الحقيقة من المؤسف ان هذا المشروع المهم لا ينال الا تغطية اعلامية سطحية. اولا اسم المشروع "سيسامي". ظهرت فكرة المشروع عندما كان احد المخابر الاوروبية على وشك انهاء خدمة لب مسارع السنكوترون الخاص به. و ظهرت الفكرة انه من الممكن التبرع به - بعد تحديثه - للشرق الاوسط ليكون مشروعا علميا تعاونيا بين دول المنطقة. و تحمس الكثير من المختصين و الدول للتبرع لهذا المشروع بالوقت و المال. و قام ملك الاردن بالتبرع للمشروع بالارض. و رويدا رويدا بدأت تتجمع خيوط هذا المشروع العلمي العملاق (بمقاييس الشرق الاوسط). و بعد سنوات بدأ تشغيل المشروع و ان بنصف قدراته الانتاجية. و هو امر رائع جدا.
مصر و ايران و غيرها من الدول تشارك في مختلف التجارب العلمية العالمية - مثل المسارع الاوروبي الشهير LHC - مع كون اسرائيل حاضرة في تلك المشاريع. فيجب ان نسر و ان نحتفل بهذا الانجاز العلمي و استغلال هذا الباب الذي يفتح لأول مرة بهذا الشكل في الشرق الاوسط. العالم يحوي حوالي 50 مسارع من هذا النوع و هذا هو الاول في الشرق الاوسط. و سيكون مجال خير على طلاب الدراسات العليا في مختلف المجالات مثل الزراعة و الدواء و الاثار و البيئة و الصناعة و الفيزياء و علم المواد. حيث يقوم هذا المسارع بانتاج ضوء من تسريع الالكترونات في حلقة دائرة. و هذا الضوء ذو طاقة عالية جدا - او طول موجي قصير اذا شئتم - يمكنه من العمل كميكروسكوب خارق يستطيع دراسة تركيب البروتينات و المركبات الكيميائية مثلا.