موقع محيط ما حذرنا منه يتم
التدخل العسكري المصري في سوريا .. كارثة تفقدنا سيناء جمال أمين همام الأحد 2012/9/30 1:22 م إعلان مصر
استعدادها مبدئيا المشاركة في تدخل عسكري عربي في سوريا طبقاً لتصريحات
السيد سيف الدين عبد الفتاح المستشار السياسي للرئيس المصري أمس , يعد
علامة فارقة في السياسة الخارجية المصرية يجب التوقف أمامها والتنبيه لما
يمكن أن يترتب عليها , خاصة أن هذا الإعلان جاء بشكل مفاجئ وبدون مقدمات
حيث أن القاهرة هي التي تبنت خيار اللجنة الرباعية , هذه اللجنة التي ماتت
في المهد بعد جدل حول عضوية إيران فيها , كما أن الرئيس المصري أستبعد
الخيار العسكري وأكد على أهمية اللجنة الرباعية في حل الأزمة السورية أمام
الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام قليلة جداً .
أتمنى أن يكون الإعلان المصري
المفاجئ الذي جاء قبيل زيارة الدكتور مرسي إلى تركيا بمثابة بالون اختبار ,
أو ورقة ضغط على النظام الدموي القاتل في دمشق , ولحث القوى الكبرى على
التحرك الجدي لحل الأزمة السورية خاصة روسيا والصين إضافة إلى إيران وحمل
هذه القوى على تعديل مواقفها , والتخلي عن دعم نظام الأسد الذي يتلذذ
بإراقة الدماء دون أدنى اعتبار لمعتقدات دينية , أو أعراف دولية , أو لما
يسمى بحقوق الإنسان تلك المعزوفة التي يحلو للغرب أن يتغنى بها ويستخدمها
ذريعة عندما يريد ابتزاز أي نظام عربي أو إسقاطه .
نرفض بشدة تدخل مصر عسكريا في
سوريا تحت أي مبرر , أو من أجل تحقيق أي هدف , وهذا الرفض ليس من باب
التخلي عن الشعب السوري الشقيق الذي يتعرض لمحنة قاسية لم يعرف التاريخ
المعاصر شبيها لها حيث يستقوي نظام فاشي دموي طائفي بقوى عالمية وإقليمية
لقتل شعبه , ولكن هناك أسباب كثيرة وجوهرية تحرم علينا إخراج قواتنا
المسلحة في هذه المرحلة التاريخية خارج حدودنا , وإلا سيتكرر سيناريو هزيمة
5 يونيو 1967 م , .. هذا السيناريو الذي بدأ آنذاك باستدراج القوات
المسلحة المصرية إلى مستنقع حرب اليمن الذي استنفذ قواتنا وعتادنا في حرب
لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل , حيث أقنع الرئيس أنور السادات سلفه الرئيس
جمال عبد الناصر بأن الأمر في اليمن لا يتعدى إرسال أكثر من 10 آلاف عسكري
لإسقاط حكم الإمام وإقامة الجمهورية اليمنية في إطار المد القومي الذي كان
سائداً في تلك الفترة , وللأسف ذهبت قواتنا المسلحة إلى اليمن ووصل عددها
قرابة 100 ألف عسكري أتى العديد منهم في توابيت .
بل لم تأت جثث بعضهم أساساً
وذهبت طعاماً للحيوانات المفترسة أو الطيور الجارحة في الجبال اليمنية
المعروفة , وأكتشف الرئيس عبد الناصر فيما بعد ـ ولكن بعد فوات الأوان ـ
أن الحرب لم تكن مع اليمن , ولم تكن من أجل إسقاط حكم الإمام , بل كانت مع
قوي خارجية عديدة وجلبت خسارة فادحة لمصر سواء على المستوى العسكري أو
على مستوى شق الصف العربي وخلق حالة من العداء بين مصر ودول الخليج العربية
وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية , ووجد الرئيس الراحل جمال عبد
الناصر نفسه وقواته المسلحة جزء من الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي
والولايات المتحدة الأمريكية وكانت النتيجة أن أنقسم العرب إلى فسطاطين ,
وخرجت قواتنا المسلحة جريحة ومكسورة الجناح , وعمليا كانت هذه الحرب
العربية ـ العربية فخ كبير للقوات المسلحة المصرية التي عادت من صحراء
اليمن إلى صحراء سيناء تعاني من اهتزاز في الثقة , وبعثرة في الأفكار
والخطط القتالية , ومراجعة للأهداف , وتساؤلات حول لماذا ذهبنا إلى اليمن
وماذا كسبنا وماذا خسرنا ؟ , و جاء ذلك بعد أن فشلت في خوض حرب عصابات
بين تضاريس اليمن الوعرة التي لم تعتاد عليها قواتنا من قبل , وكانت هذه
الحرب هي البروفة الأخيرة لهزيمة أشد إيلاماً وأكثر قسوة مازلنا نعاني من
تبعاتها حتى الآن وهي هزيمة يونيو 1967 م , اللعينة .
والآن , ما أشبه الليلة
بالبارحة , الخطر الذي يواجه مصر هو الخطر الذي كان يواجهها في العام 1967 م
, وإن تغيرت نبرته الشكلية , فإسرائيل هي إسرائيل , والولايات المتحدة هي
الولايات المتحدة , وسيناء هي مسرح العمليات نفسه , فإذا ذهبت قواتنا
المسلحة إلى سوريا سوف تجد نفسها تحارب عصابات إيرانية , و ميليشيات حزب
الله , وعناصر مسلحة مجهولة سوف تتسلل إلى سوريا من عبر دولة العراق
الفالتة أمنيا والتي تعد ولاية إيرانية والتي ستكون ممراً لمرتزقة من آسيا
الوسطى بدعم من روسيا والصين حيث أن الدولتين تريدان إحياء الحرب الباردة
مع الولايات المتحدة عبر الورقة السورية , خاصة أن موسكو وبكين يعرفان أن
نجم واشنطن آخذ في الأفول وأن الامبراطورية الأمريكية تتجه نحو الانحسار ,
وأن الدب الروسي والتنين الصيني يريدان تحقيق الحلم القديم الذي ظل
يراودهما طويلاً وهو الوصول إلى المياه الدافئة في الشرق الأوسط خاصة
الخليج العربي الغني بالنفط والزيت .
الخطر الحقيقي على مصر في حالة
فتح جبهة للجيش المصري في سوريا , فسوف تعمل أمريكا وإسرائيل على توريط
جيشنا هناك ليطلب المدد كما حدث في حرب اليمن , ولذلك يتفرغ الجيش العربي
الوحيد الباقي على قيد الحياة في خط المواجهة مع إسرائيل لخوض حرب عصابات
في أزقة المدن السورية , وريف بلاد الشام , وعندها سوف يتلقى حزب الله
الدعم العسكري المباشر من تل أبيب وواشنطن لإطالة أمد هذه الحرب لتوريط
الجيش المصري وإيقاعه في مصيدة يصعب الخروج منها , كما ستقدم الولايات
المتحدة مساعدات لمصر سواء إعانات مباشرة , أو إعانات عبر قروض دولية , أو
عبر دول إقليمية لإغراء مصر على استكمال خطة إسقاط النظام السوري , وفي
غفلة من الزمن وفي حالة الانهماك المصري في حرب بلاد الشام , وتحت وطأة
ظروفنا الاقتصادية الصعبة , تهجم القوات الإسرائيلية على غزة لطرد الأخوة
الفلسطينيين إلى سيناء عبر الحدود المفتوحة الذين نستقبلهم تحت شعار انقاذ
الفلسطينيين من الإبادة والتجويع , وعلى الفور تقوم منظمة غوث اللاجئين (
أونروا ) ببناء المخيمات لهم على الأراضي المصرية في سيناء الرحبة منزوعة
السلاح وفاقدة الحماية وفي ظل انشغالنا في سوريا , وتكون هذه المخيمات على
غرار مخيمات عين الحلوة , اليرموك , والمية مية في لبنان وسوريا والأردن ,
وبذلك تنتهي القضية الفلسطينية إلى الأبد بعد أن يكون قد حط رحال أبناء غزة
على أراضي سيناء.
لذلك على القاهرة أن تدرك مخاطر
أي خروج للقوات المسلحة المصرية خارج حدودنا , خاصة مع الترويج لشائعة أو
خدعة كبري يطلقون عليها استعادة دور مصر الإقليمي والعربي , هذا الدور
المزعوم الذي لم يكن موجوداً خلال التاريخ القديم والحديث إلا عندما كانت
تتوفرلمصر القوة العسكرية , والاقتصادية , أو ما يسمى بالقوى الناعمة (
الثقافة ـ الفنون ـ والأدب ) , وهذه الخدعة الكبرى هي التي أخرجت قواتنا
إلى اليمن , وهي التي سخرت إمكانياتنا لخدمة أوهام لم نجن منها شيئاً عبر
التاريخ , فالدور الإقليمي لأي دولة تصنعه إمكانياتها , قوتها على الأرض ,
مخترعاتها , انجازاتها , اقتصادها .. فليس من المعقول أن نقترض من صندوق
النقد الدولي لسد عجز الموازنة العامة للدولة , وتوفير الدقيق , والبنزين ,
والبوتاجاز في هذه المرحلة ثم نبحث عن وهم أسمه الدور الإقليمي , علينا
أن نمارس الواقعية السياسية وألا تبهرنا الشعارات , وألا تخدعنا المظاهر
الكاذبة , وألا ننساق خلف المؤامرات , وأن نعي الظروف المحيطة فالمغامرة
ستكون كارثية النتائج .
http://www.moheet.com/2012/09/30/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9/
الان اتضحت الرية
الان اتضحت الرؤية لماذا دمر مرسى الاقتصاد المصرى ولماذا اردا تفتيت احتياطيات الجيش المصرى ولماذا وطن الارهاب فى سيناء ولماذا تعمد هزيمة الجيش فى سيناء كانت من اجل ان تضيع سيناء فالان يريد توريط الجيش المصرى فى حرب بسوريا حتى يصبح جزء من الجيش المصرى كبير مشغول بحرب خارج الحدود وبعدها عملية ارهابية فى اسرائيل تهاجم اسرائيل سيناء وتتلها وتقوم بتوطين الفلسطيين بها وجيش مصر مشغول بحرب لاناقة له بها فى سوريا لتدمير ما تبقى من الجيش السورى وبالتالى تكون مصر انهارت وليس لها قدرة على تحرير سيناء بعدما تم تدمير الاقتصاد وتفتيت الجيش فتدخل مصر عصر الانهيار