انزال قوات التحالف الغربي في نورماندي عام 1944 انزال قوات التحالف الغربي في نورماندي عام 1944
بعد هجوم ألمانيا النازية على الاتحاد السوفيتي في يونيو/حزيران عام 1941
توجهت السياسة الخارجية للحكومة السوفيتية نحو تشكيل تحالف تحالف دولي
مضاد لهتلر.. وكانت تلك المهمة ليست بسيطة، آخذا بعين الاعتبار تلك
التناقضات والخلافات القائمة أنذاك بين الاتحاد السوفيتي والدول
الرأسمالية. وطالت المراسلات الدبلوماسية والمباحثات بين الحكومات في مسألة
تشكيل التحالف من هذا النوع.
وتوجت
هذه الجهود في آخر المطاف بتوقيع معاهدة المساعدة المتبادلة السوفيتية -
البريطانية في الحرب ضد ألمانيا النازية يوم 26 مايو/آيار عام 1942 في
لندن. . اما المعاهدة مع الولايات المتحدة حول المبادئ والمساعدة المتبادلة
في الحرب ضد العدوان الالماني فتم توقيعها في واشنطن يوم 11 يونيو/حزيران
عام 1942.
واصبح
فتح الجبهة الثانية في أوروبا من قبل الحلفاء مهمة اخرى للسياسة الخارجية
السوفيتية ، أذ ان غيابها مكن القيادة الالمانية من الاحتفاظ في الشرق
بقوات ضخمة دون أن تخاف من هجوم ينطلق من الاتجاه الغربي. وكان الجيش
السوفيتي الاحمر في عامي 1941 – 1942 يخوض معارك ضارية ضد الالمان في
الجبهة الشرقية ويواجه مشاكل كبيرة منسحبا الى الخلف بضغط من القوات
الالمانية، الامر الذي حث الحكومة السوفيتية على مطالبة بريطانيا
والولايات المتحدة بفتح جبهة ثانية ضد الجيوش الهتلرية عام 1942. وفي اثناء
المباحثات السوفيتية الامريكية التي جرت في يونيو/حزيران عام 1942 والتي
ترأسها من الجانب السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف وصل الجانبان السوفيتي
والامريكي الى اتفاق بفتح الجبهة الثانية في اوروبا عام 1942. وتمكن
مولوتوف انتزاع موافقة كهذه من البريطانيين ايضاً . لكن في حقيقة الامر لم
ترغب بريطانيا بمراعاة الالتزامات التي أخذتها على عاتقها وكانت تطرح
أكثر من مبرر لتأجيل فتح الجبهة الثانية الى عام 1943 .
وبالاضافة
الى ذلك فان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشيرشل كان يبذل قصارى الجهود
لحمل الرئيس الامريكي فرانكلين روزفيلت على التخلي عن تعهداته امام موسكو
وحثه على تركيز الجهود الرئيسية على انزال القوات البريطانية والامريكية
في شمال إفريقيا بدلاً من فتح الجبهة الثانية في اوروبا. وفي يوليو/تموز
عام 1942 وافق الرئيس الامريكي على وجهة نظر ونستون تشيرشل.
وهكذا لم
ينفذ الحليفان تعهداتهما بفتح الجبهة الثانية في عام 1942 ولا في عام 1943
. وتعود هذه المماطلة الى ان الحليفين كانا يعولان على اضعاف الاتحاد
السوفيتي نتيجة حربه الضارية ضد الجحافل الهتلرية ، وبالتالي فقدانه لدوره
كونه دولة عظمى.
ولم
يتم فتح الجبهة الثانية الا في 6 يونيو/حزيران عام 1944. لكن هذا الامر
لم يؤثر الا قليلا على وضع الجبهة الشرقية ، اذ ان قوات الحلفاء لم تسرع في
اجراء عمليات نشيطة. وبدأ نشاط البريطانيين والامريكيين يتزايد بعد ان
ادركوا ان الاتحاد السوزفيتي بوسعه ان يدحر المانيا النازية ويستولى على
برلين ويحرر بلدان أوروبا الغربية بشكل مستقل. بعد ذلك بدأ الامريكيون
والبريطانيون في الاحتلال السريع للنمساء وغرب المانيا ألمانيا وجنوبيها .
لكنهم وصلوا الى نهر الراين فقط في بداية موقعة برلين.
بدأت
عملية قوات الحلفاء الخاصة بانزال الوحدات في فرنسا ، او بالاحرى عملية
"اوفرلورد" في الصباح الباكر يوم 6 يونيو/حزيران وانتهت يوم 19 اغسطس/آب
عام 1944 حين عبرت قوات التحالف نهر السين. وتعد العملية التي فتحت الجبهة
الثانية في أوروبا لحد الآن من أكبر عمليات الانزال في التاريخ. وشارك
فيها حوالي 3 ملايين جندي وضابط.
اطلقت على المرحلة الاولى للعملية
تسمية " نبتون" (اله الماء بالاغريقية). وكان هدفها هو الاستيلاء على رأس
جسر على الشاطئ القاري وتهيئة الظروف للانتقال الى الهجوم الحازم وتطوير
النجاح الحربي. وانتهت المرحلة الاولي في 30 يونيو/حزيران عام 1944
بالاستيلاء على رأس الجسر على الساحل الفرنسي .
وشكلت الوحدات الامريكية
والبريطانية والكندية نواة القوات المشاركة في عملية "نبتون". واستمر
انزال القوات عدة ايام ليلا ونهارا واستهدف الشاطئ البحري في منطقة
نورماندي الفرنسية.
وبدأ الانزال في نورماندي من انزال المظليين من الجو
. وساعدت الطائرات الشراعية ايضا في ايصال القوات الى الشاطئ الفرنسي. ثم
بدأ الاسطول البحري للحلفاء في قصف المواقع الالمانية من البحر. وذلك بدعم
من الطائرات. وفي صباح يوم 6 يونيو/حزيران بدأت السفن بانزال الافراد على
الشاطئ الفرنسي. وقبل ذلك تحشدت قوات الحلفاء في قواعد مرابطة على الساحل
الجنوبي في بريطانيا. وأهمها قاعدة بورتسموث. واستمرت معركة نورماندي فترة
تزيد عن شهرين. وكانت تهدف الى الاحتفاظ برؤوس الجسور المستولى عليها
وتوسيعها، ثم تحرير باريس من الالمان.
كانت مجموعة الجيوش الالمانية بقيادة المارشال إرفين رومل والتي تضم 39 فرقة تدافع عن الشواطئ الفرنسية والبلجيكية والهولندية.
اما قوات الحلفاء فكان يقودها الجنرال الامريكي دوايت أيزنهاور. وكانت
القوات البحرية والجوية للحلفاء تتفوق تفوقا طاغياً على العدو حيث شاركت
في العملية من جانب الحلفاء ما يزيد عن 11 الف طائرة قتالية، في حين كانت
تقاومها 500 طائرة ألمانية فقط. . اما الاسطول البحري للحلفاء فضم 6 آلاف
سفينة، وضمنها السفن القتالية وسفن الانزال وسفن النقل. وبلغ التعداد
الاجمالي لقوات الحلفاء في نورماندي ما يزيد عن 2.876 مليون فرد.