شبح الضربات الهندية يلوح في سماء باكستان
مهيوب خضر-إسلام آباد
أصبحت الهند تتحدث عن خيارات مفتوحة ضد باكستان على خلفية هجمات مومباي وسط مؤشرات على إمكانية لجوئها لخيارالضربات الجوية, وهي أنباء أثارت قلق القيادة الباكستانية التي زادت نبرة خطابها المناهض للهند.
وتحدث مراقبون عن ضربات هندية قريبة مرجعيتها دعم أميركي مفتوح, وذكرت صحف باكستانية -منها ذي نيوز الواسعة الانتشار- عن استعدادات لسلاح الجو الهندي لضرب ما يقارب خمسة آلاف موقع مصنفة هنديا على أنها مواقع إرهابية.
وزاد مخاوف الباكستانيين اجتماع عقد مؤخرا في عاصمة الهند ضم أكثر من مائة سفير هندي لمناقشة تبعات هجمات مومباي, مما قد يحسب على أنه خطوة أولى في تحرك دبلوماسي واسع يمهد العالم للضربات.
لغة جديدة
وأمام هذه التطورات اتهمت باكستان على لسان رئيس وزرائها يوسف رضا جيلاني الهند بأنها تتخذ بلاده كبش فداء لصرف الأنظار عن فشل مؤسساتها الأمنية, وهو أول تصريح يخرج عن خط تهدئة انتهجته حكومته منذ وقوع الهجمات نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتقول رئيسة معهد الدراسات الإستراتيجية السابقة شيرين مزاري إنه لم يعد هناك شك في عزم الهند على توجيه ضربات جوية مواقع بعينها قد تبدأ بالشطر الباكستاني من كشمير. وقالت للجزيرة نت إن اجتماع السفراء الهنود هو لبناء غطاء دبلوماسي دولي للضربات.
وحول الدور الأميركي قالت مزاري إن الوقت حان لتنظر الحكومة الباكستانية إلى الولايات المتحدة على أنها دولة معادية تستغل هجمات مومباي وتدعم التحرك الهندي لزعزعة استقرار باكستان بما يخدم مصالحها مستقبلا في السيطرة على المشروع النووي الباكستاني, وذكّرت بأن الجنرال مايك مولن في زيارته قبل يومين طلب من القيادة الباكستانية عدم الرد إذا وجهت الهند ضربات جوية.
والتأم البرلمان الباكستاني الأربعاء وخرج بمذكرة صوت عليها بالإجماع تطالب الهند بالتوقف عن "الأجندة المغرضة" التي تروج لها ضد باكستان وتشدد على ضرورة تفكيك الهند لـ"خلايا إرهابية" داخل أراضيها.
تحرك بآخر
وأعلنت خارجية باكستان عزمها إرسال مبعوثين إلى كبريات العواصم. وذهب السفير الباكستاني المتقاعد جاويد حفيظ إلى القول إن الضربات إذا وقعت, ستكون لها عواقب وخيمة, وقال للجزيرة نت إن نيودلهي قد تحتاج عدة أشهر لتوفير الغطاء الدبلوماسي للضربات وشدد على أهمية أن تستغل باكستان في تحركها الدولي ورقة الأدلة التي لم تقدمها الهند بعد.
وقد نادى حزب الرابطة الإسلامية المعارض, جناح قائد أعظم, بتشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة التصعيد الهندي وشدد على اعتبار أي ضربة هندية إعلان حرب.
ووصف نواز شريف تحركات الهند بأنها غير مسؤولة وتعهد بالضغط على حكومة بلاده للقيام بتحقيق شفاف في الهجمات إذا قدمت الهند أدلة دامغة على تورط باكستانيين فيها.
وربما دعم موقف باكستان الأمين العام للإنتربول رونالد نوبل الذي زار إسلام آباد الثلاثاء الماضي قادما من نيودلهي, عندما نفى تسلم جهازه أي أدلة من حكومة الهند تثبت تورط وباكستانيين في الهجمات.
أما داخلية باكستان فقالت إن اسم أجمل كساب, الناجي الوحيد من منفذي هجمات مومباي, غير مقيد في السجلات المدنية الباكستانية.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E505AF8F-C893-4B65-9B58-C196D7E8B8D8.htm