. تغيير وجه البحرية الجزائرية
9:29 AM 2014-08-5
عادل بلعربي*
في خضم الأحداث الدائرة في منطقتها غير المستقرة نسبيا قررت الجزائر رفع إنفاقها العسكري لسنة 2014 ليصل إلى حدود 955.9 مليار دينار جزائري أي ما يعادل 12.45 مليار دولار أميركي بزيادة قدرها 15.7 بالمائة مقارنة مع العام الفائت، لتكون الأولى إفريقيا والثالثة عربيا بعد موازنة السعودية والإمارات العربية من حيث القيمة الإجمالية.
شهدت السنتان الأخيرتان أيضا إطلاق حزمة تحديث جديدة شملت اقتناء معدات جديدة وتحديث أخرى مست الأذرع الأربعة للجيش الجزائري، البرية والبحرية والجوية وقوات الدفاع عن الإقليم. العملية تمت مع متعاملين من دول مختلفة كالصين وألمانيا وايطاليا وروسيا وإن حازت الأخيرة على حصة الأسد فيها.
القوات البحرية الجزائرية، وإن كانت في منأى عن التحرشات الأمنية الحالية، إلا أنها شكلت وعلى مر التاريخ الدرع الفعلي للوطن ولم تُحتل الجزائر سنة 1830 إلا بعد تدمير هذه القوات في معركة "نافارين" الشهيرة.
حاليا عكفت الجزائر على تغيير وجه البحرية الجزائرية بإدراج سفينة إنزال والدعم اللوجستي حاملة الحوامات "قلعة بني عباس (474)" "BDSL Kalat Beni Abas (474)" والتي بنيت في ورشات شركة "فينكانتيري" "Fincantieri" الإيطالية والتي ستستلمها الجزائر هذه السنة.
ويبلغ طول السفينة المذكورة 143 متراً وهي ذات إزاحة 9000 طناً وقادرة على حمل 3 من حوامات البحرية الجزائرية من نوع "أغوستا واستلاند أي دابليو 101" "AgustaWestland AW 101" أو 5 حوامات "كاموف كا-32 سي" أو"Kamov Ka-32C" سوبر لينكس "Super lynx" الأخف والأصغر. إضافة لى 15 دبابة "تي-90" "T-90" الثقيلة يرافقها 440 جندياً و 150 من أفراد الطاقم ستشكل اليد الطولى للقوات البحرية.
سفينة ثانية من الرتبة نفسها ستصنع في الجزائر تنفيذا لبنود العقد. ويشار إلى أن صفقة تزويد الجزائر بسفن إنزال لوجستي تقدم لها كل من المؤسسة الفرنسية "دي سي أن أس" "DCNS" بحاملة الحوامات "ميسترال" "Mistral" التي سبق وتعاقدت عليها مع روسيا والشركة الألمانية "تي كاي أم أس" " TKMS" بحاملة الحوامات " أم أتش دي-200" "MHD-200" إلا أن كلا العرضين رفضا من طرف البحرية الجزائرية لعدم تلبيتهما الشرط الجزائري في التصنيع المحلي.
سلاح آخر اهتمت بتطويره الجزائر في السنوات الأخيرة وهوسلاح الغواصات. إذ تم التوقيع خلال النصف الأول من العام الحالي على صفقة لبناء غواصتي ديزل من "مشروع 636"، المعروفة بـ"فارشافيانكا" "Varshavyanka"، مع إمكانية إضافة اثنتين أخريين لصالح سلاح البحرية الجزائري، من المفترض أن تسلما للجزائر عام 2018. عملية تشييد الغواصتين كلفت بها أحواض السفن الأدميرالية في مدينة سانت بطرسبرغ شمال روسيا لتنضم إلى أربع غواصات تخدم حاليا في البحرية الجزائرية.
غواصات "مشروع 636" تنتمي إلى الجيل الثالث من الغواصات، وتتميز عن سابقتها "مشروع 877" بقوة مولدات الديزل والسرعة وفترة مدى الإبحار بمحركات الديزل تحت الماء. كما أنها تتمتع بمستوى أقل من إثارة الضوضاء تحت الماء مما يتيح لها اكتشاف الهدف من ثلث المسافة التي يستطيع الخصم اكتشافها منه. وهذا يجعلها من أفضل الغواصات في العالم في هذا المجال. كما أنها مجهزة بمعدات حديثة وأسلحة متطورة بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات وصواريخ مجنحة، تبلغ سرعتها تحت الماء 20 عقدة بحرية، وبإمكانها الغوص إلى عمق يصل إلى نحو 240 مترا.
يشار إلى أن البحرية الجزائرية تتمتع بتجربة أكثر من ثلاثة عقود مع سلاح الغواصات. البداية كانت بغواصات روميو نهاية الثمانينيات والتي تقاعدت، ليستقر الحال على أربع غواصات كيلو في الخدمة وعلى أن يرتفع العدد إلى ست سنة 2018.
صفقة بارزة أخرى هي تلك التي عقدتها الجزائر مع مجموعة ''تيسن كروب مارين سيستام'' ThyssenKrupp Marine Systems الألمانية لتوريد فرقاطتين محسنتين من طراز "ميكو-200" "Meco-200"مع امكانية طلب أخريين.
فرقاطة "ميكو" الشبحية القادرة على حمل حوامة مزودة بأنظمة هجومية تتمثل في صواريخ "آر بي أس 15 أم كاي 3" "RBS 15 Mk III" من شركة "ساب" "SAAB" السويدية، اضافة الى توربيدات من نوع "أم يو90" "MU90" و32 قاذفا عموديا لصواريخ الدفاع الجوي من طراز "يومخونتو" "Umkhonto" من شركة "دينيل دايناميكس" "Denel Dynamics" الجنوب افريقية بالإضافة إلى مدافع عيار76 و35 ملم من شركة "راين ميتال" "Rheinmetall" الألمانية . وقدرت الصفقة بحوالي 400 مليون أورو .
ومن جهة اخرى، وقعت الجزائر صفقة مع الصين لبناء 3 كورفيتات شبحية ثقيلة من طراز "سي-28 أي" "C-28A" بازاحة قدرها 2800 طن لكل كورفيت، تعمل بمحركات ديزل ألمانية الصنع. الكورفيتات الصينية ستكون ذات قدرة على التصدي للأهداف البحرية والجوية في آن واحد ومجهزة بمعدات وأسلحة مختلطة صينية-روسية- غربية.
دعمت البحرية الجزائرية تعداد حواماتها بست وحدات مضادة للغواصات من نوع "أغوستا واست لاند وايد كات" "Agusta Westland Super Lynx MK.140 Wildcats" النسخة الأحدث من طائرات "اللينكس" مع تجديد عام للمعدات ومنظمومة السلاح والمراقبة. والحوامات المذكورة مكيفة تماما مع مهام التصدي للغواصات والأهداف الطافية مع رادار "سيسبراي7000إي" "Seaspray 7000E" من إنتاج شركة "سيلكس غاليليو" "Selex Galileo" الإيطالية بمدى مراقبة يصل إلى 360 كلم مع فعالية تامة مع الأهداف ذات الأبعاد الأقل من متر واحد وترسانة من الصواريخ والقذائف والطوربيدات المكيفة مع هذا النوع من الحرب.
يشار إلى أن دفعة أولى من ثلاث حوامات من هذا النوع سيتم إدخالها للخدمة قريبا لتلتحق بالعمل على متن الكورفيت الشبحي الثقيل"سي-28 آي" قيد التصنيع حاليا في الصين.
*مراسل مجلة الأمن والدفاع العربي في الجزائر
. http://sdarabia.com/print.php?id=32267