الفراعنة والثورة الاجتماعية
امت الثورة الاولي في التاريخ في مصر
القديمة عام 2280ق.م في اعقاب الاسرة السادسة واطلق عليها الفراعنة ثورة
الرعاع فقد انتهز زعماء الثورة فرصة انشغال الجيش في الدفاع عن عن حدود
البلاد واخذوا يعملون علي تنظيم صفوفهم وبث دعوتهم وجمع السلطة في ايديهم .
وقد
ساعدهم علي ذلك ان الملك بيبي الثاني عاش قرنا كاملا وحكم البلاد 94 ستة
فكانت شيخوخته الطويلة حافزا لهم علي التمادي والتمهيد للثورة.فعندما تولي
ابنه الحكم خلعه الثوار في السنة الاولي من اعتلاءه العرش واختلف المؤرخون
في مصيره.
بدأت الثورة بمجموعة من المنشورات والشعارات
كانت الاولي من نوعها في العالم القديم ..نص احداها المنقوش علي احدي
لويحات الاوستراكا " الارض لمن زرعها ..والحرفة لمن احترفها وليس للسماء
وصاية علي الارض .
نادي الثوار بانه ليس هناك سيد ومسود, وليس هناك رئيس
ومرؤوس , الجميع سواء والجميع احرارا..ليست هناك محاكم او سجون لان
القوانين والاحكام ضد الحرية وليس هناك تشاريع تقيد الناس بالسماء لان
الاله لا وجود له.
بدأت الثورة بهجوم الرعاع علي مخازن الحكومة فقتلوا
حراسها واستولوا علي ماكان بها ونهبوا الاسواق والتجار واستولوا علي
المساكن ونهبوا محتوياتها واعتدوا علي السكان وطردوا الموظفين من دواوين
الحكومة .
استولي الفلاحون علي محاصيل الاراضي وثمارى البساتين واستولي
قطاع الطريق علي المواشي الموجودة بالقري والدواب الموجودة بالمدن
والطرقات.
فتحت ابواب السجون ليخرج اللصوص والمجرمون للاشتراك في الثورة
, واغلقت المحاكم بعدما طردوا القضاة , واغلقت المعابد وشتت الكهنة
,واغلقت معابدها وبيوت الحياة واعتقل العلماء والمثقفون وسارت البلاد
بخطوات واسعة نحو التفكك والانحلال وتسلل البدو والليبيون الي بلاد الدلتا
لينشروا الخوف والزعر .اما مناطق الصعيد فقد انقسمت الي ولايات استقلت عن
بعضها البعض و وتحولت الي الي نوع من الاقطاع , وحاول كل منهم الانقضاض علي
الاقاليم والولايات المجاورة ليضمها الي ملكه ,فسادت الفوضي وفلت الزمام
من ايدي قادة الثورة نفسها.
وقد نجح الحكيم ابيور في وصف الثورة
واحداثها في برديته التي تعتبر من ادق سجلات تاريخ الثورة وقد وصف مانيتون
المؤرخ المصري الشهير الثورة "بان مصر حكمها سبعون حاكما لمدة سبعين يوما
واطلق عليهم في قوائمه بالاسرة السابعة" وهو مافسرته بعض المصادر بان مجلس
الثورة كان مكونا من سبعين عضوا اتفقوا علي ان ينفردوا بالحكم كل واحد
منهم لمدة يوم واحد علي التوالي وقد وصفهم الكاهن نفرايهو بقوله "ذهب حاكم
ليحل محله سبعون حاكما يملأ الشر قلوبهم".
ووصفهم ابيسوور الحكيم بقوله
"لقد اصبح يجلس علي كرسي العرش سبعون فرعونا بدلا من فرعون واحد كانوا
دائما علي خلاف فيمن يعلو صوته علي الآخرين .." كما ذكر بعض المؤرخين ان
مدة حكم الاسرة السابعة , قد استمر سبع سنوات حلت محلها الاسرة الثامنة
التي قامت خلالها الثورة الثانية .
كما ذكر مانيتون بدات مرحلة جديدة من
مراحل ثورة التصحيح التي حاول فيها الحكام التقرب من الشعب وازالة
الكثير من اثارالثورات و محاولة اعادة الامن للبلاد وفتح المحاكم , ولكن
البلاد تعرضت لسوء حظهم الي موجة من موجات القحط والمجاعة, حين توقف فيضان
النيل لمدة سبع سنوات للمرة الثالثة كان اولها مع بدء الثورة الاولي .
وكان التدهور الاقتصادي سببا في انشقاق الاقاليم علي سلطة الحكام وظهور نوع
جديد من الاقطاع والحرب الاهلية بين مختلف الاقاليم مما مهد لقيام امراء
طيبة بحملة تطهير البلاد
يعتبر عصر تلك الثورة بمختلف مراحلها وتوالي
اسراتها من الالغاز التاريخية التي اكتنفها الغموض واكتفي المؤرخون القدماء
يتسميتها بعصر الاصمحلال او الظلام الحضاري والتاريخ يعيد نفسه وهذا هو
حالنا اليوم.