هل تحل قرارت مرسي
مشكلة الأمن القومي المصري
قراءة في قرارت
الرئيس من منظور ضرورات الأمن القومي المصري
أتي قرار إقالة
اللواء مراد موافي , كردة فعل من رئيس الجمهورية علي ماحدث في جنوب رفح كالصاعقة
علي رأس من يعملون في أجهزة الأمن القومي فالقرار لم يكن أبدا موضوعيا وكان كأنه
مجرد نصفية حسابات شخصية مع العلم أن اللواء مراد موافي قد صرح أن جهاز المخابرات جهاز جمع معلومات فقط، وليس جهة تنفيذية، ولا توجد
لدى الجهاز مهام تنفيذية، موضحا أن دور جهاز المخابرات يختص بجمع المعلومات فقط.
وانا شخصيا لست
أعلم , ما علاقة إقالة اللواء مراد موافي بما حدث في سيناء وخصوصا بعدما أضاف في
تصريحاته ان دور المخابرات قد تم بالفعل وقد قدمت تقارير بهذا الخصوص ومعني تصريح
اللواء بتقديم التقارير , أن نسخة من هذه التقارير قد وصلت ليدي الرئيس.
إذن فلماذا أقال
الرئيس محمد مرسي , اللواء مراد موافي ؟ سؤال سنجيب عليه بصورة مختلفة نربط فيها
بين الأحداث وحقائق العلم , ونترك للقاري الوصول للسبب , فأنا لا أحب أن أفرض علي
القاريء أية نتائج بل أطرح عليه ما بأيدينا وعليه هو الوصول للحقيقة.
المخابرات , أختلف
في تعريفها شارحين ومفسرين كثر , فلها معان عامة وأخري متخصصة وهي من الناحية
العامة عبارة عن القدرة علي التعلم والإستفادة من التجارب والإستجابة السريعة لأي
موقف جديد. أما تعريفها الفني فهو يحدد مهمتها بوضوح فهي كعملية أو نشاط عبارة عن
ذلك المجهود المنظم لجمع المعلومات وتقديرها قطعة قطعة وتفصيلا بتفصيل , وتجميعها
معا حتي تتكون صورة منا أكبر وأكثر وضوحا , غلي الحد الذي يمكن من رؤية الأشياء
المتوقعة. ببساطة إنها مجهود متواصل لأختراق الضباب المخيم علي التهديد بالحرب
والدبلوماسية التي تسبقها.
وفي محاولة الدول
لتفعيل النظام الإستخباري تبني الأجهزة علي أسس عديدة , فمنها ماهو يستخدم المدرسة
الشرقية ( الأتحاد السوفياتي ) وهي تناسب المجتمعات المغلقة ومنها ما يبني علي
المدرسة الغربية وهي تناسب المجتمعات المفتوحة , ومنها ما يجمع بين هذا وذاك . إلا
أن جميع التقسيمات لابد وأن تشمل علي قسمين لا إستغناء عنهما فموقعها من النظام
الإستخباري موقع القلب والعقل من الجسم البشري , لا يحيا من دونهما ولا يستمر.
القسم الأول ما يسمي
بالمخابرات الإيجابية Positive Intelligence والقسم الثاني المخابرات الوقائية Passive
intelligence ويسميه الأمريكان counter
Intelligence.
المخابرات
الإيجابية
يمكننا تعريف هذا
القسم وتبسيط عملة , بأنها تلك الإجراءات الإيجابية التي تتبعها أجهزة المخابرات
للحصول علي المعلومات " والإيجابية تعني نشاط التجسس" والإيجابية تعني أيضا هي القيام بعمل إيجابي
خارج حدود الوطن , فعمليات التجسس في أي دولة معادية هي التعبير الحقيقي لمعني
إيجابي , وتشمل المعلومات السياسية والإقتصادية والعسكرية والعلمية وغيرها وكذلك
تشمل أعمال التخريب والمظاهرات والدعاية وحرب الشائعات
أما المخابرات
الوقائية
في تلك الأنشطة
والإجراءات والعمليات التي تقوم بها الدولة لحفظ أمنها ومعلوماتها وأسرارها من
الوصول إلي يدي أعدائها وذلك بغرض المحافظة علي كيان الدولة متضمنة جميع الإجراءات
الوقائية في جميع المجالات ولذلك فهي تنقسم إلي قسمين
الأول مخابرات
الأمن
وهي تلك المجهودات
التي تبذل لإخفاء النوايا والمعلومات والقرارت ذات الطابع السري , ومنع وصول هذه
المعلومات إلا لمن هم معنيون بالأمر وبالقرارت السيادية.
ومن أهم أفرع
مخابرات الأمن , مقاومة التخريب
والتخريب في
العلوم الأمنية هو صورة من الحروب المدمرة ولكن يستهدف إتلاف النظان , وتدمير
الهيكل العسكري , والإقتصادي
وهذا ما سنركز
عليه في مقالنا هذا , فمقاومة التخريب كفرع من فروع مخابرات الأمن يعتمد علي الأتي
1-
إستعمال الدراسة والمعرفة في توجيه الأعمال التنفيذية
2-
الإعتقال للمخربين قبل أن يبدؤا عملهم
3-
جمع المعلومات عن المجهود الحربي
4-
جمع المعلومات عن الخبراء الأجانب المتواجدين
في منظومة المجهود الحربي
هذا بإختصار كان
عرضا علميا سريعا لإختصاصات أجهزة المخابرات , سريعا ولكن حقيقيا , ليس تخمينا ولا
تصورات إعلامية كاذبة
وبمراجعة ماذكرناه
سوف نجد أن العمل الإستخباري يعتمد ويرتكز علي هدف وحيد , يعتبل قبلة العاملين في
مجال الإستخبارت , ألا وهو جمع المعلومات .
والحقيقة التي لا
تقبل الجدل , أن نشاطط جمع المعلومات هو في أساسه سري ولا يعتمد علي تنفيذ عمليات
بعينها إلا في حدود عملية الجمع , فقد تخطط المخابرات للسطو علي بنك ليس بهدف سرقة
المال , ولكن بهدف معرفة بيانات المودعين والعملاء , المخابرات تخطط وتترك التنفيذ
لأزرع الدولة المختلفة كل حسب إمكاناته وتخصصاته
ونعود هنا لقرار
الرئيس محمد مرسي بإقالة اللواء مراد موافي ونطرح مجموعة من التساؤلات
إذا كان عمل
المخابرات يهدف إلي جمع المعلومات , وقد صرح اللواء بأن هذا ما حدث فلماذا إذن
إقالته , هل قدم المعلومات بشكل مختلف ؟ أم أنه قدمها في غير وقتها ؟ أم ان
المعلومات لم تكن وافيه ؟ أم ان تصريحه أحرج الرئيس؟
إنها أسئلة كثيرة
نترك لك الإجابة
عنها في ضوء ما ذكرناه
علاء سعد
خبير نظم معلومات
ومرشح محتمل من
الشباب للإنتخابات الرئاسية