يقول مقربون الى الرئيس شمعون بيريس ان موضوع جورجيا لم يطرح في المحادثات التي
أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولكن من الصعب التصور أن بوتين،
وهو دخلت دولته في حرب مع جورجيا، لم يطرح هذا الموضوع في المحادثات، لا
سيما أن جورجيا تعتبر إسرائيل حليفة زدوتها طوال أعوام بالسلاح والذخيرة،
وقدمت لها الاستشارة العسكرية.
وفي غضون الأسابيع الماضية تعاظمت طلبات جورجيا من السلاح، وتحولت توسلات
بالمساعدة الى إسرائيل. وكانت إسرائيل تشددت في الاستجابة، تبعاً للسياسة
التي أقرتها وزارتا الخارجية والدفاع وتقضي بتقليص التدخل الأمني في
جورجيا.
ويرمي هذا التوجه الى الحؤول دون غضب روسيا. فهذه طلبت أكثر من مرة، عبر قنوات ديبلوماسية
كثيرة، من إسرائيل قطع مساعداتها عن جورجيا. وتختلف السياسة التي تبنتها
إسرائيل عن سياسة الولايات المتحدة والدول الغربية، وحتى أوكرانيا، فواصلت
تزويد جورجيا بالسلاح والذخيرة.
وتعود العلاقات العسكرية بين إسرائيل وجورجيا الى غداة استقلال هذه، في أعقاب
انهيار الاتحاد السوفياتي (1991). وتوطدت بعد اندلاع الحرب الأهلية التي
نشبت بين الإقليمين اللذين انشقا عنها، وأحدهما اليوم هو مدار النزاع مع
روسيا. ومن أسباب توطد العلاقات وجود جالية يهودية كبيرة في إسرائيل من
أصل جورجي سعت الى تحسين العلاقات بين الدولتين.
وفي أعقاب عام 2000، تحولت العلاقات مدخلاً الى صفقات كبيرة. وفي الأعوام
الأخيرة، بعد بروز مشكلة الأقاليم المتمردة توجه الرئيس الجورجي ميخائيل
ساكاشفيلي ووزير دفاعه، بالطلب الى اسرائيل بتسريع تسليح الجيش الجورجي.
ووافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية على طلبهما. وشملت صفقات السلاح طائرات من دون
طيار، وعتاداً مختلفاً، الى ذخيرة ومعلومات استخباراتية وإشراف على عمليات
تدريب الجيش الجورجي وتوجيهه.
والى هذا، أقام بجورجيا العميد جيل ريش، واللواء يورام يئير، وضباط آخرون من
سلاح البحرية وسلاح البر. وريش، وهو كان قائداً لفرقة الجليل في أثناء حرب
لبنان الثانية، واستقال من منصبه، لا يحب ان يعرف بتاجر سلاح، ويزعم انه
يعمل في تدريب الجيش الجورجي وإعداده