأفرعالرئيسة، فمثلاً الحرب الجوية التي سبقت عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، وهيهنا حرب لأنه قد اشترك فيها أكثر من (4000) طائرة من قواعد عدة في الخليج، ومن سطحالأسطول، ومن المحيط الهندي (دييجو جارسيا)، ومن البحر الأحمر، وشرق البحر المتوسط،ولندن، والقواعد الخاصة بملف الناتو في أوروبا؛ وكذا الضربة الجوية التي قام بهاالأطلسي في كوسوفو والصرب بسبب التمييز والتطهير العرقي ضد المسلمين هناك وكذاالضربة الجوية لقوات الائتلاف ضد العراق عام 1992م لعدم التزامه بمنطقة الحظر الجويالمفروضة على طائراته، وهو المهزوم في الحرب. ومن الأمثلة على العمليات البحريةالمستقلة: عملية الإنزال البحري الأمريكي على سواحل (مقاديشو) في الصومال عام 1997م، وهناك عمليات تاريخية، مثل: ضرب جزر (هاواي) عام 1941م بواسطة القوات الجويةاليابانية، حيث ألحقت اليابان بالولايات المتحدة ضربة أفقدتها السيطرة في المحيطالهادي. وتتكون العملية العسكرية التعبوية من موقعة أو أكثر، بحسب سير العملياتومعارك وأعمال قتال، وتتألف الموقعة من مجموعات معارك، والمعركة من مجموعة من أعمالالقتال. والموقعة أكبر من المعركة، وأصغر من العملية العسكرية، وأقرب مثال لها هوعندما يقوم قائد الفيلق بدفع فرقة النسق الثاني المدعومة لتطوير هجوم فرق النسقالأول التي حققت مهامها، فإنه يطلق على قيادته للنسق الثاني بقيادة الموقعة. ومنهذا العرض يتضح أن فِرَق النسق الأول تقوم بمعارك ضد العدو، في حين أن لواءاتهاتقوم بأعمال قتال، والعملية تستغرق من (5 10) أيام، والموقعة قد تستغرق من 2 3أيام، في حين أن المعركة للفرقة تحدد مهمتها بيوم واحد ويجدد بحسب الموقف، سواءللفرقة نفسها أو استبدالها، أما اللواء الذي يقوم بأعمال قتال، فإن مهمته تحدد بعدةساعات، وكل هذا مرتبط بالمستويات اللوجيستية التي يحملها اللواء والفرقة .. وهكذا.
أنواع الضربات العسكرية من حيث التخطيط وعلاقتهابالعدو الضربات الجبهية، وهي تلك الضربات التي تحددها طبيعة المسرحوالأرض، ولا توجد فيها مرونة كبيرة، لتوجيهها من أحد الأجناب، أو من الجنبين معاً،وتكون فيها مواجهة العدو كلها صالحة للهجوم، وفيها ظهور متبادل فيما بينها وبينبعضها، ولعل أقرب مثال ونموذج عن تطبيق ذلك هو ما حدث في حرب أكتوبر 1973م من عبورقناة السويس إلى الشاطئ الشرقي، حيث كان لإسرائيل خطوط دفاعية متصلة وحصينة على طولالمواجهة التي بلغت (160) كلم في ذاك الوقت، مما أجبر المصريين على تنفيذ الضرباتجميعاً بالمواجهة على طول الجبهة، ورغم أن ذلك كان يفقد القوات المصرية عنصرالمفاجأة، إلاّ أنها استطاعت من خلال خطة خداع استراتيجي تعبوي تكتيكي أن تخدعالعدو عن وجود نية للحرب من جانب المصريين، أما الضربات على الجنب أو الأجناب فهيتحقِّق ميزة كبيرة للغاية في المناورة والتعاون مع القوات القائمة بالضربةالأمامية، كما أنها تحقق قدراً كبيراً من المفاجأة، وحصر إمكانات الطرف الآخر فيالمناورة وتوجيهها إلى مناطق قتل مدبَّرة، وهذا ما حدث تماماً من جانب أعمال الفيلقالثامن عشر بالتعاون مع الفرقة الفرنسية التي كانت تقوم بتأمين الجانب الأيسرللفيلق، فضلاً عن تعاون الفيلق (18) أمريكي مع الفيلق السابع المختلط القائمبالهجوم بالمواجهة نسبياً. وعموماً فإن ضربات الجنب لها مسميات عديدة ومهام متنوعةوأعماق مختلفة، ولكن بشرط أن تتعاون إما فيما بينها إذا كانت الفكرة مبنية على ذلك،أو فيما بينها وبين قوات الضربة الأمامية لتحقيق أفضل النتائج وأسرعها. وكما أنهتوجد هناك ضربات مختلفة الأسماء، ففي الوقت نفسه توجد هناك ضربات مضادة، وهيالأعمال التي يقوم بها المدافِع لتدمير العدو المخترق بعد إيقافه وحصاره، وتنطبقعليها المسميات نفسها، حيث إن الإجراء الرئيس الذي يقوم به قائد الفيلق المدافع هوالقيام بالضربة المضادة، ويطلق عليها هنا الموقعة الرئيسة؛ وفي حالة تحقيق نجاحكبير في هذه الموقعة أو الضربة المضادة، يمكن التحوُّل للهجوم ومطاردة العدو حتى خطالحدود السياسية، وهذه الحالة الإيجابية لا تتم إلاّ بموافقة القائد العام للقواتالمسلحة، لأن فيها قدراً من المخاطرة يتطلب قراراً سيادياً واضحاً، وأهم مثال قريبعن هذا الموضوع هو عندما نجح قائد قوات التحالف في مطاردة العراقيين حتى دخلوا إلىحدودهم الجنوبية في البصرة، كان القائد الأمريكي (شوارتسكوف) يرغب في اتخاذ خط داخلالأراضي العراقية، ولكن الرئيس (بوش) الأب باعتباره قائد ومنسّق قوات الحلفاءالأعلى رفض ذلك، وخشي من دخول سياسي قد يعقِّد الأصول الدبلوماسية والشرعيةللعملية، واعتبر أن ما تحقق يعتبر حلماً كبيراً، قياساً بالنتائج المبهرة وضعفالخسائر لأقل من الحدود الدنيا. وبطبيعة الحال يتخذ مثل هذا الخط داخل أراضي الطرفالآخر بهدف إما: التفاوض على أي مسألة معلقة، أو للضغط من أجل تمرير موضوعمعين. والنوع الثالث: هو الضربات المسبقة والضربات الوقائية، وكلاهما يتم شنّهعلى العدو قبل ما يقوم بأعماله التعرّضية ضد قواتنا، فالضربة المسبقة أو ما يُطلقعليها الاستباقية أحياناً تشن على العدو في ميدان العمليات بعد ما يجهّز نفسهتماماً للأعمال التعرّضية، بحيث يمكن للضربة المسبقة في هذه الحالة أن تحبط العمليةالهجومية تماماً، أو جزئياً، أو تؤخرها، وفي جميع الأحوال، فهذا يعود بالنفع علىقواتنا، وبطبيعة الحال يشكِّل لها تجميع من القوات يختلف عن تجميع القوات المهاجمة،والتجميع باختصار يعتمد اعتماداً رئيساً على الطيران، والصواريخ، وأحياناً البحريةإذا كان المكان قريباً من الساحل وبعض الوحدات المدرعة، وقد يشترك بها بعض الوحداتالمُبَرّة جواً، ويطلق عليها باللغة الإنجليزية Pri-Impitive Blow. وعادة ما تركّزالضربة المسبقة على الأنساق الأولى، ومراكز القيادة والسيطرة، والأهداف الحيويةالقريبة من خط الجبهة، مثل: المطارات، والموانئ، والمدن السياسية والإدارية... وغيرها، وعادة ما تتم هذه العملية أثناء الفترة أو المرحلة الافتتاحية للحرب،والمرحلة الافتتاحية تُعرَّف بأنها هي الفاصل الزمني بين بدء أعمال القتال، ودفعالقوات الرئيسة لميدان العمليات ، وعادة ما يحدد للضربة المسبقة حجم التدميرالمطلوب في العدو، وهي النسب التالية: أمالضربة الوقائية، فتتم في غير أوقاتالحرب بهدف إحباط نية العدو في شن الحرب مستقبلاً، أي أنه يمكن أن تتم في السلم قبلالنوايا المحتملة للعدو، أي في غضون عدة أشهر أو عدة سنوات، في حين أن الضربةالمسبقة تتم قبل هجومه بعدة أيام، وأفضل مثال عن الضربة الوقائية هو ضرب المفاعلالنووي العراقي عام 1981م بواسطة إسرائيل.
يتبع
عدل سابقا من قبل القلب النابض في الأحد 3 أغسطس 2008 - 0:16 عدل 2 مرات |
|
عين النمر
مـــلازم
الـبلد : المهنة : طبيب المزاج : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة التسجيل : 19/06/2008 عدد المساهمات : 642 معدل النشاط : 67 التقييم : 4 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الضربات العسكرية بين التقنين والتفنين الأحد 3 أغسطس 2008 - 0:08 | | | الموضوع جميل أخي القلب النابض
لكن حبذا لو فصلت العناوين في اسطر مستقلة وجعلت المصطلحات بلون مختلف |
|
القلب النابض
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 26/07/2008 عدد المساهمات : 131 معدل النشاط : 1 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الضربات العسكرية بين التقنين والتفنين الأحد 3 أغسطس 2008 - 0:10 | | | عناصر ومكونات الضربة المقصود هنا من هذاالموضوع هو التعرُّض لشكل عناصر ومكونات الضربة، ليس من جانب حجم القوات المشتركة،ولكن من ناحية شكل المكوِّن الرئيس للضربة، وهو المناورة والنيران اللتان تتحدانلتنفيذ هدف واحد ومهمة واحدة، ويشترط في استخدامهما تحقيق التوازن العام فيما بينقواتهما، بحيث لا تتفوق إحداهما على الثانية إلاّ في حدود ضيقة، ربما تخدم طبيعةتطوُّر الموقف في ميدان المعركة. فالنيران تبدأ بها المعركة وتنتهي بها،وتتخللها المناورة بطبيعة الحال، وتعتبر قدرات ومهارات القادة هي العامل الحاسم فيتحقيق النصر من خلال القدرات الإبداعية أو الفنية لهم، ولذا إذا وضعنا عدداً منالقادة تحت الظروف نفسها من حيث الأرض والقوات والنيران؛ فإن النتائج ستكون مختلفة،لأنها لن تعتمد فقط على العلوم العسكرية وقوانين خدمة الميدان، ولكنها سوف تعتمدعلى الفروق الفردية بينهم Individual Diferenes، وهذا مما يفسر كيف ينجح قادة ويفشلآخرون، أو كيف ينجح قادة أكثر من غيرهم. وتعتبر النيران هي جوهر ومضمون أعمالالقتال في الميدان، ولذا فإن توقيع عقوبة الجزاء النيراني على العدو هي العاملالمؤثّر الذي يساعد على تحقيق المبادرة من خلال المناورات التي يجب أن تسبقهاالنيران، وتصاحبها وتستر انسحابها عند الضرورة؛ والنيران تنتج من كافة أسلحة القواتالمسلحة الجوية، والبحرية، والبرية، والصاروخية التي يجب أن تنسِّق جيداً فيمابينها، لتحقيق أكبر تأثير ممكن على العدو. أما المناورة، فقد أضافت بعداً جديداًفي مفهوم مضاعفة القوة، وهو الأمر الذي يمكن تكراره في عملية واحدة من خلال استخداموحدات الإبرار الجوي، وقوات المظليين، والصاعقة، باستخدام وسائل النقل الحديثة،وهي: الطائرات، والعموديات، والعموديات المسلحة. وعادة ما تتم المناورة بهدف النقلالمنظّم لأعمال القتال من مكان لآخر، لتحقيق أفضل فائدة ممكنة من خصائصها التكتيكيةوالفنية، أي أنها تعتبر أسلوب اقتراب غير مباشر وسريع من أهداف وتجميعات العدوالمتمركزة في عمق الدفاعات، كما أنها تجري بغرض مواجهة النقص، أو الخلل المفاجئ فيحجم القوات، والتغيُّر الحاد في الموقف العملياتي في المسرح؛ وعموماً فإن المناورةهي الآلية الوحيدة التي تمكِّن القائد من الوصول إلى أجناب ومؤخرة العدو، وتحرمه منالتفكير المنظّم لمواجهة أعمال قواتنا، وتمنعه من عمليات إعادة التجميع لمواجهةالتقلُّب الحاد في الموقف الذي فرضته مناورة قواتنا الناجحة. وللمناورة أشكالعديدة، فهي تتم إما على هيئة التفاف، أو تطويق، أو أمامية؛ فالالتفاف يتم على أجنابومؤخرة العدو في تعاون نيراني وتكتيكي مع القوات العاملة في المواجهة، بمعنى أنتكون الأسلحة الموجودة لدى الطرفين قادرة على الوصول لعمق الطرف الآخر، ومن ثممعاونته وتأمينه؛ أما التعاون التكتيكي، فيعني أن يكون في قدرة القوات المتعاونةالإمكانات التكتيكية، مثل: المواجهات، والأعماق، والمدرعات، والمركبات، والمستوياتاللوجيستية المحمولة معهم، والتي تمكنهم من القتال مستقلاً حتى تحقيق المهامالموضوعة لهم، ولذا فإن عملية التعاون عادة ما تكون مرتبطة بالمهمة المباشرة للفرقةأو اللواء مثلاً، وهي تتم في الهجوم كما تتم أيضاً في الدفاع عند التمكّن من حصارالعدو بعد اختراقه للدفاعات. هذا بالنسبة للالتفاف، أما التطويق فهو التفاف أكثرعمقاً، ويمكن لعمليات التطويق أن تقوم بالكثير بشرط توفُّر القائد المبدع وليسالقائد العلمي فقط؛ فيمكن للقوات القائمة بالتطويق أن تقوم بضرب الأنساق الثانيةوحرمانها من القيام بالضربات المضادة التي يمكنها أن تحسم العملية، كما يمكنها فصلوتجزئة هذه الأنساق عن بعضها. وغالباً ما تقع أعمال حصار للعدو نتيجة للتطويقالناجح، وقد تكون القوات المحاصرة كبيرة، كما وصلت في معارك شمال أفريقيا إلى حجمفيلق، نتيجة نجاح القائد البريطاني (مونتجمري) في القيام بعمليات مناورة بعيدةالمدى في الشمال الأفريقي، ولذا فليس غريباً على (مونتجمري وروميل) أن يُطلق عليهماألقاب عديدة تؤكّد قدرتهما على الفن والعلم معاً، وتوظيفهما في سيمفونية جميلةللخروج بخطط عمليات غير تقليدية كان لها أكبر الأثر في قلب ميزان القوى في ذلكالمسرح عدة مرات أثناء فترة الحربالعالمية الثانية. وكما قلنا من قبل: إن هذاالإبداع، وتلك المرونة، يزدادان كلما كبر المستوى للقوات المنفِّذة والعكس صحيح. أما المناورة الأمامية فتتم من خلال عمليات الاختراق، أو التسلل، أو القتالالتعطيلي، أو الارتداد عند اللجوء إليه؛ والتسلل هو تحرُّك مستتر للقوات، والقتالالتعطيلي هو ما يتم أمام الدفاعات؛ والتخلُّص طواعية من موقف غير مناسب يعتبرارتداداً لاتخاذ أوضاع أفضل تتيح للقوات حرية العمل فيما بعد؛ والارتداد هو عمليةعسكرية كاملة الأركان من حيث التحضير، والتنظيم، والإدارة.
علاقة الضربةبالعملية والحرب الحرب هي الصورة الشاملة والكاملة للصراع، لأن الحرب لاتُعدّ لها القوات المسلحة فحسب، ولكن أيضاً الاقتصاد، والشعب، والسياسة، وأراضيالدولة، أي أن كل العناصر السابقة تُعدّ وتدعم القوات المسلحة في الحرب، ولكنبطبيعة الحال فإن العسكرية تتبع السياسة، بمعنى أن السياسة والاستراتيجية العامةللدولة هي الأساس، بحيث إذا لم تنجح في تحقيقها بالوسائل الدبلوماسية فإنها تلجأللقوات العسكرية لتنفيذها، ويعدّ مثال مصر في صراعها مع إسرائيل دليلاً واضحاً علىهذا المفهوم، لأنه بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم (242) لإعادة الأراضي العربية التياحتلتها إسرائيل في حرب 1967م، لم تنفِّذ إسرائيل القرار، وعند زيادة وطأة حربالاستنزاف المصرية ضد إسرائيل، خصوصاً بعد معركة (رأس العش) في يونيو 1967م وهو شهرالانسحاب والتي تمت في وضح النهار وحصلت فيها القوات المصرية على أول أسيرإسرائيلي؛ وكذا قيام القوات الجوية المصرية بضربة جوية مركّزة في يوم 14 يوليو 1967م أسقطت فيها الطائرات الفانتوم الإسرائيلية الأمريكية الصنع، الأمر الذي دفعالولايات المتحدة لأن يتقدم وزير خارجيتها (روجرز) بمبادرته الخامسة، لتنفيذ القرارالذي لم توافق عليه إسرائيل في المبادرات الأربع السابقة، والذي وافقت عليهاإسرائيل لتقوم بالانسحاب بعد زيادة خسائرها في انسحابها عند الضرورة، والنيرانالاستنزاف. ثم بعد إغراق مدمرتها إيلات في أكتوبر 1967م، حيث كانت أول حرب صاروخيةبحرية تُستخدم فيها الصواريخ البحرية، كل هذا قد أدى بعد موافقة إسرائيل على مبادرةتنفيذ القرار إلى توقُّف الوسائل العسكرية في الصراع، حيث توقّف إطلاق النيران بينالطرفين وبدأت الجهود الدبلوماسية، حيث إن أهداف الحرب السياسية هي تحرير شبه جزيرةسيناء، وهو ما يؤكد تبعية العسكرية للسياسة. أما العملية فهي إما تعبوية (عملياتية) أو استراتيجية، وما يتبادر هنا إلى الذهن، فما هو إذن الفرق بين الحربوالعملية الاستراتيجية؟ الواقع أن العملية الاستراتيجية تقودها القوات المسلحة،وأقصد القائد العام، ولكن في اتجاه استراتيجي واحد، فمثلاً في مصر الاتجاهالاستراتيجي هو الشمال الشرقي، بالإضافة إلى الاتجاه الغربي والجنوبي، ولكن في هذهالحالة لا تستخدم القوات المسلحة بالكامل وليست بكل إمكاناتها، أما الحرب فإنمواجهتها أكبر، وأعماقها أكبر، والإعداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمعنويأكبر، ويقودها القائد الأعلى للقوات المسلحة من خلال مجلس أعلى للحرب، أو الدفاعحسب دستور الدولة وغالباً ما يكون هو أكبر سلطة في البلاد: إما رئيس الجمهورية، أوسلطان، أو ملك، أو أمير للبلاد. وقد تتكون العملية الاستراتيجية من عدة عملياتتعبوية، وذلك بحسب مسرح العمليات، وطبيعة الأرض، وعدد الأهداف الحيوية الهامة، كماورد ذكرها من قبل. وقد تشتمل الحرب على عدة مسارح عمليات يُطلق عليها جميعاً مسرحالحرب لمجموعة من الدول المتعاونة، والتي غالباً ما تكون متجاورة جغرافياً، هذافضلاً عن احتمال أن يشترك معهم بعض الحلفاء أو الدول الشقيقة أو الصديقة. هذا عنعلاقة العملية بالحرب، أما الضربة فهي جزء من العملية سواء التعبوية أوالاستراتيجية، أي أن الضربة يمكن لها أن تحتوي على عدة ضربات، كما ورد ذكره فينموذج عاصفة الصحراء في حرب الكويت عام 1990-1991م، وفي عملية غزو العراق عام 2003م، المعروفة بعملية "حرية العراق"، فقد كانت الخطة موضوعة على أساس توجيه ضربةتعبوية من الجنوب بواسطة الفرقة (3) مشاة الميكانيكية، وتقابلها الفرقة (4) الميكانيكية من الشمال من الاتجاه التركي، فضلاً عن ضربتين أخريين، الأولى بواسطةفرقة (1)، والفرقة (2) مشاة أسطول عبرالأهواز على الجانب الأيمن، الفرقة (82)،الفرقة (101) إبرار جوي من الغرب على الاتجاه العام غرب بغداد، وحيث إن التعدادالعام للقوات كان في حدود (140) ألف رجل. فالعملية من ناحية الحجم تعتبر تعبوية، فيحين أن القيادة كانت استراتيجية، ويمكن أن يُطلق عليها عموماً: (ضربة استراتيجية)،على أساس أنها ترتبط أساساً بالموقف السياسي والحلفاء، وما إلى غيرذلك.
|
|
القلب النابض
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 26/07/2008 عدد المساهمات : 131 معدل النشاط : 1 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الضربات العسكرية بين التقنين والتفنين الأحد 3 أغسطس 2008 - 0:13 | | | خاتمة
تُعدّ الأسس العامة، وقوانين القتال، وقواعد خدمة الميدان هي المرشد والموجّه الأساس للتخطيط للحرب والعملية بنوعيها، وكذلك للضربات والموقعات والمعارك وأعمال القتال في النهاية، ولكن ما تجب الإشارة إليه هو عدم حرمان القادة على المستويات العليا وضباط الأركان العامة والخاصة من حرية الرأي فيما يتعلق باستخدام القوات، والمعروف عنهم أساساً المهارات والإبداعات، مع الارتباط بالأسس العسكرية العلمية للتخطيط، طالما أن أفكارهم مُبرّرة وتنال استحسان جموع ضباط هيئات القيادة والأركان. ولعلي لا أبالغ لو قلت إن خطة التحالف في عاصفة الصحراء مأخوذة عن قانون القتال الأمريكي الذي تم تطويره عقب حرب أكتوبر 1973م في 20-8-1982م، ومرة ثانية في عام 1983م، وعُرف باسم FM 100-15، وتناوله أيضاً حلف شمال الأطلسي، حيث عمَّق المفهوم الأمريكي للوصول إلى فكر يتلاءم مع قدرات وإمكانات القوات العاملة في المسرح الأوروبي، حيث أُطلق عليها أي على هذه النظرية "نظرية قتال الأنساق الثانية"، وكلتا النظريتين تتحدان في ضرورة قتال الأنساق الثانية في وقت مبكر، إما مع الأنساق الأولى أو قبلها أو بعدها بوقت قليل قبل دفعها للاشتباك، ولكنهما تختلفان في الوسائل لتنفيذ ذلك، وهذا موضوع آخر يناسب المسارح الصحراوية في منطقة الشرق الأسط قاطبة، ومأخوذة عن نماذج المناورة الأمريكية في (الكروكيات) المرفقة، وهذا ليس بخطأ لأن هذه القوانين بملحقاتها قد وضعت للاستعانة في تخطيط العمليات، باعتبار أنها ناتج دروس الحروب السابقة ليس في أمريكا وحدها، بل في كل العالم، ولولا تطبيق هذه الإرشادات ما نجحت قوات الائتلاف من قوات مشتركة عربية وتحالف في تحقيق ذلك النصر الباهر بكل المقاييس المعروفة
|
|
القلب النابض
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 26/07/2008 عدد المساهمات : 131 معدل النشاط : 1 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: الضربات العسكرية بين التقنين والتفنين الأحد 3 أغسطس 2008 - 0:18 | | | |
|