هناك من شك أن أزمة القوقاز كانت وراءها أياد صهيونية أمريكية بامتياز وما كان يدور خلف
الكواليس وفي الشعب الاستخباراتية خرج للاعلام العالمي لاظهار النزعة
والخطط العدوانية
الامريكية الصهيونية القائمة على التوسع والقتل والابادة والفتن والدسائس
تمهيداً لاضعاف الكيانات المجتمعيةالمستهدفة لتصبح فريسة سائغة وهذا
بالضبط مايحدث في القوقاز في الأزمة الروسية الجورجية حيث أن الموساد يعيث
فساداً هناك ويتجسس على روسيا تلك القوة العظمى العائدة الى مسرح الأحداث
الدولية بعد تفرد أمريكي صهيوني تجاوز العشرين عاماً.
وايران هذه القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية القادمة التي تفرض نفسها
على مسرح الأحداث السياسية في العالم وتدافع عن مصالح شعبها بكل قوة في
وجه الطغيان العولمي الأوحد بزعامة الصهيو امريكا اللتان تريدان أن تدفعا
بالعالم الى شفير الهاوية وذلك بضرب التوازنات الدولية واحداث فتن وحروب
بين دول الجوار التي تريد أن يكون لها شأن دولي كما ايران وروسيا اللتان
تريدان أن يحققا توازنا دولياً يضمن الأمن والاستقرار في العالم.
إن الوجود الاسرائيلي الآن في جورجيا بالتأكيد ليست للنزهة والتمتع
بالطبيعة الجميلة في بلاد القوقاز بل هناك أجندة معدة مسبقاً من قبل
المخابرات الامريكية الصهيونية لجمع معلومات عن مراكز استراتيجية وقواعد
عسكرية ذات شأن عظيم وبالتالي دراسة توزع هذه القواعد وأماكن وجودها وما
تتضمنه من أسلحة متطورة وغيرها التي تمتلكها روسيا وأنظمة الدفاع الصاروخي
التي طورته روسيا مؤخراً وأظهر هذا النظام دقة فائقة و هذا الواقع أفرز
قلقاً أمريكيا صهيونياً حقيقيا لان هذه المعطيات غيرت في السنتين
الاخيرتين توازنات القوى ليس اقليمياً بل أيضاً دولياً مع فشل واضح للدور
الامريكي في المنطقة وبروز قوى جديدة قادمة مثل الصين وغيرها.
من هنا كان التواجد الاسرائيلي في جورجيا لوضع هذه القوى تحت المجهر عن
قرب ورصد أي تطور نوعي تمتلكه وبالتالي ضربه أو إفشاله كما تحاول الآن مع
ايران وافتعال أزمات اقليمية لاستنزاف هذه القوى وبالتالي ضمان التفوق
الصهيوني الامريكي ..
إلا أن الرياح تسير عكس ما تشتهي السفن وبالتالي فإن الرد الروسي كان
قاسياً وحاسماً وضع حداً لهذا التورط المفتعل القائم على تقويض
المجتمعات.