رادارات ومحطات إنذار مبكر من نوع جديد يسعى الجيش الأمريكي وأجهزة الأمن في الولايات المتحدة لتطويرها ويمكن أن نسميها بالرادارات الاجتماعية.
الرادارات ومحطات الإنذار المبكر، أداة حيوية في الاستراتيجيات العسكرية تفوق في أهميتها كافة الأسلحة الأخرى برية أو جوية أو بحرية، وإذا كانت الولايات المتحدة قد انتبهت إلى ذلك منذ البداية واهتمت بتطوير تقنياتها للإنذار المبكر، فإنها تهتم اليوم بما يمكن أن نصفه بنوع جديد من الرادارات، الرادارات الاجتماعية، وهو الوصف الذي استخدمه دكتور «مارك مايبيري» كبير العلماء المتخصصين في شؤون سلاح الجو الأمريكي، موضحا أنه يرغب في الاطلاع على ما يجري داخل عقول وقلوب الأشخاص.
ما يثير هذا الموضوع، حادثة وقعت لشابين أوروبيين وصلا في زيارة إلى مطار لوس انجلوس، وكانت المفاجأة في إلقاء القبض عليهما وقيام ضباط وزارة الأمن الداخلي بإجراء تحقيق مطول وتفصيلي معهما، ثم منعا من دخول الأراضي الأمريكية وتم ترحيلهما إلى أوروبا مباشرة، فما السبب في هذه المعاملة القاسية، السبب يكمن في مزحة، ذلك إننا نتعامل مع شباب في العشرينات من العمر يهوى المزاح على شبكات التواصل الاجتماعي، وأرسل أحدهما رسالة على "تويتر" يقول فيها انه ذاهب لتدمير أمريكا، وكان يقصد أنه يعتزم المشاركة في حفلات صاخبة طوال زيارته، وفي نهاية الأمر لم يشارك سوى في حفل وحيد مع المحققين.
القصة تحمل الكثير من الإشارات حول رصد الأجهزة الأمنية لما يجري على "فيس بوك" و"تويتر" و"ماي سبايس" وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، وليس سرا أن مكتب التحقيقات الفيدرالية «FBI» طلب من عدد من المبرمجين تطوير برنامج معلوماتي يقوم بمسح وتجميع المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي وفقا لمرشحات أو كلمات كود معينة، بهدف رصد الشبكات الإرهابية، وسلاح الجو الأمريكي يقوم بعمل مشابه، كما أشرنا في البداية.
وطالما كانت هذه العمليات تتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتحت إشراف العدالة، فهو أمر طبيعي، ولكن المشكلة تبرز عندما بدأت بعض الأجهزة الرسمية والأمنية في رصد ردود فعل المواطنين على مشاريع حكومية عبر ما يقولونه في شبكات التواصل الاجتماعي، وهنا أيضا لا نستطيع الاعتراض حيث سيسارع البعض للقول بأنها عملية مشروعة للتعرف على توجهات الرأي العام، وهم محقون في ذلك، ولكن الخطوة التالية، كما نعرف هي رصد الآراء والمواقف السياسية والدعوات المختلفة بهدف إجهاض بعض التحركات والنشاطات.
تخيلوا لو أن أجهزة «بن علي» في تونس أو «مبارك» في مصر، كانت تمارس عملا منظما لاستثمار ما ينشر على "فيس بوك"، في توجيه ضرباتها للناشطين، أعتقد أن الربيع العربي كان سيتأخر بعض الشيء.
http://www.france24.com/ar/20120206-usa-cia-monitors-analyzes-social-media-facebook-twitter