للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة النووية الايرانية, طالبت اسرائيل الخميس باقصاء المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن منصبه واتهمته باتباع سياسة تعرض السلام في العالم للخطر.
وتسعى اسرائيل بشكل ناشط الى فرض عقوبات دولية جديدة على طهران وتتهمها بالسعي لتطوير قنبلة ذرية. وقد شددت في الايام الاخيرة ضغوطها على الوكالة الدولية ومديرها العام الذي اكد الشهر الماضي انه لا يملك ادلة على ان ايران تصنع قنبلة ذرية.
وتأتي هذه التصريحات مع اقتراب نشر تقرير جديد حول البرنامج النووي الايراني يفترض ان يشكل اساسا لمشاورات في الامم المتحدة حول احتمال تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران.
وفي فيينا حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفضت هذه المؤسسة الدولية التعليق على التصريحات الاسرائيلية ضد البرادعي الذي يحمل الجنسية المصرية.
وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاوول موفاز المكلف الملف الايراني للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "السياسة التي يتبعها البرادعي تهدد السلام في العالم وموقفه غير المسؤول الذي يقضي بغض النظر في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني يجب ان يؤدي الى طرده".
وكان موفاز يرد على اسئلة الاذاعة من واشنطن حيث يقود فريقا مكلفا الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة حول الملف النووي الايراني. وقد التقى الاربعاء خصوصا وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.
وقال موفاز وزير النقل وعضو في الحكومة الامنية المصغرة ان "البرادعي يؤكد انه لا يملك ادلة تتعلق بالبرنامج النووي الايراني بينما لديه معلومات جمعت من عدة دول ويترأس منظمة مكلفة الاستفادة من هذا النوع من المعلومات".
ورأى رئيس الاركان الاسرائيلي السابق ان ايران لم تبلغ بعد نقطة اللاعودة. وقال ان "تطوير البنى التحتية اللازمة لتخصيب اليورانيوم ابطأ مما يقول المسؤولون الايرانيون".
وذكرت الاذاعة العامة نقلا عن مسؤولين اسرائيليين ان الوفد الاسرائيلي الموجود في واشنطن حاليا قدم معلومات دقيقة جدا و"نقية" الى الولايات المتحدة, ملمحا بذلك الى صور التقطتها اقمار صناعية.
واكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في تصريحات نقلتها صحيفة "جيروزاليم بوست" الخميس انه لا يستبعد اي خيار. وقال امام ناشطين في حزبه في بئر السبع "لا يمكننا استبعاد اي خيار ويجب ان ندرس الجوانب العملانية".
وراى افرائيم اسكولاي الباحث في معهد الدراسات حول الامن الوطني في تل ابيب ايضا ان البرادعي "يعمل بدوافع سياسية فيما يفترض ان تقدم المؤسسة التي يرأسها تقارير تقنية".
وقال هذا الباحث المتخصص في الاسلحة غير التقليدية لوكالة فرانس برس "كيف يمكن الزعم من جهة بان ايران قد تمتلك القنبلة الذرية في غضون ثلاث سنوات, والتاكيد من جهة ثانية عدم امتلاك ادلة على ان هذا البلد يطور برنامجا نوويا عسكريا".
وكانت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة اجتمعت الاربعاء للبحث في الملف النووي الايراني وخصوصا الاجراءات التي اتخذتها اسرائيل لاقناع المجتمع الدولي بتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران لحملها على وقف برنامجها النووي.
وعقد الاجتماع بعد ان اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان طهران باتت تمتلك ثلاثة الاف جهاز للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم وهي مرحلة تسمح نظريا بانتاج كميات كافية من اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية خلال اقل من عام واحد. وتنفي طهران من جهتها نيتها في صنع القنبلة الذرية.
ويؤكد خبراء اجانب ان اسرائيل التي رفضت توقيع معاهد حظر انتشار السلاح النووي, تمتلك مئتي رأس نووي وصواريخ بعيدة المدى وغواصات يمكن ان تطلق صواريخ بالستية.